واشنطن تعلن إجراءات لتسهيل اتصال الإيرانيين بالإنترنت

نواب الكونغرس حضوا وزارة الخزانة على اتخاذ خطوات عاجلة

محتجون على وفاة مهسا أميني في طهران (رويترز)
محتجون على وفاة مهسا أميني في طهران (رويترز)
TT

واشنطن تعلن إجراءات لتسهيل اتصال الإيرانيين بالإنترنت

محتجون على وفاة مهسا أميني في طهران (رويترز)
محتجون على وفاة مهسا أميني في طهران (رويترز)

أصدرت وزارة الخزانة الأميركية الجمعة توجيهات لتوسيع نطاق خدمات الإنترنت المتاحة للإيرانيين رغم العقوبات الأميركية على البلاد، وتعهدت بزيادة الدعم لاستخدام الإنترنت بحرية في إيران من خلال تحديث الترخيص بعدما حجبت الحكومة الإيرانية يوم الأربعاء الدخول إلى الإنترنت لمعظم مواطنيها.
وجاءت الخطوة بعدما طالبت مجموعة نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأميركي من وزارة الخزانة الأميركية، التحرك العاجل لتوفير خدمة «ستارلنك» للإنترنت عبر الأقمار الصناعية للإيرانيين نظراً للاحتجاجات الأخيرة التي تجتاح إيران إثر موت مهسا أميني (22 عاماً) التي فارقت الحياة في ظروف غامضة بعد احتجازها لدى الشرطة الأسبوع الماضي.
وقال إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس يوم الاثنين إن الشركة ستطلب إعفاءً من العقوبات المفروضة على إيران لتقديم خدمة (ستارلنك) للنطاق العريض عبر الأقمار الصناعية في البلاد.
وحض 21 عضواً من مجلس النواب الأميركي وزارة الخزانة على توفير الإعفاءات لضمان حصول الإيرانيين على تقنيات الاتصال. وقالوا في رسالة إلى الوزارة «يجب أن نضمن بقاءهم على اتصال بالعالم الخارجي».
وقال نائب وزير الخزانة الأميركية والي أدييمو: «في الوقت الذي ينزل فيه الإيرانيون الشجعان إلى الشوارع للاحتجاج على وفاة مهسا أميني، تُضاعف الولايات المتحدة دعمها لتدفق المعلومات بحرية إلى الشعب الإيراني».
وأضاف: «من خلال هذه التغييرات، نحن نساعد الشعب الإيراني على أن يكون أفضل استعداداً لمواجهة جهود الحكومة لمراقبتهم والرقابة عليهم». وتابع أن واشنطن ستواصل إصدار التوجيهات في الأسابيع المقبلة.
وقال مرصد نتبلوكس لمراقبة انقطاعات الإنترنت الخميس، إنه تم تسجيل تعطل جديد للإنترنت عبر الهاتف المحمول في إيران، حيث يتم تقييد الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المحتويات بشدة.
وأفاد المرصد بحدوث انقطاع «شبه كامل» في الاتصال بالإنترنت في عاصمة المنطقة الكردية الاثنين، وربط ذلك بالاحتجاجات.
وتغلق إيران مواقع التواصل الاجتماعي مثل تيك توك ويوتيوب وتويتر وفيسبوك بصورة روتينية في بعض مناطق البلاد التي تفرض بعضاً من أكثر قيود الإنترنت صرامة في العالم، لكن السكان المتمرسين في مجال التكنولوجيا يتجاوزون القيود باستخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (في بي إن).

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن واشنطن قدمت منذ فترة طويلة بعض الاستثناءات المتعلقة بالإنترنت من عقوباتها على إيران، لكن التوجيهات بخصوص الرخصة العامة اليوم الجمعة تسعى إلى تحديثها.
وأضافت أن ذلك يشمل منصات وسائل التواصل الاجتماعي والمؤتمرات المرئية في فئات البرامج والخدمات التي تغطيها، ويمنح تصاريح إضافية للخدمات التي تدعم أدوات الاتصال لمساعدة الإيرانيين العاديين في «مقاومة الرقابة القمعية على الإنترنت وأدوات المراقبة التي ينشرها النظام الإيراني»، معتبرة قطع طهران الإنترنت محاولة «لمنع العالم من مشاهدة حملتها العنيفة ضد المتظاهرين السلميين».
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شرطة الأخلاق في إيران واتهمتها بالإساءة للنساء واستخدام العنف ضدهن. واتهمتها بانتهاك حقوق المتظاهرين السلميين. وشملت رئيس شرطة الأخلاق محمد رستمي وقائد القوات البرية بالجيش الإيراني كيومرث حيدري ووزير المخابرات إسماعيل خطيب.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين، مشترطاً عدم ذكر هويته، إنه ستكون هناك المزيد من الخطوات في الأيام المقبلة، مشدداً على أن الاحتجاجات تشمل مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية.
وتابع المسؤول: «ندرس ما يمكننا فعله لتوفير دعم أكبر لمن يحاولون التعبير عن أنفسهم سلمياً... سيكون لدينا المزيد من القول في الأيام المقبلة.
وطالبت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، طهران بضرورة وقف «حملتها العنيفة والممنهجة ضد النساء والفتيات». وكتبت على تويتر «تسمع الأصوات الشجاعة للشعب الإيراني في جميع أنحاء العالم وينضم إليهم كونغرس الولايات المتحدة في الحداد على وفاة مهسا أميني المروعة».
وقال المبعوث الأميركي الخاص بإيران، روبرت مالي على تويتر مساء الخميس إن «كما قال الرئيس بايدن إن الولايات المتحدة تدعم النساء الشجاعات في إيران، اللواتي يتظاهرن سلمياً لتأمين حقوقهن الأساسية ويقمن بإدانة الحكومة على القمع الوحشي». وعبر الرئيس الأميركي جو بايدن عن تضامنه مع «نساء إيران الشجاعات» وحيا المتظاهرين. وقال من على منبر الأمم المتحدة «نقف إلى جانب شعب إيران الشجاع والإيرانيات الشجاعات اللاتي يتظاهرن اليوم دفاعاً عن أبسط حقوقهن».
وأعربت وزير الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون عن تضامنها مع الاحتجاجات الإيرانية، وقالت إن الإيرانيين «يحتجون من أجل حقوقهم الإنسانية الأساسية في أعقاب الموت المروع لمسها أميني». وقالت في تغريدة على تويتر «يستحق الإيرانيون العيش بمنأى عن العنف والترهيب، العالم يراقب».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
TT

«الذرية الدولية»: إيران قبلت تعزيز إجراءات التفتيش في منشأة فوردو

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)

وافقت إيران على تشديد الرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منشأة فوردو الواقعة تحت الجبال، بعدما سرعت على نحو كبير تخصيب اليورانيوم بما يقترب من الدرجة المطلوبة لصناعة أسلحة.

وذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري لدول الأعضاء، أن إيران «وافقت على طلب الوكالة بزيادة وتيرة وكثافة تدابير الرقابة في منشأة فوردو لتخصيب الوقود، وتسهيل تطبيق هذا النهج الرقابي».

والأسبوع الماضي، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران ضاعفت وتيرة تخصيبها إلى نقاء يصل إلى 60 في المائة في منشأة فوردو، وهو مستوى قريب من 90 في المائة المطلوب لصنع الأسلحة النووية، ما اعتبرته القوى الغربية تصعيداً خطيراً في الخلاف مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لفوردو الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.