منتدى اقتصادي سوري أردني في دمشق لبحث فرص الاستثمار

أكبر مصنع للوجبات الشعبية مهدد بالإغلاق والقصر الجمهوري يتدخل

صورة نشرتها الوكالة الرسمية للمنتدى الاقتصادي الأردني السوري امس
صورة نشرتها الوكالة الرسمية للمنتدى الاقتصادي الأردني السوري امس
TT

منتدى اقتصادي سوري أردني في دمشق لبحث فرص الاستثمار

صورة نشرتها الوكالة الرسمية للمنتدى الاقتصادي الأردني السوري امس
صورة نشرتها الوكالة الرسمية للمنتدى الاقتصادي الأردني السوري امس

بينما يناقش نحو 90 شركة ورجل أعمال أردنياً مع نظرائهم في دمشق فرص الاستثمار بين سوريا والأردن والتعاون الصناعي والزراعي، كشف موقع إخباري عن أن الأسباب الحقيقية التي دفعت صاحب شركة إندومي التي تنتج «الوجبة الشعبية الأرخص ثمناً في سوريا» إلى إعلان وقف الإنتاج وإغلاق المعمل، فرض جهات لم يُسمِّها إتاوات على الشركة بنسبة تتجاوز 50% من أرباحها، في الوقت الذي تراجع فيه إنتاج المعمل إلى ربع طاقته؛ لعدم توفر المواد الأولية وصعوبة استيرادها بسبب العقوبات الاقتصادية.
وواصل المنتدى الاقتصادي الأردني السوري جلساته لليوم الثاني في فندق «داما روز» بدمشق، بتنظيم غرفة تجارة الأردن، بالتعاون مع اتحاد غرف التجارة السورية، وبرعاية وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، بمشاركة أكثر من 90 شركة ورجل أعمال أردنياً.
وناقش المشاركون، بحضور وزيري الصناعة زياد صباغ، والزراعة محمد حسان قطنا، التعاون والتكامل الصناعي والزراعي بين الأردن وسوريا، وفرص الاستثمار، إضافة إلى استعراض إمكانيات الشركات الأردنية ضمن المعرض المرافق للمنتدى، وفرص عملها بالسوق السورية، بالإضافة إلى مناقشة معوقات انسياب البضائع بين البلدين.
وفي تصريح للوكالة الرسمية «سانا»، قال مدير عام المنطقة الحرة السورية الأردنية عرفان الخصاونة، إن المنتدى يشكل فرصة لالتقاء رجال الأعمال والمستثمرين السوريين والأردنيين، وإطلاع المشاركين والزوار على مجالات الاستثمار المتاحة بالمنطقة، والخدمات المقدَّمة والحوافز والميزات التنافسية والبنى التحتية المؤهلة والتسهيلات المقدَّمة لهم؛ بهدف زيادة حجم الاستثمار في المنطقة من خلال جذب المستثمرين لتوقيع عقود استثمارية.
وكانت أعمال المنتدى الاقتصادي الأردني السوري قد انطلقت السبت، وتنتهي اليوم، وتتضمن، إضافة إلى الجلسات الحوارية الاقتصادية والتجارية، لقاءات ثنائية تخصصية بين الشركات الأردنية ورجال الأعمال السوريين؛ لبحث آفاق التعاون في مجالات الطاقات المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية والسياحة العلاجية.
غير أنه، وبينما تسعى الحكومة في دمشق إلى بذل جهود إعلامية حثيثة لجذب الاستثمار العربي الذي تعطّل خلال الحرب، تُظهر المعطيات الواقعية صعوبة الاستثمار في بلدٍ دمّره الحرب ونخر مؤسساتِه الفساد.
ونقل موقع «صوت العاصمة» عن مصادره الخاصة، أن اتصالاً هاتفياً أجراه القصر الجمهوري، بتوجيه من الرئيس بشار الأسد، مع مدير شركة «إندومي» أيمن برنجكجي، لحضِّه على التراجع عن قرار وقف الإنتاج.
وبحسب المصادر، أبلغ برنجكجي القصر بقيام أشخاص- لم يسمِّهم- بزيارته في مكتبه ومساومته على إتاوات مالية تصل إلى نسبة 50% من قيمة أرباح المعمل، وبعد رفضه خُفّضت النسبة إلى 30%، إلا أنه رفض وقرر إغلاق المعمل.
كما أشارت المصادر إلى أن برنجكجي اشتكى من عدم توفر المواد الأولية وصعوبة استيرادها وعدم توفر القطع الأجنبي لتمويل الاستيراد، وأن «المعمل مستمر على الرغم من الخسائر الكبيرة التي حلّت به».
وبحسب المصادر، تعهَّد القصر الجمهوري بحماية المنتَج وتقديم تسهيلات أكثر لمواصلة الإنتاج وعودة المعمل لما كان عليه. وتبِع ذلك تواصل وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم، مع برنجكجي، وتقديم وعود رسمية بمساعدة المعمل على العودة للإنتاج.
وحول وضع المعمل حالياً قالت المصادر إنه يعمل بالحد الأدنى من طاقته، وأن «الإندومي» بدأت تُفتقد من الأسواق السورية، والكميات الموجودة في السوق هي من الكميات المخزَّنة في مستودعات تجار الجملة، وقد رفعوا سعرها من 1200 ليرة إلى 2000 ليرة سورية.
وتعدّ وجبة (الإندومي)، مكرونة إندونيسية سريعة التحضير، الوجبة الأرخص في سوريا، يحبّذها الأطفال والطلاب والموظفون، وتُباع مطبوخة على البسطات، كما تعتمد عليها غالبية الأسر الفقيرة كوجبة رئيسية، في ظل ارتفاع أسعار اللحوم والألبان والأجبان.
كان أيمن برنجكجي قد أعلن، عبر حسابه في «فيسبوك»، منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، إيقاف عمل مصنع إندومي في سوريا بشكل نهائي. وأوضح، في تصريحات إعلامية، أن هناك العديد من الصعوبات تواجه الإنتاج؛ أهمها صعوبة توريد المواد الأولية، إلا أنه عاد وتراجع عن قراره بعد تعهد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بتقديم تسهيلات لمواصلة إنتاج الإندومي في سوريا.
وشركة «إندومي» مملوكة بنسبة 80 % لشركاء من إندونيسيا، و20 % لعائلة البرنجكجي، ويعمل في مصنع إندومي بدمشق نحو 600 عامل.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.