مصر: حملة للمطالبة باسترداد «حجر رشيد» و«القبة السماوية»

زاهي حواس جمع أكثر من 3 آلاف توقيع خلال 24 ساعة

حجر رشيد بالمتحف البريطاني (موقع المتحف البريطاني)
حجر رشيد بالمتحف البريطاني (موقع المتحف البريطاني)
TT

مصر: حملة للمطالبة باسترداد «حجر رشيد» و«القبة السماوية»

حجر رشيد بالمتحف البريطاني (موقع المتحف البريطاني)
حجر رشيد بالمتحف البريطاني (موقع المتحف البريطاني)

دشن عالم الآثار المصري ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس، مساء الأربعاء، حملة توقيعات إلكترونية للمطالبة باسترداد «حجر رشيد» من المتحف البريطاني، و«القبة السماوية» من متحف اللوفر بفرنسا، استطاعت أن تجمع أكثر من 3 آلاف توقيع خلال 24 ساعة.
وفي مقدمة الوثيقة، يشير حواس إلى جهوده السابقة في مجال إعادة القطع الأثرية «المسروقة» إلى مصر، والتي تعود إلى عام 2002، ويقول إنه «لم يتحدث أبداً عن استرداد الآثار المصرية التي خرجت من البلاد بطريقة شرعية، والموجودة حالياً بمتاحف العالم، لكنه دائماً كان يطالب بعودة القطع المنهوبة، والتأكد من توقف المتاحف عن الممارسات غير الشرعية المتمثلة في شراء الآثار المسروقة».
ويضيف وزير الآثار الأسبق، في الوثيقة، إنه «طوال السنوات التي سبقت تأسيس مصلحة الآثار المصرية في القرن التاسع عشر، تعرضت البلاد للنهب، وتم تصدير آثارها بشكل غير قانوني»، مطالباً باستعادة «حجر رشيد» من المتحف البريطاني، و«القبة السماوية» من متحف اللوفر، باعتبارهما «قطعتين أثريتين فريدتين نهبتا من مصر خلال أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر»، لافتاً إلى أن «استعادتهما تعد بمثابة خطوة أولى نحو إنهاء الممارسات الاستعمارية للمتاحف الأجنبية»، على حد تعبيره.
ويرجع تاريخ اكتشاف «حجر رشيد» إلى يوليو (تموز) 1799، عندما عثر عليه أحد ضباط الحملة الفرنسية في مدينة رشيد، وبعد خروج الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت من مصر، انتقلت ملكية الحجر، ومجموعة أخرى من الآثار التي عثر عليها الفرنسيون في مصر، إلى بريطانيا، بموجب شروط معاهدة الإسكندرية عام 1801، التي تنص في الفقرة 14 منها على «تنازل فرنسا عن الحجر وجميع القطع الأثرية التي اكتشفتها في مصر لصالح بريطانيا»، ليصبح الحجر جزءاً من معروضات المتحف البريطاني بلندن منذ عام 1802.
ويقول حواس إن «مصر لم يكن لها رأي عندما نقل الفرنسيون الحجر من مكان اكتشافه الأصلي، أو عندما أخذته بريطانيا»، مشيراً في الوثيقة إلى أنه «في ظل حديث العالم الآن عن ضرورة إنهاء المتاحف الغربية للممارسات الاستعمارية، لم يعد مقبولاً أن يستمر المتحف البريطاني في التمسك بحجر رشيد رمزاً صارخاً لماضيه الاستعماري»، لافتاً إلى أن «حجر رشيد هو مفتاح فك رموز اللغة المصرية القديمة، وهو رمز مهم للهوية المصرية، لذلك تجب إعادته إلى مصر».
وتمكن عالم الآثار الفرنسي جان فرنسوا شامبليون في 27 سبتمبر (أيلول) 1822، من فك رموز اللغة المصرية القديمة عن طريق الكتابات المختلفة الموجودة على الحجر، ما مهد لنشأة علم المصريات.
وبشأن «القبة السماوية»، المعروفة بـ«زودياك دندرة»، توضح الوثيقة أنه «تم انتزاع الحجر المنقوش بالأبراج السماوية من سقف مقصورة صغيرة في معبد دندرة بقنا (جنوب مصر)، من قبل الفرنسيين في عشرينات القرن التاسع عشر، حيث يعرض في متحف اللوفر بباريس منذ عام 1922».
ويقول حواس إن «الزودياك يعتبر قطعة أثرية مصرية فريدة ومهمة، وإزالتها من موضعها الأصلي أمر غير أخلاقي، فهي رمز من رموز الحضارة المصرية يجب أن يعود إلى مكانه الصحيح».
ووجه حواس، عبر الوثيقة، دعوة للمجتمع الدولي للمطالبة بإعادة «حجر رشيد» و«القبة السماوية»، وقال إن «إعادة هاتين القطعتين الأثريتين إلى مصر بمثابة اعتراف مهم بالتزام المتاحف الغربية بإنهاء شكل من أشكال الاستعمار، وتقديم تعويضات عن ماضيها»، لافتاً إلى أنه «سيتم عرض القطعتين الأثريتين، حال عودتهما إلى مصر، في المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه العام المقبل»، على حد تعبيره.
وسبق لحواس توجيه دعوة مماثلة لاسترداد الآثار المصرية «الفريدة» من الخارج، وقال في خطاب ألقاه بمناسبة عيد الآثاريين عام 2010، وكان وقتها أميناً عاماً للمجلس الأعلى للآثار في مصر، إنه «يطالب باستعادة عدد من القطع الأثرية، تشمل تمثال نفرتيتي، وتمثالي باني الهرم الأكبر (حميو إنو) من ألمانيا، وتمثال مهندس وباني الهرم الثاني (عنخ خاف) من أميركا، وحجر رشيد من بريطانيا، والقبة السماوية (الزودياك) من فرنسا».
وبشأن توقيت إطلاق الحملة، أكد حواس في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه يأتي «تزامناً مع الاستعداد لافتتاح المتحف المصري الكبير»، لافتاً إلى أنها «محاولة للاستفادة من حالة الصحوة في الضمير العالمي بشأن التراث والآثار، والضغط عليهم عبر حملة شعبية يشارك فيها مثقفو ومحبو الآثار والتراث حول العالم». معرباً عن أمله في أن «تنجح الحملة في تحقيق هدفها».
ومن المقرر أن تقديم الوثيقة إلى المتحف البريطاني ومتحف اللوفر بشكل رسمي فور الانتهاء من جمع التوقيعات.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
TT

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)

حذّر تقرير للأمم المتحدة من أن غياب المساءلة، والسنوات الطويلة من إفلات المتسببين في انتهاكات حقوق الإنسان، والتجاوزات المرتكبة في مدينة ترهونة الليبية بين عامي 2013 و2022 من العقاب، تهدد بالمزيد من حالة عدم الاستقرار والانقسام في البلاد.

واتهم التقرير، الذي وزعته بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، مساء الجمعة، فصيل الكانيات، وهو مجموعة مسلّحة نشأت في 2011، مارَس سيطرة وحشية على ترهونة، المدينة التي يقطنها 150.000 نسمة تقريباً وتقع على بعد 90 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس، مشيراً إلى أن إدماج الكانيات في حكومة الوفاق السابقة، ثم لاحقاً في الجيش الوطني، وشكّل حاجزاً كبيراً أعاق تحقيق المساءلة والعدالة. ونتيجة لذلك، تردّد بعض السكان في المشاركة في التحقيقات والإبلاغ عن الجرائم خوفاً من الانتقام.

ونقل التقرير عن ستيفاني خوري، القائمة بأعمال بعثة الأمم المتحدة، عدّها عدم معالجة الأسباب الجذرية الكامنة وراء النزاع ودوافعه لن يؤدّي سوى إلى تأجيج دوامات العنف والانتقام السامة بين المجتمعات.

اجتماع عميد بلدية ترهونة مع المسؤولة الأممية (بلدية ترهونة)

وأوصى التقرير بتنفيذ عملية شاملة للعدالة الانتقالية والمصالحة، مع اتخاذ تدابير مجدية لتقصّي الحقائق، وتقديم تعويضات فعالة إلى الضحايا، بما في ذلك المساعدة القانونية ودعم الصحة النفسية، وضمانات عدم التكرار، التي ينبغي وضعها بالتشاور مع المتضررين مباشرة. كما دعا لاتخاذ تدابير صارمة لتحقيق المساءلة، من خلال التحقيقات ومحاسبة الجناة المزعومين، بما يتماشى مع المعايير الدولية.

وكان عميد بلدية ترهونة، محمد الكشر، وعدد من أعضاء رابطة ضحايا ترهونة، قد زاروا مع المسؤولة الأممية جورجيت غانيون، عدداً من مواقع المقابر الجماعية والسجون في ترهونة، بمناسبة اليوم العالمي للإخفاء القسري، ومتابعة ملف ضحايا العنف والقتل والمقابر التي ارتكبت بحق أهالي ترهونة وبعض المدن المجاورة.

في سياق غير متصل، تحدثت وسائل إعلام محلية عن نجاة ليبيين بأعجوبة، بعد أن جرفت مياه الفيضانات سيارتهم في ترهونة، بينما تعرضت مدينة الكفرة لإطفاء تام بسبب فصل محطة كهربائية، للحفاظ على معدات الشبكة العامة بتأثير الرياح والأمطار.

حكومة الوحدة خلال اجتماع متابعة تقلبات الطقس (حكومة الوحدة)

وأعلن الهلال الأحمر، مساء الجمعة، في ترهونة فتح الطريق الرابط بين بني وليد وترهونة، عقب إغلاقه لعدة ساعات، بسبب تزايد ارتفاع منسوب المياه في الطريق، فيما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ في بني وليد، خروج السيل في وادي وشتاتة إلى الطريق، مع وجود ارتفاع في المياه في الوادي.

وكانت حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، قد طمأنت المواطنين بما وصفته بالجاهزية العالية للوزارات والأجهزة والمراكز في جميع مناطق ليبيا العالية لمواجهة أي ظروف جوية، أو تقلبات مناخية، وتوفير الإمكانيات اللازمة، مشيرة إلى أن اجتماعاً عُقد، مساء الجمعة بطرابلس، ضم كل الجهات المعنية، استهدف توحيد الجهود لضمان نجاح العمل وحماية المواطنين والممتلكات، في إطار تحديث الخطة الوطنية لمواجهة الطوارئ والكوارث الطبيعية.

عاجل «حماس»: بعض الرهائن الذين عثر على جثثهم كانوا ضمن "قائمة وافقت عليها" الحركة للإفراج عنهم