تسريحات الشعر... عندما تكون السبب في تساقطه

نصائح طبية لتفادي الأضرار

تسريحات الشعر... عندما تكون السبب في تساقطه
TT

تسريحات الشعر... عندما تكون السبب في تساقطه

تسريحات الشعر... عندما تكون السبب في تساقطه

تحت عنوان «تسريحات تصفيف الشعر دون تلف» تفيد جمعية الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية (AADA) قائلة: «يمكن أن تتسبب طريقة تصفيف شعركِ في جعله يبدو هشاً ومتطايراً وباهتاً، أو حتى يتساقط. وإذا كنت تعانين تساقط الشعر، فليس من السابق لأوانه زيارة طبيب أمراض جلدية. ويصاب الناس بتساقط الشعر لأسباب عديدة، وقد تكون تسريحة شعركِ هي السبب. ومن الممكن أيضاً أن يكون لتساقط الشعر سبب آخر، مثل الإجهاد أو تساقط الشعر الوراثي. اتبعي النصائح من أطباء الأمراض الجلدية؛ للمساعدة في تصفيف شعرك دون التسبب في تلفه».

- تسريحات تساقط الشعر
وتحت عنوان «تسريحات الشعر التي يمكن أن تؤدي إلى تساقطه» توضح جمعية الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية قائلة: «إذا كنت تسرحين شعرك مشدوداً إلى الخلف كثيراً، فقد يؤدي الشد المستمر في النهاية إلى تساقط الشعر. ومن خلال إجراء بعض التغييرات، يمكنك الحفاظ على أسلوبك في التصفيف دون أن تفقدي شعرك». وتضيف: «وفي الواقع، هناك مصطلح طبي لهذا النوع من تساقط الشعر، يطلق عليه ثعلبة الشد (Traction Alopecia)».
ومصطلح «ثعلبة» طبياً يُقصد به تساقط الشعر الكلي أو الجزئي من مناطق في الجسم، ينمو الشعر فيها عادة بشكل طبيعي.
وتفيد الأكاديمية الأميركية قائلة: «يمكن أن يبدو شكل تسريحة ذيل الحصان Ponytail أنيقاً، أو تسريحة جدائل صفوف الذرة Cornrows، أو قد يبدو رائعاً السحب بإحكام للشعر إلى الخلف Tightly Pulled Updo، ولكن يمكن لأي شخص بتسريحة شعر مشدودة بشدة، أن يصاب بتساقط الشعر». وذكرت 4 طرق لتسريحات الشعر تتطلب تنبهاً، لمنع تسببها بتساقط الشعر، وهي:
1- تسريحات الشعر التي تشده بشدة إلى الخلف Hair Traction Styles.
2- تركيب نسيج الشعر Hair Weave.
3- تثبيت وصلات الشعر Hair Extensions.
4- استخدام بكرات الشعر Hair Rollers.
وتسريحات الشعر التي تسحب الشعر إلى الخلف باستمرار، تشمل تسريحة «الكعكة (Bun Hairstyle)»، وفيها يتم سحب الشعر عن الوجه إلى الخلف بشدة، ثم لفّه في شكل دائري حول نفسه على هيئة كعكة، وعادة ما تكون في أعلى الرأس أو مؤخرة الرأس أو فوق الرقبة مباشرة. وكذلك ربطه على شكل ذيل الحصان، أو تسريحة Up-Dos، ونفس الشيء في نوع Man Bun للرجال.
وفي تسريحة «ضفائر صفوف الذرة (Cornrows)»، تُصنع ضفائر صغير على طول الشعر، وتشمل الضفائر تلك جميع شعر فروة الرأس.
وقريب منها «تسريحة الحبال (Dreadlocks)»، التي هي إحدى تسريحات الشعر المعقدة والشائعة، حيث يتم لف الشعر إلى خصلات طويلة متشابكة تشبه الحبال، وذلك إما عن طريق قفل الشعر Locking أو تجديله Braiding .
وتقول جمعية الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية: «مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي الشد المستمر إلى تلف بصيلات الشعر. وإذا ألحقتِ الضرر ببصيلات شعركِ، فلن يتمكن شعرك من النمو مرة أخرى، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل دائم». وتُضيف: «تجنبي تسريحات الشعر التي تشد شعرك. وإذا كنت تسرحين شعرك مشدوداً بإحكام، فقد تكون أول علامة على تساقط الشعر هي تكسر الشعر أو ترقق الشعر حول خط الشعر Hair Line، فيما بين الجبهة وفروة الرأس». وتنصح قائلة: «قومي بفك تصفيفة الشعر قليلاً عندما تسرحين شعرك بشكل مشدود إلى الوراء».

- تراكيب ووصلات وبكرات
ونسيج الشعر Hair Weave الذي يتم تركيبه، هو شعر بشري أو صناعي يستخدم للتكامل مع الشعر الطبيعي، كوسيلة لإطالة الشعر. ولتركيبه، تتم حياكة خصلة نسيج الشعر على الشعر الطبيعي وهو مُضفّر بإحكام على فروة الرأس، ودون استخدام أي مادة كيميائية أو غراء أو أي شيء، ثم تصفيفها على أي تسريحة مرغوبة. لذلك، إذا كانت الضفائر ضيقة جداً، يمكن أن يتسبب تثبيت نسيج الشعر عليها، في صداع أو وجع في فروة الرأس. كما يمكن أن يحدث تساقط الشعر بسبب ارتداء تسريحات نسيج الشعر في مناطق محددة لفترة طويلة من الزمن، نتيجة الضغط المستمر على الجذور. وهو أحد أسباب نوع «ثعلبة الشد» لتساقط الشعر.
اما وصلات الشعر Hair Extensions، فتختلف عن تركيب «نسيج الشعر». ووصلات الشعر هي خصلات من الشعر البشري الطبيعي، التي يتم تثبيتها عبر تشبيكها، أو لصقها، أو حياكتها، على الشعر الطبيعي، أي دمج شعر بشري إضافي على الشعر الطبيعي. وبالتالي يمكن لوصلات الشعر أن يتم فردها وتجعيدها وتجفيفها وتلوينها. ولأنها مصنوعة من الشعر الطبيعي الخام، فإن جميع طبقات بشرة الشعر فيها سليمة، وتعمل في اتجاه واحد. ومعلوم أن طبقة بشرة الشعر Hair Cuticle، مكونة من خلايا ميتة متداخلة في طبقات، لتحمي جذع الشعرة (الجزء الداخلي للشعرة). وفيها يتواجد لون صبغة الشعرة.
وفروة الرأس، وإن كانت شديدة المرونة ويمكن أن تتحمل كثيراً من الشعر، لكن الأمر يستغرق عدة أشهر حتى تتكيف مع الوزن الإضافي لخصلات وصلات الشعر. وعندما تضيف المرأة كثيراً من الشعر فجأة، فإنه يسحب فروة الرأس، مما يسبب تلفاً للشعر الطبيعي وتهيجاً في جلد فروة الرأس. ويمكن أن يتسبب الصمغ المُستخدم في مزيد من الضرر بشعر المرأة. ما قد يتسبب كله في نهاية الأمر في تساقط الشعر.
وتُستخدم بكرات الشعر Hair Rollers لتصفيف الشعر، عن طريق ثني خصلات من الشعر، لإنتاج تجعيدات فيه. وهي مرغوبة بشدة في كثير من تسريحات الشعر. وهناك أنواع مختلفة من البكرات، ولكن من أشهرها أربعة أنواع.
و«بكرات الحرارة» مرغوبة بشكل كبير، بسبب نتيجتها السريعة والممتدة إلى حد ما. ويتم فيها تسخين البكرات، لتعمل على تجعيد الشعر وتثبيته في مكانه، ثم تُزال بعد أن تبرد. وفي «البكرات الإسفنجية» يُقسّم الشعر إلى خصلات صغيرة، ثم يبلل قليلاً، وبعدها يتم لفه على بكرات رغوة الإسفنج. وفي «بكرات الشعر بالبخار»، تستخدم أجهزة تعطي حرارة على شكل بخار، لتثبيت تموجات قوية في الشعر تدوم لفترات أطول. و«بكرات الفيلكرو» بالأصل هي بكرات بلاستيكية. وتحتوي على وسادة فيلكرو (فليكرو هو مشبك من نوع الخطاف والحلزون). وتصنع هذه النوعية من البكرات تجعيداً قوياً للشعر لساعات. وقد تُستخدم فيه الحرارة.
وتقول الأكاديمية: «ارتداء البكرات معظم الوقت، وإلى وقت الفراش أيضاً، يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر. لذلك ينصح أطباء الجلد بتصفيف شعرك بهذه الطريقة فقط في المناسبات الخاصة». وبكرات الفيلكرو وغيرها من التي تُستخدم فيها الحرارة، يمكن أن تؤدي إلى ضرر بالشعر عند تكرار استخدامها بشكل مطوّل. فقط مع الاستخدام الحكيم ودرجات الحرارة المحدودة لن يتعرض الشعر للضرر، إلى جانب توخي الحذر خلال إزالة البكرات أياً كان نوعها، حيث قد يتشابك بعض الشعر بها، وقد يتساقط

- نصائح للحفاظ على صحة الشعر
تقول جمعية الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية في إرشاداتها المعنونة «تسريحات تصفيف الشعر دون تلف»: «تجنبي اتخاذ تسريحات الشعر التي تشده بشكل متواصل ومتكرر. وبين الحين والآخر، لا ضرر من شد الشعر بإحكام في أنواع من التسريحات خلال بعض المناسبات الاجتماعية أو الحفلات. ولكن يجدر بالمرأة تجنب عمل تسريحة شعر مشدودة كل يوم. لأن ذلك الشد المستمر للشعر يمكن أن يتسبب في تكسر خيوط الشعر أو ضعف ثباتها داخل بصيلة الشعر، وبالتالي تساقطه».
وتضيف أنه يمكن للمرأة تقليل احتمالات حصول هذا النوع من تساقط الشعر، بقولها: «اتبعي هذه النصائح من أطباء الأمراض الجلدية للمساعدة في تصفيف شعرك دون التسبب في تلفه. وهي:
> جففي شعرك عن طريق لفه بمنشفة بعد الاستحمام. والبديل الآخر هو ترك شعرك يجف في الهواء.
> اتركي شعرك يجف جزئياً في الهواء قبل تصفيفه أو تمشيطه. كما أن تقليل عدد المرات التي تجففي فيها بمجفف الهواء في الأسبوع، يساعد أيضاً في الحد من التلف.
> يجب على جميع الناس التعامل مع الشعر المبلل بأقل قدر ممكن. لأن الشعر المبلل يتكسر بسهولة أكبر عند تمشيطه أو تفريشه. ومع ذلك، يجب على الأشخاص ذوي الشعر المجعد بشدة، تمشيط شعرهم عندما يكون مبللاً، لتقليل فرص تكسر الشعر.
> حافظي على الحد الأدنى من التمشيط أو استخدام الفرشاة. يمكن أن يتسبب تمشيط شعرك بمعدل 100 ضربة يومياً في تقصف الأطراف.
> قللي من استخدام منتجات التصفيف (التي تدوم طويلاً). ويمكن أن يتسبب استخدام المشط لتصفيف شعرك بعد وضع المنتج، في تكسر الشعر، ويمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر بمرور الوقت.
> يجب استخدام المكاوي المسطحة على الشعر الجاف بدرجة حرارة منخفضة أو متوسطة، ليس أكثر من كل يومين. إذا كنت تستخدمين مكواة تجعيد، اتركيها في مكانها لمدة ثانية أو ثانيتين. بغض النظر عن نوع شعرك، يمكن أن تتسبب الحرارة الزائدة في تلف شعرك.
> لا تعملي الضفائر، وذيل الحصان، وضفائر صفوف الذرة، وإطالة الشعر، باستمرار، فهذه الأنماط تشد الشعر، ويمكن أن تسبب توتراً يؤدي إلى تكسره. وإذا استمر التوتر، فقد يتطور إلى تساقط الشعر بشكل دائم.
> إذا شعرت بألم في تسريحة شعرك، فهذا يعني أن التسريحة ضيقة جداً. قومي بفك تصفيفة الشعر قليلاً عندما تكون تسريحة شعرك مشدودة بشدة للخلف، خصوصاً حول خط الشعر.
> غيري تسريحات الشعر من آن لآخر، لأن ذلك يمنح شعرك فرصة للتعافي. على سبيل المثال، تسريح الشعر مضفراً يجدر أن يكون لمدة لا تزيد على شهرين إلى ثلاثة أشهر. وبعد تسريحة صفوف الذرة، قد ترغبين في عمل ضفائر فضفاضة أو الذهاب إلى الوضع الطبيعي للشعر دون ضفائر، لبضعة أشهر.
> اتبعي الاحتياطات عند تركيب نسيج الشعر أو وصلات الشعر، لمنعها من التسبب في تساقطه. ويوصي أطباء الأمراض الجلدية بوضعها لفترات قصيرة. وقومي بإزالتها على الفور إذا تسببت في ألم أو تهيج فروة رأسك، واختاري النسيج المخيط، بدلاً من منسوجات الشعر التي تستخدم غراء للتثبيت.
> تنبهي للعلامات المبكرة لتساقط الشعر، وخذي وقتاً كل شهر للبحث عن هذه العلامات المبكرة لتساقط الشعر. وهي: شعر مكسور حول جبهتك، خط شعر متراجع، بقع من تساقط الشعر حيث يتم شد شعرك بإحكام. إذا رأيت أياً مما سبق، فقد حان الوقت للتوقف عما تسبب في تساقط شعرك، حتى ينمو شعرك مرة أخرى.
> غيّري تسريحة شعرك فوراً إذا لاحظت ألماً من الشعر المشدود بإحكام، أو الشعور بشد جلد فروة الرأس، أو بوخز لاذع على فروة رأسك، أو لاحظت قشوراً على فروة رأسك؛ لأنها علامات لتسبب تسريحة شعرك بتساقط الشعر».

* استشارية في الباطنية.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام
TT

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

مؤشرات وزن الجسم

يستخدم «مؤشر كتلة الجسم» BMI الذي يحسب مقدار وزن الجسم بالكيلوغرامات، مع الأخذ بالاعتبار مقدار طول الجسم بالمتر، ليعطينا «رقماً» يفصل بين 3 حالات: الحالة الطبيعية، وزيادة الوزن، والسمنة.

ونلجأ كذلك إلى قياس «محيط الخصر» WC بعدد السنتيمترات بوصفه «رقماً» يميز وجود سمنة البطن من عدم ذلك.

في السنوات الأخيرة ازداد ظهور أمراض ذات صلة بالسلوكيات غير الصحية في نمط عيش الحياة اليومية، وعادات الأكل السيئة، وتداعيات التقدم التكنولوجي الذي يفصل الناس عن ممارسة النشاط البدني. وقد ثبت تجريبياً أن العواقب الصحية السلبية لذلك تنمو على مستوى العالم بمعدل مثير للقلق. وهي تشمل السمنة Obesity، ومرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب.

وإلى جانب ظهور «أمراض نمط الحياة» هذه، هناك انتشار زائد لمتلازمة التمثيل الغذائي Metabolic Syndrome، وهي مجموعة من الاضطرابات الأيضية في العمليات الكيميائية الحيوية التي تجري في الجسم، وترتبط بمقاومة الجسم لمفعول الإنسولين، ونشوء عمليات بطيئة ومستمرة في الالتهابات، واضطرابات الدهون في الدم (خصوصاً ارتفاع الدهون الثلاثية)، وارتفاع ضغط الدم.

«سمنة مركزية» ووزن طبيعي

ومن بين كل ذلك، تطفو السمنة البطنية (السمنة المركزية Central Obesity)، التي تتميز بزيادة كمية الأنسجة الشحمية (الشحوم الصفراء) داخل البطن، بوصفها علامة مميزة في كثير من تلك الحالات.

والسؤال الذي يتبادر للذهن: هل الأمر في شأن الأضرار الصحية مرتبط بالسمنة بوصفها حالة عامة في زيادة كتلة عموم الجسم أم أن الأمر مرتبط على وجه الخصوص بزيادة تراكم الشحوم في البطن (محيط منطقة الوسط)؟

والأدق أيضاً في طرح هذا السؤال عندما يكون لدى المرء حالة «الوزن الطبيعي مع سمنة بطنية» NWCO، أي عندما يكون وزن الجسم طبيعياً لدى الشخص بالنسبة لطوله، ولكن في الوقت نفسه لديه سمنة بطنية... هل من الممكن أن يكون هذا الشيء ضاراً ويمثل خطراً صحياً؟

والإجابة عن هذا السؤال تحتاج بداية إلى التساؤل بالأصل: هل ثمة «مشروعية طبية» لطرح مثل هذا السؤال؟

والإجابة نعم بالتأكيد، أن ثمة مشروعية طبية في طرح هذا السؤال لدواع شتى، أهمها اثنان، هما:

- الداعي الأول أن هناك أمثلة من سمنة أجزاء معينة في الجسم، ثبت أن ليس لها ضرر صحي واضح، حتى لو كان لدى الشخص ارتفاع في مقدار وزن الجسم، وارتفاع في مؤشر كتلة الجسم. وتحديداً أفادت نتائج دراسات عدة بأن سمنة شحوم الأرداف بحد ذاتها لدى النساء، ليس لها تأثير صحي ضار يوازي وجود سمنة تراكم شحوم البطن لديهن. وكذلك ثبت أن سمنة كتلة عضلات الجسم (زيادة مقدار وزن الجسم بسبب زيادة وزن كتلة العضلات فيه وليس زيادة تراكم الشحوم)، التي قد تزيد في مقدار مؤشر كتلة الجسم لتجعله ضمن نطاق السمنة، ليس لها تأثيرات سلبية مقارنة مع سمنة زيادة كتلة الشحوم في الجسم بالعموم وفي البطن على وجه الخصوص. وثبت أيضاً أن سمنة الوزن الطبيعي، مع تدني حجم كتلة العضلات، وارتفاع كتلة الشحوم Sarcopenic Obesity، لها تأثيرات ضارة لا تقل عن سمنة زيادة مؤشر كتلة الجسم.

- الداعي الآخر أن نحو 25 في المائة من البالغين ذوي الوزن الطبيعي، يُصنفون بالفعل على أن لديهم سمنة تراكم شحوم البطن، وفي الوقت نفسه يكون وزن أجسامهم طبيعياً، وفق «المجلة الطبية البريطانية BMJ» عدد 26 أبريل (نيسان) 2017. وهذه النسبة مقاربة جداً للإحصاءات الطبية في الولايات المتحدة. وفي مجتمعات أخرى ثبت أنها أعلى وفق نتائج دراسات طبية فيها. وهي نسبة مهمة بين عموم البالغين الذين قد يعتقدون أن كون مقدار وزن جسمهم طبيعياً يعني تلقائياً أنه لا ضرر متوقعاً عليهم من تراكم الشحوم في بطونهم.

دراسات سمنة البطن

والملاحظ أن الأوساط الطبية تأخرت كثيراً في الاهتمام بهذه الوضعية الصحية ومعرفة آثارها. وأيضاً تأخرت في وضع إرشادات ونصائح طبية للتعامل معها. وفي دراسة مشتركة لباحثين من جامعة آيوا، ومن كلية ألبرت آينشتاين للطب بنيويورك، ومن جامعة كاليفورنيا، ومن كلية الطب بجامعة هارفارد، ومن مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل، تم طرح الأمر في دراسة بعنوان: «ارتباط السمنة المركزية ذات الوزن الطبيعي بالوفيات بين النساء». ونشر ضمن عدد 24 يوليو (تموز) 2019 من مجلة «شبكة جاما المفتوحة» JAMA NETWORK Open، الصادرة عن «الجمعية الطبية الأميركية» AMA.

وقال فيها الباحثون: «السمنة المركزية، التي تتميز بتراكم الشحوم في منطقة البطن بشكل مرتفع نسبياً، ارتبطت بارتفاع خطر الوفاة، بغض النظر عن مقدار مؤشر كتلة الجسم. ومع ذلك، فإن الأفراد الذين لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي مع السمنة المركزية يتم إهمالهم عادة في الإرشادات الإكلينيكية. وعلاوة على ذلك لا يحظى الأفراد الذين يعانون من السمنة المركزية ذات الوزن الطبيعي باهتمام كبير في وضع استراتيجيات الحد من المخاطر، مثل تعديلات نمط الحياة والتدخلات الأخرى».

ولكن حتى بين الأفراد ذوي الوزن الطبيعي، قد يكون أولئك الذين يعانون من السمنة المركزية مُعرّضين لخطر زائد للوفاة بسبب تراكم الشحوم المفرط في البطن. وفي نتائج دراستهم التي شملت أكثر من 160 ألف امرأة أفادوا بالقول: «ارتبطت السمنة المركزية ذات الوزن الطبيعي بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة بالسرطان، مقارنة بالوزن الطبيعي دون السمنة المركزية».

عوامل خطر أيضية قلبية

ومن ثمّ بدأت تصدر دراسات طبية من مناطق مختلفة من العالم حول هذا الأمر. وعلى سبيل المثال، نذكر دراسة حديثة من الصين، وأخرى من بنما.

وفي دراسة بعنوان: «ارتباط السمنة المركزية ذات الوزن الطبيعي بارتفاع ضغط الدم»، تم نشرها العام الماضي، عدد 8 مارس (آذار) 2023 من مجلة «BMC» لاضطرابات القلب والأوعية الدموية، لباحثين من الصين، أفادوا بالقول: «السمنة المركزية ذات الوزن الطبيعي (NWCO) هي حالة أيضية تم وصفها أخيراً في عدد قليل من الدراسات. ويتم تجاهل الأفراد المصابين بها بسهولة في الرعاية الصحية الروتينية، بسبب التركيز الصارم على مؤشر كتلة الجسم».

وأضافوا: «قد يكون لدى الفرد ذي الوزن الطبيعي نسبة شحوم كبيرة في الجسم، وهو ما لا يظهر عندما يكون مقدار مؤشر كتلة الجسم طبيعياً. وتشير الأدلة الموجودة إلى أن السمنة المركزية، التي تتميز بالتراكم المرتفع نسبياً للشحوم في البطن، ترتبط ارتباطاً أقوى بعوامل الخطر الأيضية القلبية من السمنة العامة، وحتى بين الأفراد ذوي الوزن الطبيعي». وخلصوا في نتائجهم إلى القول: «ترتبط السمنة المركزية، كما هو محدد بواسطة محيط الخصر، بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى البالغين ذوي مؤشر كتلة الجسم الطبيعي».

وضمن عدد يونيو (حزيران) 2022 من مجلة «لانسيت للصحة الإقليمية - بالأميركتين» The Lancet Regional Health - Americas، نشر باحثون من كلية الطب بجامعة بنما، حول انتشار السمنة المركزية والتعرف على مدى وجود عوامل الخطر القلبية الأيضية Cardiometabolic risk لديهم.

ويتم تعريف مخاطر القلب والأيض على أنها مجموعة من التشوهات في العمليات الأيضية الكيميائية الحيوية، وفي القلب، وفي الأوعية الدموية، بما في ذلك السمنة البطنية، ومقاومة الإنسولين، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الكولسترول، ودهون الدم، وتصلب الشرايين، التي تجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، ومرض السكري من النوع 2.

ولاحظوا أن باستخدام مؤشر «نسبة الخصر إلى الطول»WHtR، كان معدل انتشار السمنة البطنية نحو 44 في المائة بين الذين بالأساس لديهم مؤشر كتلة الجسم طبيعياً. وقالوا في نتائجهم: «ارتبطت السمنة البطنية مع الوزن الطبيعي للجسم بعوامل الخطر القلبية الوعائية، خصوصاً مع ارتفاع تركيز الدهون الثلاثية. قد يكون تقييم السمنة البطنية على مستوى الرعاية الصحية الأولية تقنية مفيدة لتحديد الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي مع خصائص السمنة الأيضية».

