تونس: الاتفاق مع صندوق النقد «جاهز»

تونس: الاتفاق مع صندوق النقد «جاهز»
TT

تونس: الاتفاق مع صندوق النقد «جاهز»

تونس: الاتفاق مع صندوق النقد «جاهز»

توقع نصر الدين النصيبي، المتحدث باسم الحكومة التونسية، أن يتم التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي قبل نهاية الشهر الحالي، حتى تتمكن تونس من الوفاء بجميع التزاماتها، بما في ذلك توفير السلع الغذائية ومنتجات الطاقة ودفع الأجور وخدمة الدَّين، قائلاً: «الاتفاق مع صندوق النقد الدولي جاهز»، وإن تونس تتجه نحو الحصول على أولى التمويلات من الدول الصديقة التي وعدت بالمساعدة.
وأكد النصيبي أهمية الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة مع «الاتحاد العام التونسي للشغل» (نقابة العمال) في فتح أبواب جدية للتفاوض، والتوصل لاتفاق نهائي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، باعتبار أن هذا الاتفاق يعد آخر شرط من شروط ملف التفاوض المقدم لصندوق النقد الدولي، على حد قوله.
وأضاف أن الملف التونسي بات مقبولاً من الناحية التقنية لدى صندوق النقد الدولي. وأوضح أن تونس لم تطلب مبلغاً محدداً من صندوق النقد الدولي؛ بل قدمت طلباً لتمويل برنامج إصلاحي لمدة ثلاث سنوات: «وستحرص على تقديم أكبر عدد ممكن من مشروعات الإصلاحات الاقتصادية الممكن تنفيذها خلال الفترة المقبلة».
وقال المتحدث إن الاتفاق بين الطرفين ينص على عدم التوجه نحو التفويت في المؤسسات العمومية، والتوجه نحو الإصلاح وإعادة الهيكلة، بهدف استعادة توازناتها المالية.
وكشف النصيبي عن بعض ما ورد في الاتفاق بين الحكومة و«اتحاد الشغل»، مؤكداً المضي في تطبيق برنامج الإصلاحات الكبرى بطريقة تشاركية.
في السياق ذاته، أكد عدد من خبراء الاقتصاد أن الخطوات الأكثر صعوبة المتصلة ببرنامج الإصلاح الاقتصادي ما زالت مطروحة وبجدية؛ إذ إن إمضاء «اتحاد الشغل» على اتفاق مع الحكومة حول الزيادات في الأجور لمدة ثلاث سنوات (من 2023 إلى 2025)، غير كافٍ لإطلاق المفاوضات مع الصندوق بصفة سريعة.
وأشاروا إلى أن الوصول إلى اتفاق مع الصندوق يستدعي تقديم تنازلات كبيرة ستكون مؤثرة على الوضع الاقتصادي المتسم بصعوبة بالغة.
وفي هذا السياق، توقعت جنات بن عبد الله، الخبيرة الاقتصادية، أن يتجه اهتمام الصندوق خلال المرحلة المقبلة من المفاوضات نحو مدى تطبيق الحكومة لبرنامج الإصلاحات الذي قدمته، المرتبط بمنظومة الدعم والتزامها الكامل ببرنامج إصلاح وإعادة هيكلة المؤسسات العمومية.
وكانت وكالة التصنيف الائتماني «فيتش»، قد اعتبرت أن الاتفاقية الموقعة خلال الأسبوع الماضي بين الحكومة التونسية و«الاتحاد العام التونسي للشغل» (نقابة العمال) تعزز احتمال توقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وأكدت أن مزيداً من التأخير في إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي، أو في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية، من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من تدهور مقاييس القدرة على تحمل الديون في تونس، وقد يدفع بصندوق النقد الدولي إلى مطالبة تونس بإعادة هيكلة ديونها، وهي خطوة تخشاها كل الدول، باعتبارها خطوة ضمنية نحو إعلان الإفلاس والتوجه إلى نادي باريس.
كما حذرت «فيتش» من احتمال التخلف عن سداد الديون، ما قد يؤدي إلى خفض التصنيف السيادي لتونس إلى «س.س.س». وأضافت الوكالة أن «تونس تواصل الانتفاع من الدعم الدولي، وستكون قادرة على إبرام اتفاق مع صندوق النقد في السداسية الثانية من سنة 2022». ويعاني الاقتصاد التونسي من عدة مشكلات هيكلية تمنعه من تحقيق انتعاشة اقتصادية، على رأسها تفاقم العجز التجاري من سنة إلى أخرى، وارتفاع نسبة التضخم، ومحدودية الموارد المالية، وضعف نسب الاستثمار العام والخاص؛ إضافةً إلى عدم القدرة على توفير عدد من المواد الغذائية الأساسية، على غرار الزيت والسكر والقهوة، وهي غالباً ما تتطلب تمويلات بالعملة الصعبة.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

الأصول الاحتياطية لـ«المركزي السعودي» ترتفع إلى 433.8 مليار دولار في أكتوبر

مبنى البنك المركزي السعودي في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
مبنى البنك المركزي السعودي في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
TT

الأصول الاحتياطية لـ«المركزي السعودي» ترتفع إلى 433.8 مليار دولار في أكتوبر

مبنى البنك المركزي السعودي في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
مبنى البنك المركزي السعودي في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

ارتفع إجمالي الأصول الاحتياطية في البنك المركزي السعودي (ساما)، بمعدل 2.19 في المائة، على أساس سنوي، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مسجلاً 1.63 تريليون ريال (433.8 مليار دولار)، مقارنة مع 1.59 تريليون ريال (423 مليار دولار) في الفترة ذاتها من العام الماضي.

ووفق النشرة الإحصائية الشهرية لـ«ساما»، انخفضت الأصول الاحتياطية بمعدل 4.7 في المائة على أساس شهري، حيث كانت قد بلغت 1.71 تريليون ريال (455 مليار دولار) في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وتراجع وضع الاحتياطي لدى «صندوق النقد الدولي» بنسبة 8 في المائة، على أساس سنوي، إلى 12.4 مليار ريال (3.3 مليار دولار).

بينما زادت الاستثمارات في أوراق مالية بالخارج، بمقدار 3 في المائة خلال أكتوبر، لتبلغ تريليون ريال (266 مليار دولار)، مقارنة مع 986.8 مليار ريال (262 مليار دولار) في الفترة ذاتها من العام السابق.

وتشمل الأصول الاحتياطية السعودية، الاستثماراتِ في أوراق مالية بالخارج، والنقدَ الأجنبي، والودائع في الخارج، والاحتياطي لدى «صندوق النقد الدولي»، وحقوق السحب الخاصة، والذهبَ النقدي.