بايدن يقيد غارات المسيرات في عمليات مكافحة الإرهاب

بغرض الحد من الخسائر في صفوف المدنيين

إحدى شركات تصنيع المسيرات في ولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)
إحدى شركات تصنيع المسيرات في ولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)
TT

بايدن يقيد غارات المسيرات في عمليات مكافحة الإرهاب

إحدى شركات تصنيع المسيرات في ولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)
إحدى شركات تصنيع المسيرات في ولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)

وقع الرئيس الأميركي جو بايدن، على أمر تنفيذي «سري»، يشدد من شروط تنفيذ ضربات بالطائرات المسيرة والغارات التي تشنها وحدات خاصة، في عمليات مكافحة الإرهاب خارج مناطق القتال التقليدية. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين، أن البيت الأبيض، أرسل الجمعة مذكرة إلى وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إيه) ووزارة الدفاع (البنتاغون)، التي تتضمن شروط تنفيذ العمليات المستقبلية، بما يحد من الضربات في الصومال واليمن وأفغانستان وغيرها من المناطق، التي لا تعد مناطق حرب تقليدية، مستثنياً الضربات التي تنفذ في العراق وسوريا. ويقيد القرار تنفيذ غارات جوية بالطائرات المسيرة، على أهداف مصنفة «إرهابية»، بالحصول على موافقة الرئيس، وعلى رئيس بعثة وزارة الخارجية في الدولة المعنية.
ويهدف هذا التقييد إلى الحد من الخسائر «الجانبية»، وخصوصاً في صفوف المدنيين، بعدما جرى تخفيف شروط تنفيذ تلك الضربات خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب. وأدت بعض الغارات التي نفذت بطائرات مسيرة على سبيل المثال، في سوريا عام 2019 على بلدة الباغوز، إلى مقتل 80 مدنياً. وأثارت موجة غضب عارمة، بعدما تبين أن خلية قتالية عسكرية سرية، من الوحدات الخاصة الأميركية، هي المسؤولة عنها، وخالفت العديد من القوانين والضوابط في تنفيذها.
ويضفي الأمر الجديد، الطابع الرسمي على القيود المؤقتة التي فرضتها إدارة بايدن بعيد تسلمه الرئاسة، على هجمات الطائرات المسيرة، في عمليات مكافحة الإرهاب، بعدما كانت حلاً مؤقتاً لتقليل المخاطر على المدنيين، بانتظار انتهاء مراجعة سياسة مكافحة الاهاب، التي طلبتها من البنتاغون و«سي أي إيه» الموروثة عن إدارة ترمب. وتدعو السياسة الجديدة، إلى اتخاذ شروط وقرارات دقيقة، مبنية على معلومات مؤكدة من العديد من الجهات المعنية، وتفادي الضربات التي يمكن أن تؤدي إلى إصابة مدنيين، وتوجيهها نحو أهداف تشكل «تهديداً مستمراً» للولايات المتحدة.
وقالت مستشارة الأمن الداخلي في البيت الأبيض، ليز راندال، التي قادت مراجعة القواعد السابقة خلال السنتين الماضيتين، إن السياسة الجديدة، تؤكد على أن «عمليات مكافحة الإرهاب التي تقوم بها القوات الأميركية، يجب أن تفي بأعلى معايير الدقة والصرامة، بما في ذلك تحديد الأهداف المناسبة وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، والحفاظ على رشاقتها في حماية الأميركيين ضد تطور التحديات الإرهابية العالمية».
وتشمل السياسة الجديدة الضربات التي تستهدف المناطق التي تخضع لـ«نظام حكم سيء وينشط فيها الإرهابيون»، لكن لا تعتبرها الولايات المتحدة «مناطق أعمال عدائية نشطة». لكنها تستثني العراق وسوريا، حيث تواصل الولايات المتحدة مع حلفائها مقاتلة تنظيم «داعش»، وتعتبر أن البلدين هما مناطق حرب، حيث سيواصل القادة العسكريون الاحتفاظ بالقدرة على اتخاذ قرارات ميدانية مباشرة في تنفيذ ضربات أو غارات جوية. وفيما تسمح السياسة الجديدة بطلب إذن الرئيس ببعض الضربات في ظروف استثنائية، غير أنها لا تطلب الحصول على موافقته، في الهجمات التي تنفذ دفاعاً عن النفس.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يعهد للرئيس التنفيذي لشركته «تروث سوشيال» بقيادة المجلس الاستشاري للاستخبارات

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)
TT

ترمب يعهد للرئيس التنفيذي لشركته «تروث سوشيال» بقيادة المجلس الاستشاري للاستخبارات

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

عيّن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، اليوم (السبت)، حليفه ديفين نونيز، وهو مشرّع أميركي سابق يدير الآن منصة ترمب للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، رئيساً للمجلس الاستشاري للاستخبارات التابع للرئيس.

وقال ترمب في منشور على المنصة إن نونيز، المدافع منذ فترة طويلة عن ترمب، الذي قاد لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي خلال جزء من فترة ولاية ترمب الأولى في البيت الأبيض، سيظل الرئيس التنفيذي لـ«تروث سوشيال» أثناء عمله في اللجنة الاستشارية.

وبصفته رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، زعم نونيز أن مكتب التحقيقات الفيدرالي تآمر ضد ترمب أثناء تحقيقه في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 التي هزم فيها ترمب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وقال ترمب: «سيعتمد نونيز على خبرته بصفته رئيساً سابقاً للجنة الاستخبارات بمجلس النواب، لتزويدي بتقييمات مستقلة حول مدى فعالية وملاءمة أنشطة مجتمع الاستخبارات الأميركي».

ديفين نونيز (شبكة «سي إن إن» الأميركية)

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، فالمجلس الاستشاري للاستخبارات الرئاسية هو لجنة تابعة للبيت الأبيض تقدم للرئيس الأميركي تقييمات «مستقلة» لفعالية وكالات الاستخبارات وتخطيطها.