أميركا تعلن «شراكة جديدة» مع جزر المحيط الهادي

بعد تردد من جزر سليمان ذات العلاقة الوثيقة مع الصين

بلينكن لدى استقباله قادة دول جزر المحيط الهادي في واشنطن أمس (رويترز)
بلينكن لدى استقباله قادة دول جزر المحيط الهادي في واشنطن أمس (رويترز)
TT

أميركا تعلن «شراكة جديدة» مع جزر المحيط الهادي

بلينكن لدى استقباله قادة دول جزر المحيط الهادي في واشنطن أمس (رويترز)
بلينكن لدى استقباله قادة دول جزر المحيط الهادي في واشنطن أمس (رويترز)

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن دول جزر المحيط الهادي وافقت على «شراكة جديدة» مع الولايات المتحدة قبل قمة تاريخية لزعماء المنطقة مع الرئيس الأميركي جو بايدن.
واستقبل كبير الدبلوماسيين الأميركيين زعماء فيجي، وجزر مارشال، وميكرونيزيا، وبالاو، وبابوا غينيا الجديدة، وساموا، وجزر سليمان، وتونغا، وتوفالو، وجزر كوك، وبولينيزيا الفرنسية، وكاليدونيا الجديدة، بالإضافة إلى ممثلين عن فانواتو، وناورو، ومراقبين عن أستراليا ونيوزيلندا، والأمين العام لمنتدى جزر المحيط الهادي، بوزارة الخارجية في واشنطن، على أن يُتوج الجمعة بقمة في البيت الأبيض، حيث يتوقع أن يتعهد بايدن تعاوناً أوثق مع المنطقة.
ووعدت إدارة بايدن بالكشف عن تعهدات جديدة «كبيرة» مع تحركها لتكثيف الوجود الدبلوماسي والتجاري والتنموي لأميركا في المنطقة، التي تشهد توسيعاً لنفوذ الصين.
وقال بلينكن: «ما آمل أن تستخلصه من هذه المشاركات هو أن الولايات المتحدة تشارككم رؤيتكم، ونحن ملتزمون المساعدة في تحقيقها»، مضيفاً أنها «رؤية تدرك أنه فقط من خلال العمل سوية، يمكننا بالفعل مواجهة أكبر تحديات عصرنا، والتي تواجه جميع مواطنينا». وأوضح أن «تلك التحديات تشمل الحفاظ على منطقة المحيطين الهادي والهندي حرة ومفتوحة، حيث يكون لكل دولة، بصرف النظر عن حجمها، ومهما كانت صغيرة، الحق في اختيار مسارها الخاص».
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة توصلت بالفعل إلى اتفاق مع زعماء جزر المحيط الهادي في شأن «إعلان شراكة» كان موضوع مفاوضات مكثفة خلال الفترة التي سبقت القمة.
وأبلغت جزر سليمان دول المحيط الهادي الأخرى، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأنها لن توقّع على الوثيقة، موضحة أنها بحاجة إلى مزيد من الوقت للنظر فيها، وأكدت أنه لا يوجد «توافق في الآراء» بين الزعماء حتى الآن.
لكن يبدو أن بلينكن يشير إلى أن جزر سليمان انضمت الآن إلى هذه الشراكة، إذ قال إن الزعماء «اجتمعوا حول إعلان شراكة بين الولايات المتحدة والمحيط الهادي، وهو إعلان يُظهر أن لدينا رؤية مشتركة للمستقبل وتصميماً على بناء ذلك المستقبل معاً». وأضاف، وهو يمسك وثيقة: «أنا سعيد للغاية لأننا حصلنا على هذا اليوم؛ لأننا اتفقنا عليه». وزاد أن هذه الوثيقة «ستعطينا خريطة طريق للعمل الذي نقوم به في المستقبل».
وعندما سئل عما إذا كان الاتفاق يحظى بدعم جزر سليمان، لم يقدم الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس أية تفاصيل. وقال: «سعدنا بالمحادثات البناءة التي أجريناها مع الحاضرين في جزر المحيط الهادي. وسيكون لدينا المزيد لنقوله عن هذا» عندما يستضيف بايدن مأدبة عشاء رسمية للزعماء في البيت الأبيض.
وأفاد رئيس وزراء فيجي فرانك باينيماراما بأن هذه المشاركة هي الأهم بين الولايات المتحدة ومنتدى جزر المحيط الهادي منذ جيل، وقال في الاجتماع مع بلينكن: «ترحب أسرة منتدى جزر المحيط الهادي بهذه الفرصة لتوجيه الولايات المتحدة نحو أن تصبح القوة الحقيقية في المحيط الهادي»، مضيفاً أن «حقيقة أن قادة المحيط الهادي سوف يتشاركون غرفة مع رئيس الولايات المتحدة وجميع أجهزة الحكومة الأميركية تخبرنا إلى أي مدى وصلنا».
وكان رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه داموكانا سوغافاري قد بدا أكثر من مرة وكأنه يتجاهل الولايات المتحدة، مما زاد من مخاوف الأخيرة. واشتدت المنافسة الاستراتيجية في المحيط الهادي بشكل كبير، هذا العام، بعد أن وقّعت الصين اتفاقية أمنية مع جزر سليمان، مما أثار تحذيرات من عسكرة المنطقة.
وقال منسق البيت الأبيض لمنطقة المحيطين الهندي والهادي كورت كامبل، الأسبوع الماضي، إن القمة ستركز على قضايا مثل تغير المناخ والصحة. وأضاف أن الولايات المتحدة وحلفاءها يريدون تعزيز الأمن البحري وروابط اتصالات الدول الجزرية مع دول مثل اليابان وأستراليا والهند.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أميركا تودّع كارتر في جنازة وطنية يحضرها 5 رؤساء

حضر الرؤساء الخمسة مراسم جنازة كارتر في واشنطن الخميس (أ.ف.ب)
حضر الرؤساء الخمسة مراسم جنازة كارتر في واشنطن الخميس (أ.ف.ب)
TT

أميركا تودّع كارتر في جنازة وطنية يحضرها 5 رؤساء

حضر الرؤساء الخمسة مراسم جنازة كارتر في واشنطن الخميس (أ.ف.ب)
حضر الرؤساء الخمسة مراسم جنازة كارتر في واشنطن الخميس (أ.ف.ب)

أقامت الولايات المتحدة، الخميس، جنازة وطنية للرئيس السابق جيمي كارتر، لتتوّج بذلك تكريماً استمر أياماً عدة للحائز جائزة نوبل للسلام الذي ترك بصمته على تاريخ البلاد والعالم.

وبحضور الرئيس المنتخب دونالد ترمب، ألقى الرئيس الحالي جو بايدن كلمة تأبينية في الكاتدرائية الوطنية بالعاصمة واشنطن، وهي كنيسة أسقفية أقيمت فيها لدوايت آيزنهاور ورونالد ريغن وجورج بوش الأب مراسم التشييع أيضاً. وتختتم هذه الجنازة فترة حداد دامت أسبوعاً ألقى الأميركيون خلالها النظرة الأخيرة على نعش كارتر، الذي غطي بالعلم الأميركي تكريماً للرئيس التاسع والثلاثين الذي توفي في 29 ديسمبر (كانون الأول) عن عمر يناهز 100 عام.

جانب من مراسم تشييع كارتر في الكاتدرائية الوطنية بواشنطن 9 يناير (إ.ب.أ)

«سوء استخدام السلطة»

وحذّر الرئيس الأميركي في خطابه من «الحقد» و«إساءة استخدام السلطة». وقال: «نحن ملزمون بعدم منح الكراهية ملاذاً آمناً، وبالتصدّي لأعظم خطيئة على الإطلاق، ألا وهي إساءة استخدام السلطة».

وكان جيمي كارتر طلب من جو بايدن إلقاء خطاب التأبين، حسبما كشف الرئيس في مقابلة مع صحيفة «يو إس إيه توداي» نشرت الأربعاء، وأن الرجلين كانا صديقين منذ فترة طويلة. والتقيا لآخر مرة عام 2021. وأشاد جو بايدن بكارتر، قائلاً إنه كان رجلاً مستقيماً. وأضاف وهو يشير إلى رأسه: «لم يكن كارتر يرى العالم من خلال عقله». وتابع: «كان يراه من خلال قلبه»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وكان جيمي كارتر رئيساً لولاية واحدة بين العامين 1977 و1981.

وإلى جانب نحو ثلاثة آلاف شخص، حضر الجنازة جميع رؤساء الولايات المتحدة الأربعة الآخرين الأحياء، بيل كلينتون ودونالد ترمب وجورج دبليو بوش وباراك أوباما.
وكان كارتر أول رئيس أميركي سابق يتجاوز عمره 100 عام، وتوفي في مسقط رأسه بجورجيا. وأعلن الخميس يوم حداد وطني مع إغلاق الدوائر الفيدرالية.

تنكيس الأعلام

وكان جو بايدن أمر بتنكيس الأعلام لمدة 30 يوماً، على ما جرت العادة. ومن ثمّ ستظل الأعلام منكسة خلال مراسم تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني)، وهو ما انتقده الرئيس الجمهوري المنتخب.

نقل نعش كارتر إلى الكاتدرائية الوطنية بالعاصمة واشنطن 9 يناير (رويترز)

ومع ذلك، أشاد ترمب بجيمي كارتر بعد إعلان وفاته. وألقى الأربعاء نظرة الوداع في واشنطن على نعش كارتر برفقة زوجته ميلانيا.

في بداية ولايته الرئاسية عدّه أقرانه في واشنطن ضعيفاً، لكن جيمي كارتر فرض نفسه على الساحة الدولية، ولا سيما من خلال التفاوض على أول اتفاقية بين إسرائيل ودولة عربية هي مصر. وعندما أُعلن عن وفاته، تدفقت التعازي من جميع أنحاء العالم.
تميز بعد انتهاء ولايته بمبادرات مختلفة لصالح الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو التزام إنساني أكسبه اعترافاً دولياً حتى حصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2002.

مراسم وطنية

وبدأت مراسم وداع كارتر رسمياً، السبت، مع قيام عناصر من جهاز الخدمة السرية المكلف حماية الرؤساء الأميركيين، بحمل نعشه ووضعه في سيارة لنقل الموتى جالت مدينة بلاينز بولاية جورجيا.

حضر الرؤساء الخمسة مراسم جنازة كارتر في واشنطن الخميس (أ.ف.ب)

وتجمعت حشود على جوانب الطرقات في بلاينز لتوديعه وإلقاء التحية على الموكب الذي سار ببطء، بينما لوّح كثيرون بالأعلام الأميركية. وتوقفت السيارة السوداء التي تحمل النعش أمام المزرعة التي عاشت فيها عائلة كارتر في طفولته، حيث قرع جرسها 39 مرة تكريماً للرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة.
وكان جثمان الرئيس الأميركي السابق وصل الثلاثاء إلى مبنى الكابيتول في واشنطن. وكان جيمي كارتر يتلقى «رعاية نهاية الحياة» منذ فبراير (شباط) 2023 في بلاينز.
وبعد المراسم الكنسيّة، سيوارى الثرى في منزله بجوار زوجته روزالين، التي رحلت في 2023 عن عمر 77 عاماً.