ولذا إذا أردنا ألا نفقد متابعة هذه الفئة من الناس، فيجدر قياس محيط الوسط مع قياس وزن الجسم وحساب مؤشر كتلة الجسم، والالتفات إلى كليهما في التقييم الإكلينيكي. وللتوضيح، على الرغم من حقيقة أن مؤشر كتلة الجسم يتم استخدامه على نطاق واسع لتحديد السمنة في الممارسة الإكلينيكية، فإن أحد القيود المهمة لمؤشر كتلة الجسم هو أنه لا يميز بين أشكال مكونات تركيبات أجزاء الجسم المختلفة، حيث قد يكون لدى الفرد ذي الوزن الطبيعي نسبة شحوم متزايدة في منطقة من الجسم، ولكنها قد تكون مخفية بالقيمة الطبيعية لمؤشر كتلة الجسم.

وحتى بين الأفراد ذوي الوزن الطبيعي، فإن أولئك الذين لديهم نسبة عالية من الشحوم في الجسم، لديهم انتشار أعلى لمتلازمة التمثيل الغذائي ومكوناتها من أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي، ونسبة شحوم في الجسم طبيعية.

25 % من البالغين ذوي الوزن الطبيعي لديهم سمنة تراكم شحوم البطن

تشخيص السمنة بالأساس مجرد حسابات من الأرقام

* عند التكلم عن السمنة في جانب التشخيص، علينا ابتداءً استخدام لغة الأرقام. ومن بين عدة «طرق» مطروحة لدى الأوساط العلمية والطبية، يظل «الأشهر»، و«الأقرب» هو الطرق الأربع التالية في تقييم وزن الجسم والسمنة:

- حساب «مؤشر كتلة الجسم» BMI يتم بقسمة مقدار الوزن بالكيلوغرامات على مربع طول الجسم بالمتر. و«الطبيعي» أن يكون مؤشر كتلة الجسم ما بين 20 إلى 25، أما ما بين 25 و30 فهو «زيادة في الوزن»، وما بين 30 إلى 35 فهو «سمنة»، وما بين 35 و40 فهو «سمنة شديدة»، وما فوق ذلك هو «سمنة مفرطة».

- حساب محيط الخصر Waist Circumference هو طريقة مهمة في تقييم سمنة البطن بالذات. وبدقة، يتم قياس محيط الخصر عند مستوى منتصف المسافة بين أدنى ضلع ملموس وبين الحافة الحرقفية لأعلى قوس عظمة الحوض، وذلك تقريباً أعلى قليلاً من السرّة، بعد إخراج هواء الزفير من النفس، أي قياس محيط أصغر جزء من الخصر. ولكن تجدر ملاحظة أن محيط الخصر يختلف في المجتمعات الجغرافية المختلفة وفق متوسط الطول فيها وعموم حجم الجسم.

ووفقاً للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة NIH، فإن محيط الخصر الذي يزيد على 102 سنتيمتر (40 بوصة) للرجال ويزيد على 88 سنتيمتراً (35 بوصة) للنساء (غير الحوامل)، هو سمنة البطن. بينما لدى ذوي الأصول من جنوب شرقي آسيا، فإن الطبيعي نحو 94 سنتيمتراً (37 بوصة) للرجال و80 سنتيمتراً (31 بوصة) للنساء. ولذا تحتاج المجتمعات المختلفة دراسات لتقييم الطبيعي وغير الطبيعي في ذلك.

- حساب نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك WHR. ومحيط الورك Hip Circumference يختلف عن محيط الخصر، حيث إن محيط الورك هو قياس محيط الجزء الأكبر من الوركين، أي الجزء الأوسع من كتلة الأرداف. والطبيعي أن تكون تلك النسبة أقل من 0.95 للرجال، وأقل من 0.80 للنساء. وما فوق ذلك فهو سمنة. وهي طريقة يتم بها التغلب على وجود حجم أكبر في الأرداف التي تكون الشحوم فيها مختلفة عن نوعية الشحوم التي في البطن. وتحديداً شحوم بيضاء في الأرداف، وشحوم صفراء في البطن.

- حساب نسبة الخصر إلى الطول WHtR: يكون بقسمة مقدار محيط الخصر على مقدار الطول. والطبيعي أن يكون أقل من 0.5، وما فوق ذلك هو سمنة. وهي طريقة يتم من خلالها التغلب على الاختلافات العرقية في متوسط الطول لدى غالبية الناس في المجتمعات المختلفة.