الرئيس الباكستاني يدين «محاولة اغتيال شنيعة» استهدفت عمران خان

حالته مستقرة... ومقتل أحد المهاجمين

إسعاف خان بعد إصابته بطلق ناري في وزير آباد أمس (رويترز)
إسعاف خان بعد إصابته بطلق ناري في وزير آباد أمس (رويترز)
TT

الرئيس الباكستاني يدين «محاولة اغتيال شنيعة» استهدفت عمران خان

إسعاف خان بعد إصابته بطلق ناري في وزير آباد أمس (رويترز)
إسعاف خان بعد إصابته بطلق ناري في وزير آباد أمس (رويترز)

أصيب رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان برصاصة في قدمه خلال تجمع سياسي أمس، في هجوم وصفه الرئيس الباكستاني بأنه «محاولة اغتيال شنيعة». وكان خان يتقدم مسيرة منذ الجمعة الماضي من مدينة لاهور نحو العاصمة إسلام آباد في إطار حملة للمطالبة بانتخابات جديدة بعدما أقصي من منصبه في أبريل (نيسان).
وقال رؤوف حسن، أحد مساعدي خان، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن خان أصيب حين أطلقت النيران من الحشد قرب مدينة غوجرانوالا. وأضاف أن «حالته مستقرة، وهذه كانت محاولة لقتله، ولاغتياله»، مشيراً إلى أنه تم قتل أحد المهاجمين واعتقال آخر. ومنذ الأسبوع الماضي، قاد خان (70 عاماً) ما سماه «مسيرة طويلة»، يلقي فيها خطابات من حاوية مفتوحة أمام الحشود في مدن وبلدات في طريقه إلى العاصمة.
ووصف الرئيس الباكستاني عارف علي، في تغريدة على «تويتر»، إطلاق النار بأنه «محاولة اغتيال شنيعة». وكتب: «أشكر الله أنه بخير لكنه أصيب ببضع رصاصات في رجله، وهي إصابة نأمل في أنها غير حرجة». وقال مسؤولون من حزب خان «باكستان تحريك انصاف»، إن خان نقل إلى المستشفى في لاهور لتلقي العلاج. وظهر في فيديو بث على وسائل التواصل الاجتماعي وهو في المستشفى مع ضمادة ملفوفة حول رجله اليمنى.

أنصار عمران خان يعتصمون في وزير آباد بعد استهدافه أمس (رويترز)

من جهته، قال فؤاد شودري، وزير الإعلام السابق في حكومة خان، لوكالة الصحافة الفرنسية: «كان هناك شخص أمام الحاوية يحمل هذا المسدس الأوتوماتيكي. أطلق رشقة، وأصيب كل من كان يقف في الصف الأمامي». وأضاف أن أشخاصاً حاولوا ضبط السلاح، مضيفاً: «خلال المشادة، أخطأ هدفه. وكان هناك الكثير من الدماء على الحاوية». وتابع أن ستة أشخاص كانوا يقفون على الحاوية أصيبوا، وقُتل متفرج.
ولم تعلق الشرطة على الفور على الحادث، كما أنها لم تؤكد المعلومات التي أفادت بأن مهاجماً قتل. وتواجه باكستان منذ عقود عمليات استهداف سياسيين في محاولات اغتيال. ففي عام 2007، قتلت أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في البلاد بينازير بوتو في هجوم انتحاري لم تتضح ملابساته بعد.
وأقصي خان، بطل الكريكت السابق، عن السلطة في أبريل بناء على اقتراح بحجب الثقة عن حكومته، بعد انشقاق بعض شركائه من التحالف، لكنه لا يزال يحظى بتأييد شعبي كبير في هذا البلد الواقع في جنوب آسيا. ووصل خان إلى السلطة في 2018 على أساس حملة لمكافحة الفساد، وأيدته قاعدة ناخبة سئمت من السياسة المتوارثة من قبل عائلات. لكن سوء إدارته للاقتصاد وتدهور علاقته مع الجيش ساهما في الإطاحة به.
منذ ذلك الحين بدأ بمهاجمة المؤسسة وحكومة رئيس الوزراء شهباز شريف، معتبراً أنها فرضت على باكستان من خلال «مؤامرة» تشارك بها الولايات المتحدة. وقال خان تكراراً لمؤيديه إنه مستعد «للموت في سبيل البلاد»، كما أن مساعديه حذروا منذ فترة طويلة من تهديدات غير محددة لحياته. وندد مراراً بالمؤسسة العسكرية التي اتهمها بمحاولة تهميشه، بينما تقدم بعدة طعون قضائية منذ الإطاحة به. وحكم الجيش باكستان على مدى معظم تاريخها البالغ 75 عاماً، ولطالما اعتبر انتقاد المؤسسة الأمنية خطاً أحمر. وقال خان، الجمعة الماضي، عند إطلاقه مسيرته الطويلة إن «هذه الأمة مستعدة لتقديم كل التضحيات لكنها لن تقبل بالسارقين. هدف المسيرة هو أن يتخذ الشعب القرارات بنفسه».
وتأتي مسيرة خان في وقت تكافح الحكومة الائتلافية لإنعاش الاقتصاد المتدهور والتعامل مع تداعيات الفيضانات المدمرة، التي أغرقت ثلث البلاد وتقدر تكلفتها بثلاثين مليار دولار تقريباً.


