السلطة تدين استباحة المنطقة «أ»... و«حماس» و«الجهاد» تتعهدان التصعيد

إسرائيل تقتل فلسطينياً في نابلس وتغلق الضفة وغزة

حرس الحدود الإسرائيلي يستعدون للصلاة في سوق بالقدس الأحد  (إ.ب)
حرس الحدود الإسرائيلي يستعدون للصلاة في سوق بالقدس الأحد (إ.ب)
TT

السلطة تدين استباحة المنطقة «أ»... و«حماس» و«الجهاد» تتعهدان التصعيد

حرس الحدود الإسرائيلي يستعدون للصلاة في سوق بالقدس الأحد  (إ.ب)
حرس الحدود الإسرائيلي يستعدون للصلاة في سوق بالقدس الأحد (إ.ب)

دانت السلطة الفلسطينة قتل فلسطيني في نابلس بالضفة الغربية، في كمين نصبه الجيش الإسرائيلي لخلية مسلحة، قال إنها كانت في طريقها لتنفيذ عملية، متهمة إسرائيل باستباحة عموم المناطق المصنفة (أ)، بما يعكس الانقلاب الإسرائيلي الرسمي على جميع الاتفاقات الموقعة، فيما نعت حركتا «حماس» و«الجهاد»، الشاب، وتعهدتا بتصعيد المقاومة في الضفة. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن قوة إسرائيلية كمنت للشاب سائد الكوني وهو في العشرينات من العمر، في منطقة «التعاون» جنوب مدينة نابلس وقتلته، واحتجزت جثمانه، فيما أصابت 3 آخرين بالرصاص كانوا في مركبة لاذت لاحقاً بالفرار.
وبحسب المصادر، فإن القوة الإسرائيلية هاجمت الكوني وهو على ظهر دراجة نارية قبل أن تحترق وتنفجر بفعل الرصاص.
ونعت مجموعات «عرين الأسود» في بلدة نابلس، الشاب الكوني، وقالت إنه كان أحد عناصرها، وقضى خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال قرب مستوطنة «براخا».
وأكد الجيش الإسرائيلي أن قواته حددت مجموعة من الفلسطينيين كانت تقود دراجة نارية ومركبة وفتحت عليهم النار.
وبحسب الجيش، فإنه يُعتقد أن المجموعة كانت في طريقها لتنفيذ هجوم إطلاق نار بالمنطقة.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن قوة من غولاني وكتيبة المظليين 202 نصبت كميناً لخلية مسلحة نفذت في الأيام الأخيرة عمليات إطلاق نار تجاه مستوطنة «براخا»، وقتلت أحدهم وفر الآخرون بعد اشتعال النيران في مركبتهم. وأظهرت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دراجة نارية محترقة وسيارة لحقت بها أضرار جراء إطلاق نار.
واكتشف الفلسطينيون لاحقاً، أن كف الكوني ما زالت موجودة في المكان ملتصقة بمقود الدراجة النارية المتفحمة. وفي مراسم لاحقة، دفنت عائلة الكوني كف ابنها في قبر حفر خصيصاً له بانتظار تسليم جثمانه من قبل إسرائيل. وقال أيمن الشخشير وهو خال الشاب، إن «العائلة تطالب كل الجهات والمؤسسات الدولية بتسليم جثمان نجلها والإفراج عنه، فاليوم نحن ندفن جزءاً من جسده لحين تسلم جثمانه ودفنه كاملاً».
وتعهدت حركة «الجهاد الإسلامي»، في بيان: «سيبقى الاشتباك في كل الساحات عنوان المرحلة». وقالت حركة «حماس» إن «شعبنا على امتداد الوطن من رفح حتى الناقورة، ومن البحر إلى النهر، سيواصل المقاومة». وبقتل الكوني يرتفع عدد الذين قتتلهم إسرائيل في الضفة الغربية منذ بداية العام، إلى 101، إضافة إلى 50 في الحرب الأخيرة على قطاع غزة. وتركز إسرائيل على محافظتي نابلس وجنين شمال الضفة الغربية، باعتبارهما مركزي نشاط المسلحين الفلسطينيين الذين هاجموا انطلاقاً من المدينتين أهدافاً إسرائيلية في قلب إسرائيل وفي الضفة الغربية، وتقول إن السلطة الفلسطينية تفقد سيطرتها هناك. وتتوقع إسرائيل تصعيداً آخر مع بدء الأعياد اليهودية، مساء الأحد، ولذلك تم وضع الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى بالضفة الغربية. وأعلنت السلطات الإسرائيلية إغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة، بشكل كامل، خلال رأس السنة اليهودية الذي بدأ الأحد، وإغلاقات أخرى لاحقة في «يوم الغفران»، والأيام الأولى والأخيرة من «عيد العرش» (سوكوت).
ومثل هذه الإغلاقات هي إجراء معتاد خلال فترات الأعياد. ويقول الجيش إنه إجراء وقائي ضد الهجمات في فترات تشهد توتراً مزداداً. وقال الناطق العسكري إن «الطوق سيدخل حيز التنفيذ عشية عيد رأس السنة، الأحد، بدءاً من الرابعة عصراً، ثم يرفع عند انتصاف ليلة الثلاثاء في السابع والعشرين من الشهر المقبل، منوطاً بتقييم للوضع الأمني». ويعني الطوق الأمني محاصرة أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة في مناطقهم ومنع عبورهم إلى إسرائيل لأي سبب، بما في ذلك حملة التصاريح الخاصة، لكن تستثنى فقط الحالات الإنسانية بعد الحصول على موافقة مسبقة من منسق أعمال الحكومة في المناطق. وضمن الإجراءات الإسرائيلية الأخرى في الضفة، أغلقت السلطات الإسرائيلية الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل أمام الفلسطينيين. وقال مدير الحرم الإبراهيمي غسان الرجبي، إن سلطات الاحتلال أغلقت الحرم الإبراهيمي أمام المسلمين ابتداء من الساعة العاشرة من مساء الأحد، ولمدة 24 ساعة لتمكين اليهود من الصلاة فيه وحدهم.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

السوداني يظل «محايداً» وسط التطورات السورية

السوداني يلتقي رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم (رئاسة الوزراء)
السوداني يلتقي رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم (رئاسة الوزراء)
TT

السوداني يظل «محايداً» وسط التطورات السورية

السوداني يلتقي رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم (رئاسة الوزراء)
السوداني يلتقي رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم (رئاسة الوزراء)

اختار أحمد الشرع، قائد «هيئة تحرير الشام»، رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أول زعيم يوجه له رسالة هاتفية، فيما يلتزم السوداني الصمت حيال طلبات الجولاني.

في الوقت الذي اختار فيه القائد الفعلي لسوريا وقائد «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، كأول زعيم عربي وعالمي يوجِّه له رسالة هاتفية، حتى قبل سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وهروبه، لا يزال السوداني يلتزم الصمت حيال ما طلبه منه الجولاني.

وانشغل السوداني بالوضع السوري؛ سواء من خلال زيارته الخاطفة إلى عمان، أو إجراء العديد من الاتصالات الهاتفية مع عدد من زعماء المنطقة والعالم، كان آخرها مساء السبت من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معبراً عن دعمه للتغيير الذي حدث في سوريا.

وفي الوقت نفسه، يسعى السوداني إلى إبعاد الساحة العراقية عن أن تصبح ساحة لتصفية الحسابات، بالإضافة إلى محاولاته لموازنة الوضع الجديد في سوريا، والانخراط العراقي في الجهود الدبلوماسية العربية والدولية. كما يسعى إلى إبعاد إيران، التي تمتلك أذرعاً قوية في العراق، عن الشأن السوري.

وأكد السوداني لرئيس «تيار الحكمة الوطني»، عمار الحكيم، أن موقف العراق يركز على عدم التدخل في الشأن السوري. وناقشا «الأوضاع العامة في البلاد، وجهود الحكومة في تنفيذ برنامجها الحكومي بجميع مستهدفاته، التي تهدف إلى تطوير الخدمات المقدَّمة والارتقاء بالواقع الاقتصادي للبلاد، بما يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية»، حسب بيان لرئاسة الوزراء.

وتناول اللقاء الأحداث الجارية في سوريا؛ حيث تم التأكيد على موقف العراق الثابت بعدم التدخل في الشأن السوري، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية ضم مختلف المكونات في إدارة المرحلة الانتقالية هناك. كما تمَّت مناقشة جهود الحكومة في تعزيز قدرات القوات الأمنية والعسكرية، وتعزيز حماية الحدود ضد أي تهديدات أمنية، بما يضمن سلامة الأراضي العراقية.

وكان السوداني قد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، حيث تم بحث مستجدَّات الأوضاع في المنطقة، لا سيما التطورات الأخيرة في سوريا.

وأفادت رئاسة الوزراء العراقية، في بيان، بأن السوداني أكد لماكرون «أهمية تضافر جميع الجهود لمساعدة السوريين في تحقيق تطلعاتهم وإعادة بناء دولتهم، مع ضرورة عدم التدخل في شؤونهم الداخلية». وأضاف السوداني أنه يجب التأسيس لمرحلة انتقالية من خلال عملية سياسية شاملة تضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري، مع التأكيد على سلامة ووحدة الأراضي السورية، وهو أمر حيوي لأمن المنطقة واستقرارها.

من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي «التزام بلاده بأمن واستقرار العراق، والوقوف إلى جانبه في مواجهة مختلف التحديات؛ خصوصاً في مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى «دور العراق المحوري في المنطقة».

وفي تصريحات صحافية، اليوم (الأحد)، أوضح فادي الشمري، المستشار السياسي للسوداني، أن «بغداد تسعى، من خلال تحركاتها الدبلوماسية المكوكية، إلى رسم رؤية إقليمية ودولية مشتركة بشأن سوريا، تهدف إلى دعم استقرارها والعمل على إقامة نظام سياسي ديمقراطي يحترم التعددية الاجتماعية وحقوق جميع مكونات الشعب السوري».

كما أشار إلى أن «العراق قد اتخذ خطوات استباقية سياسياً وأمنياً وعسكرياً لحماية مصالحه الوطنية، مع التأكيد على أهمية استقرار دول الجوار، وعدم إغفال الملف الفلسطيني، الذي يعاني شعبه من مجازر بشريّة على يد آلة الحرب الإسرائيلية».

أمنياً، أكد وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري سلامة الحدود العراقية مع سوريا، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية العراقية لا تزال تتحسَّب للمخاطر المحتملة، في حال تم تهريب الآلاف من عناصر تنظيم «داعش»، لا سيما من «مخيم الهول» وسجون سورية أخرى.

وأوضح الشمري، في بيان، أن «الوضع في الشريط الحدودي مطمئن»، لافتاً إلى أنه «ترأَّس اجتماع هيئة رأي الوزارة، بحضور معظم أعضائها، لمناقشة جدول الأعمال المطروح واتخاذ القرارات المناسبة بشأنه».

وأكد الوزير على «تكثيف الجهود الاستخبارية في جميع قواطع المسؤولية»، مشدداً على «ضرورة الاهتمام بملف الحدود الدولية، خاصة أن الوضع في الشريط الحدودي يظل مطمئناً».

في غضون ذلك، رحَّب الزعيم الكردي، مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، بالتصريحات التي أدلى بها الشرع بشأن الأكراد في سوريا.

ووجَّه بارزاني، اليوم (الأحد)، رسالة إلى الجولاني، تعقيباً على التصريح الذي ظهر فيه الجولاني بمقطع فيديو يصف فيه الأكراد في سوريا بأنهم «جزءٌ من الوطن وشريكٌ في سوريا المستقبل».

وقال بارزاني في رسالته: «إن هذه الرؤية تجاه الأكراد ومستقبل سوريا موضع سرور وترحيب من قِبَلنا، ونأمل أن تكون بداية لتصحيح مسار التاريخ وإنهاء الممارسات الخاطئة والمجحفة التي كانت تُرتَكَب بحق الشعب الكردي في سوريا».

وأضاف بارزاني: «مثل هذا المنظور يمثل منطلقاً يمهّد لبناء سوريا قوية»، مؤكداً أنه «يجب على الأكراد والعرب وجميع مكونات سوريا الأخرى اغتنام هذه الفرصة للمشاركة معاً في بناء سوريا مستقرة، حرة وديمقراطية».