إردوغان يعيد طرق باب العلاقات مع مصر... والقاهرة «لا ترصد تطوراً»

اعتبر أنها «تتطور» على أساس «المصالح المشتركة»

جولة المباحثات الاستكشافية الأولى بين مصر وتركيا التي عُقدت بالقاهرة العام الماضي (الخارجية المصرية)
جولة المباحثات الاستكشافية الأولى بين مصر وتركيا التي عُقدت بالقاهرة العام الماضي (الخارجية المصرية)
TT

إردوغان يعيد طرق باب العلاقات مع مصر... والقاهرة «لا ترصد تطوراً»

جولة المباحثات الاستكشافية الأولى بين مصر وتركيا التي عُقدت بالقاهرة العام الماضي (الخارجية المصرية)
جولة المباحثات الاستكشافية الأولى بين مصر وتركيا التي عُقدت بالقاهرة العام الماضي (الخارجية المصرية)

رغم مرور أكثر من عام تقريباً على آخر «جولة استكشافية» جمعت علناً بين مسؤولين مصريين وأتراك واستضافتها أنقرة في سبتمبر (أيلول) 2021 والتي لم يعقبها تطور لافت؛ فإن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عاد مجداً إلى طرق باب العلاقات مع القاهرة، معتبراً أنها «تتطور على أساس المصالح المشتركة»، غير أن تقديراً مصرياً ذهب إلى أنه «لا يوجد تطور مرصود في هذا السياق».
وكان الرئيس التركي، يتحدث بمناسبة «السنة التشريعية الجديدة في البرلمان التركي»، بحسب ما نقلت عنه «وكالة الأناضول»، وقال إن «علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية، والإمارات، وإسرائيل تتطور على أساس المصالح المشتركة»، ومستطرداً: «وعملية مماثلة تجري مع مصر».
وتوترت العلاقات بين تركيا ومصر عام 2013، وتبادلا سحب السفراء، إلا أن سفارتي البلدين لم تغلقا أبوابهما، واستمرتا في العمل على مستوى القائم بالأعمال، وبمستوى تمثيل منخفض طوال الأعوام الماضية، بسبب الموقف التركي من سقوط «حكم الإخوان» في مصر، ودعمه الجماعة التي أعلنتها السلطات المصرية «تنظيماً إرهابياً»، وعلى المستوى التجاري والاقتصادي ظل التبادل والتعاطي قائماً بين البلدين.
كما برزت إشارات تركية خلال العامين الماضيين، بشأن الرغبة في «استئناف العلاقات»، وأعقبتها خطوات من جانب أنقرة تمثلت في «وقف عمل بعض المحطات التلفزيونية» التي تعمل لديها ويديرها داعمون ومنتمون لـ«الإخوان»، ما اعتبرته القاهرة «إيجابياً». وفي مايو (أيار)، وسبتمبر (أيلول) 2021، استضافت القاهرة وأنقرة على الترتيب جولتين استكشافيتين من المحادثات برئاسة نائبي وزيري خارجية البلدين، لبحث «العلاقات الثنائية بين الجانبين، فضلاً عن عدد من الملفات الإقليمية».
ويرى وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي أن «العلاقات المصرية - التركية تسير منذ فترة بنفس الوتيرة دون جديد، وهي في نفس النقطة التي توقفت عندها المباحثات الاستكشافية القانية قبل عام».
وقال العرابي لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يمكن رصد تطور طرأ على الملف، خاصةً أن الملفات المركزية ذات التماس بين الطرفين لم يحدث عليها تطور يذكر، وهي التي تتعلق بالنشاط التركي في ليبيا وسوريا والعراق وكذلك المناوشات في شرق المتوسط، وهي ملفات يجب على تركيا أن تظهر فيها مزيداً من الجهد الذي يؤكد مراعاتها لأمن مصر من خلالها».
وفي يونيو (حزيران) 2021، رهن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مضي بلاده بمسار «تطبيع العلاقات» مع تركيا بإقدامها على «تغيير المنهج»، ومراعاة آراء القاهرة بشأن سياسات أنقرة المتصلة بالمصالح المصرية. وقال شكري إن مصر «خلال الحوار الاستكشافي الذي تم وخرج على مستوى نواب الخارجية، أبدت كل ما لديها من آراء متصلة بالسياسات التركية، وما نتوقعه من تغيير في المنهج حتى يتم تطبيع العلاقات مرة أخرى».
وبشأن أسباب العودة إلى ملف العلاقة مع مصر من قبل الرئيس التركي في هذا التوقيت، عبر العرابي عن اعتقاده بأنه «ربما يحاول استغلال تطور علاقاته مع المحيط الخليجي وفك بعض نقاط التباين عربياً ليؤكد داخلياً على نجاح سياساته الخارجية في تقليل حجم المشكلات مع الإقليم».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«أفريكوم» تؤكد التزامها بمواصلة التعاون العسكري مع ليبيا

