صندوق النقد: 3 أولويات حاسمة لـ«كوب 27»

مستقبل أكثر اخضراراً لا يزال في الإمكان

كريستالينا غورغييفا مديرة صندوق النقد الدولي دعت قبل مؤتمر «كوب 27» إلى تحرك عاجل لمواجهة التغير المناخي  (أ.ف.ب)
كريستالينا غورغييفا مديرة صندوق النقد الدولي دعت قبل مؤتمر «كوب 27» إلى تحرك عاجل لمواجهة التغير المناخي (أ.ف.ب)
TT

صندوق النقد: 3 أولويات حاسمة لـ«كوب 27»

كريستالينا غورغييفا مديرة صندوق النقد الدولي دعت قبل مؤتمر «كوب 27» إلى تحرك عاجل لمواجهة التغير المناخي  (أ.ف.ب)
كريستالينا غورغييفا مديرة صندوق النقد الدولي دعت قبل مؤتمر «كوب 27» إلى تحرك عاجل لمواجهة التغير المناخي (أ.ف.ب)

حذرت كريستالينا غورغييفا، مديرة صندوق النقد الدولي، من تزايد الكوارث المناخية في حال الفشل في التصرف سريعاً لمواجهة التغير المناخي، مشيرة إلى أنه «إذا عملنا معاً، وبجدية وسرعة أكبر، فإن مستقبلاً أكثر اخضراراً وصحة ومرونة لا يزال ممكناً».
وأشارت غورغييفا، في بيان صحافي قبل قمة «كوب27» التي تنطلق الأحد المقبل في مدينة شرم الشيخ المصرية، إلى أنه إذا استمر الاحتباس الحراري، يتوقع العلماء المزيد من الكوارث المدمرة على المدى الطويل واضطراب في أنماط الطقس من شأنه أن يدمر الأرواح وسبل العيش ويقلب المجتمعات؛ ما يمكن أن تتبعه هجرات جماعية.
وأوضحت أن الفشل في الوصول إلى هدف المسار بتقليص الانبعاثات والحفاظ على المسار بحلول عام 2030 قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض فوق درجتين مئويتين، ومخاطر التحول ستكون كارثية؛ حيث يصبح تغير المناخ ذاتياً. وشددت على أنه «إذا تصرفنا الآن، فلن يمكننا فقط تجنب الأسوأ، ولكن يمكننا أيضاً اختيار مستقبل أفضل. وإذا تم ذلك بشكل صحيح، فإن التحول الأخضر سيوفر كوكباً أنظف مع تلوث أقل، واقتصادات أكثر قدرة على الصمود، وأشخاصاً يتمتعون بصحة أفضل».
وفي سبيل الوصول إلى ذلك، فإن الوضع يتطلب اتخاذ إجراءات على ثلاث جبهات وأولويات حاسمة، هي سياسات ثابتة للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية عام 2050، وتدابير قوية للتكيف مع ظاهرة الاحتباس الحراري المحصورة بالفعل، ودعم مالي قوي لمساعدة البلدان الضعيفة على دفع ثمن هذه الجهود، بحسب غورغييفا.
وأكدت مديرة صندوق النقد أنه من الضروري أن يحد العالم من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من 1.5 إلى 2 درجة مئوية. وبلوغ ذلك بحلول عام 2050 يتطلب خفض الانبعاثات بنسبة 25 - 50 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بـمستويات ما قبل 2019.
وقالت غورغييفا إن «النبأ السار هو أن نحو 140 دولة - تمثل 91 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري - قد اقترحت بالفعل أو حددت أهدافاً صافية صفرية حول منتصف القرن... لكن النبأ السيئ هو أن الخطاب المعلن لا يتطابق مع الواقع».
وطالبت مديرة صندوق النقد ببذل المزيد من الجهد لتعزيز أهدافها لخفض الانبعاثات، لا سيما الاقتصادات الكبيرة. وقالت إن «هناك فجوة أكبر على صعيد السياسة. ففي تحليل جديد لصندوق النقد الدولي، تظهر سياسات المناخ أنها لن تحقق سوى خفض بنسبة 11 في المائة فقط».
ومن أجل اللحاق بالركب، سيتطلب ذلك مزيجاً من الحوافز لدفع الشركات والأسر إلى إعطاء الأولوية للحفاظ على ملاءمة الأهداف المناخية في جميع قراراتهم. وقد يشمل مزيج السياسات المثالي تسعير الكربون، بما في ذلك خفض الوقود الأحفوري، إلى جانب التدابير البديلة التي يمكن أن تحقق نتائج متكافئة، مع مراعاة مستويات الدخل في البلدان المعنية. من الضروري أيضاً تضمين حوافز للاستثمارات الخاصة في مجال الكربون المنخفض، والتقنيات والاستثمارات العامة الصديقة للنمو في البنية التحتية الخضراء، والدعم للأسر الضعيفة.
ويحتوي تحليل صندوق النقد الجديد على توقعات مشجعة لحزمة عادلة من شأنها أن تحتوي ظاهرة الاحتباس الحراري عند 2 درجة مئوية. مع تقدير أن صافي تكلفة الانتقال إلى التكنولوجيا النظيفة ستكون نحو 0.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2030، وهذا مبلغ ضئيل مقارنة بالتكاليف المدمرة للتغير المناخي غير الخاضع للرقابة... «لكن كلما طال انتظارنا، سيكون إجراء التحول أكثر تكلفة بكثير وأكثر إرباكاً»، بحسب غورغييفا.
وأشارت مديرة صندوق النقد إلى أنه «على الرغم من أن الاقتصادات الأكبر في العالم تسهم أكثر من غيرها في التغير المناخي، ويجب أن تقدم نصيب الأسد من التخفيضات في غازات الاحتباس الحراري العالمية، تدفع الاقتصادات الأصغر أكبر التكاليف ومواجهة أكبر فاتورة للتكيف. وفي الواقع، وبالنسبة لنحو 50 من الاقتصادات منخفضة الدخل والبلدان النامية، فإن تقديرات صندوق النقد الدولي توضح أن تكاليف التكيف السنوية ستتجاوز 1 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للسنوات العشر المقبلة».
ودعت غورغييفا إلى نهج مبتكر وسياسات جديدة تحفز المستثمرين من القطاع الخاص على فعل المزيد؛ حيث إن الدعم الحكومي وحده لا يكفي، موضحة أن «التحول الأخضر يجلب الكثير من فرص الاستثمار في البنية التحتية والطاقة وغير ذلك».
وختمت غورغييفا: «يدرك صندوق النقد الدولي الأهمية الحاسمة للتحول الأخضر، ونحن كثفنا هذه المسألة، بما في ذلك من خلال شراكاتنا مع البنك الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وشبكة (تخضير) النظام المالي، وغيرها. ونحن نقوم بالفعل بدمج الاعتبارات المناخية في جميع جوانب عملنا، بما يشمل المراقبة الاقتصادية والمالية، والبيانات، وتنمية القدرات، مع العمل التحليلي. وأول أداة تمويل طويلة الأجل لدينا، هي صندوق الاستدامة الذي لديه الآن أكثر من 40 مليار دولار من تعهدات التمويل».


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات اقتصادية محبِطة قد تشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة خلال التعاملات المبكرة، متجهاً نحو خَسارته الثالثة في الأيام الأربعة الماضية، وهو ما يشير إلى تعثر ملحوظ بعد ارتفاعه الكبير، هذا العام.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 23 نقطة، أو 0.1 في المائة، في حين انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4 في المائة، مقارنةً بأعلى مستوى سجله في اليوم السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وتأثرت الأسواق بتقرير يُظهر ارتفاعاً في عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة، الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تحديث آخر أظهر أن التضخم على مستوى الجملة، قبل أن يصل إلى المستهلكين الأميركيين، كان أعلى من المتوقع في الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن هذه التقارير لا تشير إلى كارثة وشيكة، فإنها تثير القلق بشأن بعض الآمال التي كانت تدعم مؤشرات الأسهم، وخاصة «ستاندرد آند بورز 500» الذي وصل إلى أعلى مستوى له، هذا العام، حيث كانت السوق تُعوّل على تباطؤ التضخم بما يكفي لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة، مع بقاء الاقتصاد قوياً بما يكفي لتفادي الركود.

ومن بين التقريرين، قد يكون التحديث الأكثر تأثيراً هو الأضعف لسوق العمل، وهو ما يَعدُّه كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في «إي تريد» من «مورغان ستانلي»، عاملاً مهماً في حسم مسار السوق. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار البيض ربما يكون السبب وراء أرقام التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع. وأضاف لاركين أن «أسبوعاً واحداً من البيانات الضعيفة لا ينفي الاتجاه العام القوي لسوق العمل، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون حذراً في التعامل مع أي إشارات على ضعف سوق الوظائف».

ويتوقع المستثمرون بشكل شبه مؤكَّد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي، في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، ما يمثل التخفيض الثالث على التوالي، بعد أن بدأ خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما كانت عند أعلى مستوياتها منذ عقدين. ويأمل البنك أن يسهم هذا التخفيض في دعم سوق العمل المتباطئة مع السعي لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة. إلا أن هذه الخطوة قد تثير أيضاً القلق بشأن تعزيز التضخم في المستقبل.

في سياق مماثل، كان هذا التوجه في السياسة النقدية مواكباً لخطوات مماثلة اتخذتها بنوك مركزية أخرى. فقد قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، بينما خفَّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في خطوة حادة تعكس التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة. من جانب آخر، أشار البنك المركزي السويسري إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يشوبه عدم اليقين، ولا سيما مع تأثيرات السياسة الاقتصادية المرتقبة تحت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إضافة إلى التقلبات في السياسة الاقتصادية بأوروبا.

على صعيد الأسهم، تراجعت أسهم شركة «أدوبي» بنسبة 11.4 في المائة، على الرغم من إعلانها أرباحاً تفوق توقعات المحللين للربع الأخير، حيث قدمت الشركة توقعات لأرباح وإيرادات في سنتها المالية المقبلة التي جاءت أقل قليلاً من تقديرات السوق. في المقابل، ارتفعت أسهم «كروغر» بنسبة 2.9 في المائة، بعد أن أعلنت عودتها لشراء أسهمها مرة أخرى، بعد إلغاء محاولتها السابقة للاندماج مع «ألبرتسونز». ووافق مجلس إدارة «كروغر» على برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة تصل إلى 7.5 مليار دولار، ليحل محل تفويض سابق كان بقيمة مليار دولار فقط.

وفي أسواق الأسهم العالمية، ظلت المؤشرات الأوروبية مستقرة إلى حد ما، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة، بينما كانت الأسواق الآسيوية أكثر قوة، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، وفي شنغهاي بنسبة 0.8 في المائة، في حين سجل مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية زيادة بنسبة 1.6 في المائة، محققاً ثالث مكاسبه المتتالية، مع تراجع الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، الأسبوع الماضي، حين أعلن رئيسها، لفترة وجيزة، الأحكام العرفية.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.29 في المائة، مقارنةً بـ4.27 في المائة بنهاية يوم الأربعاء، في حين انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 4.15 في المائة، من 4.16 في المائة.