اتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بتسخين المنطقة بشكل متعمد لغرض تغييب والقضاء على أي مبادرة لإعادة مفاوضات السلام.
وقالت وزارة الخارجية في رام الله، أمس الجمعة، إن «عمليات القمع الوحشي للمسيرات السلمية، واقتحام البلدات والمخيمات والمدن الفلسطينية بأشكال مختلفة لهي عملية تصعيد إسرائيلية منهجية هدفها تسخين ساحة الصراع، بهدف تغييب أي جهود مبذولة لإحياء عملية السلام». وأكدت أن «الاستيطان في حد ذاته أبشع أشكال التصعيد والإرهاب بحق شعبنا، بما يمثله من مخاطر حقيقية على فرص تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة». ورأت أن «إغلاق الأفق السياسي لحل الصراع يضع المنطقة برمتها على فوهة بركان وأمام خيارات صعبة يصعب السيطرة على نتائجها وتداعياتها»، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن التصعيد بأشكاله كافة.
وكان يوم أمس قد شهد عدة مسيرات سلمية، بعد صلاة الجمعة، تعمدت القوات الإسرائيلية الاعتداء على معظمها وإيقاع الإصابات في صفوف المتظاهرين، بعضهم جراحهم متوسطة وبعضهم أصيبوا بحالات اختناق، وهذا فضلاً عن حملات الاعتقال العنيفة التي تشمل تنكيلاً بالمواطنين في بيوتهم وبث أجواء ترهيب في ساعات الفجر. ففي بيت أمر الواقعة شمال مدينة الخليل، أصيب 3 فتية بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بحالات اختناق، فيما اعتقل شقيقان خلال مواجهات في البلدة. وقال الناشط الإعلامي في بيت أمر محمد عوض إن «المواجهات اندلعت عقب إغلاق قوات الاحتلال البوابة الحديدية المقامة على مدخل البلدة، لمنع مرور جنازة مواطن... المواجهات تركزت في حي عصيدة بالبلدة، واعتلت خلالها قوات الاحتلال أسطح عدد من المنازل وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن إصابة الفتية بالرصاص المعدني في الأطراف السفلية وعشرات المواطنين بالاختناق، جرى علاجهم ميدانياً». ولفت إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقلت عقب المواجهات الشابين الشقيقين مهند ومجدي مرشد محمد عوض (23 و18 عاماً) من داخل منزلهما في الحي.
وفي الخليل نفسها، اعتقلت القوات الإسرائيلية الطفل وجدي الرجبي (15 عاماً) عقب مواجهات.
وفي كفر قدوم شرق قلقيلية، أصيب 9 مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط بينهم طفل من جراء قمع لقوات الإسرائيلية المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان وإسناداً للأسير المريض ناصر أبو حميد. وذكر الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية، مراد شتيوي، أن «مواجهات عنيفة اندلعت مع قوات الاحتلال التي اعتدت على المواطنين المشاركين في المسيرة، ما أسفر عن 9 إصابات بالرصاص المعدني بينها طفل يبلغ 8 سنوات من العمر والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، جرى علاجهم ميدانياً».
وفي بيت دجن شرق نابلس وبيتا من الجنوب، أصيب عدد من الفلسطينيين خلال مواجهات. وذكرت مصادر محلية أن مواطناً أصيب بقنبلة غاز مباشرة في الرأس، و16 آخرين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع القوات الإسرائيلية لمسيرة مناهضة للاستيطان في القرية. وفي بلدة بيتا، أصيب 4 فلسطينيين بحالات اختناق خلال مواجهات نشبت في جبل صبيح، كما تعرضت طواقم الهلال الأحمر للاعتداء.
كما اعتقلت القوات الإسرائيلية 10 طلاب من جامعة بيرزيت، كانوا يخيمون في قرية عابود شمال غربي رام الله.
الحكومة الفلسطينية تتهم إسرائيل بتسخين المنطقة لتغييب أية جهود سلام
الحكومة الفلسطينية تتهم إسرائيل بتسخين المنطقة لتغييب أية جهود سلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة