قتلى وجرحى في تجدد اقتتال قبلي في إقليم النيل الأزرق بالسودان

TT

قتلى وجرحى في تجدد اقتتال قبلي في إقليم النيل الأزرق بالسودان

أفاد مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، أن الأوضاع الأمنية في محافظة «ود الماحي» ومناطق أخرى في إقليم النيل الأزرق، جنوب غربي البلاد، لا تزال متوترة، ولا يمكن التنبؤ بمآلاتها، عقب تجدد الاقتتال القبلي الأسبوع الماضي، الذي أسفر عن مقتل 13 شخصاً وإصابة 24 آخرين، لكن جبهة مدنية تناهض العنف القبلي، ذكرت أن أعداد الضحايا أكبر من الإحصائيات التي نقلتها الأمم المتحدة.
وشهدت مناطق واسعة من الإقليم، في يوليو (تموز) الماضي، اشتباكات دامية بين مجموعتين من السكان، قتل خلالها أكثر من 300 شخص وأصيب المئات، كما أدت الأحداث إلى موجة نزوح واسعة.
وأعلنت حكومة الإقليم، أول من أمس، فرض حظر التجوال في المحافظة، ومنعت التجمهر وحمل السلاح والهراوات.
وقال رئيس «جبهة موني»، مختار عثمان، في مؤتمر صحافي بالخرطوم أمس، إن أعداد الضحايا في تجدد الاقتتال القبلي بلغت 30 قتيلاً وأكثر من 70 مصاباً، وذلك بحسب اتصالاتهم بمواطنين في محافظة «ود الماحي» التي شهدت الأحداث الخميس الماضي.
وأضاف أن المنطقة محاصرة ومغلقة بالكامل من قبل السلطات الأمنية التي نشرت أعداداً كبيرة من الجنود، حيث يمنع الدخول إلى المحافظة والخروج منها.
وذكر عثمان أن السلطات المحلية، وكذلك الحكومة، تتحملان مسؤولية تجدد الاقتتال القبلي الذي توقف قبل 3 أشهر بعد تدخلات حكومية ومبادرات أهلية من كبار رجالات الإقليم. وقالت مصادر محلية في النيل الأزرق لـ«الشرق الأوسط» إنها علمت عبر اتصالات هاتفية بمواطنين في المحافظة، أن القوات الأمنية تفرض إجراءات مشددة وطوقاً في محيط المدنية، وتقيد لدرجة كبيرة حركة المواطنين وتمنعهم من الخروج.
وتقع محافظة «ود الماحي» على بُعد نحو 30 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة «الرصيرص»، ثاني أكبر مدن الإقليم، والتي تأثرت بشدة في الأحداث السابقة. وذكر مكتب الشؤون الإنسانية في تعميم صحافي أن النزاع تجدد مرة أخرى في الإقليم بسبب نزاع قبلي حول الأرض.
وحذر المكتب من أن الوضع الأمني لا يزال متوتراً ولا يمكن التنبؤ به، مشيراً إلى تلقيه تقارير غير مؤكدة عن نزوح نحو 1200 شخص، لجأوا إلى مخيم للاجئين وعدد من المدارس.
وأوضح أنه تم إغلاق السوق المحلية، حيث يواجه المواطنون مشاكل في الحصول على احتياجاتهم اليومية، كما أُغلقت المكاتب الحكومية.
وفرضت سلطات الدولة قيوداً على الحركة، ولا يوجد تنقل بين العاصمة «الدمازين» ومحافظة «ود الماحي» رغم الانتشار المكثف لقوات الأمن.
وبحسب الأمم المتحدة، انتشرت القوات الأمنية في المنطقة لنزع فتيل الوضع الذي لا يزال متوتراً ولا يمكن التنبؤ به، مع احتمال وقوع هجمات انتقامية في أي وقت.
وأفادت الأمم المتحدة بأن العاملين في المجال الإنساني لا يستطيعون في الوقت الحالي الوصول إلى المنطقة، كما أنها تلقت تقارير من فرق ميدانية في منظمة الهجرة الدولية تفيد بأنه تم طرد مجموعات كبيرة من قبيلة «الهوسا» من المحافظة.
وكان زعماء القبائل قد وقعوا في أغسطس (آب) الماضي على اتفاق لوقف الأعمال العدائية في جميع أنحاء الإقليم.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

رغم الحديث عن تراجع الإصابات... الكوليرا تحصد الأرواح في الجزيرة السودانية

أطفال نازحون من ولاية الجزيرة في أحد مراكز النزوح في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)
أطفال نازحون من ولاية الجزيرة في أحد مراكز النزوح في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)
TT

رغم الحديث عن تراجع الإصابات... الكوليرا تحصد الأرواح في الجزيرة السودانية

أطفال نازحون من ولاية الجزيرة في أحد مراكز النزوح في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)
أطفال نازحون من ولاية الجزيرة في أحد مراكز النزوح في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)

لم تجد عائلة سودانية ابتليت بإصابة إحدى نسائها بالكوليرا سوى سرير منزلي لنقلها إلى مستشفى قريب في ولاية الجزيرة وسط السودان في ظل فشلها في الحصول على محفة طبية، مع استمرار معاناة المنطقة من قطع الطريق والحصار المفروض منذ أشهر بسبب انتشار «قوات الدعم السريع» في محيطها.

وذكرت مصادر طبية أن مرض الكوليرا حصد أرواح المئات في الجزيرة بمتوسط 3 وفيات في اليوم بسبب تداعيات تأخر المصابين في الوصول للمستشفيات مع شح الوقود واستمرار حالة الانفلات الأمني في الطرق الرابطة بين قرى الولاية والمدن الكبرى التي توجد بها مستشفيات كبيرة، فضلاً عن نقص الإمداد في الأدوية والمحاليل الوريدية، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتقول السلطات الصحية بولاية الجزيرة إن التدابير التي اتخذتها خلال الفترة الماضية من خلال حملات الرش والتعقيم والتثقيف الصحي أسهمت في خفض الإصابات من 300 إلى 117 في اليوم الواحد.

ونجحت مزدلفة آدم في إنقاذ حياة طفلها بصعوبة بالغة بعد إصابته بمرض الكوليرا، حيث اتخذت قراراً سريعاً بنقله إلى مستشفى المناقل الذي يبعد عن قريتها أكثر من 30 كيلومتراً.

وقالت: «فجأة ظهر له مغص، استفرغ (تقيأ) مرة واحدة. قمت بإعطائه بعض الليمون وذهبت به إلى المستوصف. قالوا إنه مصاب بالملاريا والتهاب وجرثومة».

وأضاف: «بعد أخذ العلاجات وقبل خروجي أصابه الإسهال والاستفراغ (القيء) مرة أخرى. قررت الذهاب به إلى المستشفى. عندما جئنا وبعد عمل الفحوصات قالوا إنه مصاب بالمرض ده (هذا)».

وتوقع عمار يحيى مدير إدارة المستشفيات بوزارة الصحة في ولاية الجزيرة استمرار انخفاض عدد الإصابات في الفترة المقبلة بشكل تدريجي.

وقال: «الحالات في البدء كانت عالية ويمكن أن تصل في اليوم إلى أكثر من 300 حالة. والآن بدأت في الانخفاض التدريجي. حتى أمس الحالات الموجودة كانت 117 حالة، ومتوقع أن يحدث اليوم انخفاض كبير إلى ما يقل عن 100 حالة».

وألقى مرضى ومرافقون باللوم على وزارة الصحة الاتحادية بسبب ما اعتبروه تأخيراً في إيجاد الحلول المناسبة لإيصال الأدوية والمستلزمات الطبية خلال فترة حصار ولاية الجزيرة، ما أدى إلى توسيع دائرة انتشار المرض.

وقال الإمام بشير، رئيس قسم التمريض في مركز عزل المصابين بمرض الكوليرا في المناقل: «كانت هناك بعض الصعوبات التي واجهت الناس منها نقص المحاليل الوريدية والإمداد بشكل عام».

وأضاف: «لجأنا لمحلول معالجة الجفاف وهذا مخصص لعلاج الأعراض البسيطة. فالناس اعتمدت عليه في فترة من الفترات كلياً. بسبب قطع الطريق، الإمداد كان بسيطاً. والحمد لله الناس تخطت المرحلة دي (هذه) بس (لكن) حالياً الحالات بدأت تخف».