تحذير من خلافة ثانية لـ«داعش» في مخيم «الهول»

خلال اجتماع «قسد» مع قائد القيادة المركزية الأميركية

صورة نشرها الحساب الرسمي للقيادة الأميركية على «تويتر» لزيارة كوريلا إلى مخيم الهول
صورة نشرها الحساب الرسمي للقيادة الأميركية على «تويتر» لزيارة كوريلا إلى مخيم الهول
TT

تحذير من خلافة ثانية لـ«داعش» في مخيم «الهول»

صورة نشرها الحساب الرسمي للقيادة الأميركية على «تويتر» لزيارة كوريلا إلى مخيم الهول
صورة نشرها الحساب الرسمي للقيادة الأميركية على «تويتر» لزيارة كوريلا إلى مخيم الهول

حذرت القيادة العامة لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، خلال اجتماعها مع الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية داخل مخيم الهول شرق سوريا، من نشاط الخلايا النائمة الموالية لتنظيم «داعش»، ومحاولات التنظيم السيطرة الكاملة على هذا المخيم القريب من الحدود العراقية، تمهيداً لإعلان النسخة الثانية من خلافته المزعومة.
وقالت «قسد»، في بيان نُشر على موقعها الرسمي (السبت)، إن مظلوم عبدي القائد العام للقوات، بحث خلال اجتماع مشترك مع وفد من القيادة المركزية الأميركية بقيادة الجنرال مايكل كوريلا، أوضاع المخيم المكتظ وسير العملية الأمنية التي أطلقتها قوات الأمن الداخلي في 25 من الشهر الماضي، لملاحقة وتعقب خلايا التنظيم.
وقال البيان، «قدمت قيادة القوات شرحاً مفصلاً للوفد الأميركي عن خطط عناصر (داعش) الإرهابية للسيطرة على المخيم»، والضغط على قاطنيه وتهديدهم للانضمام إلى خلايا التنظيم، «وارتفاع حالات القتل التي بلغت 44 منذ بداية العام الحالي، وطرق التعذيب الوحشية التي تعرض لها عدد من سكان المخيم على يد عناصر ونساء التنظيم».
وحسب بيان القوات، نقل الجنرال مايكل كوريلا، تعازيه لمقتل اثنين من مقاتلي «قسد» في اشتباك مسلح مع خلية إرهابية تابعة لـ«داعش» عند محاولتها الهروب من المخيم، وأكد على دعم ومساندة التحالف للجهود التي تبذلها «قسد» في الحرب ضد «داعش»، بشكل خاص في مخيم الهول. وشدد كوريلا على ضرورة منع التنظيم من تهديد سكان المنطقة، بما فيهم قاطني المخيم، داعياً الدول والحكومات التي لديها رعايا في المخيم لضرورة إعادتهم ونقلهم لبلدانهم والعمل على دمجهم في مجتمعاتهم المحلية.
ورداً على سؤال عن زيارة الجنرال مايكل كوريلا ولقائه القيادة العامة لقوات «قسد» داخل مخيم الهول، قال فرهاد شامي مدير المركز الإعلامي للقوات، إنهم قدموا معلومات استخباراتية وتبادلوا المعلومات التي تفيد بمحاولات عناصر التنظيم بالسيطرة عليه. وتابع في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الخطط تشمل عمليات الهروب من المخيم والتواصل مع جهات خارجية، كما عمدت الخلايا النائمة إلى إخفاء الأسلحة والأدوات اللازمة لتنفيذ جرائمها الإرهابية، مشدداً على أن «(داعش) يسعى لإنشاء جيل جديد من الإرهابيين، عبر استقطاب آخرين واستغلال قاطني بعض الخيام في التحريض والترويج للفكر التكفيري».
وتعهدت القيادة المركزية الأميركية، عبر بيان نُشر على حسابها الرسمي على موقع «تويتر» بعد زيارة كوريلا لمخيم الهول، بمواصلة العمل لمعالجة الأوضاع الأمنية في المخيم والظروف الإنسانية لضمان الهزيمة الدائمة لـ«داعش». وأشار إلى مساعي التنظيم لاستغلال هذه الظروف المروعة مع حوالي 80 ولادة شهرياً، حيث «يعد هذا المكان أرضاً خصبة للجيل القادم من التنظيم، حوالي 70 في المائة من السكان تحت سن 12 عاماً، هؤلاء عرضة للتطرف نظراً لنوعية حياتهم السيئة للغاية». وقال إنه لا يوجد حل عسكري للتهديد الذي يمثله مخيم الهول، مطالباً دول المنشأ بإجلاء رعاياها، مع التنويه بأن أكثر من نصف المقيمين هم من العراق.
وأسفرت العملية الأمنية في مخيم الهول منذ انطلاقتها في 25 من أغسطس (آب) الفائت، عن اعتقال 210 أشخاص مشتبه بتعاونهم مع التنظيم، والكشف عن 28 نفقاً، وإزالة أكثر من 110 خيام استخدمت مدارس شرعية حفرت تحتها خنادق وشبكات سرية، كما عثرت عناصر قوات الأمن على أسلحة وصناديق من الذخيرة ومعدات إلكترونية وهواتف نقالة وأجهزة كومبيوتر مطمورة تحت التراب.
من جانبها، أكدت مديرة مخيم الهول جيهان حنان، التي شاركت في الاجتماع مع الوفد الأميركي، لـ«الشرق الأوسط»، أن خلايا التنظيم تسعى للاستفادة من الظروف الإنسانية والمعيشية السيئة بالمخيم، في تجنيد المحتاجين تارة، واللجوء إلى الضغط والإكراه لتجنيدهم تارة أخرى، مشددة على أن الخلايا «تستغل الولادات المستمرة داخل المخيم لإنشاء جيل إرهابي جديد».
ونقلت المسؤولة بأن قوى الأمن عمدت إلى تجديد بيانات اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين خلال الحملة، «بمطابقة الأسماء الموجودة مع الأشخاص القاطنين داخل المخيم، بهدف حماية سكان المخيم وتوقيف كل مشتبه متورط في جرائم القتل وعمليات اعتداء».
ومخيم الهول الذي يقع على بُعد نحو 45 كيلومتراً شرق مدينة الحسكة يُعد من بين أكبر المخيمات في سوريا على الإطلاق، يؤوي نحو 56 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال، غالبيتهم من اللاجئين العراقيين ونازحين سوريين، كما يضم قسماً خاصاً بالعائلات المهاجرة من عائلات عناصر التنظيم، وهم 10 آلاف شخص يتحدرون من 54 جنسية غربية وعربية.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.