دول غربية تتعهد دعم السودان بعد «الانتقال المدني»

دعت أجهزة الأمن للكف عن العنف وناشدت المدنيين إعلاء الوطنية والحوار

جانب من الاحتجاجات في الخرطوم يوم 21 أكتوبر للمطالبة بالحكم المدني (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات في الخرطوم يوم 21 أكتوبر للمطالبة بالحكم المدني (أ.ف.ب)
TT

دول غربية تتعهد دعم السودان بعد «الانتقال المدني»

جانب من الاحتجاجات في الخرطوم يوم 21 أكتوبر للمطالبة بالحكم المدني (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات في الخرطوم يوم 21 أكتوبر للمطالبة بالحكم المدني (أ.ف.ب)

وعدت مجموعة دول غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية بمساعدة السودان على إطلاق إمكاناته الاقتصادية التي وصفتها بالكبيرة، وذلك بعد العودة لانتقال مدني ذي مصداقية، ودعت قوات الأمن للامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين والوفاء بالتزاماتها تجاه حماية حرية التعبير والتجمع، ونددت بمقتل متظاهر بالرصاص في احتجاجات يوم الأحد.
وقالت كل من الولايات المتحدة، وكندا، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، وهولندا، والنرويج، وكوريا الجنوبية، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا، والمملكة المتحدة، في بيان نشره موقع السفارة الأميركية في الخرطوم يوم الاثنين، إن موقعي البيان «على استعداد لمساعدة السودان في إطلاق إمكاناته الاقتصادية الكبيرة، بعد العودة إلى انتقال مدني ذي مصداقية». واستباقاً للمظاهرات التي دعت لها المعارضة السودانية لإحياء الذكرى الأولى لتولي الجيش الحكم في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، دعت مجموعة الدول الغربية، قوات الأمن إلى الامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين، والوفاء بالتزاماتها في حماية حرية التعبير والتجمع السلمي في جميع أنحاء البلاد، قائلة: «نتذكر المدنيين الذين ضحوا بأرواحهم مطالبين بانتقال ديمقراطي، وما زلنا نستلهم من أولئك الذين يواصلون المطالبة بالتغيير سلمياً».
وأدان البيان مقتل المتظاهر الذي قُتل برصاص أجهزة الأمن يوم الأحد في ضاحية الصحافة جنوب الخرطوم، قائلاً: «ندين فقد حياة أحد المتظاهرين يوم 23 أكتوبر»، فيما قالت الشرطة إنها تحقق في ظروف مقتله، واتهمت المتظاهرين، في بيان، بأنهم ألقوا قنابل الغاز المسيل للدموع على أفراد الشرطة. وأوضح البيان – في إشارة للمظاهرات المرتقبة في 25 أكتوبر 2022 – إن الموقعين والشعب السوداني يستعدون لمواجهة ذكرى الاستيلاء العسكري على السلطة في البلاد، ويدعمون التوصل لاتفاق شامل بإنشاء حكومة انتقالية بقيادة مدنية. وأضاف البيان: «هنالك حاجة ماسة لمثل هذا الاتفاق، لمنع المزيد من التدهور في الوضع الاقتصادي والإنساني».
وتعهدت المجموعة الغربية بمساعدة الشعب السوداني على تحقيق أهداف ثورته، ومساعدته على بناء «بلد مستقر ومزدهر يعيش في سلام مع نفسه ومع جيرانه»، استناداً إلى مشروع الدستور الذي قدمته نقابة المحامين لقيادة المفاوضات.
وقال البيان: «نعتقد أن مبادرة نقابة المحامين السودانيين، تمثل إطاراً ذا مصداقية وشمولية لقيادة المفاوضات»، وإن المبادرة تحظى «بأوسع دعم من أي مبادرة حتى الآن، ولا تزال مفتوحة للأطراف الأخرى لإجراء تعديلات لمعالجة مخاوفهم الملحة».
وجددت المجموعة الغربية دعمها للآلية الثلاثية المشتركة المكونة من بعثة الأمم المتحدة في السودان، والاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومة للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد». وقالت في هذا الصدد إن «لدى (الآلية الثلاثية) دوراً تلعبه في تسهيل الاتفاق»، ودعت الأطراف السودانية لإعطاء أولوية لما سمّته «المصلحة القومية، وإعلائها على الحسابات السياسية الضيقة، من أجل الانخراط بشكل بناء في الحوار».
من جهة أخرى، يستعد نشطاء وسياسيون لتنظيم مظاهرات حاشدة يوم الثلاثاء؛ للمطالبة بعودة الحكم المدني وخروج الجيش من العمل السياسي، بمناسبة مرور عام على تولي الجيش السلطة في البلاد، والإطاحة بالحكومة المدنية في 25 أكتوبر 2021 بدعوى تصحيح مسار «ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018»، بيد أن المعارضة المدنية والمجتمعين الدولي والإقليمي اعتبروا تلك الإجراءات «انقلاباً عسكرياً على المسار الديمقراطي»، وتبعاً لذلك علق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان، واشترط عودة الحكم المدني في البلاد قبل إعادة عضويتها في الاتحاد.
وعادة تواجه أجهزة الأمن الاحتجاجات بالعنف، ما أدى إلى مقتل 118 شخصاً، وإصابة أكثر من ألف بجراح بعضها خطيرة، فضلاً عن اعتقال المئات.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

اتهامات تلاحق الجيش و«الدعم السريع» باستهداف مخيمات النازحين بالفاشر

من مخيمات النزوح في الفاشر (أ.ف.ب)
من مخيمات النزوح في الفاشر (أ.ف.ب)
TT

اتهامات تلاحق الجيش و«الدعم السريع» باستهداف مخيمات النازحين بالفاشر

من مخيمات النزوح في الفاشر (أ.ف.ب)
من مخيمات النزوح في الفاشر (أ.ف.ب)

وجهت هيئات محلية، الثلاثاء، اتهامات جديدة للجيش و«الدعم السريع» بقصف مخيمات النازحين في الفاشر، فيما بحث وزيرا الخارجية السوداني والمصري، علي يوسف وبدر عبد العاطي، الثلاثاء، في بورتسودان (العاصمة الإدارية السودانية المؤقتة)، تفعيل آليات التعاون السياسية، وإحكام التنسيق بين قيادة البلدين في القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وقالت الخارجية السودانية، في بيان، إن يوسف «تقدم بالشكر للشقيقة مصر على وقفتها الصلبة الداعمة للسودان وهو يخوض حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا (الدعم السريع) المتمردة ومرتزقتها وداعميها الإقليميين».

وزيرا الخارجية المصري والسوداني (وكالة أنباء السودان)

وبدوره، جدد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، موقف بلاده «الداعم لسلامة السودان وسيادته ووحدته». وأكد أن «الشعب المصري يشاطر الشعب السوداني الشقيق في محنته، وسيكون سنداً له حتى يتجاوزها بسلام».

وذكر البيان أن المباحثات «تناولت أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، وتذليل المعوقات التي تواجه السودانيين المقيمين في مصر مؤقتاً بسبب الحرب، وعلى وجه الخصوص في الجوانب الهجرية والتعليمية. واتفق الجانبان على وضع المعالجات العملية الناجعة لتلك القضايا في ضوء العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين».

من آثار القصف في الفاشر (مواقع التواصل)

ميدانياً، أدانت قيادة الفصائل المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني، الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها مخيمات النازحين في شمال دارفور (غرب البلاد)، بسبب القصف المدفعي المستمر من قبل «قوات الدعم السريع».

وقالت في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط»: «إن الميليشيا بعد أن فشلت في مواجهة الجيش والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في ميادين المعركة، لجأت إلى حبك الأكاذيب لتضليل الرأي العام، وإيجاد ذرائع لشرعنة استهداف الفئات الأكثر ضعفاً، بمن في ذلك النازحون الأبرياء والمدنيون العزل».

وطالب البيان المجتمع الدولي «باتخاذ تدابير حاسمة لمنع هذه الميليشيات من الاستمرار في ارتكاب الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين العزل».

وشدد على وضع «آليات للمحاسبة الرادعة، وضمان إنصاف الضحايا، ومنع الإفلات من العقاب، بما يسهم في وقف هذه الجرائم المتكررة». ودعا المحكمة الجنائية الدولية «وفقاً لتفويضها من مجلس الأمن الدولي، إلى البدء في التحقيق فوراً في الانتهاكات وجرائم الحرب الجديدة التي ترتكب ضد المدنيين، بما فيها التهجير القسري وحرق القرى».

جانب من النازحين في الفاشر (أ.ب)

وناشدت قيادة تلك الفصائل في بيانها، «الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية و(هيومن رايتس ووتش)، وجميع المنظمات الحقوقية الإنسانية، التحرك العاجل والفوري، لاتخاذ خطوات للوقوف بحزم إلى جانب الضحايا في معسكرات النازحين الذين تمارس في حقهم الإبادة الجماعية».

ووفقاً لـ«تنسيقية لجان مقاومة الفاشر» (كيان محلي)، قُتل أكثر من 7 أشخاص، وأصيب العشرات، الاثنين، جراء قصف مدفعي شنته «قوات الدعم السريع» على «مخيم زمزم» الذي يقع على بُعد 15 كيلومتراً جنوب المدينة.

بدورها، أعربت «المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين» عن «أسفها البالغ للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها (قوات الدعم السريع) بالقصف المدفعي العشوائي على مخيمي زمزم وأبشوك، وكذلك قصف الجيش السوداني بالطيران».

سوق مدمرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور جراء المعارك (أرشيفية - أ.ف.ب)

وطالب المتحدث باسم المنسقية آدم رجال «كل أطراف النزاع، بالابتعاد عن معسكرات النازحين، وعدم استخدامها ميادين للمعارك». وقال في بيان: «إن مخيم زمزم تعرض لقصف مدفعي من (الدعم السريع)، كما قامت قوات الجيش بقصف جوي استهدف المواطنين، ما حوّل النازحين إلى دروع بشرية في المناطق المكتظة بالسكان، وأسفرت هذه العمليات العسكرية عن سقوط قتلى وجرحى بين الأبرياء».