الدبيبة يناور بالانتخابات... وباتيلي يتعهد نزع سلاح الميليشيات

انطلاق اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة في سرت

جانب من اجتماع الدبيبة بوزرائه في العزيزية (الوحدة)
جانب من اجتماع الدبيبة بوزرائه في العزيزية (الوحدة)
TT

الدبيبة يناور بالانتخابات... وباتيلي يتعهد نزع سلاح الميليشيات

جانب من اجتماع الدبيبة بوزرائه في العزيزية (الوحدة)
جانب من اجتماع الدبيبة بوزرائه في العزيزية (الوحدة)

ناور رئيس حكومة الوحدة الليبية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، أول من أمس بورقة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، واعتبر مجددا أن المجتمع الليبي مهدد ممن وصفها بقوى الظلام، داعيا الشعب لـ«عدم الاستماع للغوغائيين».
وادعى الدبيبة في اجتماع لحكومته بالعزيزية أنها «منحازة للشعب الليبي في تحقيق حلمه بالوصول إلى الانتخابات»، وقال: «من يخشى الانتخابات سيعرقلها، ومن أرادها سيجد الفرص لتحقيقها». مشددا على أنه «لا يوجد أي عائق أمني للوصول إلى الانتخابات، وما نحتاجه هو التزام جميع الأطراف بها... ولا يوجد ما يمنع من إجراء هذه الانتخابات».
وبخصوص إخفاق مجلسي النواب والدولة حتى الآن في الاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، قال الدبيبة إن هذه القاعدة «لا يجب أن تكون مفصلة على أشخاص، بل يجب أن تكون عادلة». وتعهد بمواصلة الحكومة تقديم الخدمات في كافة مناطق البلاد، رغم ما وصفه بمحاولات جر البلاد للحرب.
في غضون ذلك، استغل عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة، مناسبة «أسبوع نزع السلاح»، للتعهد ضمنيا بنزع سلاح الميليشيات المسلحة، وكرر التزام الأمم المتحدة بتقديم الدعم الفني للجنة العسكرية المشتركة (5+5) في ليبيا، من أجل تسريع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك وضع تنظيم حيازة السلاح تحت السيطرة الحصرية للدولة.
وجاء هذا الإعلان قبل ساعات من أول اجتماع لباتيلي مع أعضاء اللجنة العسكرية (5+5) في سرت. كما ناقش باتيلي مساء أول من أمس مع رئيس مجلس الدولة، خالد المشري، سبل معالجة الأزمة السياسية الحالية، بما في ذلك الجهود المبذولة لإعداد إطار دستوري متين، يمكن من إجراء انتخابات وطنية شاملة، لافتا في بيان له أمس إلى أنهما ناقشا نتائج اجتماع المشري مع عقيلة صالح رئيس مجلس النواب في الرباط بالمغرب. وأعرب عن أمله في أن تؤمن هذه الجهود الاستقرار لليبيا، وإنهاء أزمة شرعية المؤسسات الوطنية التي طال أمدها.
من جهته، قال القائم بأعمال السفارة الأميركية في طرابلس، ليزلي أوردمان، عقب اجتماعه مع باتيلى مساء أول من أمس، إن بلاده تدعم بشكل كامل جهوده للضغط من أجل اتفاق سياسي، يمكن أن يفضي إلى انتخابات في الوقت المناسب. كما بحث أوردمان في طرابلس، أمس، مع وفد من حكومة الدبيبة الجهود المبذولة لزيادة الشفافية، والمساءلة المالية في القطاع العام من أجل التنمية المستدامة والشاملة في جميع أنحاء ليبيا.
بدوره، قال وليد اللافي، وزير الدولة للاتصال بحكومة الدبيبة، إنه بحث مع المستشار الإعلامي لوزارة الخارجية البريطانية، جون حسين، برامج التطوير والتدريب في مجال الاتصال الحكومي، ودعم جهود هيئة الرصد، والمشاركة في منتدى الاتصال الحكومي، المزمع عقده في طرابلس الشهر المقبل.
من جهته، قال الصديق الكبير، محافظ مصرف ليبيا المركزي، إنه بحث أمس في طرابلس مع كنعان يلماز سفير تركيا جهود المصرف في الإفصاح والشفافية، والمحافظة على الاستقرار المالي والنقدي، ودعم الجهود في التنمية الاقتصادية. ونقل عن يلماز إشادته بنهج المصرف في الشفافية والإفصاح، الذي ادعى أنه نال قبول المجتمع الدولي والمحلي.
إلى ذلك، أعلن منتسبو منطقة الجبل الغربي العسكرية الدخول في اعتصام مفتوح، وحذروا في بيان لهم من أن عدم صرف مرتباتهم ستكون له تداعيات قد لا تُحمد عقباها، وقالوا إن الباب مفتوح لكل الخيارات. كما طالبوا المجلس الرئاسي، باعتباره نظريا القائد الأعلى للجيش الليبي، بالتدخل الفوري لضمان حقوقهم.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.