في الذكرى الثالثة للتدخل التركي في الحسكة... أكراد سوريا يدعون لحماية المناطق «المستهدفة»

منظمة حقوقية توثق الانتهاكات في منطقة «نبع السلام»

منتدى رابطة (تآزر) الحقوقية، الأحد، في القامشلي، شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
منتدى رابطة (تآزر) الحقوقية، الأحد، في القامشلي، شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
TT

في الذكرى الثالثة للتدخل التركي في الحسكة... أكراد سوريا يدعون لحماية المناطق «المستهدفة»

منتدى رابطة (تآزر) الحقوقية، الأحد، في القامشلي، شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
منتدى رابطة (تآزر) الحقوقية، الأحد، في القامشلي، شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)

طالبت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا و«المجلس الوطني الكردي» المجتمع الدولي والتحالف الدولي، إنهاء سيطرة الجيش التركي على مدينتي رأس العين وتل أبيض، وإخراج الفصائل المسلحة كافة وإبعادها عن المدن والبلدات، تسهيلاً لإعادة النازحين إلى ديارهم وتأمين عودة طوعية وآمنة لسكانها الأصليين. جاءت هذه المطالبات بمناسبة مرور 3 أعوام على التدخل التركي شمال غربي محافظة الحسكة.
وناشدت الإدارة الذاتية في بيان، (الأحد)، المجتمع الدولي والتحالف الدولي وروسيا الاتحادية، تحمل مسؤولياتهم القانونية «والتحرك الفوري لإنهاء الاحتلال التركي وإزالة كافة مظاهره وآثاره وإبداء مواقف واضحة وصريحة حيال سياسات تركيا الاحتلالية». ودعت للعمل على تأمين عودة طوعية وآمنة لسكانها الأصليين إلى مناطقهم. وأكدت الإدارة أنه «لا استقرار في المنطقة ولا حلول للأزمة السورية في ظل الاحتلال التركي لمناطق من الجغرافيا السورية»، وأن بقاءها يقوض الجهود الدولية في محاربة الإرهاب الدولي، ويقلل من فرص النجاح في البحث عن حلول شاملة ومستدامة للأزمة السورية، يشارك في رسمها الشعب السوري بكل مكوناته.
بدوره، جدد «المجلس الوطني الكردي» في بيان رسمي نشر على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، إدانته «للأعمال والانتهاكات والجرائم» على حد وصفه، التي ارتكبت بحق أهالي مدينتي رأس العين (سري كانيه) بالحسكة وتل أبيض بالرقة «مثلما يمارسون بحق إخوتهم في عفرين» بريف حلب الشمالي، في إشارة إلى الانتهاكات والخروقات الإنسانية التي ترتكبها فصائل سورية موالية لتركيا. وناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول المعنية بالشأن السوري، وعلى رأسها أميركا وروسيا وتركيا، لـ«وضع حدٍّ لمعاناة سكان هذه المناطق، والعمل بشكل جدّي لإخراج هذه المجموعات والفصائل المسلحة وإبعادها عن المدن والبلدات»، بغية تسهيل عودة النازحين إلى ديارهم بأمان، وتسليم إدارتها إلى أبنائها الأصليين، «وصولاً إلى حل نهائي للمسألة السورية، وتقديم كل من ارتكب الجرائم بحق الأهالي وممتلكاتهم إلى العدالة».
يقول رئيس مكتب العلاقات العامة في «مجلس سوريا الديمقراطية» حسن محمد علي، إن تركيا لا تريد الحل للسوريين، «إنما تسعى لتحقيق مطامعها التوسعية والسيطرة على المنطقة من حلب للموصل، فالقرار 2254 يفضي لانسحابها، وهو ما لا ترضاه»، لافتاً إلى أن المنطقة وشعوبها تمر بمرحلة مصيرية وجودية.
وتعليقاً على تعرض المناطق الكردية الخاضعة لنفوذ العمليات التركية، شمال البلاد، للانتهاكات والخروقات شبه اليومية، أوضح سليمان أوسو، سكرتير «حزب يكيتي الكُردستاني - سوريا» لـ«الشرق الأوسط»، أن الانتهاكات المرتكبة بحق أبناء المناطق الكردية الخاضعة لسيطرة فصائل سورية موالية لتركيا «تهدف إلى تغيير ديموغرافية مناطقنا، إلى جانب قطع الأشجار المثمرة والحراجية وتراجع مساحات الغابات وفرض الإتاوات على المزارعين. وهي انتهاكات مدانة بشدة». وكشف السياسي الكردي أن المجلس يسعى مع الائتلاف الوطني السوري وتركيا «لوقف هذه الانتهاكات والعمل على ضمان عودة النازحين وسكان المنطقة الأصليين بشكل آمن إلى قراهم ومدنهم».
في سياق متصل، وثّقت رابطة «تآزر»، وهي منظمة حقوقية سورية تعمل في مناطق «الإدارة الذاتية»، تعرض 56 شخصاً، بينهم 4 نساء، للقتل في مناطق عمليات «نبع السلام»، منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
وبحسب قاعدة بيانات المنظمة، توزعت الانتهاكات على حالات الاعتقال، وبلغت 511 حالة، بينها 68 امرأة و42 طفل، في حين تعرض 352 معتقلاً للتعذيب، 5 منهم على الأقل فقدوا حياتهم جراء وحشية المعاملة وقساوة ظروف الاحتجاز، في حين أطلقت هذه الفصائل المدعومة من الجيش التركي سراح 21 شخصاً فقط، بينهم امرأتان و3 أطفال من عموم المحتجزين، فيما لا يزال مصير 96 شخصاً مجهولاً.
يقول عز الدين صالح، المدير التنفيذي لمنظمة «تآزر» في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إنهم يوثقون كافة انتهاكات حقوق الإنسان بحق السوريين أينما كانوا، مع تركيزها على مناطق العمليات التركية الخاضعة لسيطرة فصائل سورية مسلحة موالية لها، «لأنها تشهد نزاعاً مستمراً يخلف ضحايا بشكل مستمر». واتهم الناشط الحقوقي الفصائل المسلحة بممارسة سلوك التعذيب في السجون، وأضاف: «قد يكون هذا السلوك جزءاً من هجوم منهجي على المحتجزين في عهدتها، يرقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية، هي جريمة التعذيب».
وأوضح صالح أن مناطق النفوذ التركي تعاني من فوضى السلاح وانعدام الأمان «في ظل عدم التزام أنقرة بواجباتها كسلطة احتلال، وغياب المساءلة واستمرار الإفلات من العقاب»، وشدد على أن تلك المناطق باتت غير آمنة ولا تتوافق مع معايير العودة الطوعية التي حددتها الأمم المتحدة.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».