العراق لمناقشة زيادة حصته الإنتاجية من النفط مع «أوبك»

يحرص على استقرار الأسعار وعدم تجاوزها 100 دولار للبرميل

حقل نفطي عراقي (رويترز)
حقل نفطي عراقي (رويترز)
TT

العراق لمناقشة زيادة حصته الإنتاجية من النفط مع «أوبك»

حقل نفطي عراقي (رويترز)
حقل نفطي عراقي (رويترز)

يعتزم العراق إجراء نقاش مع دول أوبك، يطلب خلالها زيادة حصته الإنتاجية من النفط، وسط التزامات باتفاق تخفيض الإنتاج بنحو مليوني برميل يومياً لنحو 23 دولة عضواً في تحالف «أوبك بلس».
ورغم تأكيده بأن بلاده ملتزمة بسياسات أوبك وقراراتها، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للصحافيين، أمس السبت: «العراق بحاجة لزيادة إنتاجه من النفط لتحقيق المزيد من الإيرادات لإعادة إعمار الدولة». ومضى يقول: «ينبغي أن يعيد أعضاء أوبك النظر في حصة إنتاج العراق».
ارتفعت إيرادات النفط العراقي خلال الـ9 أشهر الأولى من العام الحالي بنسبة 70.5 في المائة على أساس سنوي، لتسجل نحو 90.31 مليار دولار، مقابل 52.98 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي.
وفي الوقت الذي يتم فيه تحديد سعر برميل النفط العراقي بشكل شهري، تشكل الإيرادات المالية للنفط الخام 95 في المائة من الموازنة الاتحادية للعراق.
أضاف السوداني أن بلاده حريصة على الحفاظ على استقرار أسعار النفط عند مستوى لا يتجاوز 100 دولار للبرميل.
بلغ معدل صادرات النفط خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، 3.382 مليون برميل يومياً، بزيادة 222.82 ألف برميل، مقارنة بشهر سبتمبر (أيلول)، الذي سجل 3.159180 مليون برميل يومياً. وفق الإحصائية الأولية من وزارة النفط العراقية، بإيرادات بلغت نصف مليار دولار.
كان السوداني قد أثار هذا الطلب قبيل تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة في العراق، وقال إن اتفاق «أوبك بلس» الأخير لخفض الإنتاج مليوني برميل يومياً لم يكن في صالح العراق.
غير أن ممثل العراق لدى أوبك، محمد سعدون محسن، أوضح سابقاً أن وزارة النفط وشركة تسويق النفط العراقية الحكومية «سومو» ملتزمتان بالاتفاق. وأضاف أن بلاده تخطط لخفض استهلاك الخام المحلي بدلاً من الصادرات للامتثال لحصته المنخفضة من الإنتاج. واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي تقودها السعودية وحلفاؤها على خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل من النفط يومياً. وصرح السوداني بعد أيام من اجتماع «أوبك بلس» في فيينا، بأن «تخفيضات الإنتاج التي فرضها التحالف النفطي لن تنجح في العراق».
وأضاف أن العراق «بحاجة إلى بيع مزيد من النفط الخام للمساعدة في تمويل إعادة بناء اقتصادي بعد حرب معادية مع تنظيم داعش وفصائل مسلحة أخرى، في ظل النمو الكبير في عدد سكان العراق».
ويعد العراق ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك بأكثر من 4.5 مليون برميل يومياً. وكانت بغداد قد قالت في وقت سابق إنها تخطط لرفع مستوى الإنتاج إلى 6 ملايين برميل يومياً بحلول نهاية عام 2027.
يشار إلى أن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، قال يوم الجمعة، وفق بلومبرغ، إن منظمة «أوبك بلس» ستظل حذرة بشأن إنتاج النفط، مشيراً إلى أن الأعضاء يرون «عوامل عدم يقين» في الاقتصاد العالمي قبيل اجتماع المنظمة التالي في ديسمبر (كانون الأول).
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان لتلفزيون بلومبرغ، في مقابلة على هامش قمة المناخ «كوب27» في منتجع شرم الشيخ بمصر: «منهجنا الرئيسي هو أن نكون حذرين... يتعلق الأمر بالتحلي بالمسؤولية، وألا يغيب عنا ما يتطلبه السوق».
ومن المنتظر أن تلتقي المجموعة مجدداً في فيينا في الرابع من ديسمبر قبل يوم واحد من موعد سريان اتفاق لمجموعة الدول السبع الكبرى يفرض سقفاً منخفضاً لسعر بيع النفط الروسي.
ونقلت بلومبرغ عن الأمير قوله: «تغلق الصين المزيد من المدن ولم يتضح بعد» إن كانت ستنهي سياسة الإغلاقات الصارمة لكبح انتشار فيروس «كوفيد-19».
وأضاف: «يتعلق الأمر بالركود. أرى أيضاً ما تقوله البنوك المركزية وما تفعله»، في إشارة فيما يبدو لتحرك البنوك المركزية الرئيسية لرفع الفائدة في محاولة لكبح التضخم.
وقفزت أسعار النفط نحو 3 في المائة يوم الجمعة، آخر تعاملات الأسبوع، بعدما خففت السلطات الصحية في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، بعض القيود الصارمة المرتبطة بكوفيد.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)

خفّض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس؛ استجابةً للتباطؤ المستمر في ضغوط التضخم، التي أثارت استياء كثير من الأميركيين، وأسهمت في فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

وكعادته، يكتسب اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» أهمية؛ حيث يترقبه المستثمرون والأسواق لمعرفة مقدار الخفض الذي سيطال الفائدة لما تبقى هذا العام والعام المقبل، لكن أهميته هذه المرة كانت مضاعفة، كونها تأتي غداة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي أفضت إلى فوز الجمهوري دونالد ترمب، المعروف بانتقاداته للسياسة النقدية المتبعة عموماً، ولرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خصوصاً.

ونقلت «سي أن أن» عن مستشار كبير لترمب أنه من المرجح أن يسمح الأخير لباول بقضاء بقية فترة ولايته التي تنتهي في مايو (أيار) 2026، بينما يواصل سياسته في خفض أسعار الفائدة.

وجاء خفض 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.5 في المائة - 4.75 في المائة، بعدما خفّض في سبتمبر (أيلول) الماضي سعر الفائدة بمقدار بواقع 50 نقطة أساس.

وبعد نتائج الانتخابات، عزز المستثمرون رهاناتهم على الأصول التي تستفيد من فوز المرشح الجمهوري، أو ما يعرف باسم «تجارة ترمب»، التي تستند إلى توقعات بنمو اقتصادي أسرع، لكنها قد تؤدي أيضاً إلى تضخم أعلى.

وقفزت عوائد السندات الأميركية طويلة الأجل بنحو 20 نقطة أساس، في حين سجلت الأسهم الأميركية مستويات قياسية، وارتفع الدولار.

وقد باتت تحركات «الاحتياطي الفيدرالي» المستقبلية غامضةً بعد الانتخابات؛ نظراً لأن مقترحات ترمب الاقتصادية يُنظر إليها، على نطاق واسع، على أنها قد تسهم في زيادة التضخم.

كما أن انتخابه أثار احتمالية تدخل البيت الأبيض في قرارات السياسة النقدية لـ«الاحتياطي الفيدرالي»؛ حيث صرّح سابقاً بأنه يجب أن يكون له صوت في اتخاذ قرارات البنك المركزي المتعلقة بسعر الفائدة.

ويُضيف الوضع الاقتصادي بدوره مزيداً من الغموض؛ حيث تظهر مؤشرات متضاربة؛ فالنمو لا يزال مستمراً، لكن التوظيف بدأ يضعف.

على الرغم من ذلك، استمرّ إنفاق المستهلكين في النمو بشكل صحي، ما يُثير المخاوف من أن خفض سعر الفائدة قد لا يكون ضرورياً، وأن القيام به قد يؤدي إلى تحفيز الاقتصاد بشكل مفرط، وربما إلى تسارع التضخم من جديد.

وفي هذا الوقت، ارتفع عدد الأميركيين الذين قدّموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل طفيف الأسبوع الماضي، ما يشير إلى عدم وجود تغييرات ملموسة في ظروف سوق العمل، ويعزز الآراء التي تشير إلى أن الأعاصير والإضرابات تسببت في توقف نمو الوظائف تقريباً في أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، إن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية ارتفعت 3 آلاف طلب لتصل إلى 221 ألف طلب، معدَّلة موسمياً، للأسبوع المنتهي في 2 نوفمبر (تشرين الثاني).

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 221 ألف طلب للأسبوع الأخير، وفق «رويترز».

وتباطأ نمو الوظائف بشكل حاد في الشهر الماضي؛ إذ ارتفعت الوظائف غير الزراعية بواقع 12 ألف وظيفة فقط، وهو أقل عدد منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020.