دعوة بري لـ«حوار رئاسي» تفجر خلافاً مع عون

حركة «أمل» تنتقد ازدواجية رئيس الجمهورية

نبيه بري (رويترز)
نبيه بري (رويترز)
TT

دعوة بري لـ«حوار رئاسي» تفجر خلافاً مع عون

نبيه بري (رويترز)
نبيه بري (رويترز)

هاجمت حركة «أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، رئيس الجمهورية ميشال عون، من دون أن تسميه، وذلك على خلفية رفضه دعوة بري لحوار وطني حول رئاسة الجمهورية، بينما تواصلت الردود على إعلان بري الأخير نيته أن يستبدل بالدعوة لجلسات لانتخاب رئيس، دعوة لطاولة حوار للاتفاق على الملف الرئاسي، علماً بأن البلاد تدخل يوم الثلاثاء المقبل في شغور رئاسي مع انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال عون.
وانتقدت حركة «أمل» عون من دون أن تسميه، واعتبرت هيئة الرئاسة في حركة «أمل» أنه «من نكد الدهر أن تصبح الدعوة إلى الحوار جريمة، والنعق في أبواق الشرذمة والتفرقة والفراغ فضيلة»؛ لافتة إلى أن هناك من يحاول «إخفاء دور الرئيس بري في الوصول إلى التفاهم حول الحدود البحرية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وهو الذي أسس له وبناه وأكمله قبل العهد الحالي وإبانه وحتى خواتيمه».
وتحدث بيان «أمل» عما قال إنه «تجن يلحق ببري من جهات يعرفها القاصي والداني، والتي تتذرع حيناً بأن رئيس المجلس لا يحق له الدعوة إلى الحوار وأخذ صلاحيات رئيس الجمهورية، متناسياً حوار عام 2006 بحضوره بشخصه (عون) وكانت المطالبة آنذاك بوجوب مشاركته في الحكومة، وحيناً آخر بالتذرع بأن الرئيس بري ليس مع تأليف الحكومة، وهو الذي سعى ولا يزال بإخلاص وبقوة من أجل إنجازها؛ لكن الحقيقة بائنة كما الشمس، بأن من يتهم ويصوب السهام نحوه هو الذي عطل تأليف الحكومة، ويريد تسمية أغلب وزرائها دون أن يمنحها الثقة، فمن هو اليوضاسي؟ وذاكرة اللبنانيين لا تزال تنضح بمقولة (كرمال عيون الصهر عمرها ما تتشكل الحكومة)».
وكان عون قد اعتبر في حديث تلفزيوني مساء الخميس، أنه «يحق للرئيس نبيه برّي أن يتشاور مع الكتل النيابية وليس أن يدعو للحوار»، مضيفاً: «حتى إن انتهت ولايتي الرئاسية، فلا يحق له أن يحلّ مكان رئيس الجمهورية، والحوار حول الموضوع الرئاسي سيفشل، ولكن التشاور ربما قد يفضي إلى نتيجة كونه حوار بين اثنين، ولكن المجموعة لا تحاور بعضها كلها».
كذلك لم يبدُ رئيس حزب «القوات» سمير جعجع متحمساً للحوار حول الملف الرئاسي. لكنه أبدى استعداده للمشاركة «تخوّفاً من أي محاولة تعطيل إضافية»؛ لكنه اشترط أن يأتي الحوار في «سياق جلسة انتخاب رئيس الجمهورية». وفي هذا السياق، أكد عضو تكتل «القوات اللبنانية» النائب أنطوان حبشي، أن القوات لا ترفض الحوار: «لكن أن نضرب المسار الدستوري ونذهب إلى حوار خارج المؤسسات الرسمية غير مقبول، ولأننا لا نتحاور على شيء إجرائي نريد أن يتم الحوار في المجلس النيابي».
أما رئيس كتلة «التجدد» النائب أشرف ريفي، فأشار إلى أنه «إن حصلت طاولة الحوار فلن أشارك، فالتصويت سري، رغم أننا نقول لمن ‏سنصوت علناً؛ لكن لا يمكن لأحد أن يُجلسنا على طاولة ويسألنا عن الاسم أو للاتفاق على اسم معين، فـ(حزب الله) يتفق على شيء ‏وينقلب عليه». ‏وأكد ريفي في حديث إذاعي أن قرار عدم المشاركة في طاولة الحوار شخصي وليس قرار كتلة «التجدد».
وفي تصريح له أمس، اعتبر عضو تكتل «لبنان القوي» الموالي لعون، النائب غسان عطا الله، أنّ «الدعوة لحوار وطني هي من صلاحيات رئيس الدولة فقط، من دون أي رئيس آخر»، بينما أوضح عضو كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، النائب قاسم هاشم، أنّ الحوار حول رئاسة الجمهورية «يُفترض أن يحصل قبل منتصف الشهر المقبل»، قائلاً: «لمسنا أجواء إيجابية من الجميع».
وكان بري قد أعلن بوقت سابق عبر «الشرق الأوسط» أنه لن يدعو لجلسات جديدة قريباً لانتخاب رئيس للجمهورية، بعدما تحولت إلى «مسرحية فاشلة، ولا طائل منها»، وسيحاول استبدال حوار بين القوى السياسية بها، كاشفاً أنه باشر بإيفاد مندوبين عنه إلى القوى السياسية لاستمزاج رأيها بهذا الخصوص.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الخارجية الفلسطينية: قرار إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب الجرائم

قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)
قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)
TT

الخارجية الفلسطينية: قرار إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب الجرائم

قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)
قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الجمعة، إن قرار إسرائيل إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم.

وأضافت الخارجية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أنها تنظر بخطورة بالغة لقرار وزير الدفاع الإسرائيلي إلغاء الاعتقال الإداري بحق المستوطنين «الذين يرتكبون جرائم وانتهاكات ضد المواطنين الفلسطينيين، علماً بأن عدد الذين تم اعتقالهم قليل جداً، وعلى مبدأ اعتقالات شكلية بنمط الباب الدوار».

ورأت الوزارة أن هذا القرار يشجع المستوطنين المتطرفين «على ممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم، ويعطيهم شعوراً إضافياً بالحصانة والحماية».

وطالبت الخارجية الفلسطينية «بتحرك دولي فاعل للجم إرهاب ميليشيات المستوطنين، ووضع حد لإفلاتهم المستمر من العقاب، وحماية شعبنا من تغول الاحتلال».

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، أنه قرر إنهاء استخدام الاعتقال الإداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة.

وقال كاتس في بيان إنه قرر «وقف استخدام مذكرات الاعتقال الإداري ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، في واقع تتعرض فيه المستوطنات اليهودية هناك لتهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة، ويتم اتخاذ عقوبات دولية غير مبررة ضد المستوطنين».

وأضاف: «ليس من المناسب لدولة إسرائيل أن تتخذ خطوة خطيرة من هذا النوع ضد سكان المستوطنات»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».