مصر تضع اللمسات الأخيرة لاستضافة «كوب 27»

مشاركة دولية رفيعة... وسوناك وجونسون أعلنا حضور القمة

أحد ميادين شرم الشيخ ليلاً (مجلس الوزراء المصري)
أحد ميادين شرم الشيخ ليلاً (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تضع اللمسات الأخيرة لاستضافة «كوب 27»

أحد ميادين شرم الشيخ ليلاً (مجلس الوزراء المصري)
أحد ميادين شرم الشيخ ليلاً (مجلس الوزراء المصري)

بدأت مصر وضع اللمسات الأخيرة تمهيداً لاستضافة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة حول المناخ «كوب27»، بالتزامن مع توالي إعلان قادة وزعماء العالم عزمهم حضور فعاليات المؤتمر، الذي يؤكد مراقبون أنه سيشهد مشاركة دولية «واسعة».
وأعلن ريتشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني، عدوله عن قرار سابق بعدم المشاركة في مؤتمر «كوب 27»، وقال في تغريدة على حسابه الرسمي على «تويتر»، الأربعاء، إن «تحقيق الرخاء طويل المدى لا يمكن أن يتم دون اتخاذ إجراءات في مجال التغيرات المناخية، ولا يمكن ضمان أمن الطاقة دون الاستثمار في الطاقة المتجددة، ولذلك سأحضر قمة المناخ الأسبوع المقبل، للوفاء بإرث قمة غلاسكو (كوب 26) لبناء مستقبل آمن مستدام».
وكان مكتب رئيس الوزراء البريطاني قد أعلن، الأسبوع الماضي، أن «سوناك يركز على تحديات محلية ملحة، ومن المتوقع ألا يشارك في القمة»، ما عرض سوناك لانتقادات من سياسيين ومن نشطاء في مجال البيئة.
ويأتي إعلان سوناك المشاركة بعد ساعات قليلة من إعلان بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، الثلاثاء، أنه سيحضر قمة المناخ، وقال جونسون، لشبكة «سكاي نيوز»، في أول مقابلة له منذ استقالته من رئاسة الوزراء في سبتمبر (أيلول) الماضي، إنه «سعيد جداً بدعوة مصر له لحضور القمة؛ لأن لديه اهتماماً خاصاً بقضايا المناخ».
وسبق أن أعلن البيت الأبيض عن مشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن في القمة، كما أعلنت فرنسا مشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إضافة إلى تأكيدات بمشاركة رؤساء وزراء هولندا وإيطاليا، وغيرها من الدول.
فيما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، الأربعاء، عن «إلغاء» حضوره للقمة، مشيراً إلى أن الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوغ سيمثل بلاده في القمة». وجاء الإلغاء بعد أن تنبأت استطلاعات الرأي بأن «بنيامين نتنياهو سيفوز في الانتخابات العامة».
فيما كثفت مصر من استعداداتها لاستضافة القمة المقرر عقدها في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وقام الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، بجولة مساء (الثلاثاء) في شرم الشيخ؛ للاطمئنان على الاستعدادات النهائية للمؤتمر، شملت تفقد أعمال الإضاءة الليلية بشوارع وميادين المدينة، مؤكداً، في بيان صحافي، أن «مدينة شرم الشيخ جاهزة بالفعل لاستقبال الوفود المشاركة في قمة المناخ»، لافتاً إلى أن «عدداً كبيراً من وفود الدول قد وصل بالفعل».
وفي إطار تجهيز الفنادق لاستقبال الوفود المشاركة في القمة، قالت وزارة السياحة والآثار المصرية، إنها «تتابع على قدمٍ وساق الاستعدادات السياحية للمنشآت الفندقية والسياحية، وغيرها من المنشآت التي تتعامل مع السائحين بمدينة شرم الشيخ».
وأكد محمد عامر، رئيس الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية بالوزارة، في بيان صحافي، «جاهزية المنشآت الفندقية والسياحية ومراكز الغوص والأنشطة البحرية بشرم الشيخ لاستقبال كافة الوفود المشاركة في المؤتمر»، مشيراً إلى أن فرق العمل بالوزارة «تقوم على قدمٍ وساق بالمرور والتفتيش يومياً»، على مناطق الاستقبال والمطاعم والغرف والأجنحة الفندقية وحمامات السباحة والمطابخ وأماكن تخزين المنتجات الغذائية ومناطق تناول الغذاء ومحطات تحلية المياه والمعالجة بالمنشآت الفندقية والسياحية، «لمتابعة التزامها بتطبيق الاشتراطات الوقائية والصحية والسياحية والمكافحات الداخلية، واشتراطات سلامة الغذاء وجودة الخدمات المقدمة للنزلاء، والالتزام بالمواصفات البيئية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


ما حقيقة تجنيد مصريين في الجيشين الروسي والأوكراني؟

فرضت السلطات المصرية قيوداً جديدة على الطلاب الراغبين بالسفر للدراسة في روسيا (الخارجية المصرية)
فرضت السلطات المصرية قيوداً جديدة على الطلاب الراغبين بالسفر للدراسة في روسيا (الخارجية المصرية)
TT

ما حقيقة تجنيد مصريين في الجيشين الروسي والأوكراني؟

فرضت السلطات المصرية قيوداً جديدة على الطلاب الراغبين بالسفر للدراسة في روسيا (الخارجية المصرية)
فرضت السلطات المصرية قيوداً جديدة على الطلاب الراغبين بالسفر للدراسة في روسيا (الخارجية المصرية)

حذر برلمانيون وخبراء مصريون من إمكانية وجود مقاتلين من بلادهم في الجيشين الروسي والأوكراني، في وقت فرضت فيه السلطات المصرية قيوداً جديدة على الطلاب الراغبين بالسفر للدراسة في البلدين.

