التدخل المتأخر يجعل القضاء على جدري القردة أكثر صعوبة

التدخل المتأخر يجعل القضاء على جدري القردة أكثر صعوبة
TT

التدخل المتأخر يجعل القضاء على جدري القردة أكثر صعوبة

التدخل المتأخر يجعل القضاء على جدري القردة أكثر صعوبة

أتاحت التطعيمات وتعديلات نمط الحياة لدى السكان المعرضين للخطر سلطات الصحة العامة من التعامل تدريجيًا بشكل أفضل مع جدري القردة في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فقد حذرت دراسة جديدة من أنه من السابق لأوانه الاسترخاء.
وقال المؤلف الرئيسي للورقة البحثية الأستاذ المساعد بعلم الأحياء بجامعة ميريلاند الدكتور فيليب جونسون «لمجرد أن مرضًا مثل جدري القردة يبدو قابلاً للسيطرة لا يعني أنه سيظل خاضعًا للسيطرة. فالأوبئة التي تغلي ببطء مثل جدري القردة لديها احتمالية أكبر للتطور خلال الإطار الزمني بينما تكون أعداد الحالات منخفضة. وهذا يعني أن الانتظار حتى يرتفع عدد الحالات مرة أخرى سيعطي جدرى القردة فرصة للتكيف بشكل أكبر مع البشر»، وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
ونُشرت الورقة بعنوان «العواقب التطورية لتأخير التدخل في علاج جدري القردة» في المجلة الطبية «The Lancet» يوم أمس (الأربعاء) .
وفي الورقة البحثية، أشار جونسون والمؤلفون المشاركون معه إلى حالات تفشي أخرى بارزة تفاقمت بسبب تطور العوامل الممرضة، بما في ذلك تفشي فيروس الإيبولا الأخير ومتغيرات دلتا وأوميكرون من SARS-CoV-2. كما ان من المحتمل أن هذه التغييرات التطورية جعلت السيطرة على الفيروسات أكثر صعوبة.
ويضيف جونسون «نتوقع أن تكون العدوى التي تنتقل من حيوانية المصدر (الأمراض التي تنشأ من الحيوانات مثل الإيبولا من الخفافيش وجدري القردة من القوارض) سيئة التكيف مع الناس عندما تنتقل لأول مرة بين الأنواع. ولكن مع الوقت الكافي يمكن لمسببات الأمراض أن تتحور قليلاً مع كل انتقال جديد وتصبح أكثر تطورا بشكل متزايد لدى البشر».
ويأمل الفريق أن يشجع بحثه صانعي السياسات على تجنب التراخي والمماطلة عند التعامل مع فيروسات «يمكن السيطرة عليها» على ما يبدو مثل جدرى القردة. وإذا تم تنفيذها بسرعة وباستمرار بما يكفي طوال دورة حياة الوباء، فإن تدابير المكافحة مثل تتبع الاتصال أو التطعيم قد تمنح سلطات الصحة العامة أفضل فرصة للقضاء التام على تفشي المرض قبل حدوث تطور كبير.
وعلى المدى الطويل، كان هدف الفريق هو زيادة الاستجابات العالمية لأي عدوى حيوانية المنشأ في أقرب تكرار لها، عندما تكون أرخص نسبيًا ويسهل السيطرة عليها.
ويؤكد جونسون انه «لا يمكن إيقاف تطور العوامل الممرضة. لكن يمكن بالتأكيد إبطاؤه من خلال تدابير السيطرة. لدينا موارد صحة عامة محدودة. ما يعني أننا بحاجة إلى مزيد من البحث لتطوير أدوات يمكنها تحديد التكيفات التطورية المحتملة في المراحل المبكرة والمساعدة في توجيه جهود التحكم إلى حيث ستكون أكثر فاعلية».


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

معرض «الذهب والمجوهرات» المصري يستلهم الفنون الفرعونية

خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)
خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)
TT

معرض «الذهب والمجوهرات» المصري يستلهم الفنون الفرعونية

خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)
خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)

افتتح وزير التموين والتجارة الداخلية المصري الدكتور شريف فاروق، الأحد، فعاليات معرض «نبيو» للذهب والمجوهرات 2024، بالعاصمة المصرية القاهرة، الذي «يعد أكبر حدث سنوي في صناعة الذهب والمجوهرات بمصر، ويعكس تميز القاهرة في هذا المجال على المستويين الإقليمي والدولي»، بحسب بيان صحافي للوزارة.

ويستمر معرض «نبيو»، الذي يقام بقاعة المعارض الدولية بالقاهرة، حتى الثلاثاء المقبل، بمشاركة 80 عارضاً محلياً ودولياً، من بينهم 49 علامة تجارية مصرية، و31 عارضاً دولياً، بالإضافة إلى جناحين مخصصين لكل من تركيا وإيطاليا للمرة الأولى، بهدف «تعزيز البعد الدولي».

جانب من افتتاح المعرض (مجلس الوزراء المصري)

وتتضمن فعاليات «نبيو» معرضاً فنياً بعنوان «المجوهرات كانعكاس للهوية المصرية عبر التاريخ - الحقبة الفرعونية». وقال وزير التموين المصري، خلال الافتتاح، إن «المعرض يعكس الإرث الحضاري العريق لمصر في مجال الذهب والمجوهرات، ويمثل فرصة حقيقية لتعزيز الصناعات الوطنية وزيادة تنافسيتها في الأسواق العالمية».

وقال مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، الدكتور حسين عبد البصير: «الحلي والمجوهرات في مصر القديمة لم تكن مجرد زينة تجميلية، بل هي لغة معقدة مليئة بالرموز تعبر عن المكانة الاجتماعية، الروحانية، والصلات العميقة بالطبيعة والإلهية».

قطعة حلي فرعونية بالمتحف القومي للحضارة المصرية (الشرق الأوسط)

وأضاف عبد البصير لـ«الشرق الأوسط»: «المصريون القدماء استطاعوا بفضل مهارتهم الفنية وابتكارهم، صنع مجوهرات تحمل معاني وقيماً تفوق بكثير وظيفتها الجمالية»، مشيراً إلى أنهم «استخدموا الذهب في صناعة الحلي باعتباره رمزاً للخلود والنقاء، كما استخدموا أيضاً الفضة والنحاس وأحياناً البرونز، وزينوا المجوهرات بأحجار كريمة وشبه كريمة مثل اللازورد، والفيروز، والجمشت، والكارنيليان، والعقيق، والزجاج الملون».

ولفت عبد البصير إلى أن «المجوهرات كانت مؤشراً على الثراء والنفوذ، حيث اقتصر استخدام الذهب والأحجار الكريمة على الطبقة الحاكمة والنبلاء، بينما استخدمت الطبقات الأقل المواد البديلة مثل الزجاج».

وأشار إلى أن «هناك مجوهرات صنعت خصيصاً للموتى وكانت توضع بين الأثاث الجنائزي»، ضارباً المثل بالحلي التي اكتشفت في مقبرة الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون».

وأردف: «كانت المجوهرات جزءاً لا يتجزأ من حياة المصري القديم، حيث تعكس فلسفته وتصوره عن العالم، كما كانت رمزاً لفنون ذلك العصر».

المصريون القدماء أبدوا اهتماماً لافتاً بالحلي (الشرق الأوسط)

ويشير الخبراء إلى أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ، وكانوا يرتدونها للزينة ولأغراض دينية أيضاً، حيث كانت تستخدم مثل تميمة لحماية جسد المتوفى.

ويستضيف معرض «نبيو» أيضاً 166 مشاركاً من 19 دولة لـ«تعزيز التعاون التجاري وزيادة الصادرات»، إضافة إلى مسابقة لتصميم المجوهرات بمشاركة 13 دولة. وقال وزير التموين المصري إن «المعرض يجسد التعاون المثمر بين الدولة والقطاع الخاص، ويعكس رؤية القاهرة لأن تكون مركزاً عالمياً لصناعة الذهب والمجوهرات».