ليبيا: تحذيرات أممية من هشاشة الأوضاع... وقطر على خط التهدئة

الدبيبة يقدّم أراضي للسفارات في العاصمة طرابلس

اجتماع رئيس البرلمان الليبي مع رئيس مجلس الشورى القطري في الدوحة (مجلس النواب الليبي)
اجتماع رئيس البرلمان الليبي مع رئيس مجلس الشورى القطري في الدوحة (مجلس النواب الليبي)
TT

ليبيا: تحذيرات أممية من هشاشة الأوضاع... وقطر على خط التهدئة

اجتماع رئيس البرلمان الليبي مع رئيس مجلس الشورى القطري في الدوحة (مجلس النواب الليبي)
اجتماع رئيس البرلمان الليبي مع رئيس مجلس الشورى القطري في الدوحة (مجلس النواب الليبي)

بدأ عبد الحميد الدبيبة رئيس «حكومة الوحدة» الليبية المؤقتة زيارة إلى السنغال (الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي)، في حين حذرت بعثة الأمم المتحدة مما وصفته بـ«الاستقرار الهش في ليبيا»، فيما أعلنت قطر دعم «تحقيق السلام في البلاد».
ونقل عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي عن حسن الغانم، رئيس مجلس الشورى القطري، الذي التقاه مساء أول من أمس، تأكيده «دعم بلاده لكل ما من شأنه تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا، وحرصها على سيادة ووحدة أراضيها، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق في الأمن والاستقرار وتحقيق الوفاق الوطني بين جميع مكوناته، والدعم الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
وقال صالح في بيان وزّعه مكتبه، إنهما بحثا في «آخر تطورات الأوضاع في ليبيا، وسبل تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين».
بدورها، حذرت بعثة الأمم المتحدة من أي أعمال تحريضية أو معلومات مضللة «قد تهدد» ما وصفته باستقرار ليبيا «الهش»، وكررت دعوتها للأطراف كافة لتجنبها.
ونفت البعثة مساء أول من أمس في بيان عبر «تويتر» صحة رسالة منسوبة للقائم بأعمالها ريزدون زينينغا، وقالت في المقابل، إنها «مزوّرة وعارية من الصحة، معربة عن أسفها لكون نشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة بات أمراً شائعاً في ليبيا في محاولة لتضليل الجمهور وحشد الدعم لمختلف القضايا السياسية».
إلى ذلك، أكد محمد حمودة، الناطق باسم حكومة الدبيبة، أنه بدأ زيارة إلى السنغال برفقة وفد وزاري بدعوة رسمية للقاء رئيسها ماكي سال، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.
وأعلنت حكومة الدبيبة، مساء أول من أمس، تخصيص أراضٍ لسفارات قطر، وتركيا، والإمارات، وأميركا في العاصمة طرابلس.
وقالت في بيان، إن مجلس وزرائها وافق على المعاملة بالمثل للدول التي توافق على تخصيص أراضٍ أو مبانٍ لصالح السفارات الليبية، مشيرة إلى أنه جار التنسيق مع وزارة الخارجية فيما يخص بقية السفارات التي تتعامل بالمبدأ نفسه.
وتقع المنطقة التي خُصصت للسفارات الجديدة ضمن مجمع حددته مصلحة الأملاك العامة شرق قاعدة معيتيقة بالعاصمة طرابلس.
واستغلت السفارة الأميركية إحياءها الذكرى السنوية لضحايا هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 الإرهابية، والسفير الأميركي كريستوفر ستيفنز، وثلاثة دبلوماسيين آخرين قُتلوا في هجوم إرهابي في 11 سبتمبر عام 2012 في بنغازي بشرق ليبيا، لتؤكد أنها «تعمل بلا كلل لمنع حدوث مثل هذه الأحداث المروعة مرة أخرى، وتجنّب تجدد العنف في ليبيا، من خلال مساعدة شعبها على استعادة الأمن والاستقرار من خلال تنظيم انتخابات حرة ونزيهة».
وقالت في بيان لها، مساء أول من أمس، إنه «بعد مرور 10 سنوات على المأساة، لا يزال فقدانهم محسوساً يومياً في بعثتنا. ونحافظ على ذكراهم وإرثهم على قيد الحياة من خلال مواصلة عملنا المشترك نحو بناء ليبيا حرة وديمقراطية، ومستقبل أفضل لأصدقائنا الليبيين».
وقاد السفير الأميركي ريتشارد نورلاند فريق السفارة الأميركية لدى ليبيا في دقيقة صمت لتكريم زملائه الراحلين.
إلى ذلك، أشاد عبد الله اللافي، عضو المجلس الرئاسي، بدور إيطاليا في تحقيق الاستقرار في ليبيا، من خلال العمل مع جميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية، على إجراء انتخابات التي يتطلع إليها كل الليبيين.
وأكد خلال استقباله سفير إيطاليا جوزيبي بوتشينو، اهتمام الرئاسي وتركيزه على استكمال ملف المصالحة؛ لكونه إحدى لبنات بناء الدولة، مشدداً على ضرورة إنهاء حالة الانسداد السياسي الراهنة، عبر حسم المسار الدستوري وتحديد مدد زمنية محددة للاستحقاقات الانتخابية.
ونقل عن بوتشينو تأكيده على استمرار دعم بلاده للمجلس الرئاسي، للعبور بالبلاد إلى بر الأمان، من خلال مشروع المصالحة الوطنية.
من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عائلات من مدينة أجدابيا فقدانها الاتصال بأبنائها الأربعة الذين خرجوا في رحلة للصيد في صحراء جنوب شرقي ليبيا منذ أيام عدة، مشيرة إلى أن التلفزيون التشادي عرض في المقابل صوراً لإيقافهم من السلطات الأمنية، واصفاً إياهم بالمتسللين غير القانونيين، وأنهم يمتهنون صيد الغزلان البرية والاعتداء على المحميات التشادية، وأن التحقيقات مع الليبيين الأربعة قد بدأت معهم بتهمة التسلل إلى تشاد.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

مصر تقترب من إسناد إدارة مطاراتها للقطاع الخاص

جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)
جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)
TT

مصر تقترب من إسناد إدارة مطاراتها للقطاع الخاص

جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)
جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)

اقتربت الحكومة المصرية من «إسناد إدارة المطارات للقطاع الخاص». ووفق متحدث مجلس الوزراء المصري، محمد الحمصاني، فإن «الحكومة في المراحل الأخيرة من وضع خطة أو برنامج طرح إدارة المطارات للقطاع الخاص، وسيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة».

وأعرب الحمصاني عن أمله في أن «يكون الطرح خلال 2025 يعقبه إعلان التوقيتات الخاصة بالتطبيق على أرض الواقع»، مؤكداً في تصريحات متلفزة، أخيراً، أن «الرؤية التي يجري الانتهاء منها تتم بالاتفاق مع مؤسسة التمويل الدولية، باعتبارها مستشاراً لبرنامج الطرح».

وكان رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قد التقى مطلع الشهر الحالي مسؤولي تحالف «مصري - فرنسي» لاستعراض مقترح مقدم للتعاون مع الحكومة في تشغيل وإدارة المطارات، بحضور وزير الطيران وعدد من المسؤولين، وهو التحالف الذي يضم شركة «حسن علام» المصرية، و«مجموعة مطارات باريس» التي أكد نائب رئيسها التنفيذي، خافيير هورستيل، رغبتهم في عقد «شراكات طويلة الأمد مع الحكومات ومشغلي قطاع الطيران حول العالم».

وبحسب بيان الحكومة المصرية، الشهر الحالي، فإن المجموعة الفرنسية المنضوية في التحالف «لديها شراكات مع 26 مطاراً في 18 دولة حول العالم، واستقبلت نحو 336.5 مليون مسافر خلال العام الماضي».

مصطفى مدبولي خلال لقاء «التحالف المصري - الفرنسي» مطلع الشهر الحالي (مجلس الوزراء المصري)

وعدّ وكيل لجنة «السياحة والطيران» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، أحمد الطيبي، أن «التوجه الحكومي لإسناد إدارة المطارات للقطاع الخاص يهدف إلى تحسين جودة الخدمة المقدمة في المطارات المصرية المختلفة»، مؤكداً أن الشركات التي تسند إليها مثل هذه الأعمال «تكون لديها قدرات تشغيلية كبيرة وتجارب سابقة».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الاستعانة بهذه الشركات ستجعل هناك تعاملاً مختلفاً داخل المطارات المصرية من جانب الإدارة والتشغيل، بالإضافة إلى العوائد المالية التي تسدد للحكومة مقابل حقوق الإدارة ونسب الأرباح التي سيجري الاتفاق عليها، فضلاً عما ستكتسبه العمالة الموجودة من تدريبات وخبرات جديدة، بجانب ما قد يتم من زيادات في الرواتب.

رأي يدعمه أستاذ التمويل والاستثمار في مصر، محمد باغة، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود القطاع الخاص سيؤدي إلى تحسين إدارة المطارات، وبالتبعية تحسين الإيرادات، فضلاً عن ضخّ رأس مال جديد بهدف التحسين والتطوير».

وأشار إلى وجود كثير من التجارب لدول حول العالم قامت بتفعيل شراكات مع القطاع الخاص، الأمر الذي أدّى إلى «تحسين في جودة الخدمة المقدمة وسرعتها»، ما ستكون له انعكاسات إيجابية على حركة السياحة والمترددين المتعاملين مع المطارات المختلفة.

مسؤولون مصريون خلال جولة تفقدية في مطار شرم الشيخ (وزارة الطيران)

وتعتزم الحكومة المصرية إتاحة الفرصة للشركات والتحالفات الدولية لتقديم عروض بشأن إدارة المطارات التي ستطرح في المرحلة الأولى، فيما نفت عدة مرات في وقت سابق ما تردد حول التوجه نحو «بيع المطارات»، مؤكدة أن الشراكات التي ستبرم مرتبطة بحقوق «الإدارة والتشغيل»، بما يسمح بتحسين جودة الخدمة المقدمة للمترددين على المطارات المختلفة.

وبحسب وكيل لجنة «السياحة والطيران» بـ«النواب»، فإن وجود القطاع الخاص بالمطارات والحرص على الاهتمام بالتطوير المستمر ومواكبة أحدث النظم العالمية، أمور تدعم الترويج للسياحة المصرية، خاصة أن المطار أول مكان يراه السائح وآخر موقع يتعامل معه، وبالتالي يجب أن يكون الانطباع عنه إيجابياً، مشيراً إلى أن «التغيرات التي حدثت في شكل وطبيعة الإدارة وطريقة تعامل الدولة مع القطاع الخاص، ستجعل هناك إصراراً على التمسك بنجاح التجربة وتحقيق أقصى استفادة منها».