مقتل 4 شبان فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي

رفع الحصار عن مدينة نابلس الخميس

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية وممثل الاتحاد الأوروبي في الضفة وغزة سفين كوهن فون بورغسدورف ومندوبون من الاتحاد الأوروبي يزورون نابلس الخميس (رويترز)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية وممثل الاتحاد الأوروبي في الضفة وغزة سفين كوهن فون بورغسدورف ومندوبون من الاتحاد الأوروبي يزورون نابلس الخميس (رويترز)
TT

مقتل 4 شبان فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية وممثل الاتحاد الأوروبي في الضفة وغزة سفين كوهن فون بورغسدورف ومندوبون من الاتحاد الأوروبي يزورون نابلس الخميس (رويترز)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية وممثل الاتحاد الأوروبي في الضفة وغزة سفين كوهن فون بورغسدورف ومندوبون من الاتحاد الأوروبي يزورون نابلس الخميس (رويترز)

بعد أن قُتل 4 فلسطينيين برصاص الجيش خلال 24 ساعة، بينهم فتى في سن السادسة عشرة، وشاب كان سيقيم حفل زفافه السبت، قال الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية الوزير نبيل أبو ردينة إن الحكومة الإسرائيلية أعلنت الحرب على السلطة الفلسطينية، وحذّر من انفلات لا يمكن السيطرة عليه، وناشد الإدارة الأميركية «تنفيذ وعودها في الضغط على إسرائيل لوقف جرائمها المستمرة بحق الشعب الفلسطيني».
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الخميس، رفع الإغلاق عن مدينة نابلس بعد أسابيع أدى خلالها إلى تقييد الحركة داخل وخارج المدينة التي يقطنها نحو 200 ألف فلسطيني، مما عطّل الحياة اليومية والاقتصاد المحلي والقدرة على الحصول على الرعاية الطبية والتعليم.
وأغلق الجيش الإسرائيلي مدينة نابلس، في الـ11 من الشهر الماضي، بعد أن قتل مسلّحون من مجموعة عرين الأسود جندياً إسرائيلياً بالقرب من مستوطنة شافي شمرون.
وقال الجيش، في بيان، إنه «وبناء على تقييم روتيني للوضع الأمني في يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة الغربية)، تقرَّر رفع الإغلاق الشامل الذي فُرض على مداخل ومخارج نابلس».
وبعد مقتل الشباب الأربعة حمَّل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد المستمر، وطالب المجتمع الدولي بالعمل على توفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني، قبل انفجار الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أكدت مقتل 4 مواطنين خلال هجمات الجيش الإسرائيلي، واتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بإعدامهم بشكل متعمَّد، بينهم فاروق جميل حسن سلامة (28 عاماً)، الذي كان يستعدّ لحفل زواجه السبت، وهو أسير محرَّر استهدفته قوات خاصة واقتحمت مخيم جنين (مساء الخميس)، خصوصاً لقتله.
وأصدر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بياناً قال فيه إن سلامة كان يقف مع آخرين خلف مقتل ضابط إسرائيلي في جنين، مضيفاً «في ختام نشاط مشترك من الجيش والشاباك وحرس الحدود ووحدة المستعربين، جرت تصفية فلسطيني يتبع الجهاد الإسلامي يُدعى فاروق سلامة، وقف خلف عملية قتل الضابط نعوم راز، وكان يتعاون مع جماعة (عرين الأسود) ويخطط لتنفيذ عمليات كبيرة». وأكد الجيش أنه اعتقل 5 مطلوبين آخرين في هذا المخيم وصادر عدة قطع سلاح ضُبطت بحوزتهم.
كان سلامة قد شوهد قبل لحظات من اغتياله وهو برفقة أصدقائه يتممون تجهيزات حفل زفافه الذي كان مقرَّرًا يوم السبت، وتداول نشطاء مقاطع فيديو له أثناء إشرافه على تجهيز اللحوم ودعوة الناس بمنطقته للحفل. وظهرت في منصات اجتماعية صورة والدته وهي تودِّعه، وتفاعل نشطاء مع قصته بهاشتاغ عنوانه «العريس الشهيد فاروق».
ورفض أبو ردينة الادعاءات الإسرائيلية لتبرير هذه الاغتيالات، وقال: «نحن نتعرض للإرهاب من دولة احتلال قوية»، مضيفاً أن «الشعب الفلسطيني يواجه حرباً شاملة لم تتوقف لحظة واحدة، من خلال استمرار الهجمات الإسرائيلية اليومية».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف لـ «الشرق الأوسط» هويته

أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)
أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)
TT

«مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف لـ «الشرق الأوسط» هويته

أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)
أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)

«انتصرت دماؤكم وسقط الأسد». بهذه العبارة توجّه الناشط الحقوقي السوري أسامة عثمان، إلى ضحايا القمع والتعذيب خلال حكم الرئيس السابق بشار الأسد، كاشفاً للمرة الأولى، بالصوت والصورة، عن أنَّه هو «سامي» الذي ارتبط اسمه كالتوأم مع قريبه «قيصر» في تهريب عشرات آلاف صور قتلى التعذيب في سجون سوريا.

صار «أرشيف التعذيب» فيما بعد «دليل إدانة» ضد حكم الأسد أمام محاكم دولية وتسبب في فرض الأميركيين عقوبات «قانون قيصر» على سوريا.

تنشر «الشرق الأوسط» مقابلة حصرية مع «سامي»، عبّر فيها عن مدى فرحته بالتغيير الذي حصل في سوريا مع سيطرة المعارضة على دمشق، مشدداً على ضرورة «المحاسبة». وحذّر من تبعات «الدخول العشوائي للمواطنين إلى السجون وأماكن الاحتجاز»، مشيراً إلى أنَّ ذلك «أدَّى إلى إتلاف أو فقدان وثائق وسجلات رسمية مهمة للغاية تكشف عن انتهاكات منذ عشرات السنين».

وأعرب عن قلقه أيضاً من استمرار موظفي النّظام في العمل، مما يمكّنهم من «طمس الملفات في كل فروع وملحقات حزب البعث العربي الاشتراكي التي يعلم جميع السوريين أنَّها كانت مؤسسات أمنية بامتياز».

وشرح سبب اختياره العمل السري على مدى سنوات باسم «سامي»، قائلاً: «طبيعة العمل وطبيعة الملف الذي خرجنا به من سوريا... كانت سبباً في أن أحرص على إخفاء هويتي وهوية الكثير من أعضاء الفريق. اليوم نحن، الحمد لله، في وضع آخر تماماً. نحن في مكان آخر. في سوريا أخرى جديدة».

كان «سامي» و«قيصر» قد بدآ التعاون في جمع وثائق التعذيب في مايو (أيار) 2011، بعد فترة وجيزة من بدء الثورة ضد الأسد. كان «قيصر» مصوّر قتلى التعذيب في سجون النظام، يهرب الصور عبر ذاكرة رقمية محمولة «يو إس بي» ويعطيها لـ«سامي». نجح الرجلان في تهريب «أرشيف التعذيب» إلى خارج سوريا، وصارت شهادتهما دليلاً ضد النظام أمام أكثر من محفل دولي.