البوتاسيوم... عنصر غذائي بديل للصوديوم

قليله أو كثيره يزيد الأخطار على القلب

البوتاسيوم... عنصر غذائي بديل للصوديوم
TT
20

البوتاسيوم... عنصر غذائي بديل للصوديوم

البوتاسيوم... عنصر غذائي بديل للصوديوم


القليل جداً أو الكثير جداً من هذا المعدن يمكن أن يشكل خطراً على قلبك. إليك كيفية تأثير النظام الغذائي والأدوية ووظائف الكلى على مستويات البوتاسيوم في جسمك.
إذا تناولت الكثير من الخضراوات والبقوليات والفواكه، ففي الغالب ستحصل على المزيد من البوتاسيوم في نظامك الغذائي. والعديد من الأطعمة النباتية ليست غنية بالبوتاسيوم فحسب، بل إنها تحتوي أيضاً على نسبة منخفضة من الصوديوم بشكل طبيعي، وكلاهما يمكن أن يساعد في الحفاظ على ضغط الدم في معدله الطبيعي.
للأسف، لا يضع غالبية الأميركيين ما يكفي من البوتاسيوم في طعامهم، حيث لا يصلون إلى نسبة 3500 إلى 4700 ملليغرام بوتاسيوم الموصى بها يومياً. (منتجات الألبان والأسماك هي أيضا مصادر جيدة). كما أنهم يميلون أيضاً إلى تناول كثير من الصوديوم، وهو ما يساهم في ارتفاع ضغط الدم، الذي يعتبر عامل خطر قوياً يتسبب في السكتات الدماغية والنوبات القلبية.

- «بديل» عن الصوديوم
أشارت تجربة سريرية نُشرت في عام 2021 في «مجلة نيو إنغلاند الطبية» إلى حل يمكن تنفيذه. وشملت الدراسة ما يقرب من 21000 شخص يعيشون في المناطق الريفية في الصين، غالبيتهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ولديهم تاريخ من حدوث السكتة الدماغية. استخدم نصفهم الملح العادي (كلوريد الصوديوم)، بينما استخدم الآخرون بديل الملح الذي يحتوي على 25 في المائة كلوريد البوتاسيوم و75 في المائة كلوريد الصوديوم. بعد فترة متابعة بلغ متوسطها 4.7 سنوات، كان خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أقل بنسبة 14 في المائة بين أولئك الذين يستخدمون بديل الملح.
هنا تكمن المشكلة: هذه النتائج لا تنطبق بالضرورة على غالبية الأميركيين. يقول الدكتور ستيفن جوراشيك، اختصاصي ضغط الدم في «مركز بيت إسرائيل ديكونيس الطبي» التابع لجامعة هارفارد: «في الصين، يُضاف نحو 75 في المائة من الصوديوم الذي يتناولونه أثناء تحضير الوجبة، وهو أمر مختلف تماماً عما عليه الحال هنا في الولايات المتحدة»، ففي الولايات المتحدة، يأتي نحو 75 في المائة من الصوديوم في وجباتنا الغذائية من الأطعمة التي يتم تحضيرها في مكان آخر، أي الأطعمة المصنعة والوجبات من محلات السوبر ماركت والمطاعم، بحسب الدكتور جوراتشيك.
وأضاف قائلاً: «غالباً ما يبلغني المرضى الذين أقوم بتقديم المشورة لهم بأنهم لا يضيفون الملح إلى طعامهم، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الصوديوم»، إذ يحتوي العديد من المقبلات في سلاسل المطاعم الشهيرة على أكثر من 2300 ملليغرام من الصوديوم، وهو الحد الموصى به لقيمة الطعام ليوم كامل.

- بوتاسيوم طبيعي ومُضاف
من السهل العثور من خلال الإنترنت على بدائل الملح التي تحتوي على 50 في المائة أو 100 في المائة كلوريد البوتاسيوم، لكن الدكتور جوراشيك لا يوصي بذلك، حيث إن تناول المزيد من الأطعمة الطازجة وغير المصنَّعة هو توجه أكثر ذكاء. كذلك، يمكنك تجربة خلطات التوابل التي تعتمد على الليمون، والتي تستهدف نفس مستقبلات التذوق، مثل الصوديوم (لمزيد من الأفكار، أضف بعض البهارات على طبخك لتقليل الملح).
يستخدم مصنعو المواد الغذائية بالفعل كلوريد البوتاسيوم في بعض المنتجات (مثل الخبز والحبوب والجبن واللحوم المصنعة) لاستبدال نسبة من كلوريد الصوديوم العادي الذي يستخدمونه عادة. لكن ملح البوتاسيوم له مذاق معدني مُرّ إلى حد ما، مما يحدّ من قدرة الناس على تحمله، كما أنه أغلى من كلوريد الصوديوم.
هناك سبب آخر يدعو إلى توخي الحذر بشأن استكمال الإمداد الغذائي بالبوتاسيوم: خطر الإصابة بزيادة بوتاسيوم الدم، وهو مستوى أعلى من المعتاد من البوتاسيوم في الدم. يمكن أن تؤدي مستويات البوتاسيوم المرتفعة جداً إلى مشكلات خطيرة في نظم القلب، وفي الحالات القصوى، السكتة القلبية.
 

- مخاوف على الكلى
لحسن الحظ، فإن زيادة بوتاسيوم الدم ليست بالشيء المثير للقلق. فالغالبية العظمى من الناس لديهم كلى سليمة تقوم بعمل رائع في تصفية البوتاسيوم الزائد من الجسم، بحسب الدكتور جوراشيك. لكن التقدُّم في العمر، والإصابة بداء السكري، وفشل القلب قد تضعف وظائف الكلى. كذلك، تتسبب بعض الأدوية في احتفاظ الكلى بالبوتاسيوم، بما في ذلك الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب.
وتشمل هذه الأدوية ما يسمى «مدرات البول المستبقية للبوتاسيوم»، potassium - sparing diuretics: إبليرينون eplerenone (إنسبرا Inspra)، سبيرونولاكتون spironolactone (ألداكتون Aldactone)، وتريامتيرين triamterene (ديرينيوم Dyrenium، ماكسزيد Maxzide)، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين مثل ليسينوبريل lisinopril (برينيفيل (Prinivil) وراميبريل ramipril (ألتاس Altace)، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين مثل لوسارتان losartan (كوزار Cozaar) وفالسارتان valsartan (ديوفان Diovan) تسبب أيضاً ارتفاع مستويات البوتاسيوم لدى بعض الأشخاص.
يمكن أن يكشف اختبار الدم المسمى «لوح التمثيل الغذائي الأساسي»
basic metabolic panel) يتم إجراؤه عادة بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من بدء الأشخاص في تناول هذه الأدوية)، وجود مستويات غير طبيعية من البوتاسيوم. فبمجرد أن تتبع نظاماً دوائياً ثابتاً، ويؤكد طبيبك أن وظائف الكلى تبدو جيدة، يمكنك فحص البوتاسيوم بصفة سنوية.
لكن لكي تكون في الجانب الآمن، إذا كنت تتناول أحد هذه الأدوية، فعليك تجنب بدائل الملح المصنوعة من كلوريد البوتاسيوم، حيث تحتوي بعض المنتجات على ما يصل إلى 800 ملليغرام من البوتاسيوم في ربع ملعقة صغيرة. ومن الجيد أيضاً مراجعة طبيبك إذا بدأت في تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، رغم أن خطر الإصابة بزيادة بوتاسيوم الدم من المحتمل أن يكون منخفضاً للغاية، حتى بين الأشخاص الذين يعانون من مرض الكلى المتقدم بشكل معتدل، بحسب الدكتور جوراشيك.
أخيراً، يمكن أيضاً أن تحدث مشكلة معاكسة (انخفاض شديد لمستوى البوتاسيوم، والمعروف باسم نقص بوتاسيوم الدم hypokalemia). فهناك أنواع مختلفة من مدرات البول (المعروفة باسم مدرات البول الثيازيدية thiazide and loop diuretics) تتسبب أحياناً في هذه المشكلة، لكنها ليست شائعة. وللحصول على قائمة بالفئات المختلفة لأدوية ضغط الدم والأمثلة الشائعة، راجع https://www.health.harvard.edu/heart/meds-blood/pressure.

- رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

مشروبات تعزز ترطيب الجسم وصحته بخلاف الماء

صحتك الشاي الأخضر يدعم وظائف الدماغ ويقلل الالتهابات العصبية (رويترز)

مشروبات تعزز ترطيب الجسم وصحته بخلاف الماء

الحفاظ على رطوبة الجسمك مهم لصحة الدماغ والأمعاء والقلب والكليتين. كما أنه يساعد أيضًا على تنظيم درجة حرارة الجسم ويمنع الصداع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا التقنية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقليل زمن الاستجابة إلى أقل من ثانية واحدة (Noah Berger)

تقنية جديدة تحوّل إشارات الدماغ إلى كلام طبيعي في أقل من ثانية

نجح باحثون بتطوير تقنية تُحول إشارات الدماغ إلى كلام مسموع في الزمن الحقيقي، ما يعيد الأمل لفاقدي القدرة على النطق.

نسيم رمضان (لندن)
صحتك يبقى البروتين جزءاً أساسياً في نظامنا الغذائي شرط ألا يكون تناوله مفرطاً (رويترز)

هل أنتم ضحية هوس البروتين؟ اكتشفوا الحقيقة قبل فوات الأوان

يُعد البروتين عنصراً أساسياً للحفاظ على صحة الجسم ولكن هل تعلمون أن الإفراط في تناوله قد يكون ضاراً؟

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك شوكولاته مصنوعة يدوياً في بريطانيا (رويترز)

بينها الشوكولاته... أفضل 10 وجبات خفيفة لشيخوخة صحية ومنع التدهور المعرفي

نرغب جميعنا في الحفاظ على صحتنا ونشاطنا لأطول فترة ممكنة، وإحدى طرق مكافحة الشيخوخة هي تناول أطعمة تدعم الصحة على المستوى الخلوي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك موعد إجراء العملية الجراحية يؤثر في نتيجتها (رويترز)

ما أفضل أيام الأسبوع من أجل إجراء عملية جراحية؟

رجّحت دراسة جديدة حول المرضى الذين يحتاجون إلى إجراء عملية جراحية أن اليوم الذي يجرون فيه الجراحة قد يؤثر في حصولهم على نتيجة أفضل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ما أفضل أيام الأسبوع من أجل إجراء عملية جراحية؟

موعد إجراء العملية الجراحية يؤثر في نتيجتها (رويترز)
موعد إجراء العملية الجراحية يؤثر في نتيجتها (رويترز)
TT
20

ما أفضل أيام الأسبوع من أجل إجراء عملية جراحية؟

موعد إجراء العملية الجراحية يؤثر في نتيجتها (رويترز)
موعد إجراء العملية الجراحية يؤثر في نتيجتها (رويترز)

رجّحت دراسة جديدة حول المرضى الذين يحتاجون إلى إجراء عملية جراحية أن اليوم الذي يجرون فيه الجراحة قد يؤثر في حصولهم على نتيجة أفضل.

فقد وجد الباحثون أنه بالمقارنة مع مَن أجروا العملية الجراحية في بداية الأسبوع، فإن مَن خضعوا للجراحة قبل بداية عطلة نهاية الأسبوع كانوا أكثر عرضةً لخطر حدوث نتائج سلبية، مثل مضاعفات ما بعد الجراحة، أو العودة إلى المستشفى مرة أخرى، أو حتى خطر الوفاة.

ونُشرت الدراسة في مارس (آذار) في دورية «JAMA» الطبية، وفقاً لما ذكره موقع «هيلث» المتخصص في أخبار الصحة.

وقالت فاتسالا موندرا، المؤلفة المشارِكة في الدراسة وزميلة الأبحاث السريرية في جراحة المسالك البولية في مستشفى «هيوستن ميثوديست» الأميركية: «لقد رأينا في الدراسات السابقة أحاديث عن ما يُسمى (تأثير عطلة نهاية الأسبوع)، وهو أنه إذا أجريت الجراحة في وقت قريب من عطلة نهاية الأسبوع، فمن المرجح أن تكون نتائجك أسوأ».

ولوحظ «تأثير عطلة نهاية الأسبوع» في المتابعات قصيرة المدى مع المرضى، لكن موندرا قالت إنها وزملاءها أرادوا معرفة ما إذا كانت المشكلة ستظهر إذا تمت المتابعة على مدى فترة زمنية أطول أيضاً.

وبعد فحص بيانات نحو 430 ألف مريض على مدار 13 عاماً، وجد الباحثون «زيادة ملحوظة في خطر» حدوث نتائج سيئة لدى الأشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحية يوم الجمعة مقارنةً بمَن خضعوا لعمليات جراحية يوم الاثنين.

وأوضح الباحثون أن نتائج كهذه تُتيح للمرضى فرصةً لفهم كيفية تأثير عوامل مثل «طاقم المستشفى» على صحتهم، كما تُشجِّع المجتمع الطبي على تحسين الرعاية الجراحية وتوحيد جودتها.

وشملت الدراسة مرضى خضعوا لواحدة من العمليات الجراحية الشائعة، وتتبع الباحثون صحة المرضى لمدة عام بعد خضوعهم للجراحة. وتم إجراء أكثر من نصف العمليات الجراحية يوم الاثنين، بينما تم إجراء 46.5 في المائة منها يوم الجمعة.

وبعد تحليل جميع البيانات، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين خضعوا لجراحة يوم الجمعة كانوا أكثر عرضة بنسبة 5 في المائة لعواقب صحية سيئة، بما في ذلك الوفاة، والعودة إلى المستشفى، والمضاعفات على المديين القصير والطويل، مقارنةً بمَن أجرى الجراحة يوم الاثنين.

ورغم نتائج الدراسة، فإن الدكتورة سالفا بالبال، الأستاذ المساعد في جامعة «نورث وسترن» قالت إنه «من الصعب للغاية عزل تأثير عطلة نهاية الأسبوع نفسها عن العوامل الأخرى» التي قد تكون في الواقع وراء نتيجة الجراحة السيئة. وأضافت لـ«هيلث» أن مهارة الطبيب الذي أجرى الجراحة، وكيفية إجرائها، وخصائص المستشفى أو موارده، كلها قد تكون عوامل مؤثرة أخرى.

ولكن، لماذا تُمثل «عطلة نهاية الأسبوع» مشكلةً في المستشفيات؟

يقول الدكتور أنوبام جينا، أستاذ سياسة الرعاية الصحية في كلية الطب بجامعة هارفارد، إنه قد يكون من الصعب تحديد السبب الحقيقي وراء تأثير عطلة نهاية الأسبوع، لكنه يوضح أنه «في أيام الجمعة أو عطلات نهاية الأسبوع، قد يكون الطاقم الطبي موزعاً بصورة مخففة». ويضيف أن عدد الأطباء والتمريض في هذه المناوبات ليس كبيراً، وقد يواجه الجرّاح موقفاً يعالج فيه ليس فقط مرضاه، ولكن أيضاً مرضى الجراحين الآخرين الذين لا يعملون في ذلك اليوم.

بدورها، قالت موندرا إنها وزملاءها وجدوا أن الجراحين الأصغر سناً والأقل خبرة كانوا أكثر عرضةً للعمل في نوبات عمل يوم الجمعة قبل عطلة نهاية الأسبوع. وأضافت أنه «قد تكون هناك إمكانية وصول محدودة للمتخصصين، وإجراء الفحوص في عطلات نهاية الأسبوع».

وأكدت بالبال أن تأثير عطلة نهاية الأسبوع لا يقتصر على الرعاية الطبية الجراحية فحسب، بل «مختلف التخصصات» الطبية، حيث «أشارت دراسات جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى منذ فترة طويلة إلى أن المرضى قد يواجهون خطراً متزايداً من حدوث نتائج عكسية عند دخولهم المستشفى في عطلات نهاية الأسبوع».