فرضت الولايات المتحدة الجمعة عقوبة على «مؤسسة 15 خرداد» الخاضعة لمكتب المرشد الإيراني علي خامئني، لعرضها مكافأة مالية بهدف القيام بـ«عمل إرهابي» تمثل في محاولة اغتيال الكاتب البريطاني الأميركي من أصل هندي سلمان رشدي. وتعرض رشدي لهجوم عنيف في أغسطس (آب) الماضي في مناسبة أدبية في نيويورك. وأفاد وكيله مؤخرا بأن المؤلف فقد إحدى عينيه وشلت إحدى يديه لكنه يتعافى من الهجوم الذي نفذه الشاب هادي مطر على خشبة مسرح في غرب نيويورك.
وأوضح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية «أوفاك» أن الإجراءات ضد هذه المؤسسة التي أصدرت مكافأة بملايين الدولارات «لأي شخص يرغب في القيام بهذا العمل الشنيع» المتمثل بمحاولة تنفيذ عملية قتل رشدي.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين نيلسون إن «عمل العنف هذا، الذي أشاد به النظام الإيراني، مروع». وأمل في «الشفاء العاجل لسلمان رشدي بعد الهجوم على حياته».
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان إن تصنيف «مؤسسة 15 خرداد» الإيرانية إنما اتخذ لأن هذا الكيان حدد قبل الهجوم «مكافأة على حياة رشدي وزادها لاحقاً دعماً لأمر المرشد الإيراني الأول (الخميني) الذي دعا إلى قتل رشدي»، مشيراً إلى أن الهيئة تبرعت «لتقديم الدعم المالي لعمل إرهابي».
وبعد نشر رواية رشدي «آيات شيطانية» عام 1988، أصدر الخميني عام 1989 فتوى تدعو إلى قتل المؤلف، مما أدى إلى مهاجمة رشدي ومن يرتبط به. تم التأكيد على الفتوى من المرشد الحالي علي خامنئي عام 2017 وأعيد نشرها من قبل وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة الإيرانية مؤخرا في أغسطس (آب) 2022. وأصدرت «مؤسسة 15 خرداد» مكافأة على رشدي لدعم فتوى الخميني، وفي عام 2012، زادت المكافأة.
وذكر كبير الدبلوماسيين الأميركيين أنه «جرى قتل العديد من مترجمي رشدي وزملائه التجاريين الذين شاركوا في نشر (آيات شيطانية) في العديد من البلدان، أو أصيبوا بجروح بالغة نتيجة لهذا التحريض، وكذلك عشرات المدنيين الأبرياء». وقال إن «الفتوى الشائنة كانت تهدف إلى التحريض على الإرهاب والعنف، وقتل رشدي ورفاقه، وترهيب الآخرين». وأضاف: «تدين الولايات المتحدة هذا التحريض والهجوم على رشدي بأقوى العبارات باعتبارها اعتداء سافرا على حرية التعبير وعملا إرهابيا». ونبه إلى أن العقوبات اليوم «إشارة أخرى واضحة إلى أننا لن نقف مكتوفين في وجه الأعمال الإرهابية كهذه».