تجري ثلاث شركات ما يعرف في إسرائيل بـ«الانتخابات النموذجية، كل منها تابعة لقناة تلفزيون أخرى: القناة 11 والقناة 12 والقناة 13».
كل شركة تضع 60 صندوقا نموذجيا في أماكن الاقتراع. ومع أن الصندوق الفعلي يضم أصوات حوالي 500 ناخب، فإن الصندوق النموذجي يكتفي بتصويت 200. ويوضع الصندوق النموذجي بالقرب من الصندوق الفعلي. وعندما ينتهي الناخب من عملية التصويت يطلب منه مندوبو شركة الاستطلاعات أن يصوت في الصندوق النموذجي كما صوت في الصندوق الفعلي.
عادة يوافق 70 في المائة من الناخبين اليهود و60 في المائة من الناخبين العرب على التعاون مع شركات الاستطلاعات ويصوتون. وبما أن كل صندوق نموذجي يضم 200 ناخب، فإن عدد المشاركين في كل استطلاع كهذا يعبر عن تصويت 12 ألف ناخب.
ويتم التصويت بواسطة جهاز حاسوب إلكتروني، وتغلق صناديق النموذج في الساعة الثامنة مساء، أي قبل ساعتين من إغلاق صناديق الانتخابات الفعلية، وعندما تغلق هذه الأخيرة تعلن نتائج النماذج.
المشكلة في هذه الطريقة أن هناك من يخدع الشركات، فيصوت لحزب آخر غير الحزب الذي صوت له في الحقيقة.
في سنة 1996، أعلنت صناديق النماذج عن فوز شمعون بيريس بالانتخابات، وعند فرز النتائج الفعلية في الصباح، تبين أن نتنياهو هو الذي فاز.
في سنة 2019، كشف النقاب عن أن مصوتي الليكود تعمدوا، بتوجيهات من قيادة المعركة الانتخابية، أن يصوتوا بشكل مختلف وخدعوا الشركات المعنية. وفي حينه ظهر من النتائج النموذجية أن بيني غانتس تغلب على نتنياهو، بينما في الواقع جاءت النتيجة متساوية، 35 مقعدا لليكود بقيادة نتنياهو و35 لحزب «كحول لفان» بقيادة غانتس.
في انتخابات العام الماضي، دلت نتائج النماذج على أن (القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية) بقيادة النائب منصور عباس، لم تعبر نسبة الحسم وأن نتنياهو فاز بالأكثرية. لكن، في الصباح، تبين أن القائمة نجحت وحصلت على 4 مقاعد بل اقتربت من خمسة مقاعد. وقد قيل في حينها، إن المشكلة أن الشركات لم تحسن إيجاد وسيلة تظهر حقيقة النتائج لدى العرب في النقب حيث الجمهور الأوسع للقائمة.
ويؤكد أصحاب شركات الاستطلاعات، أن هناك عدة نقاط ضعف في هذه الطريقة، حيث إن العرب لا يتعاونون كفاية معهم. وهناك ناخبون في الوسطين العربي واليهودي يكذبون، إما بدافع التسلية أو بدافع الخداع المخطط. ومع ذلك فإنهم يعتبرونها أقرب الطرق إلى الدقة، لمعرفة النتائج قبل ساعات من وقتها الحقيقي. ولذلك فإنها تعطي فكرة أولية عن النتائج ولكنها ليست بالضرورة دقيقة.