5 أسباب لألم الساق

قد ينجم عن اضطراب العضلات والأوردة الدموية والأعصاب

5 أسباب لألم الساق
TT

5 أسباب لألم الساق

5 أسباب لألم الساق

آلام الساق شائعة بشكل يفوق المتوقع. ومن بين جميع آلام الجسم، فإن نسبة الشكوى من آلام الأطراف السفلية تشكل أكثر من 36 في المائة. وذلك وفق آخر تقرير (يوليو/ تموز 2021) للمركز الوطني للإحصاءات الصحية بالولايات المتحدة (NCHS)، المبني على «بيانات المسح الصحي الوطني (National Health Interview Survey)».
وآلام الساق هي الثانية بعد آلام الظهر، التي تشكل نسبة 39 في المائة، بينما يشكل الصداع نسبة 22 في المائة، وآلام البطن والحوض نسبة 10 في المائة.

اضطرابات العضلات والشرايين
وتفيد الكلية الأميركية لجراحي القدم والكاحل (ACFAS)، قائلة: «ألم الساق يمكن أن ينتج عن عدد من الأسباب المختلفة. إنه ليس شيئاً يجب تجاهله. يجب مراجعة جراح القدم والكاحل لإجراء الفحص؛ لتحديد ما إذا كان السبب مشكلة صحية خطيرة، أو إصابة، أو مجرد استخدام مفرط. وهو الذي سيحدد سبب آلام الساق العلاج المناسب».
صحيح أن غالبية حالات ألم الساق ناجمة عن التمزق أو كثرة الاستخدام، أو التعرض للإصابات في العظام أو العضلات أو الأربطة أو الأوتار أو الجلد أو غيرها من الأنسجة الضامة في منطقة الساق، إلا أن ثمة «أسباباً أخرى» لألم الساق تحتاج إلى مراجعة الطبيب، وإليك أهم 5 منها:
> اضطرابات العضلات. التشنج، أو التقلّص العضلي (Muscle Cramp)، في الساق هو انقباض لا إرادي ومفاجئ لإحدى العضلات أو أكثر، ما قد يُوقظ المرء من نومه أو يفقده القدرة على المشي أو الوقوف؛ نتيجة التيبس العضلي المؤلم بشدة. وعادةً ما تكون تشنجات عضلات الساق مؤقتة، ولكنها قد تسبب ألماً وانزعاجاً شديدين.
> تشنج مؤقت. وعلى الرغم من أن تشنجات العضلات غير ضارة بصفة عامة، فإنها قد تجعل من المستحيل استخدام العضلة المصابة بشكل مؤقت. ومع وجود ضعف في العضلات بالأصل، قد يحصل ذلك مع ممارسة التمارين والنشاط البدني المطول (خصوصاً عند عدم إجراء تمارين تمدد العضلات قبلها) أو العمل الشاق الجسدي لفترات طويلة، خصوصاً في الطقس الحار؛ ما يؤدي إلى فقدان الجسم السوائل، والكهارل (البوتاسيوم والكالسيوم وغيرهما) من خلال التعرق. كما قد تتسبب به حالات مرضية معينة، مثل كسل أو فرط نشاط الغدة الدرقية، ومرض السكري، وضعف الكلى، وفقر الدم. وأيضاً تناول بعض الأدوية، مثل بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، وبعض أدوية علاج ارتفاع الكولسترول، وبعض مُدرات البول، وبعض أنواع حبوب منع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم.
> تشنجات الساق الليلية (Nocturnal Leg Cramps)، وهي نوع آخر من التقلصات أو التشنجات، غير إرادية ومؤلمة في عضلات الساقين، وتحدث عادةً عندما يكون المرء في الفراش. وعادةً ما تؤثر تشنجات الساق الليلية على عضلات ربلتي الساقين. وحينها قد يفيد مد وإطالة العضلات التي تعاني التقلصات، في تخفيف الألم. وأحياناً يحدث خلط بين «متلازمة تململ الساقين (Restless Legs Syndrome)» و«تشنجات الساق الليلية»، ولكنها حالة منفصلة. وبشكل عام، الألم ليس سمة رئيسية لمتلازمة تململ الساق.
> اضطرابات الأوعية الدموية. التخثر في الأوردة العميقة DVT قد يتسبب بألم أو تقلصات مؤلمة في الساق، ويبدأ غالباً في ربلة الساق. وربما مع تغيُّر لون جلد الساق (كأن يصير أحمر أو أرجوانياً)، والشعور بسخونة في الساق المصابة.
> جلطة الأوردة العميقة. ويحدث تخثر الأوردة العميقة عند تكوّن جلطة دموية في واحد أو أكثر من الأوردة العميقة في الساق. وقد ينشأ إذا لم يتحرك المرء لفترة طويلة، مثل الجلوس المُطوّل عند السفر لمسافة طويلة، أو إذا لازم المرء الفراش لفترة طويلة بسبب جراحة أو مرض أو حادث. وهناك أيضاً حالات مرضية عدة ترفع من احتمالات حدوثها. والإشكالية أن تلك الخثرة الدموية قد تنتقل إلى الرئة، وتتسبب بجلطة الرئة (الانصمام الرئوي)، التي قد تهدد سلامة الحياة.
> الدوالي الوريدية Varicose Veins، وهي التواء وتضخم في شكل أنابيب أوردة الساقين. وقد يكون السبب الغالب في حدوثها طول مدة الوقوف والمشي، ما يزيد الضغط على أوردة الجزء السفلي من الجسم. وهي ليست مجرد مشكلة جمالية فقط في بروز تلك الأوردة المتضخمة على الجلد (الأوردة العنكبوتية)، بل قد تتسبب بألم وإزعاج شديدين. وقد يتضمن العلاج اتباع تدابير العناية الذاتية، أو تناول الأدوية، أو إجراءات علاجية لسد الأوردة أو استئصالها.
> مرض الشرايين المحيطية (PAD) يؤدي إلى نشوء تضيقات داخل مجرى الشرايين، ما يُقلل من تدفق الدم خلالها. وبالتالي حصول ألم في عضلات المناطق التي لا يصلها الدم والأكسجين الكافي (Claudication)، وقد يتسبب حينها بعرج مؤقت. ووجود مرض الشرايين المحيطية مؤشرٌ إلى تراكم الترسّبات الدهنية في الشرايين. ويسبب هذا ألم الساق عند المشي مع تقلصات مؤلمة في عضلات الساق، أثناء أو بعد المشي أو صعود الدرج. وكذلك ملاحظة برودة في أسفل الساق أو القدم، وخصوصاً عند مقارنتها بالساق أو القدم الأخرى. وكذلك خدر أو ضعف في الساق. وبالفحص الإكلينيكي، قد يلحظ الطبيب انعدام، أو ضعف النبض في شرايين الساقين أو القدمين. وربما بطء نمو أظافر القدمين، وتقرحات جلدية، وتساقط شعر الساقين.

التهابات الركبة والأوتار
> اضطرابات منطقة الركبة. إضافة إلى التراكيب المتعددة في مفصل الركبة نفسها، ثمة تراكيب أخرى مرتبطة بها، قد يكون أحدها هو السبب وراء ألم الساق.
> تمزق الأربطة. والرباط التصالبي الأمامي هو أحد الأربطة النسيجية القوية التي تربط عظمة الفخذ بعظمة قصبة الساق. وعند حصول إصابة (تمزق أو التواء) ACL Injury فيه، قد تتورم الركبة، ويصبح من المؤلم جداً تحمل الوزن. وكذلك قد ينشأ ألم في الساق.
> التهاب الجراب (Knee Bursitis) حالة مؤلمة تؤثر على الأكياس الصغيرة المملوءة بالسوائل (الأجربة)، التي تحمي العظام والأوتار والعضلات القريبة من مفصل الركبة. وعادةً ما يحدث التهاب الجراب نتيجة الأداء الحركي المتكرر للركبة. ويعاني مفصل الركبة حينها من الشعور بالألم أو التصلب، ويزداد الألم في الركبة والساق عند تحريك المفصل أو الضغط عليه، ويبدو متورماً ومحمراً. وعادةً ما يشمل العلاج استراحة مفصل الركبة وحمايته من التعرض إلى صدمات أخرى. وفي معظم الحالات، يختفي ألم التهاب الجراب خلال بضعة أسابيع مع العلاج المناسب، ولكن قد يتكرر التهاب الجراب مرة أخرى.
> إصابة كيسة بيكر (Baker Cyst) التي تحتوي سائل تزليق، يساعد الساق على التأرجح بأريحية، كما أنه يقلل من الاحتكاك بين الأجزاء المتحركة في مفصل الركبة. ولكن عندما تنتج الركبة كمية كبيرة من السائل (نتيجة التهاب أو إصابة في مفصل الركبة)، يتراكم ذلك السائل في مؤخرة الركبة (الجِرابُ المَأْبِضِيّ)، متسبباً في الإصابة بـ«كيسَة بيكر». وينتج عن ذلك نشوء نتوء وشعور بالضيق خلف الركبة، مع ألم في الساق. وقد يزداد الألم سوءاً عند ثني الركبة.
> الالتهاب المفصلي العظمي (Osteoarthritis)، المعروف بـ«روماتزم الركبة»، يعتبر أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعاً، حيث يصيب ملايين الأشخاص حول العالم. ويحدث فيه تآكل تدريجي في النسيج الغضروفي الواقي، الموجود عند نهايات العظام الملتقية في منطقة مفصل الركبة. ويرافق ذلك ألم في المفصل أثناء الحركة، أو عند الضغط عليه أو بالقرب منه برفق، وقد لا يتمكن المريض من تحريك المفصل حركة كاملة. وألم الساق كثيراً ما يرافق ألم المفصل، خاصة عند المشي والحركة، أو بعدها.
> التهاب الوتر الرضفي. والوتر الرضفي يربط الركبة بعظمة الساق من الأمام. والتهاب هذا الوتر (Patellar Tendinitis) يتسبب بألم في تلك المنطقة عند بدء ممارسة نشاط بدني أو بعد التدريب المكثف، وقد ينتقل الألم إلى أسفل الساق.
> التهاب وتر أخيل. وتر أخيل (وتر العرقوب) يربط عضلات الربلة في الجزء الخلفي من أسفل الساق بعظمة الكعب في القدم. والتهاب وتر أخيل (Achilles Tendinitis) هو إصابة ناجمة عن الاستخدام المفرط لهذا الوتر، أي الضغط المتكرر أو الشديد عليه. وهو شائع لدى الأشخاص الذين يمارسون الأنشطة الرياضية بشكل متقطّع، أي فقط مرة في الأسبوع، أو لدى العدائين الذين يزيدون فجأة من شدة أو مدة جريهم. والحالات الأكثر شدة من التهاب وتر أخيل قد تشمل تمزقاً في الوتر، وهو ما يتطلب علاجاً جراحياً.
وألم التهاب وتر العرقوب قد يكون خفيفاً في الجانب الخلفي للساق أو أعلى الكعب. وقد يكون الشعور بالألم أكثر شدة. وكثيراً ما يشعر المُصاب بألم أو تيبس في الصباح بشكل خاص، ثم يخف ويتحسن خلال الساعات التالية بممارسة الأنشطة الخفيفة. ولكن إذا كان الألم مستمراً حول وتر العرقوب، أو كانت الإعاقة شديدة، فتجدر مراجعة الطبيب. وتحدث التهابات وتر أخيل كثيراً بين الرجال.
كما قد يتسبب القوس المسطح في القدم، في حدوث إجهاد شديد لوتر العرقوب. ويمكن أيضاً أن تتسبب السِّمنة وعضلات الربلة المشدودة في زيادة إجهاد هذا الوتر. كما قد يتسبب به ارتداء أحذية غير ملائمة للجري، وخصوصاً في الأجواء الباردة، أو الجري على الأراضي الجبلية وغير المستوية، ومع عدم أخذ الوقت الكافي لتمارين إطالة عضلات الربلة ووتر العرقوب قبل التمرين وبعد التمرين للحفاظ على المرونة.
وتذكر المصادر الطبية أن الأشخاص الذين يعانون الصدفية أو ارتفاع ضغط الدم هم الأكثر عرضةً للإصابة بالتهابات وتر أخيل.
ووفق ما ينصح به الطبيب، فقد يُفيد تناول الأدوية المُسكّنة للألم، أو وضع قطع من الثلج على الوتر المصاب لمدة 15 دقيقة، ثم إبعاد قطع الثلج. وقد تساعد اللفافات أو الأربطة الضاغطة المرنة في تخفيف التورم وتقليل حركة الوتر. وكذلك رفع القدم المصابة فوق مستوى القلب أثناء النوم. وقد يحتاج المصاب إلى تجنب ممارسة التمارين الرياضية لعدة أيام، أو استبدال أنشطة لا تُجهد وتر العرقوب مثل السباحة، بها. كما يمكن لحشو كعب الحذاء (الذي يرفع الكعب خفيفاً) أن يقلل الضغط على الوتر، ويعمل كوسادة؛ للحد من قدر القوة الضاغطة على وتر العرقوب.

اضطرابات الأعصاب
> الاضطرابات العصبية. ثمة مجموعة من الاضطرابات العصبية التي تتسبب بألم في الساق. ولكن أهمها «العرج العصبي المنشأ» و«الاعتلال العصبي السكري».
> العرج العصبي (Neurogenic claudication) يحدث عندما تنضغط الأعصاب التي تذهب إلى الساقين، نتيجة تضيق العمود الفقري، أي عندما تكون المساحة داخل العمود الفقري صغيرة جداً، ما يسبب ضغطاً على الحبل النخاعي والأعصاب التي تمر عبر العمود الفقري. ويحدث التضيُّق الشوكي في الغالب في أسفل الظهر. والسبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالتضيق الشوكي هو تغيرات التآكل والاهتراء في العمود الفقري، والمُرتبطة بالتهاب المفاصل، مما يؤثر على قدرة الأعصاب في منطقة العمود الفقري، على التواصل مع أسفل الساقين. وعرق النسا (Sciatica) هو أحد الأمثلة على العرج العصبي. وبالإضافة إلى آلام ربلة الساق عند الراحة، قد يكون ثمة ألم أو عرج أثناء المشي، أو ألم بعد الوقوف لفترات طويلة، أو ألم يحدث أيضاً في الفخذين أو أسفل الظهر أو الأرداف. ويُلاحظ أن الألم قد يتحسن عندما ينحني الشخص إلى الأمام عند الخصر.
> الاعتلال العصبي السكري (Diabetic Neuropathy) هو أحد أنواع تلف الأعصاب، الذي يُمكن أن يُصاحب مرض السكري نتيجة عدم انضباط ارتفاع مستوى سكر الدم. وغالباً ما يتسبب الاعتلال العصبي السكري في تلف أعصاب الساقين والقدمين. وتشمل أعراض الاعتلال العصبي ألماً وخَدَراً في الساقين والقدمين. وغالباً تستطيع الوقاية من الاعتلال العصبي السكري أو إبطاء تقدُّمه، عن طريق التحكم في مستوى سكر الدم، بانتظام واتّباع نمط حياة صحي.
* استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)
TT

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم، لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين. وذكر أنه، مع التقدُّم في العمر، قد تصبح حالات، مثل الخرف أو مرض ألزهايمر، مصدر قلق أكبر، وهناك طرق لدعم صحة الدماغ، منها الحصول على قدر كافٍ من التمارين الرياضية والنوم والنظام الغذائي.

ولفت إلى بعض الأشخاص قد يلجأون للمكملات الغذائية لسد الفجوات الغذائية في نظامهم الغذائي وتعزيز صحتهم الإدراكية.

وفي حين يتم تسويق العديد من المكملات الغذائية لصحة الدماغ، حيث تلعب بعض العناصر الغذائية دوراً في الوظيفة الإدراكية، فإن الأدلة التي تدعم استخدام وفعالية المكملات الغذائية لصحة الدماغ لا تزال محدودة. وقدَّم الموقع مجموعة من المكملات الغذائية وصفها بأنها الأفضل لدعم صحة الدماغ:

1. أشواغاندا:

هي عشبة شائعة في الطب التقليدي قد تفيد في علاج العديد من الحالات المرتبطة بالدماغ، بما في ذلك القلق والأرق والتوتر والشيخوخة. ووجدت إحدى الدراسات التي أُجريَت على أشخاص تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عاماً أن تناول 600 ملليغرام من أشواغاندا يومياً لمدة 12 أسبوعاً أدى إلى تحسين الصحة العامة وجودة النوم واليقظة العقلية مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوها. ووفقاً للموقع، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم فوائد أشواغاندا للدماغ.

2. فيتامينات «ب»

فيتامينات مثل «ب6» (بيريدوكسين)، و«ب9» (حمض الفوليك)، و«ب12» (كوبالامين) هي فيتامينات أساسية تلعب دوراً في العديد من الوظائف في الجسم والدماغ. وتم ربط مشاكل الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة ومهارات التفكير العامة، بانخفاض مستويات فيتامين «ب»، خصوصاً فيتامين «ب12». ووجد الباحثون أيضاً علاقة بين مستويات فيتامين «ب» والخرف ومرض ألزهايمر، وخلصت إحدى الدراسات إلى أن انخفاض مستويات فيتامين «ب12»، وارتفاع مستويات فيتامين «ب9» مرتبطان بارتفاع خطر ضعف الإدراك. ومع ذلك، لم تجد دراسات أخرى نتائج مماثلة، ولم تتمكن من استنتاج أن مستويات فيتامين «ب» تؤثر على صحة الدماغ. وهناك حاجة إلى دراسات إضافية لفهم دور فيتامينات «ب» في صحة الدماغ. ويمكن تناول فيتامينات «ب»، من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية، والحد الأقصى الموصى به لفيتامين «ب6» 100 ملليغرام يومياً؛ بالنسبة لفيتامين «ب9»، الحد الأقصى هو 1000 ميكروغرام يومياً.

الدراسات السابقة قالت إن المكملات تدعم صحة الدماغ والقلب (رويترز)

3- الكافيين

منبه يوقظك ويعزز الطاقة، ويبدو أن تناوله يحسن القدرة الإدراكية واليقظة العقلية طوال اليوم، ولا يؤثر على الأداء العقلي أو الدقة، ومن المحتمل ألا تكون له فوائد طويلة الأمد لصحة الدماغ. ويمكن تناول الكافيين في المشروبات، مثل القهوة والشاي، ولكن الكافيين متوفر أيضاً في شكل مسحوق أو أقراص. وتتراوح الجرعات غالباً من 50 إلى 260 ملليغراماً يومياً وبالمقارنة، يوفر كوب واحد من القهوة عادة 95 إلى 200 ملليغرام من الكافيين.

4- الكولين

عنصر غذائي يساعد دماغك على إنتاج الأستيل كولين، وهو ناقل عصبي ضروري لإشارات الخلايا والذاكرة والمزاج والإدراك. وقامت إحدى الدراسات بتقييم تناول الكولين من خلال النظام الغذائي والمكملات الغذائية والوظيفة الإدراكية لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً في الولايات المتحدة. ووجد الباحثون أن تناول 188 - 399 ملليغراماً من الكولين يومياً يقلل من خطر انخفاض الوظيفة الإدراكية بنحو 50 في المائة مقارنةً بتناول أقل من 188 ملليغراماً. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين تناول الكولين والوظيفة الإدراكية. وتبلغ مستويات الكمية الكافية اليومية من الكولين لدى البالغين 550 ملليغراماً لدى الذكور والمرضعات، و425 ملليغراماً لدى الإناث، و450 ملليغراماً لدى الحوامل.

والحد الأقصى المسموح به للكولين لدى البالغين هو 3500 ملليغرام. ويوصى بهذه المستويات بناءً على خطر تلف الكبد وانخفاض ضغط الدم ورائحة الجسم السمكية التي تظهر مع مستويات تناول أعلى. ويحتوي البيض واللحوم والدجاج ومنتجات الألبان بشكل طبيعي على الكولين، وتتوفر أيضاً مكملات غذائية، تتراوح عادة من 10 إلى 250 ملليغراماً.

5- الكرياتين

هو حمض أميني يوجد بشكل طبيعي في أنسجة العضلات والدماغ، وهو مهم للطاقة والوظائف الخلوية. وغالباً ما يُستخدم الكرياتين كمكمل للمساعدة في بناء العضلات الهيكلية. تشير الأبحاث الحديثة إلى أنه قد يحسن أيضاً صحة الدماغ. ووجدت مراجعة للدراسات أن مكملات الكرياتين أثبتت أنها تعمل على تحسين الذاكرة والإدراك والاكتئاب، فضلاً عن وظائف الدماغ بعد الارتجاج أو الإصابة. هناك فائدة محدودة تُرى في الأمراض التي تؤثر على الدماغ، مثل مرض باركنسون أو التصلُّب المتعدد. والجرعة الأكثر استخداماً من الكرياتين في الدراسات هي 20 غراماً يومياً لمدة 5 - 7 أيام، تليها 2.25 - 10 غرام يومياً لمدة تصل إلى 16 أسبوعاً.

6- بيلوبا

مكمل شائع نشأ في الطب الصيني التقليدي، وقد وجدت دراسات أن مستخلص أوراق الجنكة قد يحسن الذاكرة والدماغ.

دماغ (رويترز)

7. المغنيسيوم

معدن أساسي موجود في الأطعمة والمكملات الغذائية، ويلعب دوراً في صحة الدماغ، ويساعد في نقل الإشارات عبر الأعصاب والدماغ. وتشير بعض الأدلة إلى أن انخفاض مستويات المغنيسيوم يرتبط بالتهاب الدماغ وارتفاع خطر الإصابة بضعف الإدراك والأمراض العصبية. وهناك تقارير متضاربة حول ما إذا كان تناول المغنيسيوم بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر مرتبطاً بتحسين الوظيفة الإدراكية. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيف يمكن للمغنيسيوم أن يفيد صحة الدماغ. ويمكن العثور على المغنيسيوم بشكل طبيعي في الأطعمة، مثل الخضراوات الورقية الخضراء والحبوب الكاملة والمكملات الغذائية متوفرة أيضاً. وتتراوح الكمية اليومية الموصى بها من المغنيسيوم للبالغين من 310 إلى 420 ملليغراماً بناءً على العمر والجنس وما إذا كنت حاملاً أو مرضعة، والحد الأقصى لمكملات المغنيسيوم للبالغين هو 350 ملليغراماً.

النظام الغذائي المتوازن هو الأفضل لصحة الدماغ (أ.ف.ب)

8. أحماض «أوميغا 3» الدهنية

تلعب أحماض «أوميغا 3» الدهنية دوراً في العديد من وظائف الجسم التي تدعم صحة الدماغ، فعلى سبيل المثال، تساعد الأحماض الدهنية في بناء الخلايا ولها خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة.

وتشير الدراسات إلى أن دمج أحماض «أوميغا 3» الدهنية في نظامك الغذائي أو روتين المكملات الغذائية قد يساعد في صحة الدماغ، بما في ذلك الحالة المزاجية والذاكرة. وارتبطت الأنظمة الغذائية الغنية بأحماض «أوميغا 3» الدهنية بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وضعف الإدراك. وتحتوي الأسماك الدهنية (مثل السلمون) وفول الصويا والمكسرات على أحماض «أوميغا 3» الدهنية، ويتوفر أيضاً مكملاً غذائياً، وغالباً ما يكون في شكل كبسولات.

9- البروبيوتيك والبريبايوتيك

يتواصل الجهاز الهضمي والدماغ لمراقبة وظائف الجسم، بما في ذلك الجوع وحركة محتويات الطعام عبر الجهاز الهضمي. يعتقد الباحثون أن الأمعاء الصحية تساعد في تعزيز وظائف المخ الصحية.

تساعد البروبيوتيك والبريبايوتيك في تنظيم محور الأمعاء والدماغ عن طريق تقليل الالتهاب وزيادة كمية البكتيريا المفيدة في الجسم.

قد تمنع البروبيوتيك والبريبايوتيك المشكلات المعرفية الخفيفة أو تعكسها. ووجدت العديد من الدراسات أن كلا المكملين يمكن أن يحسن الوظيفة الإدراكية والمزاج. وتحدث هذه النتائج بشكل أقل شيوعاً لدى كبار السن الأصحاء والنشطين جسدياً والأفراد الأصغر سناً الذين لا يعانون من حالات صحية.

10- الثيانين

حمض أميني طبيعي موجود في الشاي قد يحسِّن الأداء العقلي، خصوصاً عند دمجه مع الكافيين، ويحتوي الشاي الأخضر بشكل طبيعي على الثيانين والكافيين. ووجدت دراسة أن جرعة واحدة من الثيانين بمقدار 100 ملليغرام تعمل على تحسين الانتباه ومع ذلك، عندما تم إعطاء المشاركين 200 ملليغرام من الثيانين يومياً لمدة أربعة أسابيع، لم يُلاحظ أي تحسن في الذاكرة أو سرعة الحركة أو اتخاذ القرار أو المهارات اللفظية. وتأثيرات الثيانين على التدهور المعرفي المرتبط بالعمر والانتباه ومرض ألزهايمر ليست واضحة، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات. وجد بعض الباحثين أن تناول الثيانين والكافيين معاً يحسن اليقظة والدقة، ولكنه لا يحسِّن وقت رد الفعل. ومن غير الواضح ما إذا كان الثيانين أو الكافيين يسبِّب هذا التحسن. ويعتبر الثيانين آمناً بجرعات تصل إلى 900 ملليغرام يومياً لمدة 8 أسابيع، يمكن العثور عليه في الشاي أو الأقراص أو المسحوق.

11- فيتامين «د»

هو فيتامين أساسي مهم لصحة العظام والعضلات والأعصاب، وقد يلعب أيضاً دوراً كبيراً في صحة الدماغ. وربطت العديد من الدراسات بين انخفاض مستويات فيتامين «د» وارتفاع خطر الإصابة بالتدهور المعرفي والخرف. وقامت إحدى الدراسات بتقييم مستويات فيتامين «د» في أدمغة الأشخاص بعد وفاتهم. وارتبطت المستويات الأعلى في الدماغ بانخفاض احتمالات الإصابة بالخرف أو ضعف الإدراك بنسبة 25 – 33 في المائة. وخلص الباحثون إلى أن تركيزات فيتامين «د» الأعلى في الدماغ كانت مرتبطة بصحة الدماغ والوظيفة الإدراكية الأفضل. ويمكنك الحصول على فيتامين «د» من التعرض المباشر لأشعة الشمس أو من خلال بعض الأطعمة، مثل الأسماك الدهنية، مثل السلمون والفطر والحليب. وللحصول على تناول فيتامين «د» بشكل ثابت، يمكنك تناول كبسولة أو مسحوق أو مكمل سائل. والجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين «د» هي 15 ميكروغراماً، للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و70 عاماً، بما في ذلك الأشخاص الحوامل أو المرضعات. ويجب أن يحصل الأشخاص فوق سن 70 عاماً على 20 ميكروغراماً.