السيسي يُقدم «كشف حساب» داعياً لتوسيع مظلة «الحوار الوطني»

أشاد بدور الجيش في تنفيذ المشروعات في ختام «المؤتمر الاقتصادي»

السيسي في كلمته خلال ختام المؤتمر الاقتصادي (الرئاسة المصرية)
السيسي في كلمته خلال ختام المؤتمر الاقتصادي (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يُقدم «كشف حساب» داعياً لتوسيع مظلة «الحوار الوطني»

السيسي في كلمته خلال ختام المؤتمر الاقتصادي (الرئاسة المصرية)
السيسي في كلمته خلال ختام المؤتمر الاقتصادي (الرئاسة المصرية)

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته أمس (الثلاثاء)، إنه يقدم «كشف حساب» لمواطنيه رابطاً ذلك بـ«الحوار الوطني» الذي دعا إليه قبل أشهر وطالب القائمين عليه بـ«توسيع مظلته لتشمل جميع الملفات بما في ذلك الدينية والإعلامية والثقافية»، ومشدداً على «ضرورة الحشد وتضافر كل الجهود خلف مسار الدولة». وعقدت الحكومة المصرية على مدار 3 أيام، مؤتمراً اقتصادياً بهدف «رسم خريطة طريق للمستقبل»، تنفيذاً لدعوة وجهها السيسي بهذا الشأن في بداية سبتمبر (أيلول) الماضي. وأكد الرئيس المصري، في كلمته بالجلسة الختامية، أن «المؤتمر الاقتصادي سيكون منصة اقتصادية مستقرة تقدم كشف حساب كل عام بما تم إنجازه في مختلف المجالات»، متعهداً «بتنفيذ كافة توصيات المؤتمر»، وقال إن «كل المقترحات التي جاءت في توصيات المؤتمر يمكن لأي طالب في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أن يقترحها، لكن المهم هو وضع آلية لتنفيذها». ووجه السيسي الحكومة «لتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية لتخفيف تداعيات الأزمة الحالية على المواطنين».
ولفت الرئيس المصري إلى أن البعض انتقد تطرقه لقضايا مختلفة في افتتاح المؤتمر الاقتصادي، بداعي أنها «لا تمت بصلة لموضوعه»، مؤكداً أن «كل الموضوعات الخاصة بالبيئة السياسية في مصر والمنطقة والإقليم مرتبطة بالاقتصاد»، وقال إن «الحوار الوطني الذي يجري حالياً هو فرصة لمناقشة كل القضايا، سياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية ودينية، وأن نسمع بعضنا بغض النظر عن مدى اختلافنا». ودعا السيسي في نهاية أبريل (نيسان) الماضي إلى إجراء حوار وطني لبحث مختلف قضايا المجتمع، وخلال الفترة الماضية تم تشكيل مجلس أمناء للحوار، وتحديد محاوره الرئيسية والفرعية، تمهيداً لبدء المناقشات الفعلية في ثلاثة محاور سياسية واقتصادية ومجتمعية. وجدد الرئيس المصري دعوته لتجديد الخطاب الديني، وقال إنه «لا بد من قراءة الواقع في المنطقة من خلال فهم عصري لفقه التعامل مع المتغيرات والتحديات»، لافتاً إلى أنه «عندما تحدث من قبل عن الحاجة إلى توثيق الطلاق، ورغم موافقة غالبية أعضاء اللجنة العلمية المتخصصة على الموضوع، لكنه لم ينفذ، وعندما سألت عن السبب قالوا إن تنفيذه بعد توجيهات الرئيس يعني أننا ندعم السلطة». وقال السيسي إنه «بمجرد طرحي لموضوع الطلاق المكتوب، أصبح غير قابل للتنفيذ حتى لا تبدو المؤسسة داعمة للسلطة، ما يعكس الحاجة إلى تطوير فهم لدور الدولة، فكلنا نعمل معاً لغرض واحد».
وأضاف السيسي أنه «لا يعتبر نفسه رئيساً لمصر، بل إنساناً طُلب منه التدخل لحماية وطنه»، مذكراً بما حدث خلال الفترة من عام 2011 وحتى 2013، وكيف «كان الناس يطالبونه بالتدخل»، وتابع أن «الجيش جزء من المؤسسة التنفيذية للدولة، ويخضع لرئيس الجمهورية، وأي موقف كان من الممكن أن يكلف الرجل (في إشارة له) بحد أدنى وظيفته، وبحد أقصى حياته».
وأشار الرئيس المصري إلى أنه «كان حريصاً عند كتابة بيان 3 يوليو (تموز) 2013، على «الحفاظ على التماسك الهش للدولة المصرية، بما فيها ذلك الفصيل (في إشارة لتنظيم الإخوان الذي تُصنفه مصر إرهابياً) لأجل خاطر مصر، التي لم تكن تستطيع تحمل المزيد». وقال السيسي إنه «في تلك الفترة، عندما كان وزيراً للدفاع، كان الجميع في مجلس الوزراء يتعاملون معه باعتباره البطل، ويقولون إنهم يريدون الحفاظ عليه»، متسائلاً: «هل انتهى هذا البطل؟»، ومشدداً في الوقت نفسه على عدم قدرة أي شخص على أن يكون «ظهيراً له»، لأنه «محمي من الله سبحان وتعالى».
وأكد السيسي «السياق الإعلامي المطلوب لإدارة الدولة في هذه المرحلة ولمدة 20 عاماً يجب أن يكون لخدمة الفكرة وليس الرئيس»، ضارباً المثل بحديث الإعلام عن ارتفاع سعر كرتونة البيض، وحديث المستثمرين عن «معوقات التجارة»، متسائلاً هل «يخدم هذا الحديث مسار الدولة، ويشجع الاستثمار الأجنبي، إن الأدبيات التي تعملون بها قد لا تتوافق مع واقعنا»، مشدداً على «ضرورة الحشد وتوحيد الجهود وأن تتعاون مؤسسات الدولة ليس طبقاً لقناعاتها بل طبقاً لفهم واسع وعميق للقضية». واستعرض الرئيس المصري عدداً من المشروعات التي نفذتها الدولة مؤخراً، مشيراً إلى أنه كان يطلب من الجيش التدخل «لسرعة إنجازها»، لأن «طرح مشروعات الموانئ على سبيل المثال للاستثمار، يستغرق نحو عشر سنوات بين إجراءات الطرح والدراسة، والدولة لم يكن لديها رفاهية الوقت»، مشيداً بدور القوات المسلحة في تنفيذ المشروعات.
وقال إن «أي مشروع يريد إنجازه يوجه الجيش بعمله».
وأضاف أن «الجيش استفاد مما حدث عقب هزيمة يونيو (حزيران) 1967، وحالة العوز والحاجة التي عاشها والتي دفعت بعض الفنانين العظماء للقيام بجولة من أجل الحصول على الدعم للجيش في حربه»، مؤكداً أن «الأمن القومي المصري مُعلق في رقبة الجيش مثل ما حدث في عامي 2011 و2013 وعليه أن يستكمل هذا الدعم ما أمكن ذلك وهذا دور يقوم به بالفعل». وأكد الرئيس المصري أن «ما نفذته الدولة خلال خمس سنوات يعادل ما تم تنفيذه في مصر خلال مائة عام»، متسائلاً عن مدى «استعداد القطاع الخاص في الوقت الراهن للدخول للمساهمة في النهوض بالقطاع الصناعي عقب انتهاء الدولة من عملها ودورها في هذا الشأن».
وأضاف أن «كل المشروعات سواء حكومية أو شركات الجيش مفتوحة الآن أمام القطاع الخاص».
من جانبه، أعلن ضياء رشوان، المنسق العام للحوار الوطني، أبرز توصيات المؤتمر، ومن بينها العمل على خفض نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، وسرعة الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وأهمية مرونة سعر الصرف، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، عبر توسيع قاعدة الملكية بالتركيز على التخارج من خلال تبني الطرح بالبورصة كأولوية، وتعزيز دور صندوق مصر السيادي، وإصلاح منظومة التعاونيات والاتحادات المرتبطة بالنشاط الزراعي، وتسهيل إجراءات الشراكة مع الدولة في المستشفيات القائمة والجديدة. بدوره أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أن المؤتمر خرج بعدد من الرسائل الرئيسية أبرزها تأكيد حرص الحكومة على نهج الشراكة الفعال مع القطاع الخاص، واهتمام الحكومة بخفض كلفة أداء الأعمال على القطاع الخاص، والتزام الحكومة بالحياد التنافسي، والسعي لتعظيم العائد من الأصول المملوكة للدولة من خلال شراكات ناجحة مع القطاع الخاص.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


أكبر حزب معارض يدعو إلى «وقف التسيير الأحادي لشؤون الجزائر»

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
TT

أكبر حزب معارض يدعو إلى «وقف التسيير الأحادي لشؤون الجزائر»

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)

دعا حزب «جبهة القوى الاشتراكية»، أقدم حزب معارض في الجزائر، إلى ما وصفه بـ«وضع حد للتسيير الأمني والأحادي لشؤون البلاد، والانخراط في عملية إصلاحات كبرى، قادرة على ضمان الديمقراطية السياسية، والتنمية الاقتصادية والازدهار الاجتماعي»، حسب ما أورده تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، اليوم السبت. وقال الأمين الوطني الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية»، يوسف أوشيش، خلال دورة استثنائية للمجلس الوطني، السبت، إنه «بات من الضروري تغيير المقاربات في ظل التغيرات الجيوستراتيجية الكبرى، التي يشهدها العالم»، داعياً إلى «تحديد مشروع وطني واضح وطموح، وإشراك جميع القوى الحية في البلاد فيه».

وأضاف أوشيش موضحاً أن ذلك يتم عبر «تبني وتشجيع الحوار، مع الاستعداد الدائم لتقديم التنازلات، وتشكيل التوافقات من أجل الحفاظ على البلاد، وتعزيز وحدتها وتماسكها». واستطرد ليؤكد أن الاستقرار الحقيقي «لن يتحقق إلا من خلال تسيير سياسي حكيم، يعتمد على بناء إطار ديمقراطي، قادر على بعث الثقة وحماية المصلحة العليا للأمة. فهذا هو الحصن الأقوى ضد كل محاولات تقويض سيادتنا وتهديد وحدتنا الترابية».

يوسف أوشيش خلال حملته للانتخابات الرئاسية (حملة المترشح)

في سياق ذلك، ذكر أوشيش أن التسيير الأمني لشؤون المجتمع، بحجة الحفاظ على النظام العام، لن يؤدي إلا إلى «إضعاف أسس المجتمع الجزائري، وتغذية مناخ الشك، والخوف والانقسام، إذ تعلمنا التجارب أن سياسات الغلق تولد التوترات، التي تؤدي في نهاية المطاف إلى أزمات اجتماعية وسياسية أكثر خطورة». وعلق أوشيش، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية التي جرت بتاريخ السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي على الأحداث المتسارعة في سوريا، بالقول: «يجب أن تشكل درساً لنا، وتذكرنا بحقيقة ثابتة غير قابلة للتأويل، وهي أن قوتنا تكمن في وحدتنا، ومدى قدرتنا على بناء منظومة قوية ومستقلة، تمكننا من حماية أنفسنا من هذه التحولات الجيوسياسية الكبرى الماثلة أمام أعيننا»، داعياً مسؤولي البلاد وجميع القوى الحية في المجتمع إلى تعزيز المؤسسات، وتطوير الاستقلالية الاستراتيجية، وضمان الاستقرار والسلم الداخلي من خلال حوكمة عادلة، شاملة ومسؤولة، مع «الانخراط في ورشة كبيرة للسيادة والقدرة الدائمة على التكيف».

وانتقد أوشيش ما وصفه بـ«نقاشات سامة وخبيثة»، مؤكداً أنه «تقع على عاتق السلطة مقاومة كل الإغراءات السلطوية، كما تقع أيضاً على عاتق المجتمع بأسره محاربة شياطين الانقسام والتفرقة»، معتبراً أن إقالة محمد شرفي، رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، «لا تعد ذا أثر كبير، ما لم تعقبها إعادة نظر في القوانين العضوية، وفي النصوص المؤطرة للحياة السياسية بصفة عامة، وللعملية الانتخابية بصفة خاصة، لإضفاء المصداقية على العملية الانتخابية، ولاستعادة الثقة فيها، وضمان مشاركة مواطناتية فعلية».