قلق أميركي من تنامي العنف السياسي عشية الانتخابات النصفية

أغلبية الأميركيين يحمّلون الحزبين مسؤولية هذه الظاهرة

أشخاص يرفعون لافتات تحمل عبارتي «أين هي نانسي» و«قاتل الرضع» في انتظار مرور موكب الرئيس بايدن بإلينوي السبت (رويترز)
أشخاص يرفعون لافتات تحمل عبارتي «أين هي نانسي» و«قاتل الرضع» في انتظار مرور موكب الرئيس بايدن بإلينوي السبت (رويترز)
TT

قلق أميركي من تنامي العنف السياسي عشية الانتخابات النصفية

أشخاص يرفعون لافتات تحمل عبارتي «أين هي نانسي» و«قاتل الرضع» في انتظار مرور موكب الرئيس بايدن بإلينوي السبت (رويترز)
أشخاص يرفعون لافتات تحمل عبارتي «أين هي نانسي» و«قاتل الرضع» في انتظار مرور موكب الرئيس بايدن بإلينوي السبت (رويترز)

عند الساعة الثانية و31 دقيقة فجراً من الـ28 من أكتوبر (تشرين الأول)، تسلّل دايفيد ديباب البالغ من العمر 42 عاماً إلى داخل منزل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ودخل غرفة نومها ليجد زوجها بول ويوقظه صائحا بعنف: «أين هي بيلوسي؟».
كانت خطته، بحسب تقرير الشرطة، احتجاز رئيسة المجلس «ليتحدث معها». وإذا ما أخبرته الحقيقة، كان سيطلق سراحها، أما إذا «كذبت»، فكان «سيكسر ركبتيها كي تذهب إلى الكونغرس على كرسي متحرك ليثبت للآخرين أن أعضاء الكونغرس يتحملون مسؤوليات أفعالهم».
وعلى الرغم من أن خطة المقتحم فشلت لأن رئيسة المجلس لم تكن في المنزل، إلا أن حادثة الاعتداء على زوجها بمطرقة سلّطت الضوء على تنامي العنف السياسي في الولايات المتحدة في الأعوام الأخيرة. فبحسب أرقام لشرطة الكابيتول، تزايدت التهديدات المحدقة بأعضاء الكونغرس من 3,939 في 2017 إلى 9,625 في 2021، وهي أرقام تدل على تصاعد كبير في لجوء بعض الأميركيين إلى العنف لصالح أجندة سياسية معينة. وتظهر استطلاعات الرأي أن 1 من أصل 4 أميركيين يعتبرون أن العنف «مبرر ضد الحكومة». ويشير استطلاع لمشروع أجري بعد أحداث اقتحام الكابيتول في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 أن ربع الأميركيين يعتقدون أن استعمال العنف ضد الحكومة «مقبول أحياناً»، مع الإشارة إلى أن نسبة المحافظين والليبراليين متعادلة في هذا الرأي، بحسب الاستطلاع.

تصاعد العنف
وعلى الرغم من تسليط الضوء على التهديدات التي تواجه الديمقراطيين خاصة بعد أحداث الاقتحام، فإن العنف السياسي لا يفرق بين الحزبين، إذ تعرض الجمهوريون بدورهم إلى تهديدات واعتداءات، كانت آخرها محاولة لطعن النائب الجمهوري لي زيلدن خلال حدث انتخابي في يوليو (تموز) بنيويورك.
ودفعت الأجواء السياسية المحمومة في موسم انتخابي تفاقمت فيه حدة الاستقطابات السياسية، الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الحديث عن قضية العنف السياسي على بعد أمتار من مبنى الكابيتول. فقال في كلمة الأسبوع الماضي: «هذا الترهيب، والعنف ضد الديمقراطيين والجمهوريين ومسؤولين غير حزبيين بسبب قيامهم بواجبهم فحسب، هو نتيجة لأكاذيب قيلت بهدف الربح والقوة. أكاذيب عن مؤامرات، أكاذيب كررت بشكل مستمر لخلق موجة من الغضب والكراهية والعنف». وأضاف بايدن بلهجة تحذيرية: «في هذه اللحظات، يجب أن نواجه الأكاذيب بالحقيقة، فمستقبل أمتنا يعتمد على ذلك».
بدورها، علقت رئيسة مجلس النواب، الجمعة، على الهجوم الذي تعرض له زوجها، متوجهة إلى الأميركيين بالقول: «يجب ألا نخاف، يجب أن نكون شجعانا». وقالت الزعيمة الديمقراطية في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك: «جعلني ذلك (الهجوم) أدرك الخوف الذي يشعر به بعض الناس مما يحدث في الخارج»، مشيرة إلى أن هذا الخوف يشعر به موظفو مراكز الاقتراع خصوصا، وسكان الولايات المتحدة عموما.
وتابعت بيلوسي: «الرسالة واضحة. هناك أسباب تدعو إلى القلق. لكن لا يمكننا أن نخاف، علينا التحلي بالشجاعة». وتنهدت قائلة إن «الطريق سيكون طويلا»، مؤكدة أن زوجها «سيكون بخير».

مسؤولية مشتركة
وينعكس هذا الواقع الذي يتحدث عنه بايدن على آراء الأميركيين الذين باتوا يتخوفون من تزايد العنف السياسي، إذ أعرب 88% منهم عن القلق من أن تؤدي الانقسامات السياسية إلى زيادة مخاطر العنف «المولّد سياسياً» في البلاد.
واعتبر 63% من الأشخاص الذين شملهم استطلاع للرأي لشبكة «إي بي سي» مع صحيفة «واشنطن بوست» أنهم «قلقون جداً» من الوضع الراهن. لكن النقطة الأبرز في الاستطلاع، هو أنّه أظهر تعادلاً في توجيه اللوم للحزبين، إذ قال 31% إن الحزب الجمهوري يتحمل المسؤولية في تصاعد العنف السياسي، مقابل 25% من الذين لاموا الحزب الديمقراطي، فيما اعتبر 32% أن الحزبين يتحملان المسؤولية.
واللافت للاهتمام أن هذه الأرقام تزامنت مع تقرير للوكالات الفيدرالية الأميركية حذّر من تصاعد التهديد من قبل المتشددين المحليين في الأسابيع المقبلة. ووجّه التقرير المؤسسات الفيدرالية لالتزام الحذر في فترة الانتخابات وما بعدها، مشيراً إلى أنها ستنجم على الأرجح من «مهاجمين فرديين» بدلاً من مجموعات متشددة منظمة. وحدد الأسباب بادعاءات التزوير بالانتخابات والإجهاض.
ويتخوف المسؤولون في ولايات من حضور مسلح للناخبين خارج مراكز الاقتراع. وفي مقدّمتها ولاية أريزونا حيث سبق أن حضر مدنيون مسلحون إلى مراكز الاقتراع المبكر «للإشراف على عملية التصويت». ويشجّع بعض المرشحين الجمهوريين مناصريهم على مراقبة صناديق الاقتراع، كالمرشح لمنصب سكرتير الولاية مارك فينشمان، الذي قال في حملته الانتخابية لمناصريه: «أنتم المسؤولون عن الحفاظ على انتخاباتكم، أنتم وليس أنا… يجب أن تحضروا إلى مراكز الاقتراع، يجب ألا تتركوا هذا الأمر للآخرين». وذلك في إشارة للموظفين الحكوميين الذين يشرفون على العملية الانتخابية.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ترمب يعين كاري ليك مديرة «فويس أوف أميركا»... ماذا نعرف عنها؟

كاري ليك إلى جانب دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي في فيندلاي تويوتا أرينا في بريسكوت فالي، أريزونا، في 13 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
كاري ليك إلى جانب دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي في فيندلاي تويوتا أرينا في بريسكوت فالي، أريزونا، في 13 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

ترمب يعين كاري ليك مديرة «فويس أوف أميركا»... ماذا نعرف عنها؟

كاري ليك إلى جانب دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي في فيندلاي تويوتا أرينا في بريسكوت فالي، أريزونا، في 13 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
كاري ليك إلى جانب دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي في فيندلاي تويوتا أرينا في بريسكوت فالي، أريزونا، في 13 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

عيَّن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الأربعاء كاري ليك التي رفضت نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020 حين فاز جو بايدن، مديرة جديدة لمؤسسة «فويس أوف أميركا» الإعلامية الدولية الممولة من الدولة.

وكتب ترمب على منصته «تروث سوشل» للتواصل الاجتماعي: «يسعدني أن أعلن أن كاري ليك ستكون المديرة المقبلة لـ(فويس أوف أميركا)».

وأشار الملياردير الجمهوري إلى أن ليك ستكون مكلّفة «ضمان بث القيم الأميركية (...) في كل أنحاء العالم بنزاهة ودقة، على عكس الأكاذيب التي تروج لها وسائل إعلام الأخبار المضللة».

وليك مذيعة الأخبار التلفزيونية السابقة هي محافظة متشددة ترشحت في عام 2022 لمنصب حاكم ولاية أريزونا، جنوب غربي البلاد، ولمنصب مجلس الشيوخ الأميركي في عام 2024. وخسرت في المرتين.

ورفضت مراراً قبول الهزيمتين اللتين مُنيَت بهما، وكذلك خسارة ترمب عام 2020 أمام بايدن.

وتتلقى «فويس أوف أميركا» تمويلاً حكومياً وتبث محتوى إخبارياً إذاعياً وتلفزيونياً لجمهور عالمي بلغات عدة، مثل الفرنسية والداري والصومالية.