بدأت وفود الفصائل الفلسطينية بالوصول إلى الجزائر السبت للمشاركة في «الحوار الوطني» الذي سينطلق بين العاشر والثاني عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، في محاولة للوصول إلى اتفاق مصالحة ينهي الانقسام المحلي. وسيشارك 13 فصيلاً في الحوارات بما فيها حركتا «فتح» و«حماس»، الفصيلان الأكبر، وطرفا الانقسام. وأعلنت حركة فتح أن وفدها الذي يفترض أنه وصل إلى الجزائر، أمس (السبت)، سيكون برئاسة عزام الأحمد، مسؤول ملف المصالحة في الحركة، وعضوية محمد المدني وأحمد حلس ودلال سلامة، وجميعهم أعضاء لجنة مركزية. وقال منذر الحايك، المتحدث باسم الحركة في قطاع غزة، إن الوفد سيتوجه بتفويض كامل من القيادة الفلسطينية لإنهاء الانقسام وتوحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية وتقديم كل ما يلزم من أجل إنجاح الجهود الجزائرية للمصالحة.
كما أعلنت حركة «حماس» أن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي سيرأس وفدها إلى الجزائر الذي سيضم أيضاً خليل الحية، وماهر صلاح، وحسام بدران، وهم أعضاء المكتب السياسي.
وقال حسام بدران، رئيس مكتب العلاقات الوطنية في الحركة، إن «الوفد جاهز للعمل بكل قوّة وبأعلى درجات المسؤولية الوطنية لإنجاح الجهود الجزائرية في إنجاز الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني ترتيباً كاملاً وشاملاً على أسس وطنية صحيحة، تحقّق أهداف شعبنا في الحريَّة والاستقلال وطرد الاحتلال». ويُفترض أن تقدم الجزائر ورقة مصالحة للمجتمعين مستوحاة من اتفاقات سابقة وملاحظات الفصائل، من أجل الاتفاق عليها قبل إعلان تحقيق المصالحة.
وكانت الجزائر ناقشت الخطوط العريضة لورقتها، واستمعت، الشهر الماضي، لوفدين من حركتي «فتح» و«حماس» حول سبل إنجاح الاتفاق. وتأمل الجزائر بإعلان اتفاق مصالحة قبل انعقاد القمة العربية في الجزائر المقررة في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وكان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أعلن، في أغسطس (آب) الماضي، أن اجتماعاً لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» تشارك فيه كل الفصائل سيُعقد في الجزائر قبل القمة العربية، معتبراً في حديث مع وسائل إعلام جزائرية أن «الجزائر لديها كامل المصداقية» لتحقيق المصالحة الفلسطينية، كونها «الدولة الوحيدة التي ليست لديها حسابات ضيقة في هذا الشأن». وتحدث تبون عن الثقة التي تتمتع بها الجزائر لدى جميع الأطراف الفلسطينية، بما فيها حركة حماس.
وقال تبون إنه من دون وحدة، ودون توحيد الصفوف، لن يتحقق استقلال دولة فلسطين مجدداً، مع التأكيد أن الجزائر قادرة على هذه المهمة.
وبدأت الجزائر محاولات لرأب الصدع بين حركتي «فتح» و«حماس»، منذ مطلع العام الحالي، وعقد الجزائريون مع الفصائل الفلسطينية 3 جولات من الحوار، لكن مع كل فصيل على حدة.
واستمع المسؤولون الجزائريون للطرفين، وناقشوا معهما التنازلات المحتملة، وكيفية وضع تصور أشمل يمكن أن يكون مقبولاً. وتريد الجزائر التوصل إلى رؤية مقبولة من أجل طرح ورقة متَّفق عليها أمام اجتماع الجامعة العربية، باعتبار أن توحيد الفلسطينيين جزء من خطة أوسع لدعمهم، عربياً ودولياً، وإطلاق عملية سلام جديدة.
وحتى الآن، تتمسك حركة فتح بتشكيل حكومة وحدة قبل أي شيء، لكن «حماس» تريد انتخابات شاملة، بما في ذلك «منظمة التحرير»، وهي قضية ستحاول الجزائر التغلب عليها عبر ترتيبات زمنية متفق عليها.
الفصائل الفلسطينية تحط في الجزائر من أجل «الحوار الوطني»
الفصائل الفلسطينية تحط في الجزائر من أجل «الحوار الوطني»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة