عرض أزياء أمام الأهرامات... «ديور» تُعزز وجودها في الشرق الأوسط

العلامة الفرنسية تقدم تشكيلة للرجال من مصر

صور من الحساب الرسمي لسدريك حداد منسق الأزياء على «إنستغرام»
صور من الحساب الرسمي لسدريك حداد منسق الأزياء على «إنستغرام»
TT

عرض أزياء أمام الأهرامات... «ديور» تُعزز وجودها في الشرق الأوسط

صور من الحساب الرسمي لسدريك حداد منسق الأزياء على «إنستغرام»
صور من الحساب الرسمي لسدريك حداد منسق الأزياء على «إنستغرام»

يبدو أن العلامة الفرنسية الراقية، كريستيان ديور، تتجه نحو تعزيز وجودها في الشرق الأوسط، بل وتبحث عن منصات مستحدثة للترويج إلى تشكيلاتها، وفي سابقة هي الأولى من نوعها للدار، أعلنت العلامة الفرنسية الراقية، كريستيان ديور، عن عزمها تقديم تشكيلة ما قبل الخريف للأزياء الرجالية 2022 - 2023 من أمام سفح أهرامات الجيزة، في 3 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وكشفت «ديور» في بيان صحافي، أن التشكيلة الرجالية هذه بتوقيع المصمم البريطاني كيم جونز، وخروجها من مصر جاء في سياق استئناف «ديور» تقليدها السابق قبل اجتياح فيروس كورونا العالم، بالسفر حول العالم لتقديم تشكيلات الأزياء الرجالية خصيصاً.
يقول إسلام متولي منسق الأزياء واستشاري الموضة، إن «ديور» تتجه نحو مصر بعدما لمست اهتماماً بارزاً من قبل المستهلك العربي للعلامات الراقية، ويضيف في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»: «بات المتسوق في الشرق الأوسط يتوق إلى القطع الأيقونية ويستثمر فيها، لا سيما أنه زبون يتمتع بقوة شرائية يُحسب لها حساب».
وعن اختيار مصر لأول عرض أزياء رجالية في الشرق الأوسط، يقول متولي: «ليس من المستغرب أن تختار (ديور) الأهرامات لتنطلق نحو الشرق، فمن جهة هو مكان يعكس احترام العلامة للحضارات الفريدة. وكذلك، فإن مثل هذه المحافل يُدونها التاريخ، وبالتأكيد تسعى العلامة الفرنسية الراقية لأن يخرج أول عرض أزياء لها في الشرق الأوسط من أقدم أرض وإلى جوار واحدة من عجائب الدنيا السبع، أرى أنها خطوة مدروسة بدقة».
كانت «ديور» قد اعتمدت مصر واجهة لمنتجاتها من قبل، وتحديداً منطقة الأهرام التي احتضنت الاحتفال بحملة ترويجية لعطر «سوفاج» الأيقوني، مارس (آذار) الماضي، وذلك بحضور نخبة من أبرز المشاهير والمؤثرين الإقليميين.
غير أن علاقة العلامة الفرنسية بالحضارة الفرعونية تعود إلى ما هو أبعد ذلك، في خريف عام 1997. قدّم المدير الإبداعي للدار وقتها، البريطاني جون غاليانو تشكيلة مستوحاة بالكامل من مصر القديمة، وبأسلوبه المسرحي وعشقه للاستعارات التاريخية قدم تصاميم كُتبت في تاريخ الدار، بل شجعت دور راقية عدة لأن تأخذ من الحضارة المصرية العريقة وجهتها، على غرار شانيل، إلكسندر ماكوين، إيريس فان هيربن وغيرهم.
ويشير متولي إلى أن ثمة بُعد آخر يتعلق بـ«كورونا»، ويوضح: «في الوقت الذي بقي الملايين في الغرب عالقين في منازلهم بسبب الوباء، تمكنت مصر من السيطرة على الوباء بالتوازي مع عدم التأثير على حركة سوق العمل والترفيه، من ثم لفتت انتباه الشركات العالمية لتكون وجهتهم المقبلة».
أشارت صحيفة «فاينانشيال تايمز» في تقرير إلى انتعاش سوق المنتجات الفاخرة - بينها الأزياء - في الشرق الأوسط وأفريقيا، وذكرت في تقرير نُشر مايو (أيار) الماضي، إلى أن مبيعات السلع المترفة ارتفعت في السنة المالية المنتهية في 31 مارس (آذار) الماضي بنسبة 53 في المائة عن العام السابق لتصل إلى 1.4 مليار يورو. مما يعني أن المنطقة قد تجاوزت اليابان باعتبارها رابع أكبر سوق. بل وقال نيل شيرينج، كبير الاقتصاديين في «كابيتال إيكونوميكس» إن النظرة المستقبلية لأهم سوقين للرفاهية - الولايات المتحدة والصين - تبدو أقل وردية.
حديث رجال الاقتصاد يفسر توسعات «ديور» في المنطقة والتي لم تقتصر على مصر، بينما رصدت تحركات عدة للعلامة في الشرق الأوسط كانت قد انطلقت قبل الجائحة، ثم توغلت مع الإغلاق الذي عاشه الغرب على مدار عامين، ففي 2019 استقبلت دبي عرض «ديور» للأزياء الراقية للربيع والصيف، وذلك بحضور نجمات الشرق مُتزّينات بتصاميم الدار إيذاناً بترسيخ وجودها في خزانة المرأة العربية.
غير أن عام 2022 كان الأبرز في وجود الدار في الشرق الأوسط، ففي مارس وقع اختيار الدار على أول سفيرة لها في المنطقة العربية، الممثلة والمغنية السعودية أسيل عمران، والتي أعربت عن سعادتها بكتابة منشور عبر «إنستغرام»، وقالت: «كلي حماس للقادم».
ثم في أبريل (نيسان) الماضي، افتتحت الدار الراقية سلسلة متاجر مؤقّتة مخصّصة للمجموعات الكبسولية (المحدودة)، وعرضت متاجر في دبي والكويت تشكيلة موجهة خصيصاً للمرأة العربية بمناسبة شهر رمضان، أما في مطلع مارس افتتحت «ديور» متجراً في الرياض ضم مجموعة من الملابس الجاهزة والإكسسوارات والساعات وحقائب اليد.
من جانبه، يرى استشاري الموضة أن تجربة «ديور» من قلب مصر لها أثر، وإن كان غير مباشر، على علامات الأزياء الناشئة المحلية والإقليمية، ويقول: «صغار المصممين بحاجة للمس تجربة مباشرة لواحدة من أهم دور الأزياء في العالم، لذلك، هي فرصة لدعوة جميع المعنيين بسوق الموضة في الشرق الأوسط لحضور العرض».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».