عناصر أميركية وليبية خلال التدريب العسكري المشترك في سرت (الجيش الوطني)
عناصر أميركية وليبية خلال التدريب العسكري المشترك في سرت (الجيش الوطني)
TT

«أفريكوم» تؤكد التزامها بمواصلة التعاون العسكري مع ليبيا

عناصر أميركية وليبية خلال التدريب العسكري المشترك في سرت (الجيش الوطني)
عناصر أميركية وليبية خلال التدريب العسكري المشترك في سرت (الجيش الوطني)

غداة القيام بتدريبات مشتركة، نقلت السفارة الأميركية لدى ليبيا، الثلاثاء، عن الفريق جون برينان، نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، «التزامها بمواصلة التعاون مع القوات الليبية لدعم ليبيا مستقرة وموحدة وذات سيادة».

جاء هذا التصريح في إشارة إلى ما وصفته السفارة الأميركية بتدريب فريد من نوعه مع المراقبين الجويين التكتيكيين العسكريين الليبيين من غرب ليبيا وشرقها في محيط سرت، بهدف تعزيز إعادة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية الليبية.

كانت شعبة الإعلام بـ«الجيش الوطني» قد عدّت، مساء الاثنين، أن التدريب الذي حضره عدد من قيادات قوات الجيش و«أفريكوم» يستهدف تعزيز قدرات الدفاع الجوي، وتطوير آليات مراقبة الحركة الجوية، بما يسهم في رفع مستوى الجاهزية لقوات الجيش.

وبثت الشعبة لقطات للتدريب العسكري المشترك الذي نفذته قواته، بالتعاون مع القوات الجوية الأميركية في سرت، بمشاركة قاذفات استراتيجية من طراز «B-52»، وذلك في إطار تعزيز الشراكة والتعاون في مجال الدفاع.

في شأن مختلف، أعلن رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، إطلاق جولة استكشافية جديدة، تأكيداً على التزامه بتطوير قطاع النفط والغاز.

الدبيبة خلال كلمته بمناسبة تدشين جول تنقيب جديدة للنفط (حكومة الوحدة)

وعدَّ الدبيبة خلال الإعلان عن انطلاق جولة العطاء العام للاستكشاف، مساء الاثنين بالعاصمة طرابلس، أن المؤسسة الوطنية للنفط «عماد الاقتصاد، ودعمها واجب»، وتعهد بعدم السماح بالتعطيل أو العرقلة، ووعد بالمضي قدماً لزيادة الإنتاج، وتعزيز مكانة ليبيا في سوق الطاقة العالمية.

وخاطب الدبيبة الأجهزة الرقابية والقضائية، التي اتهمها بـ«التدخل في عمل مؤسسة النفط»، من دون أن يحددها، قائلاً: «نريد للمؤسسة أن تعمل بحرية كاملة، وبكامل قوتها لزيادة الدخل»، داعياً الليبيين لدعمها وعدم الالتفات إلى ما وصفه بـ«الكلام المحبط، الذي يريد موت هذه المؤسسة».

كما وصف الدبيبة مؤسسة النفط بـ«البقرة التي يأكل منها الليبيون جميعاً»، مشيراً إلى أن حكومته خصصت لها الميزانية الأكبر من نوعها لدعم عملها، وقال بهذا الخصوص: «نريد أن نكون الرقم واحد في المنطقة في إنتاج الغاز والنفط»، معتبراً أن هذه الجولة تمثل رسالة واضحة بأن ليبيا مستعدة للانفتاح على الشركات العالمية، ضمن بيئة استثمارية حديثة وشفافة، ومشيراً إلى أن إزالة حكومته للعقبات، التي واجهت قطاع النفط والغاز، أدت لزيادة إنتاج النفط الخام إلى نحو 1.4 مليون برميل يومياً.

بدوره، أعلن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط المكلف، مسعود سليمان، خلال إطلاق جولة العطاء العام للاستكشاف، أن أكثر من ثلثي الأراضي الليبية تنتظر استكشاف الخيرات الوفيرة الكامنة في باطنها، لافتاً إلى أن الاستكشاف في مناطق جديدة «لا يعني فقط إنتاج النفط والغاز، بل هو مبعث للحياة في تلك المناطق وتنميتها، ما سيسهم في دعم القطاع الخاص، الذي سيشارك في تقديم الخدمات المساندة لأعمال الاستكشاف والحفر، وبالتالي زيادة الدخل القومي، فضلاً عن توفير مساحات واسعة من فرص العمل الجديدة للشباب الباحث عن عمل».

وأوضح سليمان أن عودة كبرى الشركات للاستكشاف ستعزز مكانة ليبيا بين دول العالم النفطية، وستضيف احتياطيات جديدة من النفط والغاز، تعوّض الكميات المنتجة في السابق، مما سيزيد الإنتاج.

لكن محمد عون، وزير النفط والغاز السابق بحكومة الوحدة، عدَّ أن الإعلان عن جولة الاستكشاف، «مخالف لقرار مجلس النواب»، وحذر الشركاء الأجانب من عدم تنفيذ الأحكام القضائية والتشريعات النافذة بالبلاد.

الدبيبة أكد أن حكومته خصصت لمؤسسة النفط الميزانية الأكبر من نوعها لدعم عملها (الشرق الأوسط)

في المقابل، نفى مصدر بوزارة الدفاع التابعة لحكومة «الوحدة» إصدار الدبيبة قراراً بتشكيل غرفة لمهاجمة الحقول النفطية، وقال إن المستند المزور خبيث، وهدفه التشويش على إعلان العطاء العام للاستكشاف النفطي في طرابلس، بحضور الشركات الأجنبية.

في غضون ذلك، نفت حكومة الدبيبة ما ورد في تقرير نشرته منصة «American Thinker» حول استعداد ليبيا لاستقبال ما أسمتهم بـ«لاجئين فلسطينيين»، وعدّت هذه الادعاءات مختلقة تماماً، ولم تصدر عن أي جهة رسمية ليبية.

وشدد المكتب الإعلامي للدبيبة، في بيان مساء الاثنين، على أن التقرير يفتقر إلى أدنى معايير المصداقية والمهنية، وجدد ما وصفه بموقف ليبيا الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة على أرضه، مبرزاً أن سياسة الحكومة تجاه هذه القضية تستند إلى المبادئ والقيم التي يؤمن بها الشعب الليبي.

صورة وزعتها البعثة الأممية للقاء تيتيه مع سفير مالطا

بدورها، قالت رئيسة البعثة الأممية، هانا تيتيه، إنها بحثت مع سفير مالطا، تشارلز صليبا، التطورات والتحديات السياسية الحالية، والسبل التي يمكن للمجتمع الدولي من خلالها دعم الشعب الليبي في التغلب على الجمود السياسي، وتعزيز السلام والاستقرار. كما أعربت تيتيه عن امتنانها لحكومة مالطا على دعمها المستمر لعمل الأمم المتحدة والعملية السياسية، التي تيسرها بعثتها في ليبيا.