شجعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بصورة غير علنية، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على إظهار انفتاحه على إجراء مباحثات مع روسيا، وسيلةً لمساعدة حكومته في التعامل مع الإنهاك من تقديم الدعم بين بعض الدول الحليفة، وذلك حسب مصادر مطلعة على الجهود.
وأوضحت المصادر لصحيفة «واشنطن بوست»، أن طلب المسؤولين الأميركيين لا يهدف إلى الضغط على كييف من أجل الجلوس إلى طاولة المفاوضات، بل مجرد محاولة محسوبة لضمان أن تحافظ أوكرانيا على دعم دول أخرى تخشى من استمرار القتال لسنوات كثيرة قادمة.
وكشفت المصادر أن المناقشات توضح مدى صعوبة موقف إدارة بايدن حول الملف الأوكراني، حيث تعهد المسؤولون الأميركيون علناً بدعم كييف بمبالغ ضخمة من المساعدات «لأطول فترة ممكنة»، لكنهم في الواقع يأملون في التوصل إلى حل للصراع المستمر منذ ثمانية أشهر وإلحاق خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي، وأثار مخاوف من اندلاع حرب نووية.
وعلى الرغم من أن المسؤولين الأميركيين أيدوا موقف نظرائهم الأوكرانيين بأن بوتين ليس جاداً في الوقت الحالي بشأن المفاوضات، لكنهم أقروا بأن رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الدخول في محادثات معه أثار مخاوف عدة في أجزاء من أوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وهي المناطق التي ظهر فيها تأثير الصراع الدائر منذ أشهر على تكاليف الغذاء والوقود على نحو كبير.
وخصصت واشنطن إلى الآن أكثر من 18.2 مليار دولار لأوكرانيا منذ بداية الاجتياح الروسي «غير المبرر والوحشي في 24 فبراير (شباط)». وتشمل المساعدة العسكرية صواريخ «هوك» للدفاع الجوي تم تجديدها، وتمويل 45 دبابة «تي - 72» تم تجديدها مع أنظمة رصد واتصالات ودروع متطورة، و1100 طائرة من دون طيار من نوع «فينيكس غوست»، و40 زورقاً مصفحاً للقيادة النهرية، وتمويل تجديد 250 مركبة مصفحة من طراز «إم 117»، وأنظمة الاتصالات، والمراقبة التكتيكية، وتمويل التدريب، والصيانة.
وفي وقت سابق الجمعة، قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، خلال زيارة إلى كييف، إن الدعم الأميركي لأوكرانيا سيظل «ثابتاً»، ولن يتغير بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس يوم الثلاثاء المقبل. وقال سوليفان خلال إفادة صحافية، «نعتزم تماماً ضمان وجود الموارد حسب الضرورة، وأننا سنحصل على أصوات من كلا الحزبين، لتحقيق ذلك».
من جانبه، شكر زيلينسكي الولايات المتحدة، على مساعدتها الأخيرة، وقال إن المركبات المدرعة على وجه الخصوص هي التي «نحتاج إليها بشدة للمضي قدماً في الجبهة». وأضاف: «أنا ممتن للرئيس بايدن والكونغرس الأميركي والشعب الأميركي بأسره للمساعدة المستمرة والحيوية». وتأتي تصريحات زيلينسكي وسوليفان، بعدما أشار بعض الجمهوريين إلى أنهم سيحاولون تقليص المساعدات الأميركية لكييف إذا فازوا بالسيطرة على الكونغرس.
في الشهر الماضي، قال كيفن مكارثي، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، إن على الأميركيين عدم «كتابة شيك على بياض» لأوكرانيا.
واشنطن حثت كييف سراً على التفاوض مع بوتين
واشنطن حثت كييف سراً على التفاوض مع بوتين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة