المرّي: «منتدى الإعلام العربي» يسعى لرسم خريطة المستقبل للقطاع

قالت إن التجمّع يحتفل بمرور 20 سنة على انطلاقته التي أسهمت في بناء مكانته

منى المرّي... رئيسة «نادي دبيّ للصحافة» ورئيسة اللجنة التنظيمية لـ«منتدى الإعلام العربي»
منى المرّي... رئيسة «نادي دبيّ للصحافة» ورئيسة اللجنة التنظيمية لـ«منتدى الإعلام العربي»
TT

المرّي: «منتدى الإعلام العربي» يسعى لرسم خريطة المستقبل للقطاع

منى المرّي... رئيسة «نادي دبيّ للصحافة» ورئيسة اللجنة التنظيمية لـ«منتدى الإعلام العربي»
منى المرّي... رئيسة «نادي دبيّ للصحافة» ورئيسة اللجنة التنظيمية لـ«منتدى الإعلام العربي»

صرّحت منى غانم المرّي، رئيسة «نادي دبيّ للصحافة» ورئيسة اللجنة التنظيمية لـ«منتدى الإعلام العربي»، بأن دورة العام الحالي ستعمل على تحليل المشهد الإعلامي وعلاقته بالعديد من القطاعات والمحاور الحياتية المهمة التي يعايشها المُتلقّي يومياً، وتلامس حياته وتؤثر فيها. وذكرت المرّي في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن «المنتدى» الذي ستنطلق فعالياته غداً في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتستمر لمدة يومين، سيبحث أهم المستجدات على الساحتين العربية والعالمية، وتأثيرها في الإعلام، وتأثرها به، ودور الإعلام في مواجهة التحديات المحيطة بالمنطقة. وتطرقت كذلك للعديد من المحاور حول «منتدى الإعلام العربي»، والوضع العام للإعلام العربي.
وفيما يلي نص الحوار:

> تحتفلون هذا العام بعقدين من الزمان من بدء مسيرة حراك عربي إعلامي عبر عقد «منتدى الإعلام العربي»، ونحن على أبواب انطلاق الدورة العشرين، ما هو المختلف والجديد الذي ستحمله هذه الدورة؟
- نحتفل في هذه الدورة ومعنا صُنّاع الإعلام في المنطقة بمرور 20 عاماً على انطلاق «منتدى الإعلام العربي» ونجاحه في إقامة حوار شاركت فيه مؤسسات الإعلام العاملة في المنطقة، والقائمون على شؤون هذا القطاع الحيوي، وبحضور ومشاركة قيادات إعلامية عالمية؛ إذ نجح «المنتدى» في بناء مكانة نعتز بها ونفخر بما قدمته من إسهامات، مستنداً في ذلك إلى الروابط القوية مع «نادي دبي للصحافة» الذي أتشرّف برئاسته، وهو الجهة المُنظّمة لـ«المنتدى»، بمختلف الكيانات الإعلامية العربية والعالمية. فمنذ تكليف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لنا قبل أكثر من عقدين من الزمان بإطلاق هذا التجمع المهني الأكبر من نوعه في المنطقة، واصل «المنتدى» رسالته في تحليل المشهد الإعلامي بهدف الوقوف على متطلبات تطويره، وما يلزم من خطوات وآليات لتحقيق التقدم المنشود لإعلامنا العربي، وتعزيز تنافسيته على الصعيد العالمي. «المنتدى» في دورته العشرين سيواصل هذا المسعى من خلال استشراف «مستقبل الإعلام»، والنظر فيما يتوجب على المؤسسات الإعلامية عمله من أجل مواكبة المتغيرات العالمية المحيطة على جميع المستويات التقنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكي يكون حضور الإعلام العربي ذا تأثير إيجابي في قلب المشهد التنموي العربي، مُحلّلاً وناقداً وموجهاً بإيجابية، ومسانداً لكل جهد هدفه الارتقاء بالإنسان العربي، وتمكينه من الوصول إلى ما يصبو إليه من إنجازات ونجاحات.
> ما أبرز الملفات التي سيُصار إلى طرحها في «منتدى الإعلام العربي 2022»؟
- راعينا في وضع أجندة «المنتدى» أن تكون على قدر كبير من التنوع لتتناول طيفاً واسعاً من الموضوعات المهمة التي هي موضع اهتمام كل المعنيين بالقطاع، ومن خلال مجموعة من الجلسات الرئيسية والنقاشية وورشات العمل سيتناول جمع من كبار الإعلاميين والمتخصصين، بمشاركة نحو 3 آلاف إعلامي من مختلف أنحاء العالم العربي، تحليل المشهد الإعلامي وعلاقته بالعديد من القطاعات والمحاور الحياتية المهمة التي يعايشها المُتلقّي يومياً، وتلامس حياته وتؤثر فيها. وسيتم التطرق إلى بحث أهم المستجدات على الساحتين العربية والعالمية، وتأثيرها في الإعلام وتأثرها به، ودور الإعلام في مواجهة التحديات المحيطة بالمنطقة. ومن أهم الجلسات الرئيسية جلسة نستضيف خلالها الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات؛ حيث سيستعرض علاقة الإعلام بما تموج به المنطقة والعالم من تحولات سياسية واقتصادية وأمنية، كذلك سيتناول جون كايسي، رئيس شبكة «سي إن بي سي» الدولية، التطور الكبير الذي يشهده قطاع الإعلام في العالم، وتعامل الإعلام العالمي مع المتغيرات السريعة في المنطقة، وهذه أمثلة لما سيتعرض له الحدث من محاور وموضوعات.
النقاشات أيضاً ستمتد لمستقبل الكتابة الصحافية في العالم العربي، وقضية غياب إعلام الطفل وتأثيرات ذلك على المجتمع، كما ستكون الدراما العربية، والإعلام الرياضي، والتطور التقني الهائل الذي أثمر ظواهر غير مسبوقة، ومنها عالم «الميتافيرس»، بين جملة كبيرة من الموضوعات الحيوية التي سيتطرق إليها «المنتدى»، من خلال أفكار نخبة من الإعلاميين وقيادات المؤسسات الإعلامية وكبار الكُتّاب في العالم العربي، لتناول المشهد السياسي والاقتصادي والتنموي في المنطقة بشيء من التحليل، ورصد ما يعتريه من تحول سريع على مختلف الأصعدة.
وسيكون هناك أيضاً نقاش حول التجربة الصحافية المصرية الرائدة والتطور الحاصل فيها، كذلك محاولة الوقوف على التحولات التي ألمّت بالمشهد الإعلامي اللبناني، إضافةً إلى محاولة التعرف على المنظور الخليجي للإعلام العربي. وسيكون كذلك للشركات الناشئة وما ينتظرها من فرص في المجال الإعلامي العربي، محل نقاش متخصص، فيما سيحضر الإعلام الجديد ومنصاته الرقمية بقوة ضمن العديد من الجلسات التي ستتناوله من زوايا مختلفة.
> كيف يمكن أن تسهم جلسات «المنتدى» في تشخيص حالة الإعلام العربي، والحلول التي يمكن تقديمها لتطوير القطاع؟ وكيف يمكن أن يسهم «المنتدى» في مواجهة التحديات التي تعترض طريق الإعلام العربي؟
- أعتقد أن الحوار وتبادل الأفكار ووجهات النظر حول القضايا التي تشكل هاجساً مشتركاً للقائمين على العمل الإعلامي في المنطقة، هو أفضل سبيل للوقوف على مجمل التحديات التي تعترض طريق الإعلام في عالمنا العربي. ومع كون «المنتدى» هو التجمع الأكبر للقائمين عليه من المحيط إلى الخليج، فإن هذا في حد ذاته ميزة كبيرة لمزاوجة الأفكار على تنوعها، والتعرف على وجهات النظر المختلفة فيما يتعلق بمتطلبات وأسلوب النهوض بإعلام المنطقة، ومعالجة ما يواجهه من تحديات، والنظر في الحلول المناسبة لمعالجتها والتغلب عليها، بل أيضاً اكتشاف ما يمكن أن تحمله في طياتها من فرص.
> مع اتساع رقعة الأدوات الإعلامية، هل شكّل ذلك تحدياً في الإعداد لأجندة دورة هذا العام من «منتدى الإعلام العربي»؟
- على النقيض تماماً؛ فهذا التنوع هو ميزة إضافية تعزز من قدرة «المنتدى» على التناول بإيجابية كبرى مع الموضوعات الملحة التي تشغل المجتمع وصُنّاع الإعلام في المنطقة.
وأجندة «المنتدى» يتم وضعها كل عام في إطار من التعاون والتشاور مع أقطاب صناعة الإعلام ورواده في مختلف البلدان العربية، وعن طريق نقاشات نحاول من خلالها تكوين صورة كلية جامعة لأهم الموضوعات التي تحتاج أن توضع تحت المجهر لتحليلها، والتعرف على الأسلوب الأمثل للتعاطي معها بكفاءة تكفل للإعلام القيام بالدور الإيجابي المنشود له في المجتمع.
> من وجهة نظرك، هل استطاع «منتدى الإعلام العربي» المساهمة في تطوير قطاع الإعلام في الدول العربية بشكل عام، وفي الإمارات بشكل خاص؟
- أعتقد أن «منتدى الإعلام العربي»، مع استضافته سنوياً لآلاف الكوادر المتخصصة ضمن مختلف التخصصات الإعلامية على امتداد دول المنطقة، أسهم في تقديم إضافات مهمة كان لها أثرها في دفع مسيرة التطوير الإعلامي، وإن اختلف ذلك الأثر وتباين في حجم تأثيره من دولة إلى أخرى، ومن مؤسسة إعلامية إلى نظيرتها على امتداد عالمنا العربي، كلٌّ وفق ظروفه واحتياجاته وخططه وميزانياته. ونعتز بكون تقرير «نظرة على الإعلام العربي» من أهم ما قدم «المنتدى» من إسهامات على مدار سنوات عديدة، خدم بها «المنتدى» ودفع مسيرة التطوير الإعلامي في المنطقة، من خلال تقديم تقرير علمي وافٍ مشفوع بكم كبير من الحقائق والأرقام، ضمن جهد بحثي مكثف تبنّاه «نادي دبي للصحافة»، انطلاقاً من موقعه بصفته الجهة المنظمة لـ«منتدى الإعلام العربي»، بالشراكة مع مؤسسات بحثية عربية وعالمية ذات مكانة مرموقة، وكان التقرير بمثابة مرجعية مهنية شاملة لكل المعنيين بالإعلام في عالمنا العربي.
وعلى مستوى دولة الإمارات، فقد استنسخنا التجربة الرائدة لـ«منتدى الإعلام العربي»، بتنظيم «منتدى الإعلام الإماراتي» الذي واصل بدوره منذ انطلاقه في عام 2013 تحفيز الأفكار وتشجيع المبادرات، من أجل الوصول بالإعلام الإماراتي إلى مستويات متقدمة من الإجادة والتميز. وكان «المنتدى» حافزاً رئيسياً لزيادة مساحة مشاركة الكادر الوطني في المشهد الإعلامي المحلي، وإطلاق برامج التدريب لصقل المهارات الإبداعية للإعلامي الإماراتي، فضلاً عن تعزيز جهود تحديث الأطر التنظيمية للعمل الإعلامي المحلي، وغيرها من الآثار الإيجابية العديدة التي أثمرها هذا اللقاء السنوي على الصعد المهنية كافة.
> الجائزة توسعت من جائزة مخصصة للصحافة لتشمل جميع قطاعات الإعلام، ما هو الهدف من ذلك؟
- «جائزة الإعلام العربي» جاءت بعد 20 عاماً من العمل الجاد لتكريم أصحاب الفكر المبدع في مجال العمل الصحافي. وقد شهدت الجائزة على مدار تلك السنوات العديد من حلقات التطوير التي انتهت إلى ضرورة توسيع نطاق الجائزة لتواكب التطور الكبير في المشهد الإعلامي العربي، كما جاء التطوير الجديد بعد أن أحرزت الجائزة رصيداً ضخماً من الثقة والتقدير لدى المجتمع الصحافي والإعلامي العربي، نتيجة الحفاظ على أعلى مستويات المهنية والنزاهة والموضوعية في اختيار الفائزين على مدار عمر الجائزة. وتوسيع نطاق الجائزة لتشمل، إلى جانب الصحافة، قطاعي الإعلام المرئي والإعلام الرقمي، هو حلقة جديدة في سلسلة متصلة من مراحل التطوير العديدة التي مرت بها الجائزة منذ انطلاقها قبل أكثر من عشرين عاماً، بإسهام مجالس الإدارة المتعاقبة للجائزة التي ضمت مجموعة من أهم قامات العمل الصحافي في عالمنا العربي. فهناك اليوم إعلام رقمي على قدر كبير من الانتشار، في ضوء تقدم تكنولوجي مذهل أثمر إعلاماً جديداً استدعى القيام بتحرك موازٍ من أجل إيجاد منصة لتكريم الإبداع في منصاته، كذلك الإعلام المرئي أو التلفزيوني بما له من انتشار وتأثير واسع النطاق في المجتمع العربي... وسنعمل على أن تكون الجائزة في إطارها الجديد امتداداً فعّالاً لتاريخ طويل من الاحتفاء بالتميز الإعلامي العربي.


مقالات ذات صلة

منصات «SRMG» تتصدر المراتب الأولى في «أبل بودكاست»

سفر وسياحة «جرائم المال» من «الشرق» الأول في فئة «بودكاست الأعمال» على «أبل» (SRMG)

منصات «SRMG» تتصدر المراتب الأولى في «أبل بودكاست»

تصدَّرت منصات المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام «SRMG»، قائمة «الأعمال» على «بودكاست أبل» في جميع أنحاء الشرق الأوسط؛ نظير أعمالها المتميزة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الوزير سلمان الدوسري مع الفائزين بـ«جائزة التميّز الإعلامي» الخامسة (وزارة الإعلام)

السعودية: «جائزة التميز الإعلامي» تتوِّج الفائزين بنسختها الخامسة

احتفت وزارة الإعلام السعودية بالفائزين بـ«جائزة التميّز الإعلامي» الخامسة من المؤسسات والشخصيات ذات البصمات البارزة والجهود النوعية في مختلف مجالات القطاع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق شهد حفل توزيع جوائز «كليو» تكريم مبادرة «صوت الأرض» بـ7 جوائز مرموقة play-circle

«SRMG Labs» تتألق في جوائز «كليو» العالمية

حققت «SRMG Labs»، وكالة الخدمات الإبداعية والإعلانية التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، إنجازاً قياسياً بفوزها بجوائز «كليو» العالمية المرموقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تناول اللقاء تطورات المشهد الإعلامي المتغير وسبل تنويع المحتوى الإبداعي التنافسي لتلبية تطلعات المتابعين (تصوير: سعد الدوسري)

«الأبحاث والإعلام» ووزير الإعلام الباكستاني يبحثان آفاق التعاون الإعلامي

استقبلت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG) في مقرّها بالرياض، وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار، لبحث فرص التعاون في المجال الإعلامي وتطوير المحتوى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق فوز أيمن الغبيوي عن مسار «التقرير الصحافي» بجائزة «المنتدى السعودي للإعلام» (إندبندنت عربية)

«إندبندنت عربية» تحصد ثامن جوائزها في عامها السابع

فازت «إندبندنت عربية»، الجمعة، بجائزة «التقرير الصحافي» في «المنتدى السعودي للإعلام» 2025، عن تقرير «مترو الرياض... رحلة فلسفية للتو بدأت فصولها».


لبنان: نجاة شرف الدين... أول «ناطقة باسم الرئيس»

خلف المايكروفون في القصر الجمهوري (نجاة شرف الدين)
خلف المايكروفون في القصر الجمهوري (نجاة شرف الدين)
TT

لبنان: نجاة شرف الدين... أول «ناطقة باسم الرئيس»

خلف المايكروفون في القصر الجمهوري (نجاة شرف الدين)
خلف المايكروفون في القصر الجمهوري (نجاة شرف الدين)

كانت تتمنى دخول السلك الدبلوماسي لتكون سفيرة لبلدها لبنان، ولكن القصر الرئاسي ناداها.

كل من يعرفها يعترف بتمتعها بصلابة ناعمة تخوّل لها إتقان التحاور مع الآخر. نجاة شرف الدين تملك خبرة إعلامية واسعة تدرّجت فيها ما بين المرئي والمسموع والمكتوب. وأخيراً سمّيت الناطقة الإعلامية الرسمية باسم رئاسة الجمهورية.

هذا الخبر لم يفاجئ زملاءها، لا سيما أنها على علاقة طيبة مع الجميع، بيد أن اللافت في الموضوع هو طبيعة المنصب الذي تبوأته. ذلك أنه، بصفته الحالية، استُحدث مع وصول رئيس الجمهورية اللبناني الجديد العماد جوزيف عون. وعندما طلب شخصاً يتولّى هذه المهمة بالصفات التي يرغب بها، وقع الخيار عليها، فوافق بسرعة كونها تستوفي جميع الشروط التي يريدها. ومَن يعرف الرئيس عون يشير إلى حرصه الشديد على اختيار من يراه الشخص المناسب للمكان المناسب. وهكذا، أصبحت نجاة شرف الدين أول إعلامية «ناطقة باسم الرئيس»، ودخلت القصر لتكون سيّدته الإعلامية لست سنوات مقبلة. وبالمناسبة، استُحدث المنصب من باب مواكبة الإعلام الرئاسي بأسلوب عصري يشتهر في الغرب، ويتمثّل بالتعبير عن مواقف رئيس الجمهورية اللبنانية ضمن بيانات رسمية... وأحياناً لنقل توضيحات معينة صادرة عنه.

نجاة شرف الدين "الناطقة باسم الرئاسة اللبنانية" (نجاة شرف الدين)

خلفية شخصية

ولكن، من هذه الإعلامية التي تدخل حلقة رئاسة الجمهورية؟

إنها ابنة بلدة الطيّبة الحدودية الجنوبية، في قضاء مرجعيون. تلقت تعليمها الجامعي متخصصة بالإعلام والاتصال في الجامعة اللبنانية. وهي متزوّجة من وزير المالية السابق الدكتور غازي وزني، وتردّد دائماً بأنه لو تسنى لخطة زوجها المالية رؤية النور لكان أمكن إنقاذ البلد اقتصادياً. وأما بالنسبة لهواياتها وشغفها، فإنها تهوى السفر والاستماع إلى أغاني فيروز وأم كلثوم وعبد الحليم والطرب الأصيل.

مهنياً، تعدّ نجاة شرف الدين فعلياً ثاني امرأة تتولى مهمة إعلامية في القصر الجمهوري؛ إذ سبقتها الإعلامية مي كحالة في عام 1990 بصفة «المستشارة الإعلامية في رئاسة الجمهورية». وكانت كحالة قد لمعت بدايةً إبان عملها في صحيفة «النهار»، واختارها للمنصب رئيس الجمهورية الأسبق الراحل إلياس الهراوي. وتجدر الإشارة، إلى أن التعارف بينهما حصل عندما حاورته في برنامج تلفزيوني كانت تقدمه بعنوان «أيها اللبنانيون». وكانت كحالة تلتقي في ذلك البرنامج مع مرشحين لتولي مركز رئاسة الجمهورية. وعندما سألته في أثناء المقابلة عن أول خطوة يرغب في القيام بها إذا ما فاز بالرئاسة، أجابها: «ستكونين معي مستشارةً إعلامية». وبالفعل، حافظ الرئيس الهراوي على وعده للإعلامية الطموحة، ووقع عليها اختياره لتولي منصب الناطقة باسم لرئيس الجمهورية.

مع الرئيس جوزاف عون (نجاة شرف الدين)

مع الإعلام المرئي

أما شرف الدين فقد عملت في الإعلام المرئي، وبالتحديد في قناة «المستقبل» لمدة 20 سنة. وكانت تقدّم النشرات الإخبارية، وكذلك برامج حوارية كان آخرها «ترانزيت». ومن نشاطاتها في هذا المضمار تغطيتها بوصفها مراسلة لـ«المستقبل» مؤتمرات دولية جرت في أفغانستان والعراق.

ولكن، في عام 2013 لملمت شرف الدين ذكرياتها في هذه المحطة وقرّرت مغادرتها. وفي حينه، برّرت قرارها بأنه مبني على ضرورة التغيير، وأن التجربة المرئية في «المستقبل» طالت. وأيضاً، تخللها في الأيام الأخيرة قبل إقفال أبوابها نهائياً تقليص نفقات وإنتاجات.

من هناك، توجهّت نحو صرح إعلامي آخر، ولكن من النوع المسموع هذه المرة؛ إذ دخلت إذاعة «صوت كل لبنان» لتتولى تقديم البرنامج السياسي «لقاء الأحد»، لتحلّ بدلاً من الإعلامية الراحلة جيزيل خوري. وكانت خوري قد اضطرت إلى ترك الإذاعة إثر عملها بقناة الـ«بي بي سي» العربية. وحقاً، بقيت شرف الدين ضمن عائلة «إذاعة صوت كل لبنان» حتى قبل أيام قليلة من تسميتها «الناطقة الإعلامية لرئاسة الجمهورية». وبعد نحو 10 سنوات من العمل الإذاعي تخلله 3 سنوات عمل في قناة «العربي»، لملمت أغراضها مجدداً لتخوض تجربة مهنية مختلفة.

وما يجدر ذكره في هذا السياق، أن شرف الدين كانت قد مارست الإعلام المكتوب في مجلة «الشراع»، وفي مواقع إلكترونية عديدة بينها «بوست 180». وإذا ما سألتها اليوم عن المجال الإعلامي الأقرب إلى قلبها تردّ بسرعة «إنه الإعلام المكتوب».

علي جابر... المدير الأستاذ

في العمل الإذاعي، استمتعت نجاة شرف الدين بالتفاعل الذي لاقته من قبل المستمعين، خاصة أنها لم تكن تتوقع أن يكون للمسموع في زمن الصورة كل هذا الازدهار. وعليه، كانت تجربة جديدة تدرجها على لائحة «خبرات» من نوع آخر. وتعتبر رواج الـ«بودكاست» اليوم، تكملة لزمن المسموع الذهبي، ولكن بقالب مختلف.

طيلة ممارسة شرف الدين مهنة الإعلام تعاونت مباشرة مع عدد من مديري المؤسسات التي دخلتها. وبالنسبة لها، فإن مدير تلفزيون «المستقبل» (آنذاك)، علي جابر، أكثر من أثّر في مشوارها الإعلامي؛ إذ زوّدها بالثقة بالنفس، وبخبرة رفيعة المستوى سببها أسلوبه في العمل. وهو منذ اللحظة الأولى، وضعها بمواجهة التحديات في عملها الصحافي. وكان يرفض السطحية في تنفيذ المحتوى، ويصرّ على التعمق بأي مهمة تقوم بها. ذلك الأمر ما كان يقتصر على قراءة نشرة أخبار، بل المتابعة والإلمام بكل التطوّرات على الأرض.

«لا أعرف» تحفّزها للبحث المستمر

تتمتع نجاة شرف الدين بشخصية ليّنة ومطواعة، تصغي إلى الآخر بدقة، وتشعر دائماً بأنها تحتاج إلى المعرفة. ولطالما ردّدت: «ولا مرة أجاهر بمعرفتي بأمور كثيرة، وأفضّل عليها عبارة (لا أعرف) لأنها تحفّزني على البحث المستمر». وهنا نشير إلى أنه منذ أن شاع خبر تسميتها «ناطقة إعلامية لرئاسة الجمهورية» انتظر الجميع إطلالتها على المنصة الإعلامية في القصر. ولكن الإطلالة تأخرت لأيام قليلة لبضعة أسباب، في مقدمها أنه كان عليها التعرف إلى طبيعة مهمتها وإلى فريق العمل.

واليوم تأتي إطلالتها بشكل محدود وفي مناسبات معينة. ويتطلّب الأمر التركيز على حدث معين يجري في القصر، من دون الحاجة إلى إطلالات متكرّرة لا جدوى إعلامية منها.

القصر والمحطة الأخيرة

كما سبق، حتى اليوم أطلّت نجاة شرف الدين مرات قليلة على الشاشة. وكانت تتلو في كل مرة على الإعلاميين مراسلي القصر الجمهوري نتائج مباحثات أو لقاءات أجراها الرئيس عون. فهل يمكن أن يشكّل القصر آخر المحطات الإعلامية في مشوارها؟

مَن يعرف شرف الدين يدرك تماماً بأن هذا الأمر غير وارد في أجندتها المهنية.

صحيح أنها تصف مركزها الإعلامي اليوم بـ«المكافأة المعنوية لمشوار متعب ومضنٍ»، إلا أنها ترفض اعتباره المحطة الأخيرة. وبرأيها لا يمكن للحياة أن تخلو من الفرص، ومن ثم، فالتجربة الإعلامية التي تعيشها اليوم ممتنّة لها بشكل كبير، ولكنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة.