حفتر يتحدث عن «معركة فاصلة»... ويدعو مجدداً لانتفاضة شعبية

الدبيبة يطالب بعدم «تسييس» المصالحة الوطنية

المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني الليبي» (من مقطع فيديو خلال استعراض عسكري)
المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني الليبي» (من مقطع فيديو خلال استعراض عسكري)
TT

حفتر يتحدث عن «معركة فاصلة»... ويدعو مجدداً لانتفاضة شعبية

المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني الليبي» (من مقطع فيديو خلال استعراض عسكري)
المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني الليبي» (من مقطع فيديو خلال استعراض عسكري)

في تلويح جديد بالحرب، تحدث المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني الليبي» عن «معركة فاصلة لا مفر من خوضها من أجل المواطن الليبي وكرامته، ومن أجل ليبيا التي تئن من الجراح والآلام».
وتعهد حفتر، الذي التقى، اليوم، للمرة الأولى، مع رئيس بعثة الأمم المتحدة عبد الله باتيلي، بمقره في الرجمة بشرق البلاد، بمواصلة الجيش «مسيرته النضالية والتصدي لأي عدوان ينال من البلاد، وسيدافع عن شعبها»، مؤكداً أنه «لا مسار يؤدي إلى النجاح إلا المسار الذي اختاره الشعب».
وبعدما اعتبر في كلمة ألقاها مساء أمس، عقب العرض العسكري الأول من نوعه لقوات الجيش بمدينة سبها في جنوب البلاد، أن من وصفها بالزمرة المتصارعة على السلطة، قد «أهدرت وقتاً ثميناً وأخفقت في تحقيق الوفاق وفاقمت الأزمة، وأن حجم الأموال المنفقة خلال 10 سنوات كان كفيلاً بإحداث التنمية والتطور، لكنها أهدرت في منظومة الفساد»، أضاف: «جاهزون لحماية الشعب في انتفاضته، وما على الشعب إلا أن يتصدر المشهد».
وقال إن «شيئاً لم يتحقق في ظل سيطرة الصراع السياسي على المشهد من أجل السلطة والسيطرة على ثروات البلاد»، مشيراً إلى إهدار وقت ثمين في المهاترات والمناكفات السياسية والمؤتمرات الصورية التي أخفقت في تحقيق أدنى قدر من الوفاق، بل أدت إلى تفاقم الأزمة وانتهت جميعها بالفشل.
وتابع: «ولعل ما نحسبه فشلاً هو في تقدير تلك الفئة المتصارعة نجاح باهر؛ لأنه يطيل بقاءهم في كراسي السلطة وفي صدارة المشهد رغم نقمة الشعب وامتعاضه من أدائهم السيئ، ولم نجد في سجلاتهم من إنجازات سوى نهب ثروات البلاد وتفقير الشعب وتدمير مؤسساته وتعميق الانقسام المؤسسي والمجتمعي في البلاد، وجر الوطن نحو المجهول».
وحذر من أنه «إذا ما تركنا الأمور تسير على هذا النمط القائم دون أن يتخذ الشعب موقفاً موحداً وحاسماً، فإن الحال سيزداد سوءاً، والمسألة تزداد تفاقماً لما يعرضون سلامة الوطن ومستقبله للخطر القادم».
وشدد على أنه «ليس من سبيل لتغيير هذا الواقع تغييراً جذرياً إلا بالانتفاضة في وجه مؤسسات الفساد والخيانة، انتفاضة الشعب ضد الذين خيبوا آماله واستهزأوا بطموحاته». وأضاف: «بلغنا المرحلة التي وجب فيها على الجميع الاعتراف بفشل كل المسارات، وأنه لا مجال لمواصلة السير في الطريق المسدود»، واعتبر أنه «ليس هناك مسار يؤدي إلى النجاة إلا المسار الذي يصنعه الشعب».
وانتهى إلى أن القيادة العامة للجيش تفتح أبوابها للقوى الوطنية في كل الأوقات، ولن تتردد في تقديم أقصى ما بوسعها لمساندتها، معلناً «جاهزيتنا لحماية الشعب في انتفاضته لتغيير الواقع»، وأنه «ما على الشعب إلا أن يتقدم ليتصدر المشهد، وسيجد جيشه والقوى الأمنية والشرطية حاضرين إلى جانبه لحمايته».
في غضون ذلك، دعا عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، الذي دشن أمس معرض ليبيا الخامس للإنشاءات، بالعاصمة طرابلس، إلى إبعاد ملف المصالحة الوطنية عن «أي تسييس، من أي طرف».
وطالب عقب استماعه مساء أمس، لشكاوى من رابطة أهالي ونشطاء ونازحي درنة في طرابلس الغرب، بخصوص أوضاع مهجري المدينة والصعوبات التي تواجه النازحين داخلها، ممن تعرضت منازلهم للتدمير، بضرورة متابعة صرف منح بدل الإيجار عبر آلية تضمن وصولها لجميع مستحقيها من درنة.
واستأنف مجلس النواب، اليوم، جلسة تم بثها على الهواء مباشرة بمقره المؤقت في مدينة بنغازي، مناقشة مشروعات قانون المرتبات الموحدة للعاملين بالدولة والمحكمة الدستورية وجهاز الأمن الداخلي، حيث حثّ عقيلة صالح رئيس المجلس، على إقرار مشروع قانون جدول المرتبات الموحد، حتى لو تعطلت مشاريع التنمية لبعض الوقت، معلناً عن إحالة ملاحظات النواب بشأن مشروع القانون إلى اللجنتين التشريعية والمالية، على أن يتم الرد على المجلس قبل نهاية الشهر الحالي.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

السودان: تهديدات الطائرات دون طيار تتمدد إلى مناطق آمنة جديدة

جانب من عملية إطلاق سابقة لمسيّرات إيرانية الصنع (أرشيفية - إكس)
جانب من عملية إطلاق سابقة لمسيّرات إيرانية الصنع (أرشيفية - إكس)
TT

السودان: تهديدات الطائرات دون طيار تتمدد إلى مناطق آمنة جديدة

جانب من عملية إطلاق سابقة لمسيّرات إيرانية الصنع (أرشيفية - إكس)
جانب من عملية إطلاق سابقة لمسيّرات إيرانية الصنع (أرشيفية - إكس)

ألحقت طائرات دون طيار (درون) أطلقتها «قوات الدعم السريع» خسائر كبيرة بين المدنيين والعسكريين في مدينة الفاشر بغرب السودان، وذلك في طور جديد من أطوار الحرب.

فبعد أن كانت «الدعم» تعتمد المسيّرات الانتحارية من طراز «RF260» محدودة التأثير، أدخلت في عملياتها القتالية مسيّرات أحدث قال ضابط بالجيش السوداني إنها من طراز «long wing II» صينية الصنع، فيما اتسع نطاق عمليات المسيّرات لمناطق كانت آمنة.

وذكرت مصادر متطابقة أن «قوات الدعم السريع» هاجمت، الأحد، سوقاً في مدينة الفاشر بأنواع حديثة من المسيّرات، وقتلت 35 شخصاً بينهم 8 عسكريين، فضلاً عن عشرات الجرحى والمصابين، وذلك بعد يوم واحد من قصف مسيّرة من الطراز نفسه أحد المستشفيات «السعودي»، وقتلت 8 أشخاص، وألحقت دماراً كبيراً بالمبنى.

من آثار الاشتباكات في شرق السودان (رويترز)

وكانت طائرة مسيّرة استهدفت قوات المدرعات بمدينة الفاشر، الاثنين الماضي، وأطلقت عدة صواريخ، ما أدى لمقتل نحو 25 جندياً بينهم 5 ضباط، وذلك وفقاً للناشط محمد خليفة المتتبع لأوضاع الحرب.

ومنذ اندلاع الحرب، يستخدم الجيش السوداني الطيران الحربي والمسيّرات في حربه ضد «قوات الدعم السريع»، فيما تستخدم الأخيرة طائرات «انتحارية» من طراز «RF260» صينية الصنع.

ويسعى الطرفان لتحديث أسلحتهما من المسيّرات القتالية ومسيّرات الاستطلاع. وراج أخيراً أن الجيش السوداني حصل على مسيّرات تركية من طراز «بيرقدار» الشهيرة، ومسيّرات إيرانية من طراز «مهاجر 6»، إلى جانب مسيّرات انتحارية تجارية طورت محلياً.

واستخدمت «قوات الدعم السريع» بكثافة المسيّرات «الانتحارية» ومعظمها ذات منشأ صيني، يُحصل عليها في الغالب من أسواق السلاح السوداء، بينما تشير أصابع الجيش إلى أنها من مصدر إقليمي، بجانب مسيّرات معدّلة استولت عليها بعد سيطرتها على «مجمع جياد العسكري» التابع للجيش.

ونقلت «سودان تربيون»، عن ضابط بالجيش السوداني، أن المسيّرة التي استخدمتها «قوات الدعم السريع» أخيراً من طراز «long wing II» صينية الصنع، نُقلت جواً لمطار نيالا وإلى الفاشر.

وفي الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، قال وزير الدفاع السوداني الفريق ياسين إبراهيم، في مؤتمر صحافي ببورتسودان، إن المسيّرات الاستراتيجية التي أصبحت تشارك في الهجمات ضد قواته، تنطلق من مطارات في دولة تشاد، فيما وصفها الناشط محمد خليفة بأنها «حديثة» وصواريخها دقيقة التصويب، وتحمل قذائف شديدة الانفجار.

مسيَّرة «بيرقدار تي بي 2» التركية الصنع (موقع شركة بايكار)

وتُعد الطائرة دون طيار التي استهدفت قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في يوليو (تموز) الماضي، أثناء مشاركته بتخريج ضباط في منطقة «جبيت العسكرية» بشرق البلاد، وراح ضحيتها 5 أشخاص بينهم حراس شخصيون للرجل وعدد من الضباط، إحدى أخطر عمليات تطور استخدام المسيّرات؛ إذ تبعد المنطقة آلاف الكيلومترات عن أماكن سيطرة «قوات الدعم السريع».

وفي تقريرها الصادر 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، قالت «مبادرة جمع البيانات وتحليلها ورسم خرائط الأزمات»، المعروفة اختصاراً بـ«ACLED»، إن التهديدات القادمة من «أعلى في السودان، بدأت تهدد مناطق كانت آمنة، جراء استخدام المسيّرات المقاتلة، وحطمت الشعور بالأمن في المناطق البعيدة عن مناطق الصراع».

وأوضحت أن استمرار الحرب دفع طرفي القتال للحصول على ونشر أنواع مختلفة من الطائرات المقاتلة دون طيار، واستخدمت على نطاق جغرافي واسع، ما جعل مناطق كانت آمنة عرضة للهجمات.

البرهان يحيّي ضباط الجيش بقاعدة «جبيت العسكرية» (شرق) في 31 يوليو (أ.ف.ب)

ووفقاً للمبادرة، فإن الجيش خلال العام الأول من الحرب نفّذ أكثر من 280 ضربة بطائرات دون طيار، 98 في المائة منها بالخرطوم، بينما نفّذت «قوات الدعم السريع» أكثر من 10 ضربات بطائرات دون طيار.

وأوضحت أن الجيش يستخدم المسيّرات تكتيكياً لدعم هجماته، بينما تستخدمها «الدعم» بطريقة أكثر استراتيجية، مستهدفة استنزاف الجيش في المناطق التي كانت تعتبر آمنة، ولخلق شعور بالتهديد يُجبر الجيش على تمديد دفاعاته، وإضعاف قدرته على تحمُّل الاشتباكات المطولة.

وشنت «الدعم السريع»، في الأشهر الماضية، هجمات بالمسيّرات استهدف عدة مناطق تقع تحت سيطرة الجيش، خاصة مدن عطبرة والدامر وشندي وكوستي وربك والقضارف، مستهدفة مقرّات عسكرية ومطارات وقواعد جوية، وقال الجيش إن دفاعاته تصدت لها بنجاح.