ما مستقبل أغاني «المهرجانات» بعد قرار تغيير مُسماها في مصر؟

نقابة المهن الموسيقية سمحت لمؤديها بالانضمام إليها بتعهدات جديدة

حسن شاكوش أثناء توقيع التعهدات الجديدة
حسن شاكوش أثناء توقيع التعهدات الجديدة
TT

ما مستقبل أغاني «المهرجانات» بعد قرار تغيير مُسماها في مصر؟

حسن شاكوش أثناء توقيع التعهدات الجديدة
حسن شاكوش أثناء توقيع التعهدات الجديدة

أثارت القرارات التي أعلنت عنها نقابة المهن الموسيقية بشأن أغاني المهرجانات بمصر حالة من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي، فبينما رأى فريق أنها «خطوة جيدة على طريق تقنين أوضاع مطربي هذا اللون من الغناء وجعلهم يعملون تحت مظلة قانونية»، رأى فريق آخر أنها «قرارات شكلية تستهدف تجميل هذه الظاهرة دون الاقتراب من جوهر مشكلاتها الحقيقية»، فيما تساءل متابعون عن مستقبل هذا اللون الغنائي الذي يحقق ملايين المشاهدات على المنصات الرقمية.
وكان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية، قد عقد الأحد مؤتمراً صحافياً أعلن فيه عن حزمة من القرارات أبرزها تغيير مسمى «المهرجانات» واستبداله بـ«الغناء الشعبي» مهدداً من يستخدم المسمى القديم بالفصل الفوري من عضوية النقابة واستحداث شعبة جديدة بالنقابة تحت مسمى «الأداء الصوتي»، والسماح لمطربي المهرجانات بالانضمام إليها، فضلاً عن الرقابة الصارمة المسبقة لكلمات الأغاني حتى لا يتسلل إليها أي لفظ خارج، وإلزام المطرب منهم بوجود 12 عازفاً على الأقل في الفرقة الموسيقية، والتنبيه عليه بأن يثبت جدارته بحمل «كارنيه» النقابة عبر الالتزام في سلوكياته العامة.
ويرفض الشاعر الغنائي إبراهيم عبد الفتاح أن تتحول نقابة المهن الموسيقية إلى جهة «تقييم أو رقابة»، مشيراً في تصريح إلى «الشرق الأوسط» أنه «يجدد دعوته القديمة لمسؤولي النقابة بأن تقوم بتثقيف أعضائها موسيقياً لا سيما مطربي المهرجانات من خلال إخضاعهم لدورات فنية على يد خبراء وأساتذة من كليات الموسيقى ودار الأوبرا».
وأبدى الناقد الفني محمد عبد الرحمن، استغرابه من فكرة تغيير مسمى «المهرجانات» وتساءل عما إذا كانت النقابة ستذهب إلى الجمهور والرأي العام وتلزمه بعدم استخدام مصطلح بعينه أو تفرض عليه مصطلحاً آخر؟!، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المجلس السابق للنقابة سبق واستحدث شعبة الأداء الصوتي، وبالتالي فالمجلس الحالي لم يأتِ بجديد في تلك الجزئية».
ويرى عبد الرحمن أنه «من الأفضل أن تهتم النقابة بجميع أنواع الموسيقى ولا تركز جهدها مع فصيل بعينه حتى لا يبدو الأمر كأنه حرب لا نهاية لها، خصوصاً أن مراجعة نوعية كلمات الأغاني يعد اختصاصاً أصيلاً للجهات الرقابية وليس النقابة»، على حد تعبيره.
وبين حين وآخر تثير ظاهرة أغاني المهرجانات أزمات في مصر، حيث يطالب البعض بمنعها تماماً «بدعوى احتوائها على ألفاظ غير لائقة»، بينما يرى كثيرون أنها «أحدثت نوعاً من التنوع المطلوب في المنتج الغنائي وكل ما هنالك أنها بحاجة إلى تنقيح وإنضاج وليس المنع».
ويرصد الباحث أحمد عبد الحليم في دراسة بعنوان «أغاني المهرجانات في مصر: الانتقاد اللاذع والانتشار الكبير» بداية ظهور هذا اللون في عام 2007 وتحديداً في حي «دار السلام» وهو حي شعبي بالقاهرة، حيث قدم ثلاثة من الشباب أغنية جماعية أطلقوا عليها «مهرجان السلام»، وهم «فيفتي» و«عمرو حاحا» و«السادات».
وبحسب الناقد الموسيقي محمد شميس فإن «من أهم سمات مطرب المهرجانات الالتزام بالنطاق الجغرافي للمكان الذي نشأ فيه فتجد من ترعرع في حي (إمبابة) على سبيل المثال يشيد بعائلات هذا الحي ويثني عليهم في أغنياته»، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هناك توجهاً ذاتياً في هذا اللون الغنائي، فنجد أن العمل غالباً ما يكون صنيعة فرد واحد هو من قام بوضع الكلمات والموسيقى».
ويرى الناقد الفني يسري حسان مؤلف كتاب «هتاف المنسيين» الذي يرصد ظاهرة غناء المهرجانات أن «معظم نجوم تلك الظاهرة نشأوا في أحياء ومناطق عشوائية يقطنها أشتات من السكان، وليست شعبية، وهو ما يفسر عدم التجانس أو الرغبة في مجرد الضوضاء التي قد يأخذها البعض على تلك الأغاني»، موضحاً في تصريح إلى «الشرق الأوسط» أن «مستقبل هذا اللون من الغناء يتوقف على مدى تطور وعي صناعه، وقدرتهم على تنمية أدواته، والانتقال من الرداءة إلى تقديم أعمال جيدة»، على حد تعبيره.


