شركات أهلية بحثاً عن حلول لبعض أزمات تونس التنموية

تحت شعار «الشعب يريد ويعرف ما يريد»

القطاع الزراعي أحد أسس التنمية في تونس (وزارة الفلاحة)
القطاع الزراعي أحد أسس التنمية في تونس (وزارة الفلاحة)
TT
20

شركات أهلية بحثاً عن حلول لبعض أزمات تونس التنموية

القطاع الزراعي أحد أسس التنمية في تونس (وزارة الفلاحة)
القطاع الزراعي أحد أسس التنمية في تونس (وزارة الفلاحة)

بالإعلان عن تشكيل أول «شركة أهلية» في تونس توكل إليها تنمية المناطق الفقيرة، تكون إحدى ركائز المشروع السياسي للرئيس التونسي قيس سعيد، قد وجدت طريقها للتنفيذ، في محاولة لحل المعضلة الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها البلاد منذ سنوات.
وفي هذا الشأن، أفاد أحمد شفتر، الناشط السياسي المساند لرئيس الجمهورية ولمسار 25 يوليو (تموز) 2021، في تصريح لـ«وكالة الأنباء التونسية» الرسمية، بأن «الشركات الأهلية تمثل محطة أولى في بناء الهوية التنموية المستقبلية لتونس». وأكد على هامش انطلاق أعمال ندوة علمية حول الشركات الأهلية، أن عدداً من الأساتذة الجامعيين أعدوا مداخلات علمية حول مميزات الشركات الأهلية وكيفية تأسيسها وتسييرها، وأهداف إنشائها.
واعتبر شفتر أن «الشركات الأهلية تختلف عن تشكيلات تنموية أغلبها منسوخ من تجارب أخرى، والتي لم تجد الحلول لتونس». وأضاف أن هذا النمط التنموي الجديد سيكون «تكريساً لمبادئ المشاركة في إيجاد حلول للمناطق المحلية وللبلاد، وتجسيداً لفكرة أن الشعب يريد ويعرف ما يريد، التي أطلقها مناصرون للرئيس سعيد».
وقال شفتر: «لا بد من التغيير نحو فضاء تنموي ومقاربات جديدة تنطلق من مطالب المواطنين واحتياجاتهم»، على حد قوله. وكشف عن وضع لبنات تأسيس ثلاث شركات أهلية في منطقة جرجيس (جنوب شرقي تونس)؛ الأولى ذات طابع إعلامي تثقيفي تعمل على إحياء التراث. والثانية ستتوجه للخدمات الفلاحية باعتبار أن في جرجيس مليوناً و700 ألف شجرة زيتون، بالإضافة إلى شركة ثالثة ستعمل على تثمين بحيرة «البيبان» التي تشكل ثروة بيئية طبيعية واقتصادية.
وفي السياق ذاته، كشفت صباح ملاك، والية نابل (شمال شرقي تونس)، على هامش ندوة جهوية نظمتها الولاية - المحافظة، بداية هذا الشهر حول الشركات الأهلية، أن «الأيام القريبة المقبلة ستشهد إطلاق أول شركة أهلية بعد أن بلغ التأسيس مراحله النهائية». وينطلق المشروع بإنجاز دراسة متكاملة للجدوى الاقتصادية والاجتماعية وطرق التمويل، وتكوين رأس المال التأسيسي، ليفتح بعد ذلك باب الاكتتاب للمواطنين على مستوى المنطقة، على ألا يقل العدد عن 50 شخصاً.
وكشفت عن إنشاء «أول شركة أهلية على أراضٍ تابعة للدولة على مساحة نحو 900 هكتار. وستتولى إنجاز ثلاثة مشاريع تنموية كبرى دفعة واحدة، منها الصناعي والسياحي والفلاحي والبيئي».
ورغم إمكانية مساهمة الشركات الأهلية في توفير فرص عمل وحل قسط من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، فإن عدداً من معارضي مشروع سعيد يشككون في إمكانية نجاحها، ويربطون بينها وبين تجربة «التعاضد» التي قادها أحمد بن صالح، وزير الاقتصاد في نظام الحبيب بورقيبة خلال عقد الستينات من القرن الماضي، وفشلت في تغيير واقع التنمية في تونس وأدت إلى محاكمة بن صالح وطرده من الحزب الحاكم.
وفي المقابل، يؤكد أنصار سعيد أن ما يقوم به الرئيس التونسي هو «ترجمة الشعارات إلى برامج من أجل المواطن داخل سلطة القرار، لتغيير واقع المناطق وخلق تصور تنموي يقوم على أن الجهة هي أساس التنمية في المستقبل».
ومن ناحيته، لا يخفي الطرف النقابي ممثلاً في نور الدين الطبوبي رئيس اتحاد الشغل (نقابة العمال)، أن الوضع في تونس معقد، وأن «مفتاح الخروج من الأزمة المركبة يتمثل في الانفراج السياسي»، مؤكداً أن «الوضع العام يخضع لعدة تأثيرات ناتجة عن وضع دولي مضطرب ومتأزم»، قائلاً إن الحكومة التونسية «متمسكة باللجوء إلى قرض صندوق النقد الدولي باعتباره الخيار الوحيد الذي تراه، فيما تسابق الزمن من دون أن تروج لذلك إعلامياً، لإطلاق عدد من مشاريع التنمية التي قد تقي البلاد شر الانفجار الاجتماعي».


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

تفاعل «سوشيالي» مع عودة حفيد الملك فاروق للإقامة بمصر

محمد علي حفيد الملك فاروق يقرر العودة إلى مصر (أ.ف.ب)
محمد علي حفيد الملك فاروق يقرر العودة إلى مصر (أ.ف.ب)
TT
20

تفاعل «سوشيالي» مع عودة حفيد الملك فاروق للإقامة بمصر

محمد علي حفيد الملك فاروق يقرر العودة إلى مصر (أ.ف.ب)
محمد علي حفيد الملك فاروق يقرر العودة إلى مصر (أ.ف.ب)

حظيت تصريحات الأمير محمد علي، حفيد الملك فاروق عن عودته إلى مصر بعد أن قضى معظم حياته في فرنسا، موطن والدته، بتفاعل «سوشيالي»، وانتشرت الأخبار والتعليقات حول هذا القرار، كما استعادت صفحات عدة زيارات سابقة للأمير إلى أماكن العائلة العلوية.

ويعدّ الأمير محمد علي هو الابن الأكبر لآخر ملوك مصر، أحمد فؤاد الثاني، الذي تولى العرش وهو ابن 7 أشهر، خلفاً لوالده الملك فاروق، في أثناء ثورة 23 يوليو (تموز) 1952، قبل قرار إلغاء الملكية في مصر عام 1953.

وأعرب الأمير محمد علي عن رغبته في العودة إلى مصر والاستقرار فيها بعيداً عن الأضواء، مضيفاً في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنه يسعى لإحياء سيرة الأسرة الملكية التي ظلت تحكم مصر نحو 150 عاماً.

وأشادت صفحة على «إكس» باسم «كنج فاروق» بزيارات الأمير محمد علي إلى مصر سابقاً هو وزوجته الأميرة نوال ظاهر، التي تنتمي لأسرة محمد ظاهر شاه، آخر ملوك أفغانستان في السبعينات من القرن الماضي.

الأمير محمد علي وأسرته لدى عودته إلى مصر (صفحة كنج فاروق على «إكس»)
الأمير محمد علي وأسرته لدى عودته إلى مصر (صفحة كنج فاروق على «إكس»)

كما نشرت صفحة على «إكس» باسم «منتصر الستينات» صورةً للأمير محمد علي وهو في زيارة لأحد المساجد التاريخية بالقاهرة في وقت سابق.

في حين كتب صاحب حساب باسم «خالد محمود» على «إكس» ملخص المقابلة التي أجراها الأمير مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، ونشر صوراً له وللملك فاروق، معلقاً: «عودة حفيد الملك فاروق إلى مصر... مصالحة تاريخية أم حنين إلى الماضي»، مبرزاً بعض الجمل الواردة في حوار الأمير من بينها: «مصر بالنسبة لوالدي وطن مفقود، وبالنسبة لي وطن مستعاد». وكذلك قوله: «أريد ببساطة أن أعمل على الحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي والفني للعائلة الملكية المصرية، ونقله إلى الأجيال القادمة».

وحكمت العائلة العلوية مصر منذ تولي محمد علي الحكم عقب الحملة الفرنسية في 1805، وقام ببناء نهضة مصرية في مجالات عدة، وظلت سلالته تحكم مصر تحت ظل السلطان العثماني باتفاق على توريث الحكم لأسرة محمد علي، حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، ورحيل الملك فاروق عن مصر، وتولي ابنه الملك أحمد فؤاد الثاني العرش وهو طفل صغير، حتى تَقرَّر إلغاء الملكية، وتحويل حكم مصر إلى النظام الجمهوري عام 1953.

وأرجع المتخصص في «السوشيال ميديا» والإعلام الرقمي، معتز نادي، سبب الاهتمام بعودة الأمير محمد علي في مواقع التواصل الاجتماعي إلى طبيعة الشخصية المتداول الحديث عنها، فهي قادمة من تاريخ يثير النقاشات حول تلك الحقبة.

الأمير محمد علي وزوجته الأميرة نوال ظاهر في زيارة للقاهرة (فيسبوك)
الأمير محمد علي وزوجته الأميرة نوال ظاهر في زيارة للقاهرة (فيسبوك)

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كما أن المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي يحاولون رصد كل ما هو جديد من صور أو فيديوهات تنتشر بسرعة البرق، فالحديث هنا عن شخصية لم تشهد مرحلة الطفولة في مصر ثم تعود الآن، فيكون التساؤل حول ما حدث لها، وكيف كانت حياة الأمير مع أسرته في الخارج وصولاً إلى زمننا الحالي وعودته، وبالتالي سيكون الأمير مادةً خصبةً للتداول الإعلامي والطلب على (رادار التريندات) حال ظهوره في لقاءات إعلامية أو عبر حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي».

وبرزت فيديوهات وصور على «السوشيال ميديا» لزيارات سابقة للملك أحمد فؤاد الثاني إلى مصر.

وحظي الملك أحمد فؤاد الثاني في عام 2014 ببطاقة رقم قومي، المهنة فيها «ملك مصر سابقاً»، ويزور مصر هو ونجله الأمير محمد علي في أوقات مختلفة، ويحرصان على زيارة مسجد الرفاعي بالقلعة، الذي توجد فيه مدافن الأسرة العلوية، وكذلك مسجد محمد علي بالقلعة، الذي يتضمَّن ضريح مؤسِّس الأسرة الحاكمة، محمد علي الكبير.

ويرى الأكاديمي المتخصص في التاريخ المصري الحديث، الدكتور أحمد غباشي، أن «عودة الأمير محمد علي ابن الملك أحمد فؤاد الثاني إلى مصر أمر طبيعي، لأنه في النهاية مصري الجنسية، وهذا هو وطنه»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «عودته نوع من الحنين، خصوصاً مع وجود كثير من التراث الخاص بالأسرة العلوية، مثل قصور عابدين والقبة ورأس التين، بالإضافة إلى بعض المساجد مثل مسجد الرفاعي المدفون فيه ملوك وأمراء الأسرة العلوية».

وتابع: «استقبال الشعب المصري أو حتى متابعي (السوشيال ميديا) للخبر يشبه استقبالهم للملك أحمد فؤاد الثاني حين يزور مصر بين وقت وآخر، وهي حفاوة تنم عن أصالة الشعب المصري».