«إضافة»... بارقة أمل لذوي الاحتياجات الخاصة

«بيت إيلاي» يجتمع تحت سقفه ذوو الاحتياجات الخاصة (الشرق الأوسط)
«بيت إيلاي» يجتمع تحت سقفه ذوو الاحتياجات الخاصة (الشرق الأوسط)
TT

«إضافة»... بارقة أمل لذوي الاحتياجات الخاصة

«بيت إيلاي» يجتمع تحت سقفه ذوو الاحتياجات الخاصة (الشرق الأوسط)
«بيت إيلاي» يجتمع تحت سقفه ذوو الاحتياجات الخاصة (الشرق الأوسط)

يختلف مهرجان «إضافة» الذي يُنظم في 27 أكتوبر (تشرين الأول) في «كازينو لبنان» عن غيره من النشاطات الرائجة في إطار التكريمات. اختار المهرجان أشخاصاً مكفوفين أو مصابين بالشلل وذوي احتياجات خاصة أخرى، كي يقدم لهم لفتة خاصة للإرادة الصلبة التي يتمتعون بها. فهؤلاء الأشخاص الذين لم يفكر أحد من قبل بتكريمهم وإعطائهم الجوائز التقديرية لإنجازاتهم لا في لبنان ولا في العالم، سيؤلفون نجوم الحدث.
صاحب فكرة هذا المهرجان هو سام سعد، فنان لبناني يعمل في مجال الإخراج والإنتاج التلفزيونيين. ورغب في أن يُقدر المصابون بإعاقات جسدية على طريقته. ومن ناحية ثانية أراد أن يهديهم فرصة عدم تهميشهم في المجتمع. فهم في رأيه نماذج ناجحة في لبنان ولا بد من تسليط الضوء عليهم. وكان له عدة تجارب سابقة، وضعتهم في الصفوف الأمامية، ففتح لهم أبواب «بيت إيلاي» كي يجتمعوا تحت سقفه ليتشاوروا ويخططوا لمشاريع مستقبلية. وأمن سعد لكثيرين بينهم فرص عمل في مجال الأعمال اليدوية والإدارية. ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نريد في هذا المهرجان أن نحفز أصحاب الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة على التمسك بأحلامهم. فهم لديهم القدرات اللازمة لإحداث الفرق في مجتمعاتنا، وعلينا في المقابل أن نشدّ على أيديهم».
وبالفعل وتحت عنوان «تمسك بأحلامك مهما بلغت الصعوبات» سيُنظّم هذا المهرجان الذي ستكون مصر ضيفة الشرف فيه. ويوضح سعد: «أن عدد المكرمين فيه يصل إلى نحو 22 شخصاً، واخترنا ثلاثة من مصر ليكرموا خلاله».


«إضافة» أول مهرجان من نوعه في لبنان

وعن طبيعة الجوائز التي ستقدم في هذا الحدث يوضح لـ«الشرق الأوسط»: «إنها جوائز تخاطب إنجازاتهم في جميع المجالات. وبينها تلك التي تدور في فلك ريادة الأعمال والتصوير الفوتوغرافي والألعاب الرياضية على أنواعها. فبعضهم برع في سباق السيارات وآخرون في السباحة والركض. بينما نقدم جوائز فنية أخرى تتعلق في العزف على آلات موسيقية والرقص وغيرها».
ومن المشاريع التي يعمل عليها سعد صاحب مؤسسة « أيادي ناس» للعمل الخيري، تقديم برنامج تلفزيوني بعنوان «كأس الفنون» مع المؤسسة اللبنانية للإرسال (إل بي سي آي). وقد أعلن عنه في المؤتمر الصحافي الذي عقده لإطلاق مهرجان «إضافة». وفي هذا البرنامج سيشارك هواة غناء وفنون أخرى، ويتبارون على حصد اللقب. وتشرف على البرنامج لجنة خاصة مؤلفة من فنانين معروفين كالممثلة رندة كعدي.
ويتابع سام سعد في سياق حديثه: «نعمل على تقديم مسرحية للأطفال بعنوان (كاندي كراش)، وقد أخذنا حقوق عرضها من مصر كي تؤلف النسخة الملبننة لهذا العمل، أما أبطالها ونجومها فسيكونون من أصحاب الإرادة الصلبة وذوي الاحتياجات الخاصة. فيمثلون ويرقصون ويتحاورون على خشبة المسرح كما في أي عمل مشابه لممثلين معروفين».
وبالعودة إلى مهرجان «إضافة» سيتخلله مفاجآت عدة، من أهمها الإعلان عن اسم أحد الفنانين المكفوفين الذي جرى التعاقد معه للغناء في فرقة أوبرالية عالمية. وسنتعرف خلاله أيضاً على أول مضيفة طيران مصرية من ذوي الاحتياجات الخاصة، هبة عاطف. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد كرمها بجائزة تقديرية. وسيشارك في المهرجان شخصيات مختلفة كعميد كلية فاس لذوي الاحتياجات الخاصة في المغرب خالد لزعر، ودلال المقاري من ألمانيا ومحمد العماري من تونس. وجميعهم يعملون في مجال تشجيع أصحاب الإعاقات والمصابين بمتلازمة داون. وتقدم إحدى جوائزه إلى الشاب اللبناني أنطوني نحول، الذي تجاوز حالة ولادته من دون يدين وقدمين ليتحوّل إلى رجل أعمال ناجح. وسيشارك في تقديم الجوائز للمكرمين أصحاب إنجازات عديدة تمسكوا بأحلامهم على الرغم من إعاقتهم، كبطل الرياضة مايكل حداد.
تجدر الإشارة إلى أنه تم التواصل مع القيمين على مهرجان «إضافة» من دول مختلفة كالسويد وألمانيا لتنظيم المهرجان نفسه في بلدانهم. ويعلق سعد: «إن الفكرة هي الأولى من نوعها في العالم، لذلك نالت اهتمام بلدان عديدة وبينها أوروبية وعربية. لذلك سنرى عدة نسخ منها في دول مختلفة لدمج أحلام أصحاب الإعاقة في مجتمعاتها انطلاقاً من مهرجان (إضافة) وبنسخ مختلفة».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

إسرائيل تعلن تدمير أغلب الصواريخ «أرض - جو» في سوريا

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر قاعدة جوية عسكرية سورية تقع جنوب دمشق استُهدفت بضربات إسرائيلية (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر قاعدة جوية عسكرية سورية تقع جنوب دمشق استُهدفت بضربات إسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعلن تدمير أغلب الصواريخ «أرض - جو» في سوريا

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر قاعدة جوية عسكرية سورية تقع جنوب دمشق استُهدفت بضربات إسرائيلية (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر قاعدة جوية عسكرية سورية تقع جنوب دمشق استُهدفت بضربات إسرائيلية (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي تدمير أكثر من 90 في المائة من الصواريخ «أرض - جو» في سوريا، التي كانت إسرائيل على علم بها، في الأيام الأخيرة.

وقال بيان للجيش الإسرائيلي، نقلته «وكالة الأنباء الألمانية»، إنه على الرغم من أن أنظمة الدفاع الجوي السورية كانت من بين أقوى أنظمة الدفاع الجوي بالشرق الأوسط، فإن الغارات الجوية الإسرائيلية حققت «نجاحاً كبيراً بفعل تفوق القوات الجوية الإسرائيلية في المنطقة».

وأضاف البيان أن إسرائيل ألحقت أيضاً أضراراً بالغة بأسلحة استراتيجية أخرى في سوريا؛ منها صواريخ أرض - أرض وطائرات مسيَّرة وطائرات مقاتِلة.

وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن «هيئة تحرير الشام»، التي تقود الفصائل المعارِضة السورية، التي شكَّلت الحكومة الجديدة في دمشق، لم تعد قادرة على تهديد إسرائيل بالأسلحة المتقدمة التي كانت تمتلكها سوريا في عهد بشار الأسد.