أبو مرزوق ينأى بـ«حماس» عن تصريحات السنوار

بعد إعلان رئيس الحركة في غزة أنها جزء من «محور القدس»

TT

أبو مرزوق ينأى بـ«حماس» عن تصريحات السنوار

قال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، إن حركته ليست جزءاً من أي محور سياسي أو عسكري في المنطقة، بغض النظر عن الاسم والعنوان، في تصريح يناقض فيه تصريحات رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار التي قال فيها إن حركته جزء مهم من المحور الذي تقوده إيران في سوريا ولبنان واليمن.
وجاء في تغريدة لأبو مرزوق على حسابه على «تويتر»: «نحن حركة مقاومة إسلامية، ونسعى لعلاقات مع كل القوى الحية في المنطقة والعالم، وليس لنا عداء مع أي مكون، سوى العدو الصهيوني».
وأضاف مسؤول مكتب العلاقات الدولية في المكتب السياسي لحركة «حماس»: «نشكر كل من يقف معنا مساعداً ومعيناً، وليس هناك من علاقة مع أي طرف على حساب طرف آخر».
وجاءت تغريدة أبو مرزوق بعد انتقادات حادة من قبل شخصيات دينية سنية ومعارضين سوريين، وُجهت لحركته وقيادات فيها، بينهم السنوار، بعد أن أشاد الجمعة الماضي بإيران وسوريا، مؤكداً قطع شوط كبير في بناء ما سماه «محور القدس».
وكان السنوار قد ألقى خطاباً بمناسبة «يوم القدس العالمي»، قال فيه إن الفضل في بناء المقاومة يعود «لدعم الجمهورية الإسلامية في إيران، وإسناد سوريا الأسد، وتطوير علاقتنا بـ(حزب الله)». مضيفاً أن «الاعتماد، من بعد هؤلاء، هو على قوى الدعم في الضفة وفلسطين، ونقاط الحشد والارتكاز في سوريا ولبنان واليمن».
وشدد السنوار على أنه تم قطع «شوط كبير في مسيرة بناء محور القدس». ودعم في خطابه عودة سوريا للجامعة العربية، والمسارعة لبناء وترميم ما دمرته الحرب فيها، قائلاً إنها «إحدى ساحات الحشد والارتكاز وجند الشام»، كما تحدث عن ضرورة تطوير «ساحة جند في اليمن وجند في العراق».
وعزز خطاب السنوار تقارير إسرائيلية وغربية عن تنسيق مسؤول إيراني كبير إطلاق صواريخ مع «حزب الله» وحركة «حماس» على إسرائيل من لبنان وسوريا، الأسبوع الماضي.
وتقول إسرائيل إن «حماس» عززت وجودها في جنوب لبنان بغطاء ودعم وتنسيق مع «حزب الله» اللبناني، في محاولة لخلق معادلة جديدة، تقوم على مواجهة في جبهات متعددة.
خطاب السنوار الذي يعكس عودة «حماس» إلى المحور الإيراني، وتغريدة أبو مرزوق التي تنأى بالحركة عن أي محور، تعكس جدلاً داخلياً في الحركة منذ سنوات، حول العلاقة مع إيران وكذلك مع سوريا.
وكانت «حماس» جزءاً من «محور إيران» قبل أن تغادر سوريا بداية عام 2012، بعد نحو عام على انطلاق النزاع في سوريا، عندما أخذت موقفاً مناهضاً للرئيس السوري بشار الأسد، قبل أن ينجح «حزب الله» اللبناني في مد جسور بين الطرفين.
ومرت العلاقة بين «حماس» وإيران خلال السنوات القليلة الماضية بمد وجزر، قبل أن تستعيد الحركة علاقتها بطهران، عبر عدة لقاءات، ثم بزيارات رفيعة لإيران، لتستعيد جزئياً علاقتها بسوريا، بعدما أعلنت الحركة طي صفحة الماضي وقام وفد منها بزيارة دمشق.
قرار استئناف العلاقة مع سوريا اتُّخذ قبل نحو عام ونصف، في ضوء تغييرات كثيرة، من بينها التغيير في قيادة «حماس»، مع صعود وسيطرة الجناح المتشدد القريب من سوريا وإيران في الدورتين الأخيرتين، الذي يؤمن بأهمية العلاقة مع إيران، وفي ظل التخلص من الحرج الذي كانت تشعر به الحركة بسبب اعتبارها جزءاً من «الإخوان المسلمين» الذين هم في صراع مع نظام الحكم في سوريا، وبسبب تغييرات في المعادلة في سوريا والعلاقة العربية معها، وبالنسبة إلى «حماس» في الإقليم كذلك.
هذا وتسعى «حماس» لتعزيز علاقتها أكثر بدمشق في هذا الوقت.


مقالات ذات صلة

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي استمرار القتل في المجتمع العربي... وأم الفحم تتهم الأمن الإسرائيلي بالتقصير

استمرار القتل في المجتمع العربي... وأم الفحم تتهم الأمن الإسرائيلي بالتقصير

اتهمت بلدية أم الفحم في إسرائيل الأجهزة المكلفة تطبيق القانون، التي يقف على رأسها وزير الأمن إيتمار بن غفير، بالتقصير في محاربة جرائم القتل، وموجة العنف التي تعصف بالمجتمع العربي، واعتبرت أن هذا التقصير هو السبب الرئيسي في استمرار وتفاقم الجريمة. وجاء بيان البلدية بعد مقتل الشاب مهدي حريري البالغ من العمر 19 عاما من سكان أم الفحم، بإطلاق النار عليه على طريق بالقرب من (الطبية)، وهو الحادث الذي أصيب فيه كذلك شاب عشريني من سكان برطعة بجروح بين طفيفة ومتوسطة، وفي ضوء تحريض علني من صحيفة «الصوت اليهودي» التابعة لحزب «القوة اليهودية» الذي يتزعمه بن غفير، على أبناء أم الفحم في قضية الجريمة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي محمد بن سلمان ومحمود عباس يستعرضان مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية

محمد بن سلمان ومحمود عباس يستعرضان مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية

اجتمع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في جدة اليوم، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وجرى خلال الاجتماع استعراض مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والتأكيد على مواصلة الجهود المبذولة بما يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
المشرق العربي عباس: الأمم المتحدة ستحيي ذكرى النكبة «لأول مرة» في مايو المقبل

عباس: الأمم المتحدة ستحيي ذكرى النكبة «لأول مرة» في مايو المقبل

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الأمم المتحدة ستحيي الذكرى 75 لنكبة الشعب الفلسطيني لأول مرة، في 15 مايو (أيار) المقبل. كلام عباس جاء خلال إفطار رمضاني أقامه في مقر الرئاسة بمدينة رام الله (وسط)، مساء السبت، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية «وفا». وشارك في الإفطار قادة ومسؤولون فلسطينيون، ورجال دين مسلمون ومسيحيون، وعدد من السفراء والقناصل، وعائلات شهداء وأسرى وجرحى. وبحسب «وفا»، طالب عباس «الفلسطينيين في كل مكان بإحياء الذكرى 75 للنكبة، لأنه لأول مرة، لا يتنكرون (الأمم المتحدة) فيها لنكبتنا».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي ربع مليون فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى

ربع مليون فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى

أدى ربع مليون فلسطيني صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى، حسبما أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وفقاً لوكالة الصحافة الألمانية. وقالت دائرة أوقاف القدس، في بيان، إن «250 ألف مصلٍّ أدوا صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى رغم تضييق الاحتلال الإسرائيلي على المصلّين، ومحاولته إعاقة وصولهم للمسجد». ونشرت الشرطة الإسرائيلية قبل وبعد صلاة الجمعة تعزيزات عسكرية في البلدة القديمة، وشددت إجراءاتها على دخول المصلّين إلى المسجد الأقصى، بحسب مصادر فلسطينية. وشهدت البلدة القديمة من القدس فجر (الجمعة) مواجهات بين المصلّين والشرطة الإسرائيلية، خصوصاً في منطقة باب حطة، بعد منع آلاف المصلين من الدخول إل

«الشرق الأوسط» (رام الله)

«قسد» تنفي تحشيد العمليات العسكرية نحو مناطق سيطرتها

تصاعد الدخان قرب سد تشرين بمحيط منبج شرق محافظة حلب 11 يناير وسط المعارك بين قسد والفصائل المدعومة من تركيا (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان قرب سد تشرين بمحيط منبج شرق محافظة حلب 11 يناير وسط المعارك بين قسد والفصائل المدعومة من تركيا (أ.ف.ب)
TT

«قسد» تنفي تحشيد العمليات العسكرية نحو مناطق سيطرتها

تصاعد الدخان قرب سد تشرين بمحيط منبج شرق محافظة حلب 11 يناير وسط المعارك بين قسد والفصائل المدعومة من تركيا (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان قرب سد تشرين بمحيط منبج شرق محافظة حلب 11 يناير وسط المعارك بين قسد والفصائل المدعومة من تركيا (أ.ف.ب)

نفى مصدر كردي بارز صحة الأنباء المتداولة عن تحشيد إدارة العمليات العسكرية السورية نحو مناطق سيطرة «قسد» شمال شرقي البلاد.

وقال مدير المركز الإعلامي لقوات «قسد»، خلال اتصال هاتفي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش التركي وفصائل مسلَّحة موالية له قصفا بالمدفعية الثقيلة محيط سد تشرين، صباح اليوم الأحد، تلة (خربة الزمالة) في ريف سد تشرين، ومن ثم بدأ الهجوم البري على التلة، فتصدَّى لهم مقاتلونا وأوقعوا عدداً من القتلى والجرحى، في حين لاذ البقية بالفرار».

وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين فصائل الجيش السوري الموالية لأنقرة، وقوات «قسد» على محاور شرق محافظة حلب، في الوقت الذي كثّفت فيه تركيا ضرباتها الجوية على مدينة عين العرب (كوباني). واشتبكت «قسد» مع مجموعات الجيش الوطني السوري في مدينة دير حافر وسد تشرين والسكوية، حيث دمَّرت مستودعاً للأسلحة، ومنعت تقدمهم بعد تدمير عشرات الآليات والعربات العسكرية، وفق المصادر الكردية.

وأشار مدير المركز الإعلامي لـ«قسد» إلى أن هجوم الفصائل صُدّ بمقاومة كبيرة من القوات، و«تأكدنا من مقتل 3 من عناصرها، في حين جُرح آخرون، والاشتباكات مستمرة حتى الآن».

مقاتل من فصيل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا داخل منزل قرب سد تشرين بمحيط منبج شرق محافظة حلب الشمالية 10 يناير (أ.ف.ب)

ولأكثر من شهر؛ تُنفذ تركيا والفصائل التي تدعمها؛ وتطلق على نفسها اسم فصائل «فجر الحرية»، هجمات مكثفة على المناطق التي تسيطر عليها قوات «قسد»، بالقرب من مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، بما في ذلك سد تشرين وجسر قره قوزاق.

وأعلنت عائلة الفنان الكردي المعروف جمعة خليل إبراهيم، المعروف بلقبه الفني «أبو طيار»، وفاته، اليوم الأحد، متأثراً بجراحه التي أصيب بها، السبت؛ جراء استهداف الطيران التركي قافلة من المتظاهرين المدنيين قرب سد تشرين.

وأعلنت الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا، اليوم الأحد، مقتل 5 أشخاص، وإصابة 15 آخرين، في استهداف تركي على تجمُّع مدني من الأهالي الذين ذهبوا وشاركوا في تظاهرات بسد تشرين لمساندة أبنائهم الذين يقاومون هجمات فصائل الجيش السوري، بينهم منيجة حاجو حيدر، عضو المجلس العام لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الذي يقود هذه الإدارة في سد تشرين.

جنازة عناصر من «قسد» قُتلوا في معارك مدينة منبج الشمالية بسوريا بالقامشلي 2 يناير 2025 (أ.ف.ب)

في شأن متصل، كشف مصدر كردي بارز عن وصول السفير الأمريكي روبرت فورد إلى مدينة الحسكة، قادماً من العاصمة دمشق، بعد لقائه قادة الإدارة السورية الجديدة. ونقل المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن فورد نقل مطالب دمشق إلى قادة قوات «قسد» ومسؤولي الإدارة الذاتية، وأن قائد «قسد» مظلوم عبدي شدد، خلال لقائه، على أن قواته لم تقرِّر تسليم السلاح ولا حلَّ نفسها، وتريد الانخراط في جيش سوريا المستقبل، وأن أي طريق غير التفاوض في مسألة دمج القوات بوزارة الدفاع سيؤدي إلى مشاكل كبيرة، وفق المصدر.

مقاتل من الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا يطلق النار قرب سد تشرين بمحيط منبج شرق محافظة حلب الشمالية 10 يناير وسط المعارك مع «قسد» (أ.ف.ب)

ونفى المصدر الأنباء الواردة، التي تفيد بتحركات إدارة العمليات العسكرية السورية نحو مناطق سيطرة قوات «قسد»، في ريفيْ محافظتيْ حلب والرقة. وقال: «نتائج اجتماع القائد أحمد الشرع بالفصائل المسلحة لا تعنينا، وقيادة (قسد) اقترحت لوسطاء تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لدراسة موضوع دمج القوات، وأنهم ضد وجود جيشين في سوريا».

وكان وفد رفيع من قوات «قسد» التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري وتدعمها واشنطن في حربها ضد تنظيم «داعش»، قد التقى قائد الإدارة الجديدة في دمشق أحمد الشرع، في 30 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، في أول محادثات بين الطرفين منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد، في وقت سابق من الشهر نفسه.

وتعرَّض المقاتلون الأكراد لهجمات شنّتها فصائل مسلَّحة موالية لأنقرة في شمال سوريا، وأدت الى انسحابهم من مناطق عدة، بينها مدينتا تل رفعت ومنبج. وتدور اشتباكات عنيفة في محور سد تشرين، وشدد المصدر نفسه على أن العلاقة بين مناطق الإدارة الذاتية مع الإدارة السورية الجديدة «تحددها الأفعال لا الأقوال».