مكملات الحمل قد تحمي من خناق النوم لدى الأطفال

مكملات الحمل قد تحمي من خناق النوم لدى الأطفال
TT

مكملات الحمل قد تحمي من خناق النوم لدى الأطفال

مكملات الحمل قد تحمي من خناق النوم لدى الأطفال

يعد مرض خناق النوم من أمراض الجهاز التنفسي، التي تتسبب في قلق كبير للآباء، لأنه يصيب الأطفال في عمر مبكرة بداية من عمر 6 شهور حتى عمر الثالثة، فضلاً عن أعراضه المزعجة، أهمها صعوبة التنفس بشكل طبيعي، وذلك سبب التسمية باللغة العربية.

- خناق النوم
ويتسبب خناق النوم (Croup) أيضاً في تغيير صوت الطفل إلى صوت أجش يشبه النباح مع سعال جاف يسبب ألماً للطفل. ويعد المرض شائعاً في فترة الطفولة، وفي الأغلب يكون نتيجة لعدوى فيروسية. وعلى الرغم من أن المرض يتم الشفاء منه بشكل كامل، إلا أنه لا توجد طرق معينة للوقاية منه. وأشارت أحدث دراسة تناولت المرض إلى احتمالية أن تلعب مكملات الحمل دوراً في الوقاية من المرض. الدراسة التي قام بها أطباء من مستشفى كوبنهاغن الجامعي (Copenhagen University Hospital) بالدنمارك، وعرضت نتائجها مؤخراً في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي (European Respiratory Society annual meeting) في برشلونة بإسبانيا، أشارت إلى احتمالية أن يؤدي تناول النساء لجرعات عالية من زيت السمك الذي يحتوي أحماضاً دهنية غير مشبعة (دهوناً مفيدة)، وأيضاً تناول المكملات التي تحتوي على فيتامين «دي» أثناء الحمل إلى خفض فرص الإصابة لأطفالهن بالمرض بنسبة تصل إلى حوالي 40 في المائة. وهي نسبة كبيرة جداً يمكن أن تحمي الأطفال، خصوصاً في الفترة الأولى من حياتهم.
أشار العلماء إلى أن الآلية التي توفر بها هذه المكملات الحماية من المرض ما زالت غير معروفة حتى الآن، لكن هناك نظرية تشير إلى احتمالية أن يكون الدعم المناعي الذي تقدمه هذه العناصر هو السبب في الوقاية، ومن المعروف أن «أوميغا 3» يتم تناولها بشكل روتيني أثناء الحمل الآن في بعض الدول لرفع مناعة الأم، وربما يساهم ذلك في تحفيز الجهاز المناعي للرضيع أيضاً لاحقاً، ويساعده في التغلب على المرض، سواء كان ناتجاً من عدوى أو أي سبب آخر.
قام العلماء بإجراء التجربة على 736 امرأة حاملاً في عام 2010 ضمن دراسة لرفع كفاءة الجهاز التنفسي، والحماية من الربو الشعبي. وقسم الباحثون هؤلاء الأمهات إلى أربع مجموعات، تناولت المجموعة الأولى جرعات كبيرة من مكملات فيتامين «دي» 2800 وحدة يومياً مع زيت السمك (fish oil)، وتناولت المجموعة الثانية جرعات كبيرة من فيتامين «دي» وزيت الزيتون، فيما تناولت المجموعة الثالثة جرعات عادية من فيتامين «د» 400 وحدة يومياً فقط مع زيت السمك، والمجموعة الأخيرة تناولت جرعات عادية من فيتامين «دي» مع زيت الزيتون. ولم تعرف أي من هذه المجموعات كمية فيتامين «دي» أو زيت السمك أو زيت الزيتون الذي كان يتم تناوله.

- مكملات مفيدة
أوضحت الدراسة، أن الأطفال الذين تناولت أمهاتهم مكملات تحتوي على زيت السمك معرضون لخطر الإصابة بخناق النوم بنسبة تبلغ 11 في المائة مقارنة بنسبة 17 في المائة بين الأطفال، الذين تناولت أمهاتهم مكملات تحتوي على زيت الزيتون. وأيضاً تكرر الأمر نفسه مع الجرعات العالية من فيتامين «دي»، وكان الأطفال الذين تناولت أمهاتهم جرعات كبيرة منه معرضين لخطر الإصابة بنفس نسبة زيت السمك، وهي 11 في المائة فقط مقارنة بنسبة 18 في المائة للأطفال الذين تناولت أمهاتهم الجرعة العادية من فيتامين «دي».
وعلى الرغم من أن المعهد الصحي الوطني الأميركي (U.S. National Institutes of Health) ذكر أن الجرعات اليومية الموصى بها من فيتامين «دي» يومياً للنساء الحوامل هي 600 وحدة فقط، إلا أن معظم الدراسات توضح أنه لا يوجد ضرر من الجرعات العالية التي يمكن أن تصل إلى 4000 وحدة يومياً، وتظل آمنة للبالغين الأقل من 70 عاماً، سواء رجالاً أو سيدات.
وفي كل الأحوال يجب تناول هذه المكملات تحت إشراف طبي كامل وإبلاغ الطبيب بأي تغيرات يمكن أن تطرأ بعد الاستخدام، وقامت جميع النساء المشاركات في الدراسة بتناول المكملات الغذائية بشكل يومي، بدءاً من الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، واستمرت حتى بعد أسبوع من ولادة أطفالهن. وأيضاً تمت متابعة الأطفال بشكل مستمر حتى عمر ثلاث سنوات لمعرفة إذا كانوا قد أصيبوا بخناق النوم من عدمه، وتم رصد 97 حالة من المرض خلال فترة الدراسة. وتتمثل أهمية نتائج الدراسة في أن الطريقة الوحيدة للوقاية من خناق النوم حتى الآن هي منع المرض من الأساس، سواء عن طريق رفع المناعة، أو الالتزام بالنظافة الشخصية (وهو أمر صعب بالنسبة للأطفال) مثل غسل اليدين بانتظام وتغطية الفم عند السعال، والبقاء في المنزل عند الإصابة مثل الإجراءات التي تم فرضها أثناء «كورونا»، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ للغاية في حالات خناق النوم عند الأطفال.
أوضح العلماء أن الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسات لتأكيد النتائج لتغيير التوصيات الخاصة بتناول هذه المكملات لنسب أكبر من التي يتم تناولها الآن، خصوصاً أن هذه المكملات تعد آمنة إلى حد كبير، بجانب رخص ثمنها نسبياً، ولذلك يمكن اعتبار هذا البروتوكول لتناول كميات كبيرة منها، بمثابة نوع من اللقاح يحمي الطفل من خطر الإصابة بواحد من أكثر أمراض الجهاز التنفسي شيوعاً في مرحلة الطفولة. وفي النهاية أوصت الدراسة بضرورة أن تهتم الأم بالتغذية أثناء فترة الحمل حتى ينعكس ذلك بالإيجاب على جنينها في مرحلة التكوين، بشكل خاص الجهاز التنفسي والرئتين، والابتعاد عن التدخين أثناء الحمل حفاظاً على صحة الرضيع.
- استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.