مقالات ذات صلة

عاصي الرحباني العصيّ على الغياب... في مئويته

عاصي الرحباني العصيّ على الغياب... في مئويته

عاصي الرحباني العصيّ على الغياب... في مئويته

يصادف اليوم الرابع من شهر مايو (أيار)، مئوية الموسيقار عاصي الرحباني، أحد أضلاع المثلث الذهبي الغنائي الذي سحر لبنانَ والعالمَ العربيَّ لعقود، والعصي على الغياب. ويقول عنه ابن أخيه، أسامة الرحباني إنَّه «أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية». ويقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهم مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهم مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما، طريقة موحدة لتأليف موسيقاه المتنوعة، وهي البحث في تفاصيل الموضوعات التي يتصدى لها، للخروج بثيمات موسيقية مميزة. ويعتز خرما بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، التي تم افتتاحها في القاهرة أخيراً، حيث عُزفت مقطوعاته الموسيقية في حفل افتتاح البطولة. وكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في بطولة العالم للجمباز، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13»، الذي يجري عرضه حالياً في دور العرض المصرية. وقال خرما إنه يشعر بـ«الفخر» لاختياره لتمثيل مصر بتقديم موسيقى حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز التي تشارك فيها 40 دولة من قارات

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق للمرة الأولى... تسجيل مراسم تتويج الملك البريطاني في ألبوم

للمرة الأولى... تسجيل مراسم تتويج الملك البريطاني في ألبوم

تعتزم شركة تسجيلات بريطانية إصدار حفل تتويج ملك بريطانيا، الملك تشارلز الشهر المقبل، في صورة ألبوم، لتصبح المرة الأولى التي يتاح فيها تسجيلٌ لهذه المراسم التاريخية للجمهور في أنحاء العالم، وفقاً لوكالة «رويترز». وقالت شركة التسجيلات «ديكا ريكوردز»، في بيان اليوم (الجمعة)، إنها ستسجل المراسم المقرر إقامتها يوم السادس من مايو (أيار) في كنيسة وستمنستر، وأيضاً المقطوعات الموسيقية التي ستسبق التتويج، تحت عنوان «الألبوم الرسمي للتتويج»، وسيكون الألبوم متاحاً للبث على الإنترنت والتحميل في اليوم نفسه. وستصدر نسخة من الألبوم في الأسواق يوم 15 مايو.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.