مقالات ذات صلة

إسلام آباد: «طالبان باكستان» قد تستهدف عمران خان

العالم إسلام آباد: «طالبان باكستان» قد تستهدف عمران خان

إسلام آباد: «طالبان باكستان» قد تستهدف عمران خان

ذكرت وسائل إعلام باكستانية أمس (الاثنين)، نقلاً عن تقرير سري لوزارة الدفاع، أن رئيس الوزراء السابق عمران خان وزعماء سياسيين آخرين، قد يجري استهدافهم من قبل تنظيمات إرهابية محظورة خلال الحملة الانتخابية. وذكر التقرير على وجه التحديد عمران خان، ووزير الدفاع خواجة آصف، ووزير الداخلية رنا سناء الله، أهدافاً محتملة لهجوم إرهابي خلال الحملة الانتخابية. وقدمت وزارة الدفاع تقريرها إلى المحكمة العليا في وقت سابق من الأسبوع الحالي.

عمر فاروق (إسلام آباد)
العالم 3 قتلى بقنبلة استهدفت مركزاً للشرطة في باكستان

3 قتلى بقنبلة استهدفت مركزاً للشرطة في باكستان

أسفر اعتداء بقنبلة استهدف اليوم (الاثنين) مركزا لشرطة مكافحة الإرهاب الباكستانية عن ثلاثة قتلى وتسبب بانهيار المبنى، وفق ما أفادت الشرطة. وقال المسؤول في الشرطة المحلية عطاء الله خان لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قنبلتين انفجرتا» في مركز الشرطة «وأسفرتا عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل» في مدينة كابال الواقعة في وادي سوات بشمال غربي باكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم باكستان: 358 قتيلاً بثلاثة شهور بسبب الإرهاب

باكستان: 358 قتيلاً بثلاثة شهور بسبب الإرهاب

تمكّن الجيش الباكستاني من القضاء على ثمانية مسلحين من العناصر الإرهابية خلال عملية نفذها في مقاطعة وزيرستان شمال غربي باكستان. وأوضح بيان صادر عن الإدارة الإعلامية للجيش اليوم، أن العملية التي جرى تنفيذها بناءً على معلومات استخباراتية، أسفرت أيضًا عن مقتل جنديين اثنين خلال تبادل إطلاق النار مع الإرهابيين، مضيفًا أنّ قوات الجيش صادرت من حوزة الإرهابيين كمية من الأسلحة والمتفجرات تشمل قذائف». ونفذت جماعة «طالبان» الباكستانية، وهي عبارة عن تحالف لشبكات مسلحة تشكل عام 2007 لمحاربة الجيش الباكستاني، ما يقرب من 22 هجوماً.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الاقتصاد باكستان تقترب من اتفاق مع صندوق النقد بعد تعهد الإمارات بمليار دولار

باكستان تقترب من اتفاق مع صندوق النقد بعد تعهد الإمارات بمليار دولار

قال وزير المالية الباكستاني، إسحق دار، اليوم (الجمعة)، إن الإمارات أكدت تقديم دعم بقيمة مليار دولار لإسلام أباد، ما يزيل عقبة أساسية أمام تأمين شريحة إنقاذ طال انتظارها من صندوق النقد الدولي. وكتب دار على «تويتر»: «مصرف دولة باكستان يعمل الآن على الوثائق اللازمة لتلقي الوديعة المذكورة من السلطات الإماراتية». ويمثل هذا الالتزام أحد آخر متطلبات الصندوق قبل أن يوافق على اتفاقية على مستوى الخبراء للإفراج عن شريحة بقيمة 1.1 مليار دولار تأخرت لأشهر عدة، وتعد ضرورية لباكستان لعلاج أزمة حادة في ميزان المدفوعات. ويجعل هذا التعهد الإمارات ثالث دولة بعد السعودية والصين تقدم مساعدات لباكستان التي تحتاج إل

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم باكستان: مقتل أربعة رجال شرطة في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين

باكستان: مقتل أربعة رجال شرطة في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين

أعلنت الشرطة الباكستانية مقتل 4 رجال شرطة باكستانيين على الأقل في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين في مدينة كويتا في الساعات الأولى من الثلاثاء. وقال قائد شرطة العمليات في كويتا، كابتن زهيب موشين، لموقع صحيفة «دون» الباكستانية، إنه جرى شن العملية لتحييد الإرهابيين الذين شاركوا في الهجمات السابقة على قوات الأمن في كوتشلاك. وأضاف زهيب أن العملية أجريت بالاشتراك مع أفراد شرطة الحدود، حسب موقع صحيفة «دون» الباكستانية. وقال زهيب إن عناصر إنفاذ القانون طوقوا، خلال العملية، منزلاً في كوتشلاك، أطلق منه الإرهابيون النار على رجال الشرطة ما أدى إلى مقتل أربعة منهم.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».