باسيل يهاجم بري وميقاتي: لن نقبل بحكومة تتسلم البلد بفراغ مفتوح

التقى الراعي بعد يومين على الاجتماع بنصر الله

البطريرك الراعي مستقبلاً باسيل أمس (الوكالة الوطنية للإعلام)
البطريرك الراعي مستقبلاً باسيل أمس (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

باسيل يهاجم بري وميقاتي: لن نقبل بحكومة تتسلم البلد بفراغ مفتوح

البطريرك الراعي مستقبلاً باسيل أمس (الوكالة الوطنية للإعلام)
البطريرك الراعي مستقبلاً باسيل أمس (الوكالة الوطنية للإعلام)

هاجم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، محذراً من «وضع اليد على مقام الرئاسة والحكم وثروات البلد»، مشدداً على «أننا لا يمكن أن نقبل بحكومة فاقدة للدستورية والميثاقية والشرعية تتسلم البلد بفراغ مفتوح»، كما نبّه من «فوضى دستورية».
جاء تصريح باسيل من بكركي؛ حيث التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي؛ لمناقشة ملفات رئاسية وحكومية، بعد أقل من يومين على تحركه باتجاه أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله.
وذكرت قناة «إل بي سي» التلفزيونية أن لقاءً عُقد، مساء الأربعاء، جمع نصر الله وباسيل تناول موضوعيْ رئاسة الجمهورية والشغور على مستوى الرئاسة والحكومة.
وقال باسيل، بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي: «الأولوية المطلقة لانتخاب الرئيس». وأسف لأنه «بعد أيام سندخل بالفراغ الرئاسي الذي يتعاطى معه الجميع كأمر واقع، دون أن يبذل أي أحد الجهد للحوار والتفاهم». وإذ أكد أنه «لا مجال للمجيء برئيس إلا بالتفاهم»، مبدياً أسفه «لانتظار ما بعد الفراغ للحوار». وأضاف: «من جهتنا سنظل نسعى فيما تبقّى من أيام للوصول إلى تفاهم إذا أمكن». واتهم باسيل رئيس الحكومة المكلَّف نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان نبيه بري، بالتخطيط للوصول إلى «وضع معين»، وقال: «هناك أمر يخطَّط للبنان وإرادة للوصول إلى وضع معين منذ ما قبل تسمية الرئيس ميقاتي؛ وهو عدم التشكيل، وذلك بإرادة من ميقاتي، ودعم من الرئيس بري، ودعم خارجي، وبتغطية من بعض المرجعيات في الداخل».
وأضاف: «حسنو النية يعتبرون أن عدم وجود حكومة كاملة المواصفات لا يسهل الفراغ ويساعد على انتخاب رئيس، أما أصحاب النوايا السيئة فخلفيتهم وضع اليد على مقام الرئاسة والحكم وثروات البلد التي احتفلنا بها أمس، لكن العين الفاسدة مصوبة نحوها».
وقال: «فكرة وضع اليد على البلد من خلال حكومة تصريف أعمال هي أمر كارثي سيجلب الفوضى الدستورية وكل أنواع الفوضى، وأنا أحذِّر وأنبِّه من هذا الأمر... و(الله يستر) مما يتم التحضير له لفرض هذا الأمر الواقع على الرافضين؛ وأولهم نحن». واتهم ميقاتي بأنه «بتصرفه، يؤكد كل يوم أنه لا يريد تشكيل حكومة».
وجدد باسيل موقفه «بأننا لا يمكن أن نقبل بحكومة فاقدة للدستورية والميثاقية والشرعية تتسلم البلد بفراغ مفتوح»، ودعا «جميع الحريصين على الدستور من كل الجهات بعدم القبول بهذا الواقع لأنني أعرف أنهم متفاهمون عليه ويريدون تكريسه بحكم الأمر الواقع». وتابع: «الميثاق أعلى من كل شيء، وما قد يجري يمس بجوهر البلد... هناك مسؤولون يدفعون بالبلاد عن سابق تصور وتصميم إلى هذه الفوضى الدستورية التي أتحدث عنها».
وتصاعد الانتقاد السياسي من قِبل «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» لـ«التسليم» بالشغور الرئاسي، قبل ثلاثة أيام على انتهاء ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون.
وشدد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، على «ضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت يكون قادراً على حماية ثروات اللبنانيين، والمضيّ بالإصلاحات بعد إنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي بما يحمي مصالح اللبنانيين أيضاً»، وذلك خلال لقائه وفداً من الكونغرس الأميركي، يرافقه فريق منظمة «مجموعة العمل الأميركي من أجل لبنان».
بدورها أكدت عضو «تكتل الجمهورية القوية» النائب ستريدا جعجع أنه «لم يعد مسموحاً، ونحن على بُعد 3 أيام من انتهاء الولاية الرئاسية أن نستمر بسماع هذا الكم من التنظير، فمن جهة تقية سياسية كبيرة تتكلم باسم التوافق، ومن الجهة الأخرى مجموعة أقلّ ما يُقال بها إنها غير مسؤولة، تائهة، لا رؤية لها وتؤثر دائماً وأبداً تصنيف الجميع وتقييمهم».
وشددت على أن «من يدّعون أنهم يريدون التوافق يلجأون إلى هذه الذريعة لأنهم يريدون الإتيان برئيس صوري مهمته الأولى والأخيرة التقاط الصور التذكارية فقط لا غير».
وتوجهت النائب جعجع إلى هؤلاء بالقول: «حبذا لو تطبقون الدستور لناحية المادة الأولى من الباب الثاني في اتفاق الطائف التي تتحدث عن موضوع حل الميليشيات، بدلاً من الفقرة (ب) من المادة الثانية في الباب الأول من الطائف التي تتحدث عن صلاحيات الرئيس، واستخدامها بأشكال ملتوية للإطاحة بانتخابات رئاسة الجمهورية، وتحويل هذا المنصب من رأس للدولة إلى رئيس صوري».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
TT

حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)

فيما وصف بأنَّه «مبايعة» لـ«سوريا الجديدة»، خرج عشرات آلاف السوريين إلى الساحات في دمشق وكل المدن الرئيسية، ليحتفلوا بـ«جمعة النصر» بعد أيام من سقوط بشار الأسد «اللاجئ» في موسكو، حيث يستعد لـ«رفاهية المنفى».

وتوافد آلاف السوريين إلى باحة الجامع الأموي في دمشق، قبيل صلاة الجمعة التي شارك فيها قائد «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع المكنى «أبو محمد الجولاني»، الذي يقود فصيله السلطة الجديدة في دمشق، ورئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير.

وللمرة الأولى في تاريخ سوريا، ألقى البشير، خطبة الجمعة في الجامع الأموي ذي المكانة الدينية التاريخية بالعاصمة، بحضور أكثر من 60 ألف مُصلٍّ، حسب وسائل إعلام محلية. وتحدث البشير عن «تغيير الظلم الذي لحق بالسوريين، والدمشقيين تحديداً»، مشدداً على «الوحدة بين مختلف أطياف الشعب السوري».

وبعد الصلاة تدفق السوريون إلى ساحة الأمويين، التي طالما حلم المحتجون عام 2011 بالوصول إليها لتكون مكاناً جامعاً يرابطون فيه حتى إسقاط نظام بشار الأسد، إلا أن هذا الحلم كان ثمنه غالياً جداً، دفع بعشرات الآلاف من ضحايا النظام والمعتقلين في زنازينه، إضافة إلى ملايين اللاجئين إلى بلاد العالم.

وفي روسيا، لم يتم بعد، رسمياً، تحديد وضع الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، لكنَّه قد يصبح أول صاحب حق باللجوء السياسي في روسيا منذ عام 1992، كما تُشير صحيفة «كوميرسانت»، ورغم حديث بعض المصادر عن أنَّ وجوده «مؤقت». لكن الأسد، لن يحتاج إلى كل تلك التعقيدات، إذ يكفي منحه سنداً قانونياً للإقامة فقط، وستكون أمامه حياة طويلة مرفهة وباذخة في مدينة الثلوج.

وتزامن ذلك، مع مواصلة إسرائيل قضم مساحات في الجولان المحتل، في حين أصدر وزير دفاعها يسرائيل كاتس، أوامر لجيشه بالاستعداد للبقاء طوال فصل الشتاء في الجولان.