اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس (الأربعاء)، الغرب بممارسة ابتزاز نووي ضد بلاده، مؤكداً أن روسيا لديها «أسلحة كثيرة للرد» على ما وصفها بـ«التهديدات الغربية»، قائلاً إنه «لا يمزح»، وأمر بزيادة التمويل لتعزيز إنتاج البلاد من الأسلحة، كما حذر من أن روسيا مستعدة لاستخدام «كل وسائلها» الدفاعية «لحماية نفسها».
وفي هذا السياق، تحدثت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية مع عدد من المحللين والخبراء العسكريين عن مدى جدية وخطورة تهديدات بوتين النووية.
وقال جون سباركس، محلل الشؤون الروسية: «تصريحات الرئيس الروسي تضمنت مزاعم سبق أن أطلقها مراراً، بأن الغرب يتآمر على روسيا ويحاول تدميرها، وهذا ليس جديداً على بوتين على الإطلاق ولم يفاجئني تماماً».
وأضاف: «لكن الجانب الجديد في تصريحاته، الذي أصابني بالصدمة هو إعلانه التعبئة الجزئية وتهديده باستخدام الأسلحة النووية، خصوصاً مع حقيقة أن هذه التهديدات جاءت وسط رغبة أربع مناطق تحتلها روسيا في أوكرانيا في إجراء استفتاءات على الانضمام للاتحاد الروسي».
وتابع: «هذا الانضمام يعني أن أي محاولة أوكرانية فيما بعد لاسترداد هذه الأراضي ستعتبره روسيا اعتداء على أراضيها، وستقوم بالرد عليه بـ(أي أسلحة) تروق لها. وهذا يشمل بالتأكيد الأسلحة النووية».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1572519251650306048?s=20&t=wbZo_gE11KFCNi4V4jQY0Q
من جهته، قال المحلل العسكري واللواء البريطاني المتقاعد شون بيل إن تأكيد بوتين على أنه «لا يمزح» بشأن احتمال استخدام أسلحة نووية للدفاع عن الأراضي الروسية كان «مقلقاً»، مشيراً إلى أن المشكلة بالنسبة لروسيا هي أن «الفشل ليس خياراً».
وأوضح قائلاً: «بوتين والمحيطون به لن يرغبوا في رؤية روسيا تتعرض للهزيمة وسوف يحاولون فعل أي شيء للانتصار في الحرب».
وتابع بيل: «كرجل عسكري، أرى أن تهديد بوتين باستخدام النووي هو في الواقع رسالة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن روسيا لا تزال قادرة على حماية نفسها، ورسالة إلى الجمهور الروسي المحلي، لإثبات أنه على الرغم من النكسات التكتيكية في ساحة المعركة، فإن روسيا لا تزال قوة عظمى عالمية».
وقال اللواء البريطاني المتقاعد إنه إلى جانب المخاوف بشأن الأسلحة النووية، هناك أيضاً مخاوف من أن بوتين قد يلجأ إلى الأسلحة الكيماوية إذا استمر في خسائره بأوكرانيا.
وأكد بيل ضرورة إيجاد حل دبلوماسي لتجنب التصعيد الكارثي المحتمل.
من ناحيته، يرى ماثيو بوليغ، المحلل في مركز تشاتهام هاوس البريطاني للأبحاث، أن التلويح باستخدام السلاح النووي يهدف إلى ردع الغرب في الأساس، لكنه لا يستبعد أن تلجأ روسيا إليه كخيار أخير عند فشلها في تحقيق تقدم على أرض المعركة.
ووفقاً لاتحاد العلماء الأميركيين، فإن روسيا تمتلك 5977 رأساً نووياً، مع أن هذا الرقم يشمل نحو 1500 رأس نووي لم تعد صالحة للعمل ومن المقرر أن يتم تفكيكها.
ومعظم الأسلحة النووية الروسية هي عبارة عن صواريخ يمكن توجيهها إلى أهداف بعيدة المدى. وهذه هي الأسلحة التي ترتبط عادة بالحرب النووية. وهناك أيضا عدد من الأسلحة النووية الأصغر حجماً والأقل تدميراً، التي تستهدف الأهداف قصيرة المدى في ساحة المعركة أو في البحر.
لماذا تلقى الغرب تهديدات بوتين النووية بـ«قلق» هذه المرة؟
لماذا تلقى الغرب تهديدات بوتين النووية بـ«قلق» هذه المرة؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة