السيسي محذراً من الشائعات: جريمة ضد أمن المجتمع

دعا خلال احتفال ديني بالقاهرة إلى الانتباه لـ«مثيري الفتن»

السيسي خلال احتفالية وزارة الأوقاف المصرية بذكرى المولد النبوي الشريف اليوم (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال احتفالية وزارة الأوقاف المصرية بذكرى المولد النبوي الشريف اليوم (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي محذراً من الشائعات: جريمة ضد أمن المجتمع

السيسي خلال احتفالية وزارة الأوقاف المصرية بذكرى المولد النبوي الشريف اليوم (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال احتفالية وزارة الأوقاف المصرية بذكرى المولد النبوي الشريف اليوم (الرئاسة المصرية)

حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من «خطورة ترويج الشائعات». وقال إن «الشائعات جريمة ضد أمن المجتمع، وصاحبها (آثم) في حق نفسه ودينه ومجتمعه، ساعياً إلى الاضطراب والفوضى». وتابع: «لهذا يتعين علينا جميعاً الانتباه إلى ضعاف النفوس الذين لا يسعون إلى النقد البناء بهدف التعمير والإصلاح، وإنما إلى إثارة الفتن والأكاذيب بهدف الهدم والإفساد».
ودائماً تدعو الحكومة المصرية إلى «ضرورة التواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة القلق بين المواطنين». وسبق أن قال السيسي إن «من يريدون هدم الدولة يستغلون المواطنين، عبر إطلاق الشعارات الزائفة التي تستهدف العقول وتزييف الوعي».
وأكد الرئيس المصري خلال احتفالية وزارة الأوقاف المصرية، اليوم (الأربعاء)، بذكرى المولد النبوي الشريف: «ضرورة الاقتداء بأخلاق الرسول الكريم -محمد صلى الله عليه وسلم- وسيرته العطرة، في مواجهة الصعاب والتحديات، بعمل دؤوب لا ينقطع، وبكفاح مستمر بلا كلل ولا ملل، حتى نستنفد جميع الأسباب والفرص المتاحة». وأضاف السيسي أن «احتفالنا بذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين يمثل مناسبة طيبة، للتأمل في جوهر ومقاصد رسالته السمحة، واتخاذه قدوة في الأخلاق الكريمة، وأن نكون على دربه القويم».
وأشار السيسي إلى أننا «نمضي معاً في طريق التنمية والبناء، في مرحلة غاية في الأهمية تمر بها مصر؛ في مرحلة قوامها العمل والإنتاج بتفانٍ وإخلاصٍ للوصول إلى آفاق جديدة للمستقبل المنشود للوطن، وما يتطلبه ذلك من إسهامات شعب مصر لاستكمال الطريق الصحيح الذي بدأناه، ودعماً لجهود الدولة التنموية من خلال المشروعات القومية العملاقة في مختلف المجالات».
وقال السيسي: «ما أحوجنا ونحن نحتفي بذكرى مولده أن نقتدي بأخلاقه، فنحرص على مكارم الأخلاق من الصدق، والأمانة، والوفاء بالعهود والمواثيق، والرحمة، والتكافل، والتراحم، وأن نترجم تلك المعاني السامية النبيلة إلى سلوك ودستور عملي، وواقع ملموس في حياتنا ودنيانا، ونبتعد عن كل مساوئ الأخلاق التي لا تليق بنا، ولا بديننا، ولا بحضارتنا».
واختتم السيسي كلمته في الاحتفالية بقوله: «واثق كل الثقة في الله وتوفيقه لمصر وشعبها، وفي تحقيق آمالنا جميعاً في بناء الجمهورية الجديدة التي نتمنى أن ينعم فيها شعبنا بحياة كريمة آمنة».
وكرَّم السيسي على هامش الاحتفالية عدداً من علماء الدين الذين أثروا بجهودهم في نشر سماحة الإسلام الوسطي، والمجتهدين داخل وخارج مصر، من بينهم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أحمد عمر هاشم، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالأردن، محمد أحمد مسلم الخلايلة، ومفتي تنزانيا، أبو بكر زبيري علي.
من جهته، قال شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إن «السنة النبوية رسخت لقيم العدل والتراحم والمساواة بين الإنسانية جمعاء»، مؤكداً أن «عالمنا اليوم بات في أمَسِّ الحاجة إلى هدي صاحب هذه الذكرى، محمد، وهدي إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وذلك بعدما خسر العالم المعاصر رهانات عاش على وعودها البراقة في إقرار السلام وإنهاء الحروب، ما يقارب أربعة قرون طوال».
وذكر شيخ الأزهر أن «وفرة المال وقوة الاقتصاد، وتجارة السلاح، أصبحت هي المعيار الذي لا معيار غيره في تمييز الخير من الشر، والحسن من القبح؛ بل أصبح الحكم الذي لا راد لقضائه في نزاعات عالمنا وصراعاته وحروبه التي إن دقت طبولها فإنها ســــتعود بحضارة اليـــــوم وربما -بين عشية وضحاها- إلى ما قبل حضارة القرون الوسطى»، مؤكداً أن «رحمة النبي لم تقبض يدها عن مستحقيها من المسلمين ومن غير المسلمين، حتى ممن ناصبوه العداء وأظهروا له الكراهية والبغضاء، وآذوه في بدنه وفي أسرته وفي سيرته وعرضه، ولم يكتفِ بالعفو والصفح والمغفرة؛ بل كان يزيد على ذلك ويقول: اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون».
في السياق، قال وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، إن «التجديد يكون بالاجتهاد ومراعاة ظروف العصر ومستجداته؛ حيث أقر الرسول -صلى الله عليه وسلم- مبدأ الاجتهاد»، موضحاً أننا «يجب أن نفرق بوضوح بين الثوابت والمتغيرات التي تتغير فيها الفتوى بتغير الزمان أو المكان أو الأحوال».
ولفت وزير الأوقاف المصري إلى أن «العمل الإفتائي في القضايا الاقتصادية والطبية والبيطرية والمناخية، وشؤون الهندسة الزراعية والوراثية، وغير ذلك من مفردات حياتنا ومستجدات عصرنا، يحتاج إلى رأي أهل الخبرة والتخصص العلمي لتُبنى عليه الفتوى، فالرأي الشرعي في القضايا العلمية التخصصية والحياتية المستجدة يُبنى على الرأي العلمي، ولا يسبقه».
ويشدد الرئيس المصري على أن «قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين من أولويات المرحلة الراهنة، في مواجهة أهل الشر الذين يحرِّفون معاني النصوص ويُخرجونها من سياقها، ويفسرونها وفق أهدافهم». ويولي السيسي قضية «تجديد الخطاب الديني» أهمية كبرى، وكثيراً ما تتضمن خطاباته الرسمية ومداخلاته في المناسبات العامة دعوة علماء الدين للتجديد.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الرئيس المصري يؤكد أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)
TT

الرئيس المصري يؤكد أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، الأهمية القصوى للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها، جاء ذلك خلال استقبال السيسي، اليوم، جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، وبريت ماكغورك منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأميركي، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وحسن رشاد رئيس المخابرات العامة، والسفيرة الأميركية بالقاهرة هيرو مصطفى جارج.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي، في بيان نشره على صفحة الرئاسة بموقع «فيسبوك»، بأن اللقاء تناول مستجدات الأوضاع الإقليمية، واستعرض جهود الجانبين للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين في غزة، إذ شدد الرئيس المصري على أهمية التحرك العاجل لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء، وتم التأكيد على حل الدولتين باعتباره الضمان الأساسي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضاف المتحدث أن اللقاء تناول كذلك استعراض تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وسبل المحافظة عليه، باعتباره نواة لجهود التهدئة الإقليمية، وكذا تطورات الوضع في سوريا. وأوضح المتحدث أنه تم التأكيد خلال اللقاء على عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وحرص البلدين على مواصلة تعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة.