مصر تكشف أسرار نفق صخري يعود إلى العصر البطلمي

يشبه تصميم «يوبيلينوس» اليوناني

التصميم مشابه لنفق يوبيلينوس في اليونان (وزارة السياحة والآثار)
التصميم مشابه لنفق يوبيلينوس في اليونان (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تكشف أسرار نفق صخري يعود إلى العصر البطلمي

التصميم مشابه لنفق يوبيلينوس في اليونان (وزارة السياحة والآثار)
التصميم مشابه لنفق يوبيلينوس في اليونان (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية (الخميس) عن نفق صخري، يعود إلى العصر البطلمي، بنطاق معبد تابوزيرس ماجنا بالإسكندرية، قالت إنه يشبه من حيث التصميم نفق «يوبيلينوس» باليونان.
ويقع النفق، المنحوت في الصخر، على مسافة 13 متراً تحت سطح الأرض، وتم اكتشافه خلال أعمال الحفائر التي تنفذها بعثة أثرية مشتركة بين مصر والدومنيكان، تابعة لجامعة سان دومينغو، حسب بيان صحافي من وزارة السياحة والآثار.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن «النفق المُكتشف يبلغ طوله نحو 1305 أمتار و305 سنتيمترات، ويبلغ ارتفاعه نحو مترين»، مشيراً إلى أن «البعثة الأثرية عثرت بالقرب من معبد تابوزيرس ماجنا على رأسين مصنوعين من الألبستر، أحدهما لشخص من العصر البطلمي، بينما يرجح أن يكون الثاني تمثالاً لـ(أبو الهول)».
وحتى الآن «لم يتم تحديد أهمية أو وظيفة النفق المُكتشف»، بحسب وزيري، الذي أوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «النفق ما زال تحت الدراسة لمعرفة الهدف من إنشائه»، مشيراً إلى أن «معبد تابوزيرس ماجنا له امتداد تحت مياه البحر الأبيض المتوسط، لذلك تمت الاستعانة بإدارة الآثار الغارقة لاكتشاف ما يخفيه من أسرار».
وخلال الفترة الممتدة ما بين عامي 320 و1303 تعرضت منطقة الساحل المصري لنحو 23 زلزالاً، تسببت في انهيار جزء من معبد تابوزيرس ماجنا، وغرقه تحت الأمواج.
ووصفت الدكتورة كاثلين مارتينيز رئيسة البعثة الأثرية المصرية - الدومينيكانية، النفق بـ«الإعجاز الهندسي»، لافتة في بيان صحافي إلى أن «الدراسات المبدئية تظهر أن التصميم المعماري للنفق مشابه بصورة كبيرة لتصميم نفق يوبيلينوس باليونان، لكنه أطول منه».
وأوضحت مارتينز أنه «أثناء أعمال الحفائر والمسح الأثري للنفق، اكتُشف جزء غارق تحت مياه البحر المتوسط، كما عُثر على عدد من الأواني الفخارية والجرار الخزفية تحت الرواسب الطينية، إضافة إلى كتلة مستطيلة الحجم من الحجر الجيري»، وقالت إن «الشواهد الأثرية تؤكد وجود جزء من أساسات المعبد تحت الماء، وهو ما يتم العمل للكشف عنه حالياً».
وفي مارس (آذار) الماضي أعلنت البعثة الأثرية العاملة في معبد تابوزيرس ماجنا، اكتشاف شبكة أنفاق تمتد من بحيرة كينج مريوط، إلى البحر الأبيض المتوسط، كما تمكنت في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي من اكتشاف 16 دفنة داخل مقابر منحوتة في الصخر، شاع استخدامها في العصرين اليوناني والروماني، إضافة إلى تمائم من رقاقات ذهبية على شكل لسان، كانت توضع في فم المتوفى، وخلال مواسم الحفائر السابقة عثرت البعثة على عملات معدنية تحمل صور كليوباترا، والإسكندر الأكبر، وتماثيل مقطوعة الرأس، وأخرى للمعبودة إيزيس.
وطوال 15 عاماً، هي عمر الحفائر في المعبد، تسعى مارتينز إلى اكتشاف مقبرة الملكة كليوباترا، حيث تعتقد بأن «كليوباترا ومارك أنطونيو قد تم دفنهما داخل المعبد الخاص بإيزيس وأوزوريس في منطقة تابوزيرس ماجنا، في موقع يبعد 45 كيلومتراً غرب مدينة الإسكندرية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الرئيس الجزائري: قطاع الزراعة حقق 37 مليار دولار العام الحالي

الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الجزائري: قطاع الزراعة حقق 37 مليار دولار العام الحالي

الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، إن قطاع الزراعة يساهم بـ15 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي، مقابل 5 في المائة فقط لقطاع الصناعة، بحسب ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية».

وكشف تبون في كلمة له في احتفالية الاتحاد الجزائري للمزارعين بذكرى تأسيسه الـ50، عن أن قطاع الزراعة حقق العام الحالي ما قيمته 37 مليار دولار، مشيراً إلى أن ذلك «يبشر بالخير وصواب الأسلوب الذي تنتهجه الجزائر للتحرر من التبعية للمحروقات».

كما أكد الرئيس الجزائري أنه ينبغي للقطاع الزراعي والصناعي أن يسيرا بالتوازي، وأنه «لا فائدة من زراعة تسير بشكل مركزي، ولا تسيير ناجعاً خارج مبادرة المزارع». وقال بهذا الخصوص: «قد جعلت بلادنا من الأمن الغذائي رهاناً استراتيجياً، يتوجب علينا كسبه، في عالم أصبح فيه سلاح الغذاء أقوى الأسلحة وأشدها تأثيراً».

وأضاف الرئيس تبون: «علينا الوصول إلى تصدير منتجاتنا الزراعية. وانقطاع تموين السوق بالمنتج الزراعي من علامات التخلف التنموي. ولذلك آمر البنوك بفتح القروض لفائدة الفلاحين، لتشييد غرف التبريد، ولتخزين المنتج الزراعي بهدف ضمان استقرار السوق ومحاربة المضاربة»، كما أكد تبون أنه ستتم تسوية نهائية لملكية العقار الزراعي، وطي ملفه قبل نهاية 2025، لافتاً إلى تخصيص أكبر مخطط لاسترجاع المياه المستعملة المصفاة بنسبة لا تقل عن 30 في المائة. مشدداً على أن بلاده في مرحلة فارقة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، موجهاً الحكومة بعدم استيراد قنطار واحد من القمح الصلب خلال عام 2025.