تشويه وجه «فتاة القليوبية» يُجدد الجدل بشأن «الإجبار على الارتباط»

شاب ألقى عليها «مادة حارقة» انتقاماً بسبب رفضها وأسرتها خطبته

إسراء «فتاة القليوبية» قبل تشويه وجهها بمادة حارقة (متداولة على الإنترنت)
إسراء «فتاة القليوبية» قبل تشويه وجهها بمادة حارقة (متداولة على الإنترنت)
TT

تشويه وجه «فتاة القليوبية» يُجدد الجدل بشأن «الإجبار على الارتباط»

إسراء «فتاة القليوبية» قبل تشويه وجهها بمادة حارقة (متداولة على الإنترنت)
إسراء «فتاة القليوبية» قبل تشويه وجهها بمادة حارقة (متداولة على الإنترنت)

بينما تنظر محكمة النقض بالمنصورة، في 26 يناير (كانون ثاني) المقبل، أولى جلسات نظر وقف تنفيذ الحكم الصادر بإعدام المتهم محمد عادل؛ لقيامه بقتل زميلته الطالبة نيّرة أشرف (فيما عرف بقضية فتاة المنصورة) لرفضها الزواج منه، وهو الحادث الذي وقع، في 20 يونيو (حزيران) الماضي، تتكرر المأساة مرة أخرى وبشكل آخر مع الطالبة إسراء التى تنتمي لمحافظة القليوبية الواقعة شرق النيل، والتي تعرضت لتشويه وجهها بمادة كاوية «ماء النار»؛ لرفضها الارتباط بشاب تقدَّم لأسرتها، وما بين واقعة كل من نيّرة وإسراء، تكررت جرائم مشابهة راح ضحيتها كل من سلمى بهجت طالبة الإعلام (فتاة الشرقية) الواقعة شرق مصر، وخلود السيد (فتاة بورسعيد) الواقعة شمال شرق مصر، للأسباب نفسها، ما يجدد الجدل بشأن العنف و«الإجبار على الارتباط» الذي أزهق أرواحاً بريئة وأثار مخاوف الأُسر والفتيات.
وتخضع الطالبة إسراء للعلاج حالياً، بعد أن تعرضت لتشويه وجهها من شاب ينتمي لقريتها «منطي» بمحافظة القليوبية، وجرى القبض على المتهم بعد نصف ساعة من وقوع الحادث البشع، ولا يزال يخضع للتحقيقات، حيث تجري نيابة مركز قليوب تحقيقات موسَّعة حول الحادث.
كان اللواء نبيل سليم، مدير أمن القليوبية، قد تلقّى إخطاراً من مستشي قليوب بوصول فتاة تُدعى «إ.م» مصابة بحروق بالوجه، وبصحبتها جدّتها التي تعرضت لحروق أيضاً.
ورَوَت أسرة الفتاة، في تصريحات صحافية، ملابسات الحادث، حيث كان المتهم الذي يقيم بقرية تُجاورهم قد تَقدَّم لخِطبة الابنة إسراء، بعدما شاهدها في أحد الأفراح وأُعجب بها، وسألت أسرتها عنه كعادة أهل الريف ليكتشفوا، على حد قول والدها، أنه «مثير للمشاكل». وأبدوا له رفضهم للزواج بدعوى أن الفتاة تنوي استكمال تعليمها الجامعي بعد أن حصلت على الثانوية العامة بمجموع أهّلها للالتحاق بكلية التجارة، ليطاردها وأسرتها بتهديدات بسلاح أبيض يحمله. كما هدد والدتها وركلها بقدميه، وبينما كانت الفتاة تجلس مع جدّتها أمام منزلهم لبيع الخضراوات، تقدَّم المتهم منها، وبيده زجاجة، ألقى ما بها على وجهها، لتصيب أيضاً وجه جدّتها العجوز، إضافة إلى امرأة أخرى وطفلة كانتا تتواجدان بالصدفة لشراء الخضراوات، لتسقط الفتاة صارخة؛ من شدة الألم، بعدما تبيَّن لهم أنه قام بوضع مادة كاوية في الزجاجة، مما أدى إلى تشويه وجه الفتاة البريئة التى تخضع حالياً للعلاج.
وقال الدكتور طه أبو حسين، أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الأزهر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هؤلاء الشباب الذين تجرّدوا من معاني الرقي الإنساني وليسوا على درجة من الخلق والتربية، وعندما فقَد الشباب القدوة والأخلاق، طبيعيّ أن تطغي هذه الحوادث، خصوصاً أن بعض الشباب يهيَّأ لهم أنهم سيكونون أبطالاً ويصبحون مثارَ حديث الناس والإعلام»، داعياً إلى «وقفة اجتماعية تربوية وإعلامية حتى تتراجع مثل هذه الحوادث».
بينما تضيف الدكتورة فادية أبو شهبة، أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية بمصر، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الجرائم تشير إلى انتشار العنف داخل المجتمع وداخل الأسرة»، مؤكدة أنها «أجرت أبحاثاً عديدة على مدى ثلاثين عاماً حول أسباب العنف، وتوقعت زيادة معدلاته». وتؤكد أبو شهبة أن «نشر الحوادث يؤدي إلى تكرارها، ويغري آخرين للتقليد».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر: انتشال 4 جثث بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر

عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)
عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)
TT

مصر: انتشال 4 جثث بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر

عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)
عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)

قال محافظ البحر الأحمر عمرو حنفي، اليوم (الثلاثاء)، إن عناصر الإنقاذ انتشلوا 4 جثث و3 ناجين غداة غرق مركب سياحي قبالة السواحل المصرية، فيما لا يزال 9 في عداد المفقودين.

وأعلن حنفي في بيان: «نجاح الجهود التي تُجريها الجهات المعنية كافة وعلى رأسها رجال القوات البحرية في العثور على 7 أشخاص منهم 3 أحياء (2 منهم يحملون الجنسية البلجيكية وآخر مصري)، فيما جرى انتشال 4 جثث ما زالوا مجهولي الهوية». وأشار إلى أنه «حتى الآن إجمالي من جرى إنقاذهم بلغ 31 شخصاً».

ووقع الحادث في الساعات الأولى من صباح أمس (الاثنين)، بشحوط اللانش «سي ستوري» خلال رحلة غوص وسفاري، إذ كان يقلّ 31 سائحاً من جنسيات أجنبية مختلفة، بالإضافة إلى طاقمه المكون من 14 فرداً من بحارة وغطاسين. وحتى مساء أمس (الاثنين)، أنقذت الفرق المعنية 28 شخصاً، فيما استمرت عمليات البحث عن 17 مفقوداً.

وأعلن محافظ البحر الأحمر، في بيان، أن الناجين الذين تم إنقاذهم يتلقون الرعاية الطبية اللازمة، مع تكثيف الجهود للعثور على باقي المفقودين.

من جانبه، قال المتحدث العسكري المصري عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن القيادة العامة للقوات المسلحة، كلَّفت قيادة القوات البحرية بدفع عدد من القطع البحرية وطائرات مركز البحث والإنقاذ فور تلقي بلاغ استغاثة يفيد بتعرض المركب السياحي «سي ستوري» للغرق في أثناء تنفيذ أعمال الغطس جنوب مدينة مرسى علم بنحو (35) كم، للمشاركة في أعمال البحث عن المفقودين والناجين، وذلك في ظل سوء الأحوال الجوية واتساع نطاق الحادث.

وذكر في البيان: «وقد أسفرت الجهود عن إنقاذ 28 فرداً بالتعاون مع إحدى السفن السياحية التي تَصادف وجودها في منطقة الحادث، كما تم تقديم الرعاية الطبية والإدارية اللازمة للناجين ونقل الحالات التي تستدعي رعاية طبية عاجلة إلى المستشفيات القريبة من موقع الحادث بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية لمحافظة البحر الأحمر، كما أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها للقوات البحرية بتكثيف جهودها لمواصلة عمليات البحث عن باقي المفقودين والناجين».