لم تتوقف أغاني المهرجانات عن إثارة الجدل المُتصاعد لا سيما مع نقابة الموسيقيين، لعل آخرها التصريحات التي أطلقها نقيب الموسيقيين في مصر الفنان مصطفى كامل الذي وصف تأثير كلماتها بـ«المخدرات»، مُعلناً إيقاف جميع تصريحات مغني المهرجانات بشكل مؤقت، وذلك لحين اجتماع أعضاء مجلس النقابة وانتهاء التحقيقات الخاصة بمزاولة مهنة الغناء دون تراخيص.
جاء حديث كامل، خلال مؤتمر ضوابط المهرجانات الذي استضافه نادي نقابة الممثلين، وذكر فيه أن أغاني المهرجانات تتنافس على كتابة كلمات مبتذلة، وقال «الفن المصري ما ينفعش يبقى كده».
ولفت إلى أن قرارات النقابة بشأن مواجهة أغاني المهرجانات ستكون مصحوبة بتوقيع بروتوكول مع وزارة الداخلية وإدارة المصنفات لتنفيذ تلك القرارات، عبر اتخاذ إجراءات قانونية ضد مطربي المهرجانات، حال عدم التزامهم بقرارات النقابة، وقال: «اللي مش هيلتزم هيتحبس مش هيتمنع، اللي هيخالف هيتعاقب، إحنا لازم نحافظ على أخلاقيات المجتمع، ويجب صُنع مستقبل جيد للأغنية، وعلى الأقل ما تكونش رديئة».
وتولى الفنان مصطفى كامل قبل أيام مهمة نقيب الموسيقيين بعد استقالة سلفه هاني شاكر، واتخذ في أولى اجتماعات النقابة عدة قرارات بصحبة مجلس النقابة منها زيادة المعاشات والإعفاء من الغرامات، وكان أبرزها إيقاف التصاريح الخاصة بمطربي المهرجانات.
وسرعان ما أثارت قرارات نقيب الموسيقيين صخباً واسعاً، يجدد الجدل حول التعامل مع أغاني المهرجانات التي تنال شعبية جارفة بضوابط قانونية، وبين استيعابها كلون غنائي له جمهوره العريض، حيث حققت أغنيات مهرجانات شهيرة عشرات الملايين من المشاهدات على موقع «يوتيوب».
وانتقدت شخصيات فنية تصريحات نقيب الموسيقيين الجديد عبر صفحاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، منها كلمة للفنان المصري فوزي فواز: «عاوزين متخصصين من نقابة المهن الموسيقية يعلمونا ويفهمونا إيه الفرق بين كلمات أغاني المهرجانات، وكلمات أغنية (قشطة يابا)» وتعتبر أغنية «قشطة يابا» واحدة من الأغنيات الشهيرة للفنان مصطفى كامل.
وتثير أغاني المهرجانات حالة من الجدل الواسعة لا سيما مع كل تداول واسع تحققه أغنية جديدة لهذا اللون، وعادة ما تحمل كلمات تصبح دارجة على ألسن مستمعيها من الشباب وحتى الأطفال كصيحة جديدة «بالتأكيد أي إنسان عادي حريص على الأغنية والهُوية المصرية يرفض شكلاً وموضوعاً كل ما يقدمه مؤدي المهرجانات، وبالتالي أي قرار يحد من انتشارها أتفق معه، وحتى لا يتأثر العاملون بهذا المجال اجتماعيا يمكن إعداد ووضع ضوابط لهم، أعتقد أن أهم تلك الضوابط هي الكلمة، لأن كل مشاكل أغاني المهرجانات تأتي من كلماتها بشكل رئيسي» كما يقول الناقد الفني الموسيقي أمجد مصطفى.
ويضيف أمجد مصطفى في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن «كثيرا من الكلمات المستخدمة في المهرجانات لا تتناسب مع قيمنا الاجتماعية، كما أنها لا تتناسب مع تاريخ مصر الغنائي، وأتصور أن كل ما قاله نقيب الموسيقيين مصطفى كامل متوقع لأنه فى الأساس شاعر غنائي قبل أن يكون مطربا» على حد تعبيره.
ويرى الناقد الموسيقي أن إمكانية تفعيل تلك الضوابط التي تحدث عنها نقيب الموسيقيين «يمكن أن يكون لها تأثير على أرض الواقع في حال تم تفعيلها بشكل قوي واتخاذ إجراءات رادعة ضد من يخالف تلك القرارات».
ولم تكن تلك المواجهة الأولى بين نقابة الموسيقيين ومطربي المهرجانات حيث سبق أن احتدم الجدل بعد منع نقابة الموسيقيين المصرية العام الماضي لنحو عشرين 20 مطرباً لأغاني المهرجانات من الغناء، كان من بينهم حمو بيكا، وحسن شاكوش، وكزبرة، ومصطفي زكريا، وأبو ليلة، وأحمد قاسم الشهير بـفيلو، وأحمد موزة، وحمو طيخة، وبحسب نقابة المهن الموسيقية فإن قرار المنع آنذاك جاء لاتهامهم بالتسبب في «الانحدار الفني والأخلاقي، والتأثير على الذوق العام» على حد التعبير النقابي.
أغاني المهرجانات تجدد الصخب بمصر
بعد انتقادها من نقيب الموسيقيين الجديد
أغاني المهرجانات تجدد الصخب بمصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة