واشنطن تفرض قيوداً على تصدير تكنولوجيا إلى الصين

تستخدم أشباه الموصلات في كثير من الصناعات المدنية والعسكرية (إ.ب.أ)
تستخدم أشباه الموصلات في كثير من الصناعات المدنية والعسكرية (إ.ب.أ)
TT

واشنطن تفرض قيوداً على تصدير تكنولوجيا إلى الصين

تستخدم أشباه الموصلات في كثير من الصناعات المدنية والعسكرية (إ.ب.أ)
تستخدم أشباه الموصلات في كثير من الصناعات المدنية والعسكرية (إ.ب.أ)

فرضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة، قيوداً جديدة على بيع وتصدير تكنولوجيا أشباه الموصلات إلى الصين، في خطوة بدا أنها مصممة لشل قدرتها على الوصول إلى التقنيات الحيوية الضرورية في إنتاج كل شيء، من الحوسبة الفائقة إلى صناعة الأسلحة والصواريخ. وأعلنت وزارة التجارة الأميركية أن الخطوة تهدف إلى حماية الأمن القومي الأميركي ومصالح السياسة الخارجية.
وقالت ثيا دي روزمان كيندلر، مساعدة وزير التجارة لإدارة التصدير، إن هذه القيود «ترسل أيضاً رسالة واضحة مفادها أن القيادة التكنولوجية للولايات المتحدة تدور حول القيم وكذلك الابتكار». وأضافت أن الصين ضخت الموارد في قدرات الحوسبة الفائقة والذكاء الصناعي التي كانت تستخدمها لمراقبة مواطنيها وتغذية التحديث العسكري. وعدت القيود الجديدة، أحدث إشارة وأوضحها حتى الآن، على أن «المنافسة» الجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم، تدور بشكل خاص في ميدان التكنولوجيا، حيث تسعى واشنطن إلى إعادة تشديد قبضتها على عناصر قوتها الاقتصادية والتكنولوجية، بعد عقود من سياسة اليد الممدودة للشركات الصينية، والاعتماد على الصين كمصنع رئيسي لمنتجاتها التقنية.
وتحاول الولايات المتحدة، فرض قبضتها على قطاع التكنولوجيا المتقدمة، من أجل إبطاء تقدم البرامج العسكرية الصينية، التي تستخدم الحوسبة الفائقة لنمذجة الانفجارات النووية، وتوجيه الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وإنشاء شبكات متقدمة لمراقبة المعارضين والأقليات، من بين أنشطة أخرى، بحسب وزارة التجارة.
وتفرض القيود الجديدة أوسع ضوابط على الصادرات خلال عقد من الزمن، على غرار القيود التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، ضد شركة «هواوي» الصينية، أكبر صانع لمعدات الاتصالات في العالم. لكنها تشمل نطاقاً أوسع لأنها تؤثر على عشرات الشركات الصينية. ويرى خبراء أن القيود الجديدة، على النقيض من نهج إدارة ترمب، الذي وصف بأنه عدواني وغير محدد، تبدو أنها تضع سياسة أكثر شمولاً، من شأنها أن توقف الصادرات التكنولوجية إلى مجموعة من شركات التكنولوجيا الصينية وتقطع قدرة الصين الناشئة على إنتاج رقائق متقدمة بنفسها.
وبحسب القيود الجديدة، لن يُسمح للشركات الأميركية بعد الآن، بتزويد الصين بشرائح الحوسبة المتقدمة ومعدات صنع الرقائق وغيرها من المنتجات، ما لم تحصل على ترخيص خاص. ويتوقع أن يتم رفض معظم هذه التراخيص، لكن سيجري التعامل مع بعض الشحنات إلى منشآت تديرها شركات أميركية أو دول حليفة، وتقييمها على أساس كل حالة على حدة، بحسب مسؤول أميركي. كما تحد من صادرات الرقائق المتطورة، التي تسمى وحدات المعالجة الرسومية التي تُستخدم لتشغيل تطبيقات الذكاء الصناعي، وتضع قيوداً واسعة على الرقائق المخصصة لأجهزة الكومبيوتر العملاقة في الصين. كما فرضت عدة قيود دولية واسعة، تسمى قواعد المنتجات الأجنبية المباشرة، لمنع الشركات العاملة في أي مكان في العالم من بيع الرقائق المستخدمة في الذكاء الصناعي والحوسبة الفائقة إلى الصين، إذا تم تصنيعها باستخدام التكنولوجيا أو البرامج أو الآلات الأميركية. وتحظر إرسال مجموعة أكبر من المنتجات المصنوعة خارج الولايات المتحدة باستخدام التكنولوجيا الأميركية إلى 28 شركة صينية مدرجة في «قائمة الكيانات» بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.


مقالات ذات صلة

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

الولايات المتحدة​ بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

في تحول كبير نحو تعزيز العلاقات الأميركية - الفلبينية، يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، في البيت الأبيض مساء الاثنين، في بداية أسبوع من اللقاءات رفيعة المستوى، تمثل تحولاً في العلاقة بين البلدين التي ظلت في حالة من الجمود لفترة طويلة. زيارة ماركوس لواشنطن التي تمتد 4 أيام، هي الأولى لرئيس فلبيني منذ أكثر من 10 سنوات.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
الاقتصاد الشركات الأميركية في الصين  تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

الشركات الأميركية في الصين تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

تخشى الشركات الأميركية في الصين بشكل متزايد من مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين، وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها غرفة التجارة الأميركية في الصين. وأعرب 87 في المائة من المشاركين في الدراسة عن تشاؤمهم بشأن توقعات العلاقة بين أكبر الاقتصادات في العالم، مقارنة بنسبة 73 في المائة في استطلاع ثقة الأعمال الأخير. ويفكر ما يقرب من ربع هؤلاء الأشخاص، أو بدأوا بالفعل، في نقل سلاسل التوريد الخاصة بهم إلى دول أخرى.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

من المتوقع أن يبحث قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في قمتهم المقررة باليابان الشهر المقبل، الاتفاق على تحديد رد على التنمر الاقتصادي من جانب الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

انتقدت بكين الجمعة، عزم واشنطن فرض قيود جديدة على استثمارات الشركات الأميركية في نظيرتها الصينية، معتبرة أن خطوة كهذه هي أقرب ما يكون إلى «إكراه اقتصادي فاضح وتنمّر تكنولوجي». وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، برنامجاً لتقييد استثمارات خارجية أميركية، بما يشمل بعض التقنيات الحسّاسة التي قد تكون لها آثار على الأمن القومي. وتعاني طموحات الصين التكنولوجية أساساً من قيود تفرضها الولايات المتحدة ودول حليفة لها، ما دفع السلطات الصينية إلى إيلاء أهمية للجهود الرامية للاستغناء عن الاستيراد في قطاعات محورية مثل أشباه الموصلات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين، إن «الولايات المتحد

«الشرق الأوسط» (بكين)

برنامجا ذكاء اصطناعي من «غوغل» يحلان مسائل في الأولمبياد الدولي للرياضيات

شعار «غوغل» في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 17 نوفمبر 2021 (رويترز)
شعار «غوغل» في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 17 نوفمبر 2021 (رويترز)
TT

برنامجا ذكاء اصطناعي من «غوغل» يحلان مسائل في الأولمبياد الدولي للرياضيات

شعار «غوغل» في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 17 نوفمبر 2021 (رويترز)
شعار «غوغل» في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 17 نوفمبر 2021 (رويترز)

تمكّن برنامجا ذكاء اصطناعي من مختبر «غوغل ديب مايند» للأبحاث التابع لمجموعة «غوغل» من حلّ عدد من مسائل الأولمبياد الدولي للرياضيات 2024، على ما أعلن المختبر، الخميس، مع أن الأنظمة المماثلة لم تثبت بعد فاعليتها فيما يتعلق بالتفكير المنطقي، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتولى نموذجا «ألفا بروف (AlphaProof)» و«ألفا جيومتري 2 (AlphaGeometry 2)» حلّ 4 من المسائل الـ6 التي تضمنتها هذه السنة هذه المسابقة الدولية المخصصة لتلاميذ المدارس الثانوية، ووصلا إلى مستوى الفائز بالميدالية الفضية، محقِّقَين سابقة، بحسب «غوغل».

وفي التفاصيل أن «ألفا بروف» حلّ مسألتين جبريتين ومسألة حسابية واحدة، بينما تولى «ألفا جيومتري 2» حل مسألة هندسية واحدة.

وأقيمت الدورة الخامسة والستون من الأولمبياد الدولي للرياضيات في المملكة المتحدة في الفترة من 11 إلى 22 يوليو (تموز).

وتضم هذه المسابقة التي تقام منذ عام 1959 تلاميذ المدارس الثانوية (وأحياناً عدداً قليلاً من طلاب الجامعات) يجري اختيارهم من نحو مائة دولة.

وسبق أن نجحت النسخة الأولى من «ألفا جيومتري» في حل 25 مسألة هندسية في الدورات السابقة من الأولمبياد من إجمالي 30 مسألة، وفق ما ذكرت مجلة «نيتشر» العلمية في يناير (كانون الثاني).

ورأت «غوغل»، في بيان، أن «هذه النتائج تفتح آفاقاً جديدة في مجال التفكير الرياضي وتقترح مستقبلاً يتعاون فيه علماء الرياضيات والذكاء الاصطناعي لحل المسائل المعقدة».

وتواجه النماذج اللغوية الكبيرة، وهي المنتجات الرئيسية للذكاء الاصطناعي، صعوبة كبيرة في التفكير عند تقديم اختبارات منطق إليها، بحسب دراسة نُشرت في يونيو (حزيران) في مجلة «أوبن ساينس» التابعة لمؤسسة «رويال سوساييتي» البريطانية.

ولاحظت هذه الدراسة أن برنامجَي «تشات جي بي تي 3.5» و«تشات جي بي تي 4» من «أوبن إيه آي»، و«بارد» من «غوغل» و«كلود 2» من «أنثروبيك» وثلاث نسخ من برنامج «لاما» من «ميتا»، استجابت بطرق متفاوتة واستندت إلى تفكير غير منطقي في كثير من الأحيان.