«مؤتمر الناشرين» في الرياض يستكشف تطلعات وتحديات سوق الكتاب ومستقبل صناعة النشر

إحدى جلسات النسخة الثانية من «مؤتمر الناشرين الدولي»
إحدى جلسات النسخة الثانية من «مؤتمر الناشرين الدولي»
TT

«مؤتمر الناشرين» في الرياض يستكشف تطلعات وتحديات سوق الكتاب ومستقبل صناعة النشر

إحدى جلسات النسخة الثانية من «مؤتمر الناشرين الدولي»
إحدى جلسات النسخة الثانية من «مؤتمر الناشرين الدولي»

حثّ مشاركون في «مؤتمر الناشرين» على ضرورة أن تدعم الجامعات العربية إنشاء مسارات ومعاهد مختصة بتدريس صناعة النشر على أسس علمية، وتلبية حاجة سوق الكتب إلى كوادر مختصة في القطاعات المتدخلة في بناء حركة نشر متطورة، فضلاً عن أهمية أن يسعى الكتّاب إلى فهم القارئ الجديد والمتطلع، ومواءمة طروحاتهم ومؤلفاتهم مع وعيه المتأثر بزخم منصات التواصل الجديدة .
وفي إحدى جلسات النسخة الثانية من «مؤتمر الناشرين الدولي»، الذي انطلق في الرياض أمس الثلاثاء، تمهيداً لانطلاق عرس الرياض الدولي للكتاب، دعت الدكتورة وفاء مزغني، مستشارة النشر في جامعة صفاقس، السعودية إلى تبنّي مشروع بناء مؤسسة علمية للتدريس والتدريب على فنون النشر بجميع قطاعاته، مثل التأليف ورسوم الأطفال والتسويق والبحوث، لدعم صناعة النشر العربية، ومواكبة حركة النشر العالمية.


إحدى جلسات النسخة الثانية من «مؤتمر الناشرين الدولي»

من جانبه، قال سنان صويص، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة جبل عمّان»، إن «السعودية دولة رائدة وطموح في مجال النشر، ومؤهلة لتبني هذا التوجه لتدريس صناعة النشر بطريقة علمية، في ظل ما تعانيه السوق من نقص في إمكانات التدريب على أسس صحيحة، وعدم توفر الدراسات المرجعية الدقيقة التي تدعم صناعة النشر وتقرأ توجهاته وترسم مسارات مستقبله». كما دعا إلى «تطوير المناهج الدراسية المتوفرة في الجامعات والكليات العربية، وتدريس مساقات متصلة بقطاعات النشر؛ بصفته مشروعاً مهماً وخطوة ضرورية لبناء جيل للمستقبل، قادر على تغطية احتياجات هذه الصناعة المهمة».
وفي جلسة «مستقبل الحكاية... ولقاء الخيال والابتكار»، قال صويص إن «الناشر يلعب دوراً كبيراً في تعزيز النهضة الثقافية، وبناء أساس متين لها، وهو يتجاوز دوره من مجرد قناة بين المؤلف والمطبعة، إلى مساعدة المؤلف على قول كلمته بشكل أفضل، وسرد حكايته ورسالته بشكل أجمل ويناسب السوق العربية ككل، والتفكير في حدود جغرافية أبعد من الإطار المحلي».
وأضاف: «لدينا محتوى عربي مؤهل للعبور إلى العالم أجمع، بشرط تقديم نصوص تتحدى قارئ اليوم، والخروج من السياقات التقليدية التي لا تتواءم مع قارئ جديد يتعرض لزخم كبير من منصات التواصل والاتصال، وبناء نصوص تستحث القارئ وتراعي وعيه الواسع والمتطلع والمتجدد».
وفي جلسة عن «التوجهات الراهنة لسوق الكتب الصوتية وفرص ازدهارها»، قالت حنان عبد المجيد، رئيسة الابتكار في مشروع «اقرأ لي»، إن «الكتب الصوتية تساعد في نجاح انتشار الكتاب، والخدمة الصوتية للكتاب مجرد أداة توصيل، لا تؤثر في جودة المحتوى ولا تضرّ بقيمة الوعي بالكتاب ومضامينه، بل تقوم بتسهيل وصول الكتاب إلى شرائح أوسع». ولفتت إلى أن «الكتب الصوتية أنقذت حالة المقروئية في العالم العربي، خصوصاً في ظل إيقاع الحياة المتسارع، كما منحت الأجيال الشابة وأصحاب الظروف الخاصة، مثل من يعانون من تراجع حدة البصر، فرصة لتعزيز اللغة والخيال والمعرفة».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

احتفالية كبرى لاستعادة أغاني أم كلثوم في باريس

أكثر من فعالية تحتفي بذكرى أم كلثوم (مشروع القاهرة عنواني)
أكثر من فعالية تحتفي بذكرى أم كلثوم (مشروع القاهرة عنواني)
TT

احتفالية كبرى لاستعادة أغاني أم كلثوم في باريس

أكثر من فعالية تحتفي بذكرى أم كلثوم (مشروع القاهرة عنواني)
أكثر من فعالية تحتفي بذكرى أم كلثوم (مشروع القاهرة عنواني)

أعلن مسرح فيلهارموني دي باريس، الذي يُعدّ أشهر المسارح في العاصمة الفرنسية، عن استضافة حفل غنائي كبير لاستعادة أغاني «كوكب الشرق» أم كلثوم في الذكرى الخمسين لرحيلها.

وأكدت دار الأوبرا المصرية مشاركتها في هذه الاحتفالية الفنية الضخمة التي تم الإعلان عن نفاد بطاقات حجزها بإجمالي مقاعد 2400، وفتح قائمة الانتظار لمن يرغبون في مشاهدة الحفل.

وقالت رئيسة دار الأوبرا المصرية، الدكتورة لمياء زايد، إن هذا الإقبال الكبير على الحفل المقرر بداية فبراير (شباط) المقبل يعكس قيمة الإبداع المصري والعربي عالمياً باعتباره أحد العناصر المهمة في التراث الإنساني، مؤكدة في بيان، الجمعة، أن هذه الاحتفالية «جاءت تعبيراً عن المكانة الحضارية الرائدة والمميزة التي تتمتع بها مصر دولياً»، مؤكدة أن المسرح الذي سيشهد الاحتفالية يُعد من أجمل مسارح العالم.

استعادة ذكرى أم كلثوم باحتفالية كبرى (مشروع القاهرة عنواني)

وعدّ الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن «هذه الاحتفالية ضمن سلسلة فعاليات تقام في عدة دول بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيل أم كلثوم، وهو حدث يستحق كل احتفاء لأن أم كلثوم من الشخصيات النادرة في تاريخ الفن العربي».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن هذا الاحتفاء يتزامن مع الاستعداد لاحقاً لعرض فيلم (الست) إنتاج صندوق (بيج تايم) تحت إشراف المستشار تركي آل الشيخ، وهذه الاحتفالات تتسق مع المكانة الكبيرة التي تمتلكها أم كلثوم والتي لم تزعزعها 5 عقود من الرحيل».

لافتاً إلى أن «إقامة هذه الاحتفالية في فرنسا تحديداً تذكرنا بحفل أم كلثوم في باريس خلال الستينات، الذي كشف عن مدى جماهيريتها في أوروبا، وكان هذا الحفل موجهاً لدعم المجهود الحربي في مصر».

وتقام الاحتفالية في باريس مطلع فبراير المقبل، ويحييها أوركسترا الموسيقى العربية بقيادة المايسترو الدكتور علاء عبد السلام وتشارك فيها نجمتا الأوبرا رحاب عمر وإيمان عبد الغني.

ويرى الناقد الموسيقي المصري أحمد السماحي أن «هذه الاحتفالية تؤكد أن أم كلثوم ما زالت تمثل أسطورة فنية، رغم مرور 50 عاماً على رحيلها، فما زالت أشهر شخصية فنية في العالم العربي كله ورحيلها لم يزدها إلا بريقاً وتوهجاً».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أم كلثوم قدمت فناً صادقاً مليئاً بالأصالة ويحمل بذرة الخلود، والدليل على ذلك أن أعمالها ما زالت حتى يومنا الحالي حية بيننا وملء السمع والبصر».

وولدت أم كلثوم، واسمها الحقيقي فاطمة البلتاجي، عام 1898 في محافظة الدقهلية (دلتا مصر)، وانتقلت إلى القاهرة في عشرينات القرن الماضي، وبدأت مشوارها الفني مع الشيخين أبو العلا محمد وزكريا أحمد، ثم تعرفت على الموسيقار محمد القصبجي، ومن ثَم محمد عبد الوهاب، وقدمت أغاني من أعمال كبار الملحنين والشعراء في عصرها. ومن أعمالها «الأطلال»، و«مصر تتحدث عن نفسها» و«ثورة الشك»، و«الحب كله» و«أنت عمري» و«رباعيات الخيام». كما قدمت عدة أفلام غنائية للسينما المصرية في عقدي الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي.