أشتية يطالب بوضع «عصابات المستوطنين» على قوائم الإرهاب

TT

أشتية يطالب بوضع «عصابات المستوطنين» على قوائم الإرهاب

طالب رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، بوضع «عصابات المستوطنين» على قوائم الإرهاب الدولي بعد سلسلة من الهجمات على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم في الضفة الغربية والقدس.
وقال أشتية في مستهل جلسة الحكومة الفلسطينية الاثنين إنه يجب على المجتمع الدولي «تجريم اعتداءات الاحتلال، ومساءلة إسرائيل على جرائمها، ووضع عصابات المستوطنين على قوائم الإرهاب». وأضاف قائلاً: «إن ما يحدث على الأرض إرهاب دولة منظم تتحمل حكومة الاحتلال وحدها مسؤوليته».
وانتقد أشتية «صمت العالم إزاء الجرائم الإسرائيلية»، وقال إنه يجب ألا يقبل العالم مواصلة صمته تجاه سياسة إسرائيل الممنهجة التي تقوم على القتل لأجل القتل، وترتفع وتيرتها، وتتسع مساحتها مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية الشهر المقبل. وقال: «لا تكفي الإدانات، وبيانات التعبير عن القلق لوقف تلك الجرائم بينما تفقد أمهات وآباء فلذات أكبادهم، وثمرات قلوبهم وتحتجز جثامينهم في ممارسات لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، ويتواصل بالتوازي مع هذه الاقتحامات إرهاب المستوطنين والاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم، واستباحة المقدسات».
واتهم أشتية المستوطنين بتكثيف اعتداءاتهم في وقت تكثف فيه قوات الإسرائيلية عمليات القتل والاقتحامات والاستيلاء على الأراضي وهدم منازل الفلسطينيين.
ووصف أشتية ما يجري على الأرض بأنه بمثابة حرب شاملة، وعدوان دموي لم يتوقف لحظة واحدة، يتبادل خلاله جنود الاحتلال والمستوطنون الأدوار في ارتكاب الجرائم.
وجاء اقتراح أشتية بوضع المستوطنين على قوائم الإرهاب، في وقت اقتحم فيه مستوطنون المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي ونظموا مسيرات في القدس وهاجموا الفلسطينيين في مناطق مختلفة في الضفة.
واقتحم مستوطنون، الاثنين، المسجد الأقصى فيما قيدت الشرطة الإسرائيلية وصول الفلسطينيين إليه. وقالت الأوقاف الإسلامية، إن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى، ونفذوا «جولات استفزازية» في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة، بحماية مشددة من الشرطة. وجاءت هذه الاقتحامات مع بدء اليهود الاحتفال بعيد «العرش»، وهي مناسبة استغلتها المنظمات المتطرفة المعروفة باسم منظمات الهيكل، من أجل دعوة أنصارها لتنظيم أكبر اقتحام للأقصى خلال أيام العيد، وكذلك في الحرم الإبراهيمي في الخليل، الذي كثف المستوطنون التواجد فيه ومزقوا نسخاً من القرآن الكريم بالقرب منه.
وقال مدير أوقاف الخليل نضال الجعبري للوكالة الفلسطينية الرسمية، إن مستوطنين مزقوا وأحرقوا عدداً من المصاحف وألقوها في القمامة بمحاذاة مسجد قيطون، قرب الحرم الإبراهيمي الشريف في البلدة القديمة وسط الخليل.
إضافة إلى ذلك نظم مئات المستوطنين، مسيرة وصفت بأنها «استفزازية» في البلدة القديمة من مدينة القدس.
وشارك في المسيرة نحو 1200 مستوطن انطلقوا من باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى، إلى باب القطانين، وحملوا خلالها ما يسمى «القرابين النباتية» التي دعت «جماعات الهيكل» لإدخالها للأقصى خلال «عيد العرش»، ورصدت مكافآت مالية لمن يقوم بذلك.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

فوز ترمب يعزّز المخاوف من إطلاق يد نتنياهو في لبنان

الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت إثر قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت إثر قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

فوز ترمب يعزّز المخاوف من إطلاق يد نتنياهو في لبنان

الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت إثر قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت إثر قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

يترقّب اللبنانيون انعكاسات انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، والسياسة التي يعتمدها لحلّ أزمات المنطقة، وكيف سيترجم تعهداته بوقف الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط على أرض الواقع، ولا يرى المراقبون أن الحلول التي سيحملها الرئيس الأميركي المنتخب ستنفّذ بـ«كبسة زر»، كما نبّهوا إلى أنها «لن تكون على حساب إسرائيل التي ستُطلق يدها عسكرياً قبل وضع الحلول على طاولة التفاوض».

ولم يكشف ترمب في خطابه الذي أعلن فيه فوزه عن خطته لوقف الحروب، وإن تطرّق إلى هذه المسألة بشكل مقتضب جداً، لكن رئيس «لقاء سيّدة الجبل»، النائب السابق فارس سعيد، عدّ أن «فوز ترمب يشكّل نقطة تحوّل في العالم، وخصوصاً في مناطق التوتر، مثل أوكرانيا والشرق الأوسط، ولا يختلف اثنان على أن سياسته الداعمة لبنيامين نتنياهو ولليمين الإسرائيلي المتطرّف ستستمرّ، وربما بوتيرة أقوى».

ورأى سعيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «انتخاب ترمب سيسرّع وتيرة الأعمال العسكرية على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، وسيُطلق يد نتنياهو بشكل كامل لحسم الوضع العسكري، وتحسين ظروف إسرائيل التفاوضية في المرحلة المقبلة»، مُبدِياً اعتقاده بأن «القرارَين 1701 و1559 أصبحا خارج التداول، بمعنى أن الأمور ستذهب باتجاه ألّا يبقى سلاح في لبنان خارج الشرعية اللبنانية».

ويشكّل القرار 1701 الركيزة الأساسية لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية ـ الإسرائيلية، ويتخوّف اللبنانيون من الإطاحة به، وفرض ترتيبات عسكرية وأمنية يصعب تحمّلها، وقال النائب السابق فارس سعيد: «عندما نتحدث عن القرارين 1701 و1559 ليس بمعنى تصفيتهما، بل إن ما سيطلبه ترمب هو عدم بقاء أي بندقية خارج إطار الدولة اللبنانية والدستور، وأعتقد أن الإدارة الأميركية الجديدة ستسعى إلى ولادة سلطة سياسية لبنانية متكاملة، قادرة على تنفيذ الترتيب الذي سيفرضه انتخاب ترمب، وإطلاق يد نتنياهو في المنطقة».

ورأى سعيد أن أي تسوية سياسية في لبنان «لن تمرّ بلا أثمان، وربما ستسرّع هذه التسوية وتيرة الأحداث»، مشيراً إلى أنه «من الأفضل أن يقتنع (حزب الله) بتسليم سلاحه للدولة اللبنانية، وفقاً للدستور اللبناني، بدلاً من تسليمه هذا السلاح وفق موازين القوى التي ستفرض نفسها على المنطقة».

وحظيت الانتخابات الرئاسية الأميركية باهتمام لبنان الرسمي والشعبي الذي واكبها، بدءاً من حملات المرشحين دونالد ترمب وكامالا هاريس، وتابع بدقّة العملية الانتخابية إلى حين فرز الأصوات وإعلان النتائج لحظة بلحظة؛ لإسقاط نتائجها على الوضع الداخلي.

وقال السياسي اللبناني خلدون الشريف: «تابعنا بصفتنا لبنانيين كل ما قاله ترمب قبل فوزه بالانتخابات، وهو كتب رسالة للأميركيين من أصل لبناني، يَعِدُهم فيها بإعادة السلام إلى ربوع بلادهم بأسرع وقت، ولعل مستشار ترمب، اللبناني مسعد بولس، لعب وسيلعب دوراً مهماً في الإضاءة على الوضع بلبنان، وتحفيز اهتمام الإدارة المقبلة في هذا البلد».

وأشار الشريف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الإدارة الديمقراطية أثبتت خلال سنة ونيف من الحرب على غزة، ثم خلال أشهُر من الانقضاض على لبنان، أنها لم تكن جادّة في العمل على وقف النار من جهة، إضافةً إلى أنها لم تستطع إلزام نتنياهو بأي مبادرة صدرت حتى لو عن البيت الأبيض حول غزة في شهر مايو (أيار) 2024، ولا المبادرة الأميركية الفرنسية لوقف النار لأسابيع ثلاث في شهر سبتمبر (أيلول) المنصرم حول لبنان»، مشيراً إلى أن «تلك الإدارة ظهرت كمن يتلاعب بالوقت كي ينفّذ نتنياهو أجندته».

وبانتظار أن يرتّب دونالد ترمب أوراقه، ويختار فريق عمله قبل عودته إلى البيت الأبيض مجدّداً في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وشدّد خلدون الشريف على أن «لبنان دولةً وشعباً وأحزاباً يتطلع لوقف النار عليه، ولتطبيق القرار الدولي 1701 بكامل مندرجاته، وانتخاب رئيس بإجماع وطني، وتأليف حكومة إصلاح حقيقي، تتميز بأداء شفاف وصادق، موثوقة من العرب من جهة، وترمّم علاقات هذا البلد مع كل أقطار العالم»، مشيراً إلى أن «هذا البلد الصغير (لبنان) وُجِدَ ليكون كثير الصداقات وقليل العداوات إلى حدِّ حصرها بالعداء مع إسرائيل».

وعبّر الشريف عن أسفه لأن «الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ استقلال لبنان إلى اليوم لم تكن قادرةً على التركيز على هذا البلد إلا بالحد الأدنى»، وختم قائلاً: «اليوم، ومع الحرب المدمّرة التي تُشنّ على لبنان، يأمل اللبنانيون في وقف هذه الحرب، والشروع بإعادة إعمار البلاد، وعودة لبنان إلى الخارطة الإقليمية والدولية، ولعل ترمب ينفّذ وعده بوقف الحروب قبل دخوله مكتبه في البيت الأبيض».