واشترطت السلطات المصرية أخيراً «حصول الطلاب على تصريح أمني مسبق للفئة العمرية من 18 إلى 35 عاماً، للراغبين بالسفر للدراسة في روسيا وأوكرانيا خلال الفترة المقبلة»، بعد أسابيع من رصد حالات لتجنيد طلاب مصريين في الجيشين الروسي والأوكراني عقب تجنيسهم والدفع بهم للخطوط الأمامية بالقتال.

ويجري التقدم للالتحاق بالجامعات الروسية عادةً في فصل الصيف، فيما عاد غالبية الطلاب المصريين الذين كانوا يدرسون بالجامعات الأوكرانية، وجرى نقلهم إلى كليات مناظرة في مصر مع بدء الحرب قبل أكثر من 3 سنوات، بينما واصلت الجامعات الروسية استقبال الطلاب المصريين مع امتيازات جعلت بعضها أقل تكلفة من الجامعات المصرية الخاصة.

ونشر صحافي أوكراني، الشهر الماضي، مقابلة مصورة مع شاب مصري وقع في الأسر لدى القوات الأوكرانية على خطوط القتال الأمامية بعدما انخرط في الجيش الروسي للقتال بعد فترة قصيرة من سفره لدراسة الطب في روسيا وفصله من الجامعة.

وحسب روايته المصورة، التي لم يتسن تأكيدها من مصدر مستقل، فإنه واجه مشكلات مادية مع عدم قدرته على سداد رسوم الجامعة التي التحق بها، قبل أن يُفصل ويُعرض عليه التجنيد في الجيش الروسي، مقابل العفو عنه بعد إدانته بالحبس مع منحه الجنسية، لكنه وقع في الأسر بعد 4 أيام فقط من الدفع به على الجبهة الأمامية للقتال في أوكرانيا.

ووصف عضو «لجنة الدفاع والأمن القومي» في مجلس النواب المصري (البرلمان)، فريدي البياضي، اشتراط التصريح الأمني المسبق بـ«الضروري»، الذي يستند لقيام الدولة بدورها في حماية مواطنيها، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن هناك ضرورة لدرس أسباب إقدام الشباب على هذه «المغامرة الخطيرة».

وأوضح البياضي أن مثل هذه الوقائع تشكل أمراً خطيراً يجب التعامل معه بجدية، لكونها مرتبطةً بانخراط مواطنين مصريين للقتال في جيوش دول أخرى.

وحسب مصدر دبلوماسي مصري مطلع، فإن «بعض الشباب الذين يسافرون إلى روسيا بغرض الدراسة يلجأون لممارسة أنشطة غير قانونية من أجل البحث عن مصادر للدخل تمكنهم من الاستمرار في الإنفاق على دراستهم، مما يؤدي لملاحقتهم قانوناً وتعرضهم للحبس». وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «السلطات المصرية تتخذ إجراءات وتدابير احترازية لتوفير الحماية لشبابها الراغب في الدراسة بالجامعات الروسية، ولضمان عدم استدراجهم في أنشطة غير قانونية»، من بينها «التأكد من أن غرض السفر هو الدراسة».

ويصل عدد الطلاب المصريين في روسيا إلى 15 ألف طالب موزعين على العديد من التخصصات الطبية والهندسية والنظرية، حسب تصريحات سابقة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، أيمن عاشور، خلال افتتاح «منتدى خريجي الجامعات السوفياتية والروسية» نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

طلاب مصريون عادوا بعد اندلاع الحرب (أرشيفية)

ووفق الخبير المصري بالشأن الروسي، الدكتور نبيل رشوان، فإن الإجراء يأتي مع تكرار وقائع سفر طلاب جامعيين للتجنيد بحثاً عن العائد المادي، وهو أمر يتكرر ليس فقط في الجيش الروسي ولكن أيضاً الأوكراني، الأمر الذي كان يستلزم تحركاً سريعاً من الدولة بالتدقيق في هوية المسافرين وأسباب توجههم. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن المخاطر ليست فقط على حياة هؤلاء الشباب، ولكن على ما يتدربون عليه وخطورة انعكاسه على المستقبل مع عودتهم إلى البلاد، الأمر الذي يستدعي تحركاً مبكراً من السلطات المصرية لتجنب مخاطر مستقبلية تعيد تكرار تجربة العائدين من أفغانستان بالتسعينات.

لكن رئيس «لجنة العلاقات الخارجية» في البرلمان الأوكراني، أوليكساندر ميريزكو، أكد لـ«الشرق الأوسط» عدم وجود أي معلومات لديه حول هذا الأمر، نافياً «انخراط مصريين في القتال مع القوات الأوكرانية».

التشديدات المصرية مع تصاريح سفر الشباب الراغب في الدراسة في روسيا، أكدها مصدر بالسفارة الروسية بالقاهرة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «السلطات المصرية اتخذت إجراءات أمنية جديدة مع المسافرين إلى روسيا أخيراً»، مشيراً إلى أن من بين تلك الإجراءات «التشدد في إصدار تصاريح السفر بغرض الدراسة، وسفر الشباب». وأضاف المصدر أن «وزارة الدفاع الروسية تكون مسؤولة عن التعامل مع حالات الوفاة التي تحدث للجنود مزدوجي الجنسية، وعائلاتهم والتواصل معها»، لافتاً إلى أن «الأمر لا يجري من خلال السفارة بشكل مباشر».