ليبيا: الدبيبة يناور بورقة الانتخابات... ودعم أميركي للجهود الأممية

باتيلي تعهد ضمنياً بنزع سلاح الميليشيات

صورة لاجتماع الدبيبة بوزرائه في العزيزية (حكومة الوحدة)
صورة لاجتماع الدبيبة بوزرائه في العزيزية (حكومة الوحدة)
TT

ليبيا: الدبيبة يناور بورقة الانتخابات... ودعم أميركي للجهود الأممية

صورة لاجتماع الدبيبة بوزرائه في العزيزية (حكومة الوحدة)
صورة لاجتماع الدبيبة بوزرائه في العزيزية (حكومة الوحدة)

ناور رئيس حكومة الوحدة الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة مجددا أمس بورقة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، واعتبر أن المجتمع الليبي مهدد ممن وصفها بقوى الظلام، داعيا الشعب لـ«عدم الاستماع للغوغائيين».
وادعى الدبيبة في اجتماع لحكومته بالعزيزية أنها «منحازة للشعب الليبي في تحقيق حلمه بالوصول إلى الانتخابات»، وقال: «من يخشى الانتخابات سيعرقلها، ومن أرادها سيجد الفرص لتحقيقها».
وقال الدبيبة: «لا يوجد أي عائق أمني للوصول إلى الانتخابات وما نحتاجه هو التزام جميع الأطراف بها، لافتا إلى ارتباط كل مديريات الأمن بالدوائر الانتخابية». وبعدما أكد سعيه «لإجراء الانتخابات بشكل فعلي وليس مجرد مغامرة أو وهم»، خاطب الدبيبة الشعب الليبي قائلا: «لا تسمعوا للغوغائيين، فلا يوجد ما يمنع لإجراء الانتخابات».
وغمز الدبيبة من قناة إخفاق مجلسي النواب والدولة حتى الآن في الاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، وقال إن هذه القاعدة لا يجب أن تكون مفصلة على أشخاص، ويجب أن تكون عادلة.
وتابع «لن تكون هناك مراحل انتقالية جديدة، والطبقة السياسية تتحالف عندما تشعر بالخطر»، وتعهد بمواصلة الحكومة تقديم الخدمات في كافة مناطق البلاد رغم ما وصفه بمحاولات جر البلاد للحرب.
واستبق الدبيبة اجتماع حكومته بتفقد مديرة مدرسة «درع ليبيا» للتعليم الأساسي، التي تعرضت للضرب من قبل أولياء أمر عدد من الطالبات، وشد من عزمها وزميلاتها. وقال الدبيبة إنه أبلغها بتوجيهه لإصدار لائحة خاصة بمديري المدارس، لمنحهم الحماية القانونية اللازمة، وصرف علاوة تميز لهم.
وشدد الدبيبة خلال اجتماع مساء أول من أمس لمتابعة بداية العام الدراسي، على ضرورة تفعيل دور الاختصاصي الاجتماعي والمرشد النفسي للقيام بدورهما، مشيرا إلى أنه أمر بحصر الاحتياج الفعلي للمعلمين، ليتم معالجة أوضاعهم، وضرورة صرف الميزانية التشغيلية للمدارس بشكل مباشر والاستفادة منها بشكل جيد.
إلى ذلك، أعلن منتسبو منطقة الجبل الغربي العسكرية الدخول في اعتصام مفتوح، وحذروا في بيان لهم مساء أول من أمس من أن عدم صرف مرتباتهم ستكون له تداعياته قد لا تُحمد عقباها، وقالوا إن الباب مفتوح لكل الخيارات.
وطالبوا المجلس الرئاسي باعتباره نظريا القائد الأعلى للجيش الليبي بمسؤوليته القانونية، والتدخل الفوري لضمان حقوقهم.
بدوره، استغل عبد الله باتيلي رئيس بعثة الأمم المتحدة مناسبة أسبوع نزع السلاح، للتعهد ضمنيا بنزع سلاح الميليشيات المسلحة، وكرر في بيان مقتضب عبر تويتر التزام الأمم المتحدة بتقديم الدعم الفني للجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 في ليبيا لتسريع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك وضع تنظيم حيازة السلاح تحت السيطرة الحصرية للدولة.
وجاء هذا الإعلان قبل ساعات من أول اجتماع لباتيلي أمس مع أعضاء اللجنة العسكرية (5 + 5) في سرت.
وكان باتيلي ناقش مساء أول من أمس مع رئيس مجلس الدولة خالد المشري سبل معالجة الأزمة السياسية الحالية بما في ذلك الجهود المبذولة لإعداد إطار دستوري متين يمكن من إجراء انتخابات وطنية شاملة، لافتا في بيان له أمس إلى أنهما ناقشا نتائج اجتماع المشري مع عقيلة صالح رئيس مجلس النواب في الرباط بالمغرب.
وأعرب عن أمله في أن تؤمن هذه الجهود الاستقرار وإنهاء أزمة شرعية المؤسسات الوطنية التي طال أمدها.
وقال القائم بأعمال السفارة الأميركية في طرابلس ليزلي أوردمان، عقب اجتماعه مع باتيلي مساء أول من أمس، إن بلاده تدعم بشكل كامل جهوده للضغط من أجل اتفاق سياسي يمكن أن يفضي إلى انتخابات في الوقت المناسب في ليبيا.
كما بحث أوردمان في طرابلس اليوم مع وفد من حكومة الدبيبة ضم وزيري الدولة للاتصال وشؤون مجلس الوزراء الجهود المبذولة لزيادة الشفافية والمساءلة المالية في القطاع العام من أجل التنمية المستدامة والشاملة في جميع أنحاء ليبيا.
بدوره، قال وليد اللافي وزير الدولة للاتصال بالحكومة إنه بحث مع المستشار الإعلامي لوزارة الخارجية البريطانية جون حسين، برامج التطوير والتدريب في مجال الاتصال الحكومي، ودعم جهود هيئة الرصد، والمشاركة في منتدى الاتصال الحكومي، المزمع عقده في طرابلس الشهر القادم.
من جهته، قال الصديق الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي إنه بحث أمس في طرابلس مع كنعان يلماز سفير تركيا جهود المصرف في الإفصاح والشفافية والمحافظة على الاستقرار المالي والنقدي، ودعم جهود التنمية الاقتصادية. ونقل عن يلماز إشادته بنهج المصرف في الشفافية والإفصاح، الذي ادعى أنه نال قبول المجتمعين الدولي والمحلي.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجزائر تتهم المخابرات الفرنسية بـ«زعزعة استقرارها»

عنوان صحيفة «المجاهد» حول احتجاج الجزائر على الاستفزازات الفرنسية (الشرق الأوسط)
عنوان صحيفة «المجاهد» حول احتجاج الجزائر على الاستفزازات الفرنسية (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر تتهم المخابرات الفرنسية بـ«زعزعة استقرارها»

عنوان صحيفة «المجاهد» حول احتجاج الجزائر على الاستفزازات الفرنسية (الشرق الأوسط)
عنوان صحيفة «المجاهد» حول احتجاج الجزائر على الاستفزازات الفرنسية (الشرق الأوسط)

إذا كان معروفاً بأن العلاقات الجزائرية - الفرنسية، تمر بأسوأ حالاتها منذ أشهر، فإن اتهامات جديدة صدرت عن الجزائر ضد باريس، تزيدها توتراً وتصعيداً، خصوصاً أنها تزامنت مع «قضية سجن الكاتب بوعلام صنصال» التي ما زالت تثير خلافاً حاداً بين ضفتي المتوسط، استدعي إليها التاريخ و«الحنين إلى الجزائر الفرنسية» ومواقف اليمين المتطرف من الهجرة.

ونشرت صحيفة «المجاهد» الفرنكفونية، أكبر الجرائد الحكومية في البلاد، بموقعها الإلكتروني، ليل السبت - الأحد، خبر استدعاء السفير الفرنسي لدى الجزائر ستيفان روماتيه، الأسبوع الماضي، «حيث تم توجيه تحذير شديد له، بعد الكشف عن معلومات خطيرة تتعلق بتورط جهاز الأمن الخارجي الفرنسي، في حملة لتجنيد إرهابيين سابقين في الجزائر، بهدف زعزعة استقرار البلاد».

السفير الفرنسي لدى الجزائر ستيفان روماتيه (حسابه الخاص بوسائل التواصل الاجتماعي)

ونقلت الصحيفة خبر استدعاء السفير عن «مصادر دبلوماسية موثوق بها»، مشيرة إلى «قضية المدعو عيساوي محمد الأمين»، وهو شاب ثلاثيني أكد في تصريحات بثتها قناة تلفزيونية عمومية، الخميس الماضي، أن مكتب المخابرات الفرنسية بالسفارة «وظفه لنقل معلومات إليه تخص الجهاديين الجزائريين بالعاصمة، الذين عادوا من مناطق الصراع في سوريا، ومعطيات عن شبكات الهجرة السرية بوهران»، بغرب البلاد.

وأكدت صحيفة «المجاهد»، أن مسؤولي وزارة الخارجية الجزائرية «أبلغوا السفير الفرنسي الرفض الصارم للسلطات العليا في البلاد لسلسلة الاستفزازات والأعمال العدائية الفرنسية تجاه الجزائر». كما نقلت عن المصادر نفسها أن السلطات تقول إن «هذه التصرفات لا يمكن أن تمرَّ دون عواقب». وحرصت الصحيفة على تأكيد أن حديث السلطات مع ستيفان روماتيه، بخصوص الموضوع «كان حازماً وقاطعاً».

وتناولت الصحيفة نفسها أحداثاً تؤكد، حسبها، «الاستفزازات الفرنسية تجاه الجزائر»، ومن بينها مصادرة أسلحة وذخيرة بميناء بجاية (250 كلم شرق العاصمة)، الصيف الماضي، قالت أجهزة الأمن يومها، إنها «جاءت من ميناء مرسيليا» بالجنوب الفرنسي، وبأنها كانت موجهة إلى عناصر تنظيم يطالب بالحكم الذاتي في القبائل الجزائرية (شرق العاصمة). وتتهم الجزائر باريس بـ«إيواء» رأس هذا التنظيم، المعروف اختصاراً بـ«ماك»، اللاجئ السياسي فرحات مهني، الذي تطالب الجزائر باعتقاله لاتهامه بـ«الإرهاب».

الرئيسان الجزائري والفرنسي على هامش قمة «السبعة» الكبار بإيطاليا في 14 يونيو 2024 (الرئاسة الجزائرية)

ونقلت صحيفتا «الخبر» بالعربية، و«لوسوار دالجيري» بالفرنسية، أيضاً، خبر استدعاء السفير وتأنيبه، وبقية التفاصيل عن المآخذ الجزائرية ضد الفرنسيين.

وضمت «أدلة الإدانة»، وفق ما ذكرت «المجاهد»، قضية اعتقال وسجن الكاتب الجزائري الفرنسي، بوعلام صنصال»، المتهم بـ«المس بالوحدة الوطنية وبالسلامة الترابية للبلاد»، إثر تصريحات أطلقها في فرنسا، عدَّ فيها أن مناطق واسعة من غرب البلاد، «اقتطعها الاستعمار الفرنسي من المغرب». وجرى اعتقال صنصال بمطار الجزائر العاصمة، يوم 16 من الشهر الماضي، بينما كان عائداً من باريس.

ولفتت الصحيفة نفسها إلى «هجوم إعلامي منسَّق في فرنسا ضد الجزائر»، بعد سجن الروائي السبعيني، مشيرة إلى «تصريحات مهينة تجاه المسؤولين الجزائريين، من طرف شخصيات فرنسية»، أظهرت تعاطفاً مع صنصال، وطالبت بالإفراج عنه، عادَّة إياه «سجين رأي».

الكاتب الفرنسي - الجزائري بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

وأكدت صحيفة «المجاهد» على لسان «المصادر الدبلوماسية الموثوق بها»، أن الجزائر «لن تبقى متفرجة على هذه الهجمات المتتالية التي تستهدف سيادتها؛ فهي مصممة على الحفاظ على كرامتها، وستتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة محاولات التدخل هذه». ويُفْهم من حدة اللهجة التي تضمنها المقال أن الخطاب نابع من أعلى سلطة في البلاد، ويرجَّح أنها الرئاسة.

وكانت الجزائر سحبت سفيرها من باريس في 30 يوليو (تموز) الماضي، «بشكل فوري» بعد إعلانها دعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية، علماً أن الجزائر تساند «بوليساريو» في مطلبها «تقرير مصير الصحراء عن طريق استفتاء تنظمه الأمم المتحدة»، وترفض بحدة الحل الذي تقترحه الرباط.