الغرب «قلق للغاية» من استمرار نشاطات التطرف في أفغانستان

انتشار أمني بين عناصر طالبان في حي وزير أكبر خان بوسط العاصمة كابل بعد تفجير إرهابي قرب مسجد الوزير بعد صلاة الجمعة (أ.ف.ب)
انتشار أمني بين عناصر طالبان في حي وزير أكبر خان بوسط العاصمة كابل بعد تفجير إرهابي قرب مسجد الوزير بعد صلاة الجمعة (أ.ف.ب)
TT

الغرب «قلق للغاية» من استمرار نشاطات التطرف في أفغانستان

انتشار أمني بين عناصر طالبان في حي وزير أكبر خان بوسط العاصمة كابل بعد تفجير إرهابي قرب مسجد الوزير بعد صلاة الجمعة (أ.ف.ب)
انتشار أمني بين عناصر طالبان في حي وزير أكبر خان بوسط العاصمة كابل بعد تفجير إرهابي قرب مسجد الوزير بعد صلاة الجمعة (أ.ف.ب)

عبرت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي عن «قلقها العميق» من استمرار نشاطات جماعات متطرفة في أفغانستان، متهمة حركة «طالبان» بأنها لا تفي بالتزاماتها المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وذكرت بأن المشاركة من أعضاء المجتمع الدولي مع «طالبان» لا ينبغي تفسيرها على أنها «تقدم نحو التطبيع». واجتمع مبعوثو الاتحاد الأوروبي والفرنسي والألماني والإيطالي والنرويجي والبريطاني والأميركي إلى أفغانستان الأسبوع الماضي في واشنطن. كما شارك مسؤولون آخرون بصفة مراقبين من اليابان وقطر وسويسرا وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان «أوناما». وعقدت جلسات تقنية مع البنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي. وأصدر المجتمعون بياناً الخميس قالوا فيه إن وجود زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، الذي قتل أخيراً في ضربة أميركية، أظهر أن «طالبان» لا تفي بالتزاماتها. وكذلك عبروا عن: «مخاوف جسيمة من استمرار تقويض حقوق الإنسان والحريات الأساسية للأفغان»، مرحبين بالتقرير الأخير الذي قدمه المقرر الخاص للأمم المتحدة حول وضع حقوق الإنسان في أفغانستان إلى مجلس حقوق الإنسان. ونددوا بـ«انتهاكات حقوق النساء والفتيات الأفغانيات في كل أنحاء البلاد، بما في ذلك القيود المفروضة على حرية الحركة، وكذلك استبعادهن من الأماكن السياسية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية». وشدد البيان على: «الإلحاح في الاستمرار في معالجة الأزمة الإنسانية الخطيرة في البلاد، بما في ذلك من خلال خطوات لاستعداد السكان لفصل الشتاء المقبل»، مسلطين الضوء على المساعدة الإنسانية الكبيرة التي كرستها هذه البلاد لأفغانستان منذ أغسطس (آب) 2021. ودعوا إلى «السماح بوصول الموظفين الإنسانيين، من الرجال والنساء، من دون عوائق إلى أي مناطق من البلاد لأداء وظائفهم بفعالية»، فضلاً عن «إزالة أي قيود وعقبات أمام توفير المساعدة الإنسانية». وأكدوا على «أهمية الوصول المنصف والمباشر للمساعدات الإنسانية، وكذلك للمساعدة في تلبية الحاجات الإنسانية الأساسية، مع إعطاء الاعتبار المناسب للسكان المستضعفين، بما في ذلك النساء والنساء (…) والمجتمعات العرقية والدينية». وعبر المجتمعون عن «قلقهم العميق» في شأن «التواجد المستمر وعمليات الإرهابيين والجماعات الإرهابية في أفغانستان، بما في ذلك القاعدة وغيرها من الجماعات التي تهدف إلى استهداف دول المنطقة وما بعدها»، منددين «على وجه التحديد» بـ«الوجود الأخير لزعيم القاعدة أيمن الظواهري في (…) في كابل»، مما يعد «مثالاً واضحاً على فشل طالبان في تلبية التزاماتها المضادة للإرهاب». وأكد البيان أن «المساعدة الخارجية لأفغانستان هي لصالح الشعب الأفغاني وليس علامة على التقدم نحو تطبيع العلاقات مع طالبان»، مذكراً بأن: «المشاركة من أعضاء المجتمع الدولي مع طالبان لا ينبغي تفسيرها على أنها تقدم نحو التطبيع». وأبرز الحاجة إلى «تركيز طالبان على الأزمة الاقتصادية للبلاد وإنشاء بيئة لتمكين لمزيد من الاستثمار من خلال، بين أمور أخرى، التزام حكم القانون العادل والشفاف». وشدد على أن «المساعدة الإنسانية والمساعدة على الحاجات الإنسانية الأساسية ليست كافية لمنع مزيد من تدهور اقتصاد البلاد». وناقش المجتمعون «طرقاً أخرى للمساعدة في الحفاظ على سبل عيش الأفغان من خلال الاستقرار الاقتصادي وزيادة السيولة في البلاد»، مؤكدين على «أهمية إحياء القطاع المصرفي والمالي في أفغانستان وتسهيل تدفقات الأموال عبر الحدود».


مقالات ذات صلة

«طالبان» ترفض تدخل مجلس الأمن في «شأن اجتماعي داخلي»

العالم «طالبان» ترفض تدخل مجلس الأمن في «شأن اجتماعي داخلي»

«طالبان» ترفض تدخل مجلس الأمن في «شأن اجتماعي داخلي»

اعتبرت حركة «طالبان» الحاكمة في كابل، الجمعة، أن منع النساء الأفغانيات من العمل مع الأمم المتحدة «شأن اجتماعي داخلي»، وذلك رداً على تبني مجلس الأمن قراراً يندد بالقيود التي تفرضها الحركة المتشددة على الأفغانيات عموماً ومنعهن من العمل مع وكالات الأمم المتحدة. وقالت وزارة الخارجية الأفغانية، في بيان: «انسجاماً مع القوانين الدولية والالتزام القوي للدول الأعضاء (في الأمم المتحدة) باحترام الخيارات السيادية لأفغانستان، إنه شأن اجتماعي داخلي لأفغانستان لا تأثير له على الدول الخارجية». وتبنى مجلس الأمن، الخميس، بإجماع أعضائه الـ15، قراراً أكد فيه أن الحظر الذي أعلنته «طالبان» في مطلع الشهر الحالي على

العالم مجلس الأمن يدعو «طالبان» إلى تراجع سريع عن تقييد حركة النساء

مجلس الأمن يدعو «طالبان» إلى تراجع سريع عن تقييد حركة النساء

تبنى مجلس الأمن الدولي، الخميس، قرارا يدعو حركة «طالبان» إلى «التراجع بسرعة» عن جميع الإجراءات التقييدية التي فرضتها على النساء. وأضاف القرار الذي تمت الموافقة عليه بالإجماع، أن الحظر الذي فرضته «طالبان» هذا الشهر على عمل النساء الأفغانيات مع وكالات الأمم المتحدة «يقوض حقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ واشنطن: «طالبان» قتلت العقل المدبر لمجزرة مطار كابل

واشنطن: «طالبان» قتلت العقل المدبر لمجزرة مطار كابل

قال مسؤولون أميركيون إن حركة «طالبان» قتلت مسلحاً تابعاً لتنظيم «داعش» كان «العقل المدبر» وراء هجوم انتحاري بمطار كابل الدولي في 2021، أسفر عن مقتل 13 جندياً أميركياً وعشرات المدنيين، خلال عمليات الإجلاء الأميركية من البلاد، وفقاً لوكالة «رويترز». ووقع التفجير في 26 أغسطس (آب) 2021، بينما كانت القوات الأميركية تحاول مساعدة المواطنين الأميركيين والأفغان في الفرار من البلاد، في أعقاب سيطرة حركة «طالبان» على السلطة هناك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم «طالبان»: حظر عمل الأفغانيات في الأمم المتحدة مسألة داخلية

«طالبان»: حظر عمل الأفغانيات في الأمم المتحدة مسألة داخلية

قالت حكومة «طالبان» الأفغانية إن حظر عمل الأفغانيات في الأمم المتحدة «مسألة داخلية»، بعدما عبرت المنظمة الدولية عن قلقها من القرار، وقالت إنها ستراجع عملياتها هناك، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكومة «طالبان» اليوم (الأربعاء) إنه «ينبغي أن يحترم جميع الأطراف القرار»، وذلك في أول بيان لحكومة «طالبان» حول الخطوة منذ إقرار الأمم المتحدة بمعرفتها بالقيود الجديدة الأسبوع الماضي. وذكرت الأمم المتحدة أنها لا يمكنها قبول القرار لأنه ينتهك ميثاقها. وطلبت من جميع موظفيها عدم الذهاب إلى مكاتبها بينما تجري مشاورات وتراجع عملياتها حتى الخامس من مايو (أيار).

«الشرق الأوسط» (كابل)
الولايات المتحدة​ إدارة بايدن تصدر ملخصاً للتقارير المتعلقة بالانسحاب من أفغانستان

إدارة بايدن تصدر ملخصاً للتقارير المتعلقة بالانسحاب من أفغانستان

أصدرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس (الخميس)، ملخصاً للتقارير السرية التي ألقى معظمها اللوم على سلفه، دونالد ترمب، في انسحاب الولايات المتحدة الفوضوي في أغسطس (آب) 2021 من أفغانستان، لفشله في التخطيط للانسحاب الذي اتفق عليه مع حركة «طالبان»، وفقاً لوكالة «رويترز». وأثار ملخص الإدارة الديمقراطية، المأخوذ من المراجعات السرية لوزارتي الخارجية والدفاع، التي أُرسلت إلى «الكونغرس»، ردود فعل غاضبة من المشرعين الجمهوريين الذين طالبوا بالوثائق من أجل تحقيقهم الخاص في الانسحاب. وانتقد مايكل ماكول، الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي، الإدارة الأميركية بشدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

واشنطن منزعجة إزاء «تقبل» روسيا كوريا الشمالية كقوة نووية

السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (أرشيفية - رويترز)
السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (أرشيفية - رويترز)
TT

واشنطن منزعجة إزاء «تقبل» روسيا كوريا الشمالية كقوة نووية

السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (أرشيفية - رويترز)
السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (أرشيفية - رويترز)

عبرت الولايات المتحدة في اجتماع بمجلس الأمن اليوم الأربعاء عن قلقها من اقتراب روسيا من قبول كوريا الشمالية كقوة نووية، في حين دافعت موسكو وبيونغ يانغ عن تعاونهما المتزايد.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في سبتمبر (أيلول) إن موسكو تعتبر فكرة "نزع السلاح النووي" من كوريا الشمالية مسألة منتهية، لأنها تفهم منطق بيونغ يانغ في الاعتماد على الأسلحة النووية كأساس لدفاعها. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد "من المثير للقلق أننا نرى أن روسيا ربما تكون قريبة من قبول برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، في تراجع عن التزام موسكو المستمر منذ عقود بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية".

وقالت "نعتقد أن موسكو ستصبح أكثر ترددا ليس فقط في انتقاد تطوير بيونغ يانغ للأسلحة النووية، بل وأيضا ستعرقل بشكل أكبر تمرير العقوبات أو القرارات التي تدين سلوك كوريا الشمالية المزعزع للاستقرار". وانتقدت كل من كوريا الجنوبية وبريطانيا تصريحات لافروف، وقالتا إنه قوض نظام منع الانتشار العالمي. ووصف نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة جيمس كاريوكي تعليق لافروف بأنه "خروج متهور عن المبدأ المتفق عليه (لعمليات) نزع السلاح الكاملة والقابلة للتحقق والتي لا رجعة فيها".

ولم يشر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إلى البرنامج النووي لكوريا الشمالية عندما تحدث أمام المجلس. ودافع عن التعاون المتزايد بين موسكو وبيونغ يانغ باعتباره حقا سياديا لروسيا. وقال السفير الروسي "إن التعاون الروسي مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية... يتوافق مع القانون الدولي، وليس انتهاكا له". وأضاف "هذا ليس موجها ضد أي دولة ثالثة. ولا يشكل أي تهديد للدول في المنطقة أو المجتمع الدولي، ولا شك أننا سنواصل تطوير مثل هذا التعاون".

وأقامت روسيا علاقات دبلوماسية وعسكرية أوثق مع كوريا الشمالية منذ غزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، كما تبادل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الزيارات.